أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - هل بدأ موعد قطف ثمار -الفوز الساحق!-, هل بدأ الشعب يعيش عواقب ذلك؟















المزيد.....

هل بدأ موعد قطف ثمار -الفوز الساحق!-, هل بدأ الشعب يعيش عواقب ذلك؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 1276 - 2005 / 8 / 4 - 10:44
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لم ابتعد عن الحقيقة, رغم نسبيتها, قيد أنملة عندما تحدثت عن الكلمات التي نطق بها السيد عبد العزيز الحكيم رئيس قائمة الائتلاف العراقي الموحد ورئيس حزب المجلس الأعلى للثورة الإسلامية بعد انتخابات الجمعية الوطنية الأخيرة حين تحدث عن "الفوز الساحق", وكان يرى فيه فوزاً ماحقاً للآخرين, لكل القوائم الأخرى, كما لم أظلم السيد الحكيم بما أشرت إليه في حينه عن تلذذه بذلك النصر الذي تصور أنه سيوصل إلى دولة دينية يحلم بها أيام كان مبعداً في إيران وأيام كان رئيساً لجزء من جيش القدس الذي سمي فيما بعد بقوات بدر. لقد كنت أتوقع أن يبدأ تدريجاً في محاولات بائسة لسحق من يقف بدرب الائتلاف العراقي الموحد, من يتصدى لمشاريع الجزء الأكبر من هذه القائمة, من يرفض ما يخططه السيد وقائمته للعراق الراهن. إن العراق, كما يبدو للسيد عبد العزيز الحكيم, غنيمة يفترض اختطافها وممارسة لعبة: "تريد غزالاً خذ أرنباً, تريد أرنباً خذ أرنباً", وكأن بنات وأبناء الشعب كلهم يقفون إلى جانب الائتلاف العراقي الشيعي الموحد. إنها المحنة التي ما بعدها محنة, سوى جلوس السيد عبد العزيز في قمة الحكم ليحكم العراق كله وفق إرادته أو إرادة المرجعية التي يتبعها.
يبدو لي إن تجربة نظام البعث وانفراده بالسلطة لم تكن كافية لبعض السادة الذين ناضلوا ضد هذا النظام, ويبدو لي أيضاً أن البعض يحاول إعادة الكرة ولو بزي آخر غير الذي ارتداه صدام حسين, فهل نحن مقبلون على مرحلة من هذا النوع؟ هناك بعض المصدّات المانعة لمثل هذا التطور وإقامة نظام استبدادي في العراق, ولكن لا يمكن الاعتماد على تلك المصدّات الجيدة بسبب تعقيدات الوضع الراهن ودخول قوى مجاورة على خط العراق بقوة هائلة تفوق ما كنا نتصوره, حتى أنهم ينتظرون التعليمات من تلك الجهة, من إيران, بما في ذلك هذا القانون الجديد الذي يريدون فرضه على العراق وعلى شعب العراق, فهو من بنات أفكار المجربين في إيران.
لم تحترم غالبية أعضاء قائمة الائتلاف العراقي الموحد آليات طرح مشاريع القوانين في الجمعية الوطنية ولم تلتزم بسبل التعامل الديمقراطي مع القوائم الأخرى, حتى في حالة الاختلاف معها أو مع بعضها. لقد قدمت مشروعاً "عاجل للغاية" تريد به تغيير أسلوب انتخاب أعضاء الجمعية العمومية من الأسلوب النسبي واعتبار العراق دائرة انتخابية واحدة, إلى أسلوب الدوائر الانتخابية, وأرادت التصويت على المشروع المستعجل في نفس يوم طرحه للنقاش ودون أي تحضير أو مشاورات. ولكن انسحاب نواب بقية القوائم أجبر جماعة الائتلاف على تأجيل التصويت ليوم واحد من أجل توفير النصاب القانوني. فعبئوا جماعتهم للتصويت في اليوم الثاني وصدر القانون بالأغلبية. فهل يا سادتي الكرام هكذا تضرب بنود قانون إدارة الدولة المؤقت, وهكذا تنفذ إرادة التوافق التي تتحدثون عنها, وهل هي الطريقة التي سوف تمارسونها مستقبلاً أيضاً؟ يبدو هكذا!
إن مسودة الدستور المسربة والمنشورة تدلل على النزعة الجديدة التي استحكمت بغالبية قائمة الائتلاف العراقي الموحد بعد "فوزها الساحق" من أجل إقامة نظام إسلامي في العراق, تماما كما تم في إيران, وهو ما يفترض إفشاله في العراق. إن إيران تتدخل بقوة في العراق وتريد رسم صورة العراق على مقاساتها وأجندتها, وهو ما سيدفع بالصراع في العراق والمنطقة إلى مستويات جديدة بعيدة كل البعد عن حاجات العراق وطموحات شعبه. إن قائمة الائتلاف العراقي الموحد تريد شاء الإنسان أم أبى, ومعها السيد رئيس الوزراء, تريد فرض ما تريده إيران على العراق. وأكبر دليل على ذلك اتفاقية تبادل النفط الخام بمشتقات النفط ومد أنابيبه بين العراق وإيران وفق شروط إيران وبعيداً عن مصالح العراق الحيوية, وهي اتفاقية في غير مصلحة العراق وعلينا إفشالها.
علينا أن ندرك تماماً بأن إيران تريد أن يكون العراق مصدّاً لها, ولا يجوز ذلك فنحن لسنا مصدّاً لها ولا نؤيد التآمر عليها من أرض العراق أو التدخل في شؤونها, وعليها أن تترك العراق للعراقيات والعراقيين وأن تسحب "سليماني" ها من العراق .
إن العراق لا يتحمل نظاماً طائفياً شيعياً أو سنياً, أو صراعاً بين أحزاب سياسية إسلامية طائفية سنية وشيعية. فمثل هذه الصراعات يمكن أن تقود العراق إلى الهلاك وإلى استمرار الكوارث والمآسي والموت والخراب.
إن على السادة في الائتلاف الوطني أن يدركوا حجم الضرر الذي يلحقونه بالعراق وفيما بعد بهم أيضاً إن واصلوا الاستعلاء واستمرأوا النصر واستمروا في تجاوز القوى الأخرى ومحاولة فرض الحزب الإسلامي السياسي الشيعي الواحد لكي يهيمن على العراق "العربي" مجازاً, ومن ثم البدء بضرب فيدرالية كردستان العراق أيضاً. إن المشروع الذي تسعى إليه غالبية, وليس كل, قوى الائتلاف العراقي الموحد, هو مشروع لا يختلف عن المشروع الإيراني إزاء القضية الكردية, ولا عن المشروع التركي, بل هو ذاته, ولكنها تنتظر الفرصة السانحة وعلينا أن لا نمنحها مثل هذه الفرصة بأي حال.
إن إرسال القانون إلى لجنة صياغة القوانين يفترض أن تتوقف, وأن لم تتوقف فعلى السيد رئيس الجمهورية أن يرفض التوقيع عليه وإعادته إلى الجمعية الوطنية, عندها لا تستطيع أن تستخدم "فوزها الساحق" و "أكثريتها الماحقة" في فرض القانون على المجتمع العراقي, إذ عندها يتطلب إقرار القانون ثلاثة أرباع عدد أعضاء الجمعية الوطنية.
أتمنى أن يلاحظ الأخوة في قائمة الاتحاد الكردستاني أساليب عمل قوى الائتلاف العراقي الموحد والمفاجآت التي تنطوي عليها سياساتهم ومواقفهم, وعلى الأخوة الحذر كل الحذر لا في سبيل حماية فيدرالية كردستان فحسب, بل في سبيل إقامة عراق ديمقراطي فيدرالي موحد وتعددي, وهو ما لا تريده قائمة الائتلاف العراقي الموحد.
إن على القوى الديمقراطية العراقية بكل أطيافها وفصائلها أن تنتبه لما يراد للعراق, أن تعبئ القوى وأن تعجل في حوارها لكي تصل إلى الصيغة المنشودة, إلى قائمة مشتركة لخوض الانتخابات القادمة وإسقاط ورقة "الفوز الساحق" الذي يريد, كما يبدو اليوم وأكثر من أي وقت مضى, سحق الحرية والديمقراطية في العراق. وعلى عاتقنا جميعاً تقع مسؤولية ذلك.
2/8/2005



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشروع للحوار الديمقراطي بين أفراد وجماعات المجتمع المدني الع ...
- حوار هادئ مع سخونة أراء السيد الدكتور الشكر?ي!هل اليساريون ي ...
- هل هناك تغييرات فعلية جارية في فكر وممارسات الأحزاب الشيوعية ...
- رسالة مفتوحة إلى آية الله العظمى السيد علي السيستاني!
- من هو المسؤول: الضحية أم الجلاد؟
- الجامعة العربية المفتوحة في الدانمرك: واقع متطور وآفاق واعدة
- من أجل مواجهة إرهاب الإسلاميين المتطرفين في العالم في ضوء أح ...
- هل الأخوة الكرد بحاجة إلى صدمة لينتبهوا إلى ما يجري في وسطهم ...
- لا وألف لا للتعذيب, سواء أكان لي أم لأعدائي!
- هل طرأت تغيير ات فعلية على فكر وممارسات القوى القومية العربي ...
- العراق والتعذيب الجاري في المعتقلات العراقية الراهنة!
- هل من بديل عن شعار -الدين لله والوطن للجميع- في العراق؟
- القوى القومية والموقف من قضايا الشعب الأساسية في العراق
- !صرخة لمن في أذنه صمم
- كيف يفترض أن تواجه القوى الوطنية والديمقراطية العربية بمختلف ...
- هل يعيد الإسلاميون المتطرفون إنتاج أنفسهم وبؤسهم الفكري وقمع ...
- هل من صلة بين العفيف الأخضر والمقريزي؟
- جريمة بشعة أخرى ترتكب بحق الحركة الوطنية اللبنانية
- هل فينا من لا يحتاج إلى همسة في أذنه ... تذكر أنك بشر؟
- العراق ... إلى أين؟


المزيد.....




- الخارجية الروسية: ألمانيا تحاول كتابة التاريخ لصالح الرايخ ا ...
- مفاجآت روسيا للناتو.. ماذا بعد أوريشنيك؟
- -نحن على خط النهاية- لكن -الاتفاق لم يكتمل-.. هل تتوصل إسرائ ...
- روسيا وأوكرانيا: فاينانشيال تايمز.. روسيا تجند يمنيين للقتال ...
- 17 مفقودا في غرق مركب سياحي قبالة سواحل مرسى علم شمالي مصر
- الاختصارات في الرسائل النصية تثير الشك في صدقها.. فما السبب؟ ...
- إنقاذ 28 فردا والبحث عن 17 مفقودا بعد غرق مركب سياحي مصري
- الإمارات تعتقل 3 متهمين باغتيال كوغان
- خامنئي: واشنطن تسعى للسيطرة على المنطقة
- القاهرة.. معارض فنية في أيام موسكو


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - هل بدأ موعد قطف ثمار -الفوز الساحق!-, هل بدأ الشعب يعيش عواقب ذلك؟