أيمن الدقر
الحوار المتمدن-العدد: 1276 - 2005 / 8 / 4 - 10:26
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أصبح من الضروري الوقوف عند القمم العربية التي بدأت منذ مؤتمر أنشاص ولم تنته حتى الآن إلا بفشل يتبعه فشل كلما انعقدت قمة عربية، وألم يتبعه ألم يمتصه الشارع العربي على أمل أن تتحسن الظروف وتختلف الطرق التي يعالج بها بعض حكامهم قضايا شعوبهم ومصير هذه الشعوب.
وبما أن الهدف من القمم هو شعوب الدول العربية، وأن غاية الغايات من هذه المؤتمرات (حسب ما قيل وكتب سابقاً) توحيد الموقف والكلمة للوصول إلى (حسم عربي) تجاه كل القضايا التي تهدد أمن وحرية العرب سواء كانوا مجتمعين أم منفردين (هكذا كان).. وبما أن القمم المتوالية هبطت مؤشراتها من مطلب (الحسم العربي) نزولاً، إلى أن وصل المطلب إلى (الحد الأدنى من التضامن العربي الذي لم يؤد إلى أية نتيجة) تماماً كما هبط مؤشر القضية الفلسطينية من (تحرير فلسطين) إلى (جلاء القوات الإسرائيلية) من غزة والضفة الغربية وقيام الدولة الفلسطينية..بما أن كل ذلك كان باتجاه الهبوط وليس الصعود، فإن المواطن الذي يسكن الأرض العربية لم يعد باستطاعته النزول أكثر، لأنه ملّ الهزائم المتلاحقة، والتي تتجلى بالمواقف المخجلة والمهينة لبعض الحكام العرب التي تتوالى في كل مؤتمر، تلك المواقف التي تجعلهم يتساقطون (كأحجار الدومينو) أمام شعوبهم، وملّ البيانات التي تدعو إلى رفع الهمم عالياً، ممن احدودبت ظهورهم، وكأن المحدودبين في واد والشعوب العربية في واد آخر..
ولذلك فالسؤال المطروح الآن لماذا مؤتمر شرم الشيخ؟! بعد كل هذه المواقف، هل هناك هبوط جديد؟ وإلى أين سنصل بعد أن وقع العراق تحت الاستعمار، وبعد أن حولته الولايات المتحدة الأمريكية إلى دولة (مذهبية) فقسمت الشعب العراقي إلى شعوب، وأججت الحرب والخلاف فيما بينه، بينما تستقر إمداداتها العسكرية في أراض عربية شقيقة ستحضر القمة العربية، وسيتحدث ممثلوها (كالعادة) عن الشيم والأخلاق العربية، وعن روح التعاون والثقة المتبادلة بين العرب، وسيخاطبون الشعب العربي بطريقتهم المعتادة، وهم يظنون أن الشارع العربي قد ابتلي بالبلاهة الأبدية..
لمَ القمم العربية وشارون ومن ورائه الولايات المتحدة يغزو الفلسطينيين ويدمر بيوتهم، ويسحق أبناءهم، ويتحدث عن الانسحاب من غزة وهو يحضِّر لمذبحة جديدة في الضفة الغربية، ويرفع راية السلام ليجمع كل المتناقضات التي منحه حق جمعها بعض الحكام العرب بتخاذلهم وانبطاحهم وهرولتهم تجاه العدو لكسب وده.
لمَ القمم العربية والولايات المتحدة الأمريكية تشدد الضغوط على سوريا ومصر والسعودية، بهدف تحويلهم إلى (دمى) تنضم إلى بعض الدمى التي ستحضر القمة تلك؟..
ليست دعوة لمقاطعة القمة.. بل هو إحساس شعبي (باللاجدوى).
#أيمن_الدقر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟