محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب
(Mohammad Abdelmaguid)
الحوار المتمدن-العدد: 4516 - 2014 / 7 / 18 - 14:56
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
قردة مقارنة الأديان!
القنوات الفضائية الإسلامية والمسيحية المتخصصة في إثبات صحة دين عن الآخر، والبحث في الكتب المقدسة، العهد القديم والعهد الجديد والقرآن الكريم، لاستخلاص الأخطاء، وإثبات أن تابعي أيّ كتاب مقدس بلهاء وأغبياء وساذجون ، هي قنوات يديرها متخلفون وطائفيون، ويحب متابعتــَــها جاهلون، ويتأثر بها حمقىَ، ويستعلي بها عن الآخرين طاووسيون هُبـْـل لن يستطيع أحدُهم أن يُسقط دين الآخر أو يقنع أتباعه بالخروج منه ليعتنقوا دين المحاور أو المجادل أو العالـِـم الذي يملأ جيبه وحسابه على قفا المشاهدين.
تريد أن تثبت صحة دينك أو الدين الذي وقع عليه الاختيار لتعتنقه، عليك إذاً أن تقرأ بينك وبين نفسك، وتستوعب عشرات الكتب في مقارنة الأديان، وكل كلمة أو حرف في الكتاب المقدس أو القرآن الكريم، وتنتقل في هدوء وصمت إلى الدين الآخر دون أن يعرف حتى جارك أنك اخترت المسجد أو الكنيسة لتصبح مكان عبادتك الجديد.
مقارنة الأديان الفجــّـة على القنوات الفضائية هي عملية شحن طائفية تبدأ بالاستعلاء ثم بالفوقية ثم بالإيمان أنك أفضل من الآخر، وأخيرا تظن أن الله حجز لك مكانا في الجنة دون غيرك.
اشعر بقرف واشمــئزاز وتقزز وغثيان من هذا الكم الهائل من المتعصبين والمتشددين الذين يقضون ساعات يومهم في محاولة اثبات ثغرات الدين الآخر.
لو كان محمد والمسيح، عليهما السلام، بيننا الآن لذهبا معا، يداً بيدٍ، وحطــَّـما تلك الفضائيات، وطردا أتباعها قائليــّـن: يا أولاد الأفاعي، دعوا عبادَ الله لربهم!
تاريخ كل الأديان، بدون أدنى استثناء، فيه ما يجعل أتباعَهم يــُلقون أنفسهم في بئر لا قرار له خجلا من دماء الضحايا على مر العصور.
فلنقاطع هذه الفضائيات الإسلامية والمسيحية فالشيطان يطل علينا منها، ويبتسم ثم يتوعدنا بمصير هابيل على يد أخيه قابيل.
إبليس يكمن في مقارنة الأديان الفضائية، ويختبيء في المنتديات، ويتخفى في مطبوعات إلكترونية قبيحة، ويقرأ علينا بصوت رخيم من الكتاب المقدس والقرآن الكريم، ويُخرج لسانــَـه لمحمد والمسيح، عليهما السلام، فمعركته معهما لم تنته بعد.
اذهب إلى جارك الذي يعتنق دينا آخر، أعني ولدتـُـه أمـُّـه علىَ دين آخر بغير استشارته أو رغبته، وصافــِـحه، وتبســَّـم في وجهه، بديلا عن الجلوس كالقرد أمام قناة فضائية تشحنك بالبغضاء وتزعم لكَ أنها تثبت خطأ الآخرين.
لماذا لا نبحث في دين شريك وطنك عن الحب وليس فقط في دينك؟
سؤال سيرفضه كثيرٌ من الذين في قلوبهم مرض.
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 18 يوليو 2014
#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)
Mohammad_Abdelmaguid#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟