قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)
الحوار المتمدن-العدد: 4517 - 2014 / 7 / 19 - 21:42
المحور:
المجتمع المدني
سيسجل التاريخ انه في ظهيرة اليوم القائظ (السبت 19 تموز 2014) خيّر المسيحيون في الموصل..عبر مكبرات الصوت في المساجد ،بين ان يعتنقوا الاسلام او يدفعوا الجزية او الخروج من منازلهم بملابسهم دون امتعة،ومن لم يلتزم بذلك يكون مصيره القتل بوصفه مرتدا..فغادروها،من هم ورود العراق وعطره، مشيا على الأقدام متوجهين الى دهوك وأربيل،واخذوا منهم سياراتهم ومصوغاتهم وأموالهم..وأن هذا جرى والحكومة في بغداد لم تحرّك ساكنا..برغم مناشدات من داخل الموصل وخارجها.
وكانت الموصل،ثاني اكبر مدينة في العراق، قد سقطت في (9حزيران 2014) بيد حماعة مسلحة تطلق على نفسها (الدولة الاسلامية في العراق والشام)..في واقعة هي اقرب الى الخيال منها الى الواقع،حيث انهزم جيش وشرطة تعداده مائة الف امام ثلاثة الآف مسلح يركبون سيارات بيكاب هربت امامها دبابات عسكرية مجهزة بأحدث الاسلحة..وكانت تلك اوجع هزيمة للجيش العراقي واقبح عارا لمن كانوا يتولون قيادته العليا.
وسيسجل التاريخ ان هذه الجماعة اعلنت على لسان من منح نفسه لقب خليفة المسلمين(ابو بكر البغدادي) عن اقامة ما اسمته (دولة الخلافة الاسلامية) ومركزها مدينة الموصل..وقام افرادها بكتابة حرف (نون)على كل بيت يسكنه مسيحيون اشارة الى انهم (نصارى)..وكتابة حرف (راء) على كل بيت يسكنه شيعة اشارة الى انهم (روافض)..افتوا بابادتهم لأنهم اشد خطرا من اليهود.وانه بعد هذا اليوم (19/تموز/2014) ستعود ملكية جميع بيوت المسيحين في الموصل الى (عقارات الدولة الاسلامية)..وان الكنائس الثلاثين التي يعود تاريخ عدد منها الى 1500 سنة..ستهدم..وانه في هذا اليوم ايضا ..احرقت ثلاث منها.
سيقرأ الأحفاد قباحاتنا وسخافاتنا وسيخجلون منّا ان اجدادا لهم كانوا بمثل هذه الهمجية والبشاعة ،وان اجدادا لهم تولوا السلطة فانشغلوا في خلق انتاج الازمات، وسرقة ما يعادل ميزانيات دول، وانهم عزلوا انفسهم عن الناس في منطقة محصنة يعيشون حياة الرفاهية وتحميهم اقوى دولة في العالم،تاركين شعبهم للموت والفقروالجوع..وأنهم هيئوا الفرصة لبرابرة تحتل مدنهم لتقيم فيها (دولة)..تتدلى من عنق وطن كان يعد الأعرق والاجمل لتحني ظهره وتوجع خاصرتيه.
يالقباحاتكم،داعش والحكومة،واللعنة على كل من كان السبب في هذا العار والدمار وسفك دماء 5500 عراقي..فقط في الاشهر الستة الاولى من هذا العام المشؤوم
#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)
Qassim_Hussein_Salih#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟