أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - باسم أبو شارب - المشهد الاخير للاقدام الصغيرة














المزيد.....


المشهد الاخير للاقدام الصغيرة


باسم أبو شارب

الحوار المتمدن-العدد: 4517 - 2014 / 7 / 19 - 02:34
المحور: القضية الفلسطينية
    


مجزرة أطفال عائلة بكر
المشهد الأخير للأقدام الصغيرة


كفراشات جذلى يحلقون .. تكاد ضحكاتهم الطفولية وصرخاتهم المرحة تتجاوز رمال البحر الى الطريق العام , فهاهو إسماعيل يركل الكرة لعاهد الذي يرسلها بسعادة لتدور في الهواء قليلا قبل أن تسقط عند قدمي محمد الذي بدوره يحتضن الكرة مبتسما ثم يركلها ركلة خلفية الى منتصر, وبعد ذلك يغيب الأطفال الأربعة في موجة ضحك هستيرية, بينما نسمات البحر تداعب خصلات شعرهم المتناثرة.
كانت عينا المحتل القاتل القابع على ظهر الزورق الحربي ترقب هذا المشهد عن كثب, يكاد الغيظ يقتله, كيف لهؤلاء الأطفال من عائلة بكر الذين لا تتجاوز أعمارهم العشرة أعوام, كيف لهم أن يصنعوا الفرح, وكيف يرسمون السعادة واقعا على شاطئ غزة؟!!
أمر لافت ومحير له , يشعر بدوار خفيف , تتقافز الأفكار الى رأسه, ولسان حاله يقول: رغم الحرب الطاحنة الجارية حاليا على قطاع غزة ,, نحن المحتلين الغرباء تحت الأرض .. رجالنا يصرخون بهلع , ويرتعشون في رعب داخل ملاجئ محصنة , في حين أن اللاجئين المحاصرين المنهكين, ينتشرون قي الأزقة والشوارع , ويتجمعون فوق الأسطح وخلف النوافذ , يكبرون ويهللون .. بل قد يقول أحدهم نكتة أو يلقي دعابة غير آبه بغربان الموت التي تحوم فوق رأسه !!!
وتغلي الدماء في رأس المحتل القابع على ظهر الزورق الحربي , بينما تواصل أفكاره العنصرية المسمومة الزحف نحو دماغه .. ويتساءل بغيط اكبر, لماذا لا يخشانا هؤلاء الفتية الصغار الأعداء؟!! ربما هذا هو الفارق بيننا كلصوص وطن ليلهم في البارات والحانات وفطورهم في أرقي الفنادق والمطاعم , وبين عشاق وطن وأصحاب قضية سحورهم تحت القصف والغارات وإفطارهم على الدموع والشموع !!.
هز المحتل رأسه بقوة لطرد هذه الأفكار التي اجتاحته وأربكت عقله , وأطلق سريعا قذيفة من زورقه الحربي نحوهم , فيما عيناه تبرقان بوميض غريب مخيف, لكن القذيفة سقطت بجوار الأطفال الأربعة الذين شعروا بالهلع والرعب فهربوا سريعا من المكان يلهثون بحثا عن الأمان , لكن المحتل لم يسمح للبراءة بإكمال طريقها نحو ملجأ امن ، فلاحقهم بقذيفة أخرى, حولت أجسادهم الغضة الى أشلاء متناثرة فوق رمال بحر غزة, فيما ازداد بريق عينيه , وانتفخت أوداجه بشكل قد يعجز اكبر الخبراء والمحللين والأطباء النفسيين في العالم عن تفسيره وفهمه وعلاجه!!
يبدو أن الصورة الزاهية للبراءة والمرح والطفولة للأشبال الأربعة من عائلة بكر, إسماعيل وعاهد ومحمد ومنتصر, كانت أطهر وأنقى وأكبر من أن يحتملها هذا المحتل الذي ربما كان اسمه موشيه أو مناحيم أو باروخ أو مزراحي , لكن يبقى السؤال الكبير, هل لديه أطفال؟! وهل سيحتضنهم عندما يعود الى بيته في الإجازة؟ّ! هل سيضمهم بقوة الى صدره دون أن تباغته عيون أطفال عائلة بكر الأربعة , وهم يوجهون إليه النظرة الأخيرة قبل الموت بشظية وعشرين ثانية , والتي تحمل خليطا من الدهشة والتحدي وكثيرا من الاحتقار؟!!!



#باسم_أبو_شارب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها المحتلون ... لا تدفعونا للانتحار
- معلش إحنا بنتبهدل
- خطة طريق .. لوأد الحريق


المزيد.....




- رغم الحذر السائد قبيل قرار ترامب مؤشر أسهم أوروبا يقفز لمستو ...
- قراءة الإعلام المصري لصورة السيسي في -جيروزاليم بوست- الإسرا ...
- قوات كييف تقصف جمهورية دونيتسك بـ 119 مقذوفا في غضون 24 ساعة ...
- وزير الخارجية الأمريكي ونظيره السعودي يناقشان مستقبل غزة وال ...
- فوتشيتش يصف الاحتجاجات في صربيا بأنها محاولة لتدمير البلاد م ...
- أنباء أولية عن سقوط قتلى في تحطم طائرة في فيلادلفيا الأمريكي ...
- إعلام أوكراني: سماع دوي انفجارات في كييف ومقاطعتها
- المبعوث الأمريكي الخاص: إنهاء الصراع في أوكرانيا يصب في مصلح ...
- تاكر كارلسون: زيلينسكي باع أوكرانيا وتحول إلى خادم للغرب
- -إم 23- تواصل زحفها شرق الكونغو الديمقراطية


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - باسم أبو شارب - المشهد الاخير للاقدام الصغيرة