|
الحرب واثرها على علاقات جنوب السودان بامريكا ( 7 – 12 )
كور متيوك انيار
الحوار المتمدن-العدد: 4515 - 2014 / 7 / 17 - 01:58
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
ظلت الخارجية الامريكية طيلة فترات الازمة مع السودان تحرص على إن تحذر السودان من مغبه ما تقوم به من قرارات باغلاق انبوب النفط ومنع تصدير نفط جنوب السودان عبر اراضيها ففي 6 نوفمبر 2013م اصدرت المتحدثة باسم الخارجية الامريكية جين ساكي بياناً رداً على قرار الرئيس السوداني باغلاق خط انابيب النفط خلال شهرين ما لم يتوقف ما يسميه بوقف دعم المتمردين في المناطق الحدودية بين الدولتين واوضحت المتحدثة خلال مؤتمر صحفي " نستنكر هذا العمل ونحث السودان على الرجوع عن هذا القرار واحترام التزاماتها الدولية " . في 30 مايو 2013م اعربت سفيرة واشنطن الدائمة لدى الامم المتحدة سوزان رايس عن قلقها ازاء تصريحات الرئيس السوداني وتهديده باغلاق انابيب النفط وقال السفيرة في تصريحات صحفية " إننا نشعر بالقلق ازاء تلك التصريحات " ، ودعت الرئيس السوداني إلى احترام اتفاق التعاون المشترك الذي وقع من قبل السودان وجنوب السودان في أديس أبابا يوم 27 سبتمبر 2012م .واضافت سوازان رايس في تصريحاتها " أن واشنطن ستستمر في دعم يونيسفا وفي تعزيز السلام بين السودان وجنوب السودان ، والمحافظة علي الهدوء والأستقرار في مناطق الحدود المشتركة بين البلدين " . وأعربت المندوبة الأمريكية عن امتنان واشنطن للحكومة الأثيوبية ولغيرها من البلدان ، ولاسيما للدور الذي تقوم به هذه الحكومات من خلال المساهمة في قوة الأمم المتحدة المؤقتة " يونيسفا " في منطقة ابيي . في 26 يونيو 2013م وقبل تسلمها مهام منصبها الجديد كمستشارة للامن القومي الامريكي قالت رايس " تواصل الحكومة السودانية نقض اتفاقية 27 سبتمبر الموقعة مع جنوب السودان ، وذلك من خلال وقف صادرات جوبا من النفط عبر أراضيها " . ظلت امريكا على المستوى الرسمي و الشعبي تبدي قلقها العميق للنوايا السيئة للحكومة السودانية و التي تحملها تجاه جنوب السودان ، معربين عن التزامهم اللامحدود لمساعدة شعب جنوب السودان لتحقيق تطلعاته التاريخية في الحصول على التعليم ومؤاكبة ركب التطور و التقدم و الحق في العيش في بيئة خالية من الحروب و القتل ، في يوم 16 مايو 2014م و في تصريحات صحفية اتهم الناطق الرسمي باسم الحكومة ووزير الاعلام مايكل مكوي دول غربية محدداً الولايات المتحدة بإنها تدعم التمرد للسيطرة على النفط و الثروة القومية ، مضيفاً إن الولايات المتحدة تسعى لإخراج الصين من الصناعة النفطية بالبلاد ، في 3 مايو 2014م اجرى الصحفيين بوكالة الاناضول التركية محمد طه توكل و عبدو عبدالكريم حواراً مع وزير الاعلام و الناطق الرسمي باسم الحكومة مايكل مكوي قال فيها إن الولايات المتحدة لم يساعد في الوصول الى اتفاقية السلام الشامل واضاف إن امريكا كان لها تحفظات حول اتفاقية السلام ، رافضاً بشدة إرجاع الفضل في الاستقلال لامريكا وإن امريكا لم تكن على اتصال مع الحركة الشعبية الا بعد التوصل لاتفاقية للسلام ، واضاف وزير الاعلام إن كان هناك من يستحق الشكر فهو السودان والرئيس البشير لاتخاذه قراراً شجاعاً بالموافقة على الاستقلال وحضوره مراسيم الحفل الاستقلالي . في نفس اليوم 3 مايو 2014م نشرت صحيفة الشرق الاوسط اللندنية في عددها 12940 تحفظات لوزير الاعلام مايكل مكوي وذلك على المقترح الامريكي بتشكيل الحكومة الانتقالية و التي وافق الرئيس كير بدوره عليه ، ومن الغريب إن يعترض وزير على ما وافق عليه رئيسه هذا يضع الكثير من الاستفهامات حول كيف حدث إن يوافق الرئيس على شيء بينما وزير يبدي تحفظه ؟ ، إن دعم الولايات المتحدة للتمرد من عدمه يحتاج الى بحث اوسع لذلك من الصعب الجزم على وجوده من عدمه و نوعية تلك الدعم المقدم من قبل الولايات المتحدة للتمرد ، إلا أن الشواهد وتطورات الحرب يؤكد على إن امريكا لم تتدخل بعد لصالح احد الطرفين ، إن حديث الوزير إن الولايات المتحدة لم تدعم جنوب السودان او حتى ساهمت في اتفاقية السلام الشامل لا يدعمه شواهد و التاريخ غير دليل ، ربما لم تدعم امريكا الحركة الشعبية في تكوينها لكن في التسعينات بدأ موقفها تتغير ، اما الحديث إن الرئيس البشير هو من وافق على اتفاقية السلام الشامل فهذا يقلل من نضالات شعب جنوب السودان ، فالرئيس السوداني لم يوافق على الاستفتاء و الاستقلال لانه اراد ، بل لان الحرب كانت تكاليفه باهظة بعد الهزائم المتكررة من الجيش الشعبي و الضغوطات الامريكية ؛ إن قمنا بفصل موضوع دعم امريكا للتمرد عن نية دخول امريكا لتكون شريكة في الصناعة النفطية بالبلاد ؛ فمن احق بذلك هل هي الصين ، روسيا ام إن امريكا هي الاحق بذلك ؟ . في يوم 3 ابريل 2014م وقع الرئيس الامريكي باراك اوباما امراً تنفيذياً بفرض عقوبات على من يعتقد إنهم يعوقون المفاوضات الهادفة لوضع حد للحرب بالبلاد ، ومن يستهدفون بعثة الامم المتحدة افرادها ومنشأتها او متهمين بانتهاك حقوق الانسان من كلا طرفي الصراع الحكومة و التمرد ، في معرض رد وزير الاعلام على القرار الامريكي وفي تصريح لاذاعة صوت امريكا ( VOA ) في يوم 4 ابريل 2014م قال : " إن الولايات المتحدة تتدخل في الشؤون الداخلية لجنوب السودان محاولاً التاثير في مخرجات المفاوضات الجارية " واشار الوزير إلى إن السفيرة الامريكية سوزان بيج قد سبقت واوضحت موقف الولايات المتحدة و الشعب الامريكي وهي دعم التمرد . كانت السفيرة سوزان بيج في حوار مع اذاعة صوت امريكا يوم 14 مارس 2014م دعت الأطراف المتحاربة في البلاد على إنهاء الصراع الدائر ، وأكدت أن هذه المأساة لا يمكن حلها بقوة السلاح ، وذكرت بيج أنه يجب أن تكون هناك محادثات سلام بين الطرفين ، كما أن التعتيم الإعلامي من جانب الحكومة لما يحدث في البلاد هو أمر ليس في صالح جنوب السودان وشعبها ، فيجب أن يكون هناك مناخ سياسي حر يضمن حرية الصحافة والتعبير . الشيء المعروف لدى العديد من الدول الافريقية و دول العالم الثالث انها تسعى بقدر الامكان لكي تطور علاقاتها مع الولايات المتحدة وذلك املاً في الحصول على ( القروض ، المنح ، المساعدات ) التي توزعها امريكا على الدول الحليفة و الصديقة لها بغرض النهوض بها لكن تلك العلاقات مع الولايات المتحدة غالباً ما تشوبه بدرجة كبيرة عدم الاتزان الاقتصادي و العسكري و الباع الطويل في صناعة السياسة الخارجية وتحقيق اهداف الامن القومي الامريكي التي توسعت بدرجة كبيرة لتشمل كافة مناطق العالم وكل بقعة فيها . رفضاً للتدخلات الامريكية في السياسة الداخلية للدول لفرض امر ما او التاثير في موقف النخبة في الدولة يحاول القادة الافارقة الهروب من تلك السطوة متجهين نحو روسيا ، وغالباً الدعم الروسي لا تلبي احتياجات تلك الدول التي تلجأ اليها لاسباب عديدة هو إن روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي تحاول لملمة اشلاءها المبعثرة وليست مستعدة بعد لتلعب اي دور عالمي قد يؤدي الى ارباك حساباتها الاستراتيجية وهي النهوض بروسيا صناعياً وتنويع صناعاتها بدلاً من الاعتماد على الصناعة النفطية وصادراتها دون غيرها ، والصناعة النفطية على الرغم من إنها تدر عائدات مالية ضخمة الا انها لها مساوئها مثل العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة ، كما فعلت مع ايران التي كادت ان تشهر افلاسها حتى تداركت ذلك وقامت بمراجعة سياساتها الخارجية و الداخلية باعطاء الاولوية القصوى للحوار وابداء المرونة فيما يخص السلاح النووي و يعتقد إنها قد احرزت تقدماً كبيراً فيها ، لذلك عندما تم انتخاب الرئيس روحاني اعطى الحوار مع الدول الغربية الاولوية عكس سلفه احمد نجاد الذي اتخذ مواقف متطرفة لا تتغير طيلة فترة بقاءه في الرئاسة الايرانية خلال فترتين .
نواصل
#كور_متيوك_انيار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
القبة الحديدية
-
نقل العاصمة الى السماء
-
الحرب واثرها على علاقات جنوب السودان بامريكا ( 5 – 12 )
-
الحرب واثرها على علاقات جنوب السودان بامريكا ( 6 – 12 )
-
الحرب واثرها على علاقات جنوب السودان بامريكا ( 4 – 12 )
-
الحرب واثرها على علاقات جنوب السودان بامريكا ( 3 – 12 )
-
الحرب واثرها على علاقات جنوب السودان بامريكا ( 2 – 12 )
-
الحرب واثرها على علاقات جنوب السودان بامريكا ( 1 – 12 )
-
الدول الفاشلة و الهشة ( 3 – 3 )
-
الدول الفاشلة و الهشة ( 2 – 3 )
-
الدول الفاشلة و الهشة ( 1 – 3 )
-
مفاوضات ال( 17 ) مليون دولار ، فرصة لن تتكرر ؟
-
لقاء كير ، مشار : رفع ترمومتر الحرب او وقفها !
-
وزارة الخارجية الرضيعة ( 4-4 )
-
وزارة الخارجية الرضيعة ( 3-4 )
-
باقان اموم .. براءة ام عفو ومصالحة ؟
-
وزارة الخارجية الرضيعة ( 2-4 )
-
وزارة الخارجية الرضيعة ( 1-4 )
-
المصالحة الفلسطينية وانتهاء الحسم العسكري
-
قراءة في رواية زهرة الكركديه الارجوانية
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار
...
/ حاتم الجوهرى
-
الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن
/ مرزوق الحلالي
-
أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال
...
/ ياسر سعد السلوم
-
التّعاون وضبط النفس من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة
...
/ حامد فضل الله
-
إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية
/ حامد فضل الله
-
دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل
...
/ بشار سلوت
-
أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث
/ الاء ناصر باكير
-
اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم
/ علاء هادي الحطاب
-
اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد
...
/ علاء هادي الحطاب
المزيد.....
|