أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سامر نزار القطريب - مرتزقة على أبواب السلطة















المزيد.....

مرتزقة على أبواب السلطة


سامر نزار القطريب

الحوار المتمدن-العدد: 4516 - 2014 / 7 / 18 - 13:01
المحور: الصحافة والاعلام
    


داعش تنصّب خليفتها وتسير على خطى نبوءة النظام الرسمية ،لايثير التنصيب الدهشة إلا أنه محاولة لتأسيس أول سلطة  تكون أمتن من السلطات الكثيرة المتناثرة في أنحاء سوريا،حيث أمسى لكل كتيبة أرض ،ولكل سلاح غنيمة ومورد إقتصادي .

البحث عن خيوط تفلتت من الحياة في زمن الثورات وزمن السياسة العابقة بتاريخ لا يمضي حتى يلبث ويعود؛  بحث مليئ بالتناقضات ،مهاجرون عرب سوريون أوبالأصح لاجئون هاربون من الموت وآخرون متعددو الجنسيات يبحثون عن الحياة الأبدية في دهاليز الموت الغامضة، ويشتهون قتلة تليق بنكرانهم لذاتهم _كما ُيظهرون _وتلبي مآرب السياسة الإقليمية والدولية .
أما البعض _الكثير _يرتزقون من الأطراف المتصارعة ويؤسسون سلطة وقد يستولون على مصادرها الكثيفة في البلاد .

في المأزق السوري السلطة هي القضية،والمحافظة عليها جعلت النظام يبرر لنفسه استخدام مختلف الوسائل المتطرفة،وفي المقابل جذب التطرف تطرفاً مماثلاً،وبين الذبح بسم الوطن والذبح بسم الدين فكرة واحدة تشرح دمويتها وفوضاها الخلاقة،أما التاريخ فيتحدث عن تغيرات حدثت في رأس الهرم السلطوي،  مع اختلاف في لون بشرة الحاكم و ولائه السياسي.
جهاديون دنيويون أصحاب مشروع سياسي، وجهاديون غيبيون يحاولون السيطرة على معنى الواجب "الجهادي " وحق الشعب السوري في الحياة على أرضه واستخدام ثرواتها .
فالواجب الجهادي حسب آخر الفتاوى الداعشية ينص على دحر الآخر المختلف فكراً وعرقاً .

متلازمة الحاكم المشرقي ومرتزقته وشعبه .

إن غياب القضية الشعبية الوطنية من خطاب النظام عزله شعبياً، لتتوسع دائرة العزل بعد حدوث الثورة،وحله العسكري الذي جلب تدخلاً ميليشيوياً جهادياً على غرار كتيبة أبو الفضل العباس العراقية  ومقاتلي حزب الله اللبناني،"وقاعدياً" مرتزقاً من كل مكان باتت نتائجه تظهر بوضوح على أرض المعارك  وفي داخل  المجتمع السوري،إما البيعة والرضوخ وإما الصلب و التقطيع تحت سقف الوطن المرفوع عن أبناء المناطق المنكوبة بالحرب وبالكارثة الإسلاموية .

لا تدين الميليشيات بولائها للنظام السياسي في سوريا،كما تنكر الجماعات الجهادية نسبها للثورة و للإسلام في سوريا، ومعظمهاكتائب مقاتلة قدمت من الخارج واستقطبتها الأموال السياسية ومدتها بالقوة العسكرية وبالنفوذ وبالسلطة؛ حيث تغلغلت في البيئات الإجتماعية  المنكوبة والفقيرة.

بالعودة قليلاً  لقراءة التاريخ ،نجد أن أول من استخدم المرتزقة العسكرية وأسسهم كفرقة هو الخليفة المأمون، ومثله سنة 1240م السلطان نجم الدين أيوب مؤسس فرقة المماليك العسكرية والذين سيطروا بعد عشر سنين على السلطة في مصر .لتحكم بعدها سلالة الجنود القادمة من آسيا الوسطى ،مصر والعراق والشام وأجزاء من الجزيرة العربية لأكثر من قرنين ونصف .
ولم تنتهي مصر من المماليك حتى سنة1811م في مذبحة القلعه على يد محمد علي باشا "مملوكي جديد بلباس مختلف" .
لم يحمل المرتزقة حينها عتادهم العسكري والثقافي إلى بلادهم ،بل اندموجوا في المجتمعات العربية الإسلامية وأصبحوا جزءاً منها بعد أن حاربوا وجرّبوا السلطة آنذاك .

في الحالة السورية كان استخدام النظام للميليشيات العراقية واللبنانية من باب مساعدته في قمع الثورة وزعزعتها طائفياً وبرز نجاحه في معارك القلمون الأخيرة ،ومن ثم ظهرت الشظايا الإسلاموية التي ساعدته في" برهان" نظريته عن التطرف والإرهاب،مثل داعش والنصرة وغيرها من الكتائب الإسلاموية.

تشير التقارير الصحفية إلى أن المقاتلين الأجانب لم يدخلوا سوريا حتى يخرجوا منها أحياء !
بعضهم كذلك سيكون وقوداً لبقاء الدنيويين الطامحين لإقامة دولة الخلافة الداعشية في مدينة الرقة السورية التي تنتظر خليفتها على حد السيف .

حسب تقرير "مركز واشنطن لسياسات الشرق الأدنى" فإن القسم الأكبر من المجاهدين الأجانب يأتي من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وسط مخاوف من صنع شبكات متطرفة عربية أوربية تهدد الأمن في العالم .أما الخوف الأكبر والذي لايثير قلق الغرب هو إنشاء المقاتاين الأجانب لمستوطنات عسكرية بعد تثبيت قوتهم وسلطتهم وتمويلها ذاتياً من آبار النفط في مدينة الرقة السورية ومناطق الكر والفر حول الحسكة ودير الزور ،فهل سيعود من امتلك سلطة ونفوذاً إلى دياره ؟ خاصة بعد أن ذكرت تقارير عديدة عن استيطان هؤلاء عبر زواجهم في مناطق سيطرتهم (الرقة وريف حلب ) من النساء السوريات قسراً وتحت غطاء الواجب الجهادي !.
وفي البوسنة  بين رفض وعرفان بالجميل أصبحت كتيبة المجاهدين العرب جزءاً من النسيج الإجتماعي ! .

أما المرتزقة المرتبطون مباشرة بالنظام في سوريا سياسياً و"عقائديا"بحده الأدنى ، لاتبشر  المؤشرات الميدانية بعودتهم حتى اللحظة،واعتماداً على مصادر من مدينة القصير قرب الحدود السورية اللبنانية فإن أهالي المدينة مازالوا في مخيمات اللجوء داخل الأراضي اللبنانية وقاطنو المدينة الجدد هم من كتائب حزب الله اللبناني .

كذلك الأمر في بعض مناطق ريف دمشق كالحجيرة والذيابية والسيدة زينب،حيث استوطنت الميليشيات اللبنانية والعراقية فيها تحت بند حماية المزارات والأقلية الدينية .
وكما أكد ناشطون من الداخل فإن الميليشيات المذكورة تتمتع بسلطة ونفوذ لايقل عن سلطة قوات النظام ،وقد تتعداها في كثير من المسائل الأمنية .

بمرور الوقت سيكون من الصعب إخراج الغرباء من سوريا ،وإعلان خليفة لمسلمي العالم انطلاقاً من مدينة الرقة _رغم التساهل الغربي الأمريكي تحديداً_سيؤدي تدريجياً في حال استتب الأمن والأمان "للخليفة"إلى جذب الإسلامويين إلى دولتهم ،فمن سيعود ومن سيبقى؟

تبقى مساحة الأرض التي يعتبرها الجهاديون مكاناً لعملهم واسعةً ،والتقارير الغربية تؤكد الخوف من عودة قريبة إلى حضنها،وتنفيذ عمليات تخريبية تهدد الأمن القومي. وربما تتحول سوريا مكانا ً لانطلاق  أعمالهم وانتشارهم في المنطقة مع استثناء العدو الإسرائيلي من ساحة تجاربهم .

وجود المرتزقة الدينيين والدنيويين أصحاب المشروع السياسي ، يخدم استمرار ما يمكن تسميته "الفوضى المستدامة"وهي الأخطر سورياً من أي مشروع يقسّم البلاد طائفياً ! ،فالتقسيم الحاصل عبارة عن محاصصة لنتائج الحرب والقتل والدمار تُوزع بين المناطق السورية كل حسب حاجته وبما يلبي أجندات أمراء الحرب .

حتى ذلك يبقى كسر أحد أضلاع المثلث القديم "الحاكم ومرتزقته وشعبه "يشكل بداية لشيء  ما،المؤكد أنه لن  يكون في صالح الضلع المحطم والمكسور



#سامر_نزار_القطريب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- سفير الإمارات لدى أمريكا يُعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي: ...
- أول تعليق من البيت الأبيض على مقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- حركة اجتماعية ألمانية تطالب كييف بتعويضات عن تفجير -السيل ال ...
- -أكسيوس-: إسرائيل ولبنان على أعتاب اتفاق لوقف إطلاق النار
- متى يصبح السعي إلى -الكمالية- خطرا على صحتنا؟!
- الدولة الأمريكية العميقة في خطر!
- الصعود النووي للصين
- الإمارات تعلن القبض على متورطين بمقتل الحاخام الإسرائيلي تسف ...
- -وال ستريت جورنال-: ترامب يبحث تعيين رجل أعمال في منصب نائب ...
- تاس: خسائر قوات كييف في خاركوف بلغت 64.7 ألف فرد منذ مايو


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سامر نزار القطريب - مرتزقة على أبواب السلطة