أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الجريمة التاريخية ج2














المزيد.....

الجريمة التاريخية ج2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4518 - 2014 / 7 / 20 - 10:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هذا المثال البسيط أردنا به فقط توضيح لمعنى تعارض الطبيعي مع الطبيعة وبما أن الإنسان كائن طبيعي وخاضع أساسا لجملة من قوانين الطبيعة سيكون محل تطبيق هذا المثال حاضرا ولحزم في بيان صورة وجوده , ولكن حينما يصر على انتهاك هذا القانون لا أظن أن أحدا ما يملك عقلا أن يتفهم أو يبر له هذا السلوك إنه الأنتحار لا أكثر , عندما يصر الإنسان أنه أكبر من واقعه وأنه لا بد من فرض هذا الأمر على الواقع سيصاب بتلك الخيبة عندما يطحنه الزمن وحركته الجبارة لأن الزمن لا يؤمن إلا بالحجوم الطبيعية التي يتعامل بها من خلال قوانين الفيزياء وقوانين الحركة , إنه لا يتعامل مع الرغبات والتطلعات الشخصية ولأن الزمن لا يفقه هذه الأمور سيعتبرها تعديا لقانون الطبيعة .
من المعروف أيضا ان حركة الإنسان مقسومة حسب دوافعها نحو وجهتين أو حسب القوى المحركة الذاتية إلى سلوكيات عقلية أعتبارية وإلى سلوكيات حسية نفسية , الأول تدفع وحسب تدرجات قوة العقل إلى سلوك التوافق مع الطبيعة لأنها تدرك أهمية وحساسية قانون التوافق وتعمل جاهدة لتسخير العقل من خلال وجود الإنسان للأستفادة منه في ضبط إيقاع الحياة الوجودية بما يؤمن للإنسان فرصة التطور الطبيعي أو حتى زيادة في التعجيل به .
بالمقابل هناك الدوافع النفسية التي تسوقها دوما قوة الأنا والتي هي أيضا تتدرج بمقدار ما تملك من دوافع من خلال نشأتها والعوامل التي تصوغ منها قوة مؤثرة في حياة الإنسان تبدأ من الأنا الطبيعية المتناظرة التي لا ترى في وجودها إلا حالة تساوي مع الأخر وهي الأنا الإيجابية التي تصلح لفهم قوانين الطبيعة وترادف العقل وتشاركه في هذا الفهم وهي ما تعرف بالأنا الواقعية .
على طرفي هذه الأنا هناك الأنا المستلبة والأنا المتضخمة وكلاهما وحسب تدرجات ما فيها من قوة تجنح الأولى للعبودية وقبول حالة أنها لا ترى في وجودها إلا محض وجود الأخر وتؤمن أن دورانها وتضائلها نحو الأخر هو سر ديمومتها أو أن هذا الحال هو من يؤمن لها البقاء السلمي أو قد تشعر بسعادة عندما تنتزع من حقها الوجودي لتسلمه للأخر .
أما الأنا الأخرى فهي الأشد فتكا وضرر من الثانية وإن كان وجودها متعلق بقدرة الأخيرة على الإنبساط والتمدد لأنها تتلمس فيها العذر وهي من تهيئ لها الأدوات والدعم ,الأنا المتضخمة التي تتحول مع المزيد من الإقرار والإذعان لها إلى قوة جبروتية طغيانية تدمر ذاتها وتدمر الوجود لأنها وبكل بساطة تريد أنت تخرج من حجمها الطبيعي بكل الوسائل لتنتهك طبيعية الوجود وقوانينه , هذه الأنا التي وردت في الصورة الدينة كمزاحمة لكل ما هو إنساني في رؤية الحدث التاريخي الأول بين ابني آدم وما جرى من اصطدام بين الطبيعة الأولى وبين هذه الأنا .
كانت تلك الجريمة التأريخية الأولى والتي لم يتعلم منها الإنسان أن ليس كل ما هو مفترض ممكن ولا كل ما هو كائن قادر على المقاومة مع قوانين الطبيعة , وتكررت الصورة وتشعبت وتنوعت مصاديقها لكن الإنسان الذي هو بطل هذه المعركة لم يستفيد من نتائجها لتحصين الأنا من طغيانها وهكذا تضخمت الجريمة مع النمرود ومع فرعون ومع كل الطغاة والجبابرة في التأريخ في مشهد مأساوي اختزنته ذاكرة الإنسان الضحية والجلاد ولكنه لم ولن يستفيد من الدرس , أن الطبيعة لا تسمح بالتعدي على قوانينها والتي تحفظ الوجود من التدهور بل تمشي دوما للأمام .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حروفك أمنا مريم
- لأطفال الله الذين يغتسلون بمطر من نار
- المدنية خيار الإنسان والسماء
- بشر وأي بشر ؟.
- اللا وعي ومفهوم اللا شعور
- الطبيعة والإنسان الكوني
- الطبيعة والإنسان الكوني
- النظم السياسية وقضية الإنسان ج3
- النظم السياسية وقضية الإنسان ج2
- النظم السياسية وقضية الإنسان ج1
- المدنية السياسية وأساسها الحضاري
- الدولة الإسلامية والدولة السلفية
- نبي المدافع
- إلى كل من يريد أن يجعل من المالكي مشكلة الوجود الأولى .
- خيار السلام وطريق المقاومة
- جاء وذهب
- الإنسان وحلم السلام
- الدين والفقراء والعرش
- الفكر الإسلامي ونظرية الموت قتلا
- هل يموت الدين ح3


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الجريمة التاريخية ج2