تيلي امين علي
كاتب ومحام
(Tely Ameen Ali)
الحوار المتمدن-العدد: 4516 - 2014 / 7 / 18 - 17:17
المحور:
القضية الكردية
لا يختلف اثنان في كردستان او غيرها ، ان السيد جلال الطالباني مارس دورا مشهودا في قيادة الحركة الكردية ، ويعتبر احد رموز هذه الحركة . ولهذا السبب يكن شعب كردستان الاحترام له ، وهو سعيد بعودته من رحلته العلاجية الطويلة في المانيا ، والشعب الكردستاني برمته متلهف للاطمئنان على صحته ويدعو الله ان يمن عليه بالشفاء العاجل ، والعودة الى الساحة السياسية وممارسة دوره القيادي الرائد . ان وجود مام جلال ، بلا شك ، في الساحة السياسية الكردستانية ، مبعث اطمئنان لشعبنا لانه يدرك ان سيادته ، وفي كل قراراته ، يستهدف مصلحة الشعب الكردي العليا ، ولذا تكون قرارته موضح احترام وقبول .
لكن الاعلان عن عودته في هذه الايام بالذات ، وفي الوقت الذي تسببت عقيلته هيرو خان في ازمة شديدة داخل الاتحاد الوطني الكردستاني وانقسامه الى اجنحة وتيارات ، وخاصة فيما يخص موضوع ترشيح خليفة له في رئاسة جمهورية العراق ، واصرارها على تولي محافظ كركوك نجم الدين كريم لهذا المنصب رغم معارضة اجنحة عديدة من الاتحاد الوطني وعدم مقبوليته من عديد من القوى السياسية الكردستانية الاخرى، يثير تساؤلا يدعو الى الريبة في توقيت زمن عودة الطالباني .
كما يبدو ، وكما اشارت بعض الاخبار المتسربة ، ان نجم الدين كريم وبالاتفاق مع السيدة هيرو خان وبتشجيع ودعم من نوري المالكي ودولة جارة ، قدم ترشيحه لمنصب رئيس الجمهورية دون موافقة المكتب السياسي للاتحاد الوطني ، ومعارضته رسميا لهذا الترشيح . وفي خضم المناقشات الجارية في المكتب السياسي للاتفاق على مرشح يحوز على رضى الاتحاد الوطني والقوى السياسية الاخرى ، اعلنت عائلة الطالباني عن عودته المفاجئة . ومما يثير الدهشة ايضا تسريب اخبار تفيد بتأجيل اختيار مرشح الكرد لرئاسة الجمهورية لحين عودة الطالباني والاعلان انه سيختار خليفته في الرئاسة بنفسه .
اتمنى كغيري من الكرد ان يكون مام جلال في وضع صحي مناسب ومستقر لاتخاذ قراراته وقرار اختيار مرشح الكرد للرئاسة ، واشعر بالسعادة من عودة سيادته الى موقعه القيادي وممارسة مسؤولياته . على انني اخشى ، ان تكون السيدة هيرو خان ، عازمة على استغلال شخصية مام جلال والاحترام الذي يلقيه من الكرد ومقبولية قراراته ، لمصلحة شخص معين ، وهو السيد نجم الدين كريم ، فتعلن عن لسانه اختياره لهذا الشخص ليكون ممثلا للكرد في ارفع منصب سيادي في العراق ، وهو فاقد لدعم الاتحاد الوطني وربما سيتسبب في انقسامات اخرى داخله ، وخلافات اشد مع الشركاء السياسيين الكرد . كما سيشعر بفضل المالكي عليه ، وفضل دوائر المخابرات الاجنبية ، ولن يستطيع تمثيل الكرد .
#تيلي_امين_علي (هاشتاغ)
Tely_Ameen_Ali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟