|
دور المثقف الملتزم بقضايا شعبه والأنسانية جمعاء
ابراهيم الخزعلي
(Ibrahim Al khazaly)
الحوار المتمدن-العدد: 4518 - 2014 / 7 / 20 - 01:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إن ما يجري اليوم من احداث على الساحة الدولية بشكل عام ومنطقة الشرق الأوسط بشكل خاص (مصر ، تونس ، ليبيا ، اليمن ، البحرين ، سوريا ، والعراق ) بالأضافة الى الأحداث المستجدة في أوكراينيا ، وكذلك الذي حصل في روسيا الأتحادية بخصوص مشكلة الشيشان المرتبطة ايضا بنفس العناصر الأرهابية التي نواجهها نحن اليوم . فكل هذا التوتر والفوضى والدمار والخراب المستشري في هذه البلدان كالنار في الهشيم ، ليس ببعيد عن الأطماع الدولية وتآمرها وما تخطط له من تقسيم المقسّم وتفتيت هذه الدول الى كيانات هشة ، إنطلأقا من مبدا ميكافيلي ( فرّق تَسُد) وفي مقدمة المؤامرة الدولية هي الولايات المتحدة الأمريكية والصهيونية العالمية وبريطانيا . فبعد أن ارتفع مستوى الوعي لدى الشعوب نتيجة التطور السريع لوسائل الأعلام السمعية والبصرية وثورة الأتصالات الألكترونية وشبكات التواصل الأجتماعي وكسر حاجز الهيمنة واختراق جدران السلطات المستبدة والدكتاتوريات التي تقمع ارادة الشعوب وتخدم مصالح اسيادها من اجل الحفاظ على عروشها وملذاتها ، فتحركت هذه الشعوب عبر الأتصالات الألكترونية في تحريك الشباب والهيجان في الشارع ، فسقط من سقط وفر من فر من الحكام العملاء ، بفعل ثورة الجماهير وغضبها ، ولكن القوى الأستعمارية والطامعة بخيرات الشعوب لم يرق لها هذا المشهد من تساقط الحكام العملاء الذين صنعتهم زمنا طويلا ، فسارعت في أنقاذ من بقي منهم على قيد الطاعة والذل ، وفي مقابل النهضة الشعبية والجماهيرية ونضالها ، عملت أجهزة المخابرات العالمية في تحريك عملائها ودفعهم في تحريك الشارع تماشيا لما يحصل من ثورة شعبية ، ولكن هذه المرة ان الثلة العميلة التي تلقت التوجيهات من اسيادها حركت الشارع لتقلب المعادلة من ثورة شعبية الى مؤامرة قذرة لأسقاط الحكومات التي تقف بالضد من الدول الأستعمارية الطامعة في خيرات الأمم ، وكذلك التي تقف في الخط المقاوم للمشروع الصهيو- أمريكي ، وجعلت من المؤامرة العالمية الوحشية على سوريا هي اولا احباط الروح الثورية في الشارع العربي الذي يناضل ضد الحكام العملاء ، هذا من جانب ، ومن الجانب الآخر إشغال الرأي العام العربي والعالمي في قضية سوريا ودعم المتآمرين الخونة ( ثوار فنادق الخمس نجوم ) بالمال والبنون والبنات ( المجاهدات بالنكاح ) . فالدول الكبرى التي تتدعي بحقوق الأنسان والديمقراطية بدت واضحة للأحياء والأموات ما تمارسه من إزدواجية في القيم والمعايير على الساحة بحق شعوبنا ومعناتنا وما نريده من عيش حر كريم وأمن وسلام ، وكل واع وصاحب ذوق ، لا ببغاء أو مرتزق ، يرى كل ذلك ببصره وبصيرته ، لا الذين يرون ببصرهم إلاّ أنهم عُمي البصيرة . فعندما رأت تلك الدول ذات الأطماع في خيراتنا وثرواتنا أن الشعوب المحرومة والمقموعة قد تحركت وكسرت حاجز الخوف والقمع ، مطالبة بحقوقها العادلة ، وان الحكام العملاء لها راحوا يتساقطون امام ارادة الجماهير وغضبها ، والباقون منهم ترتعش اقدامهم وتهتز عروشهم البالية فسعت ان تنقذهم وان تطيل في اعمارهم فارتأت أن تنيط بهم ( قطر والسعودية ) دور إبعاد كرة النار عنهم ورميها على من لايرغبون به هم وأسيادهم ، وثانيا خلط الأوراق والألتفاف على ارادة الجماهير وعلى ثوراتها في بث روح الفوضى والشغب في الشارع من خلال العملاء الصغار الجرذان بين الأوساط الشعبية ، وكذلك ضعاف النفوس وتحريك الجماعات السلفية في التصادم مع الشباب الثوري المتطلع لغد افضل ،كي لا يحصل توحيد الصف الوطني ، وكما ان ثورات الفيس بوك الشبابية لم تكن تحمل برنامج عمل نضالي واضح ، لأنها لم تكن ذات توجه واحد ومنظم فعلى سبيل المثال تونس ومصر واليمن وليبيا . فكل الأحداث التي تجري على الساحة في البلدان التي شهدت التحرك هي متشابهة في نقاط عديدة ، ألا وهي فقدان حكوماتها في السيطرة على الشارع ، وحالة الفوضى والأرتباك وفقدان الأمن ، وكذلك التشابه والترابط في العناصر والجماعالت التي تعبث فسادا وإرهابا وقتلاْ وتخريبا ودمارا مدعية الجهاد في سبيل بناء (دولة الخلافة الأسلامية ) وهذا أن دل على شئ إنما يدل على السيناريو الواحد والجهات التي صاغت هذا السيناريو ولملمت ودعمت واستجلبت من كل حدب وصوب العناصر التي تقوم باداء الدور المناط بها للعمل بالسيناريو وتحت شعارات وتسميات مختلفة في الظاهر ومتفقة في الجوهر ، وهو كمقدمة لتحطيم كيانات دول المنطقة سياسيا واقتصاديا وثقافيا ، وتفكيك الأواصر والروابط الأجتماعية بإ ثارة النعرات الطائفية والمذهبية والعرقية ليتسنى لتلك الدول الطامعة تحقيق مآربهم الخبيثة وأطماعهم الدنيئة ، وفي الوقت نفسه فهي تتلبس بلباس الراعي للسلام والمحارب للأرهاب والأرهابيين . ياترى من هي الجماعات الأرهابية ؟ ومن أين جاءت؟ وهل وجدت بطفرة وراثية ؟ أم أنها كافلونزا الخنازير أو الطيور أو جنون البقر؟ حيث يظهر الوباء بشكل مفاجئ ويتسبب في حالة الخوف والرعب والحذر ( ولو أن هناك آراء تشكك في المبالغة الدعائية في هذه الأمراض ، وتعتبر أن وراءها شركات رأسمالية تسعى في تحقيق مكاسب ربحية خيالية ) وأما في ما يخص المجموعات الأرهابية ووبائها الخطير ، والذي لم يأت صدفة ولا بغتة ، وهذا ما لا شك فيه . مع العلم أن الولايات المتحدة الأمريكية والدول الراعية للأرهاب والأرهابين متناقضين في التصريحات من حيث يعلمون او لا يعلمون ، وفي ذات الوقت ترى تلك الدول التي تقف وراء الأرهاب تتظاهر امام الرأي العام العالمي وكأنها لم تكتشف بعد لقاحا ضد وباء هذا الغول الفايروسي ( الأرهابي ) المستشري في كل بقاع الارض ،ليتم القضاء عليه نهائيا ، متجاهلين ان شعوب العالم تعلم علم اليقين من يقف وراء هذا الوباء الأرهابي ومن أوجد عناصره ومن يرعاه ويوجهه .فهم تارة يطلققون على هذه الزمر( بالأرهابية ) ، وتارة بالجهادية ( وثوار) حسب ما تقتضيه الحاجة والمصلحة . فعندما بينا المؤامرة الدولية وأشرنا الى الجهات التي أوجدت هذه الفيروسات (الأرهابية ) وصنّعتْها في مختبرات (تورو بورو) ضد الأتحاد السوفيتي أنذاك ، حيث أطلقت على هذه الزمر الفيروسية الأرهابية (المصنّعة ) القاعدة وطلبان . وأود ان اشير بأننا هنا لا نتهم الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وبريطانيا جزافا ، وانما هو وضوح الجناية باعتراف الجاني ، مثلما تعرف الشمس بضوئها .والذي يثبت صحة ما نطرحه هو تصريح وزيرة خارجية الولايات المتحدة الأمريكية أنذاك هيلاري كلينتن حيث قالت ( ان امريكا هي التي صنعت القاعدة باستيرادها الحركة الوهابية) وبإمكان اي شخص ان يرى ذلك على اليوتوب تحت عنوان ( وزيرة خارجية امريكا تعترف ان القاعدة صناعة امريكية ) . نعود ونتساءل من هم هؤلاء الذين ابتلينا بهم ( داعش وأخواتها ) ؟ أليست هي من صنف تلك الفايروسات المخصبة في مختبرات ( تورو بورو المظلمة ) وتم إستخدامها هنا وهناك لنشر الوباء والخراب والدمار ؟ وما ذا يقصد ما يتداوله المحللون السياسيون وما تنشره الصحف ووكالات الأنباء بالخلايا النائمة ؟ واين هي ؟ ومن الذي ينومها ولماذا؟ ومن الذي يوقضها ولماذا ؟ فهل هم كأهل الكهف أنامهم الله ثم أيقضهم ؟ ولكن أؤلائك الفتية( اهل الكهف) ليسوا كذلك ، فهم فروا من الظلم والجور والرذيلة والأنحطاط ، رفضا منهم للعبودية وحين استيقضوا لم تخطر على بالهم وأذهانهم أية نية سوء ولا بادرة شر ، ولا أية خطوة باتجاه الظلم والجور الذي فروا منه وتغيره بالأرهاب والقتل والرعب وسفك الدماء . كلا .. ان ما أسهبت وأطنبت في الحديث عنه هو ليس باكتشاف جديد ، أو خفي على أحد وبالخصوص الشريحة المثقفة من سياسيين وأدباء ومفكرين . ولكن الذي يؤسفنا ويحرق قلوبنا هو ما نمر به من مؤامرة شرسة تواجهنا جميعا ، لتدمرنا وتمزقنا وتفتتنا ، والأكثر أسفا وألما وحرقة هو أن بعضا من الشريحة المثقفة الواعية ، والتي ليست من تلك الثلة الأنتهازية والوصولية والمرتزقة والمتطفلة على الثقافة وقدسيتها وقيمتها الأخلاقية والأنسانية والمبدئية . نحن نقصد ذوي التاريخ النضالي المشرف من المثقفين ، وذوي التحليل العلمي والمنطقي للواقع ولأية ظاهرة سياسية أو إقتصادية أو ثقافية أو إجتماعية ، فالذي يؤسفنا أننا نرى هذه النخبة من المثقفين وكأن العاصفة الصفراء شوشت على رؤاهم التحليلية لما يمر به شعبنا ووطننا ، فنراهم وللأسف الشديد ينجرون وراء التضليل الدعائي والأعلام المأجور والمدفوع الثمن في حجب الحقيقة وإشغال الرأي العام العالمي والداخلي بحجج واهية وأكاذيب صلعاء . فالبلاد والعباد والأخضر واليابس والبشر والشجر والحجر يحترقون بنيران قوى الشر والظلام وشذاذ الآفاق والمجرمين والقتلة المتمثلة بداعش وجرذان النظام المقبور ، ويا للأسف ان بعض مثقفينا المحترمين أثرت على أبصارهم وليست على بصيرتهم وهم ذوي الفكر النير ، اثرت عليهم هذه الريح الصفراء وراحوا يعزفون على نفس الوتر النشاز في الوقت العصيب وهم يرددون على ان المشكلة تكمن في رئيس الوزراء نوري المالكي ، وبنفس النبرة واللحن والأيقاع الذي يردده اذناب النظام المقبور والثلة المعادية للعملية الديمقراطية الفتية في العراق عن قصد أو بدون قصد مع أؤلائك الذين يعزفون على أوتار الجحيم والذين يقرعون طبول الحرب والموت والدمار كما كانوا بالأمس المظلم يقرعونها للذين يذبحوننا ويقتلوننا في وسط من مقابر جماعية وأحواض أسيد وحروب هوجاء مع دول الجوار، وفي حلبجة والأهوار والأنفال ، فكل هذه الصور شواهد العصر على تلك الجرائم التي أرتكبت في حقبة الدكتاتورية المجرمة ، وهذه ليست ظاهرة منحصرة في النهج الدموي الصدامي وزمرته المجرمة فحسب ، فمنذ أوائل الخمسينات وتآمرهم الوقح والمسموم على الحركة الثورية العراقية ، حتى توجوا قبحهم وتآمرهم ونذالتهم بالجريمة الكبرى على ثورة 14 من تموزالمجيدة في الثامن من شباط الأسود بالتعاون مع أجهزة المخابرات الأمريكية والبريطانية ، وقد صرح بذلك علي صالح السعدي حين قال ( نحن جئنا بقطار إنجلو أمريكي ) ، ويعجز اللسان عما إرتكبوه إثناء الأنقلاب الدموي وبعده من جرائم شباط بواسطة الحرس اللاقومي ، ونتيجة إسرافهم في الجريمة وانحطاطهم في السلوك مما دعى شريكهم في الأنقلاب الأسود عبد السلام محمد عارف الى عزلهم عن الحكم ، ولكنهم وكما هي عادتهم وسلوكهم التآمري القذر ، بدؤا بتدبير مكيدة للتخلص اولا من عبد السلام عارف ، بتفجير مروحيته وبعدها التفافهم على اخيه عبد الرحمن محمد عارف حتى عادوا الى الحكم من جديد الى سماء العراق بغيمتهم السوداء في 17 تموز 1968 ليحجبوا النور ويمارسوا في الظلام حقدهم وغيهم وعدوانيتهم ، فازداد إجرامهم ووحشيتهم وخستهم أكثر بكثير مما سبق من تاريخهم الدموي والأجرامي ، بدءا بالمشانق التي نصبوها في ساحة التحرير ، والأغتيالات التي طالت حتى عناصرهم وشركائهم في المسيرة الدموية في التآمر والغدر ، فالشارع العراقي والبيت والمقهى والمدرسة والمسجد ، كلها موبوءة بالجرذان النتنة التي تتربص بالناس فتزكم انوفهم بالعفونة ونفوسهم بالرعب والقلق وعدم الراحة . ولم تقف ممارسات البعث القذرة عند هذا الحد وانما جرذ الحفرة ازاح احمد حسن البكر واستولى على السلطة بامر من اسياده وبدءها بالحرب على الجارة ايران وثورتها الفتية التي قضت على اكبر عميل للغرب في المنطقة (شاه ايران ) محمد رضا بهلوي وكما رفعت اول علم فلسطيني على السفارة الأسرائيلية في طهران بعد ان حولتها الى سفارة فلسطينية ، وكانت حرب جرذ الحفرة على ايران من اطول حروب القرن المنصرم ، حيث دامت ثماني سنوات راح ضحيتها خيرة ابناء شعبنا ، بالأضافة الى تدمير العراق اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وثقافيا . وبعد ان وضعت الحرب الرعناء اوزارها على ارض اليباب ، لم تنطفئ نار الحقد والضغينة والجنون في كوامن نفس الجرذ الشريرة ، فتوجه بها هذه المرة على الكويت وفعل ما فعل من استهتار وضرب للقيم والأعراف والمواثيق الدولية ، فاستباح دماء ابناء الكويت الشقيقة وأنتهك اعراضهم واستلب املاكهم ، حيث كان الثمن الذي دفعه شعبنا ووطننا غاليا في الحرب التي شنها تجار الحروب تحت ذريعة إسترجاع الكويت الى اهلها بعد ان دفعوه هم لتلك الجريمة في إحتلال الكويت ، أو الحرب التي شنها على ايران وثورتها الفتية التي ضربت مصالحم المعقودة مع عميلهم الشاه أنذاك ، فدعموا جرذ الحفرة بكل ما لديهم من قوة ، لا حبا به وانما حقدا على الثورة الفتية في ايران وتدمير القدرتين العسكريتين الأيرانية والعراقية معا انذاك . وحصيلة تحرير الكويت فرض تجار الحروب وقوى الشر العالمية بما يسمى الدول الكبرى ، حصارا ظالما على ابناء شعبنا ووطننا لما ارتكبه عميلهم الجرذ بدفع منهم في احتلال الكويت . ومن ثم هزيمته النكراء امام التحالف الدولي ، وفراره مرعوبا كعادته ، ناسيا شعاراته وعنجهيته الرعناء حتى فراره الأخير للحفرة النتنة التي ولد فيها واختبأ بها واستخرج منها ، تاركا الوطن للغزاة الطامعين ، خوفا على نفسه المريضة وروحه الشريرة ، غير مكترث ولا مبال لما جلب من ويلات ومصائب وخراب ودمار للشعب والوطن هو و جرذانه الذين أبدعوا بالجريمة وفازوا بالهزيمة ، فنالوا لعنة الله والتاريخ والخزي والعار الذي يلاحقهم الى الأبد . فالذي يمر به وطننا وشعبنا منذ اندحارجرذ الحفرة في 2003 ولحد الآن من قتل وذبح وارهاب ومعاداة للعملية السياسية والديمقراطية الفتية التي طالما حلم بها ابناء شعبنا وناضل من اجلها طويلا وتقديمه الشهداء تلو الشهداء لذلك ، هو ما يقوم به هم انفسهم اذناب الجرذ المقبور ، وكم من مرة وقعت مجاميع من الأرهابيين القتلة في قبضة العدالة واعترافاتهم امام الشاشة على الجهات والأشخاص الذين دفعوا بهم لأرتكاب الجريمة ، في الوقت الذي يدفعون بهذه الزمر الأرهابية من هم مشاركين في العملية السياسية ، امثال ( الهاشمي ، والدايني ، والعيساوي واحمد العلوان ووووو وهم كعادتهم التي يشهد الله والتاريخ عليهم وعلى خستهم وجرائمهم التي لا توصف ، فمن صفحة سوداء الى صفحة اكثر سوادا ، ومن جريمة دموية الى إجرام اكبر دموية . فبالامس هم وسيدهم الجرذ المقبور مهد الطريق وعبّده بجرائمه للغزاة المحتلين من امريكان وغيرهم ، واليوم وبذات الخسة التي تأصلوا عليها وبالأسلوب عينه في تعريض الوطن وشعبه للغدر والنهب والسلب والجرائم البشعة التي يقومون بها بالتعاون مع الأجانب من افغان وشيشان وجنسيات مختلفة ، متلبسين بالدين واللحى الوسخة وجلابيب القرون الوسطى ، فسلموا الموصل الحدباء الى زمر الظلام والتخلف والجريمة ، وفي مقدمة هذا الغدر والخسة والعار والخيانة والتي لا يغفرها له الشعب والتاريخ هو المجرم الفار ( أثيل النجيفي ) الذي كان دائما وابدا يتهم الحكومة المركزية بالصفوية والرافضة ، والجيش العراقي هو جيش المالكي . وبعد كل ممارساته القذرة لم يردعه وازع من ضمير ولا ذرة من شرف في تسليمه موطن ولادته وابناء جلدته الى قوى داعش الأرهابية المجرمة . فالوطن لا يبنيه الخونه ولا الجبناء ولا القتلة والجلادين ، فالعناصر الجبانة والغادرة لا تمتلك الروح الخيرة ، ومن لا خير فيه لا يحب الخير لغيره . فالعراق اليوم شعبا ووطنا امانة باعناق القوات المسلحة الباسلة والمثقفين الشرفاء الملتزمين بقضية شعبهم ووطنهم ، من سياسيين ومفكرين وادباء ، فعلى المثقف و السياسي والأديب والمفكر والفنان والصحفي أن يرتقي بالمستوى الرفيع بالوطنية ونكران الذات وحب الوطن والحس والشعور العالي بالمسؤلية ، والأدراك والفطنة والتفاعل مع ما يجري على الساحة وما يواجهه وطننا وشعبنا وما يدور من حولنا من مستجدات تآمرية على وطننا الحبيب ، والتصدي بالموقف الشريف وبالكلمة الصادقة والقصيدة والمقالة والنقد والتحليل واللوحة والبوستر والكاركاتير ووسائل الأعلام المختلفة ، وفضح كل من يدعم الأرهاب والتآمر والخيانة ، وكل من يشوه الحقائق وما يجري على الواقع من احداث ، فليس من الجميل ولا من اللائق ممن يطلق عليهم صفة المثقف وهم يقفون موقف المتفرج ، ولم تبدر منهم اية مقولة أو أي رأي . والأقبح والأشنع من كل ذلك أن ترى أشباه المثقفين وأنصافهم يقفون وبكل وقاحة وخسة الى جانب تلك الأيادي التي تذبح وتقتل وتفجر وتخرب وترعب ، ويعطيها صفة ( الشر) عية و(الثور) ية ، يدفعهم الغل والحقد والنفس اللئيمة ، متناسين ما يدّعون به ، وما يطلقون على أنفسهم من صفة (المثقف) وكأنهم يتجاهلون ما تعني هذه المفردة ( المثقف) من قيمة أخلاقية ووجدانية ورسالة إنسانية ومعرفية ، وأبعاد جمالية خلاقة من أجل الخير والمحبة والعدالة والمساواة ، ولا أشك في قولي حين أقول أن هؤلاء ( أشباح) المثقفين و(أنطافهم ) ، هم من تلك البقايا الرثة والمتهرئة التي هرجت وطبلت وتغنت وتراقصت لليد التي كانت تذبح بأبنائنا وأطفالنا ونسائنا ورجالاتنا في الحقبة السوداء في عهد الجرذ المقبور، ومن غباء هؤلاء (أشباح المثقفين وأنطافهم )أنهم يتصورون بدعمهم لتلك المسوخ البشرية المنقرضة التي أستجلبوها من كهوف ( تورو بورو ) المظلمة ومن الفارين من الموت الحتمي في سوريا ، عسى ولعل أن يعود من بقي من أولياء لقمتهم المفقودة وملذاتهم الدنيئة ، ولكن هيهات ..هيهات ..هيهات .
الدكتور ابراهيم الخزعلي 19/07/2014 [email protected]
#ابراهيم_الخزعلي (هاشتاغ)
Ibrahim_Al_khazaly#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وصايا أم- شعر شعبي
-
تموتُ القردة
-
مثل الغيمة من ترعد - شعر شعبي
-
مرثية الى الأنسانة والأديبة فاطمة العراقية
-
قصيدة شعبية - آذار
-
إغتيال ثورة
-
قصيدة - سبع قرارت لسقوط عرش السلطان
-
عام الغضب
-
اذا الشعب يوما أراد الحياة
-
قصيدة - أسْتَغْفِرُ الله
-
قصيدة - عيسى يَكْسِرُ صُلْبانه
-
قصيدة - مراثي الحب السرمدي
-
قصيدة - تراتيلُ الوَجَع المكْنون
-
قصيدة شعبية - وصية أم
-
ألفَ مَرْحى يا عراق
-
قصيدة شعبية - أغنية آذار
-
أغنية للميلاد والربيع
-
شعر شعبي - ياليل الهجر ياليل
-
ذاتَ صباحٍ أسْود
-
أسْتَغْفِرُ الله
المزيد.....
-
من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا
...
-
ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا
...
-
قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم
...
-
مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل
...
-
وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب
...
-
واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب
...
-
مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال
...
-
-استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله-
...
-
-التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن
...
-
مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|