خروجاً من الدفاع السلبي

محمود جرادات

الحوار المتمدن-العدد: 4514 - 2014 / 7 / 16 - 22:10
المحور: حقوق الانسان
    

يطرح احدهم موضوعاً عن الحجاب ، فتتطوع فلانة للقول أن الحجاب على الأرجح ، ليس واجباً في الإسلام ، و تعدد له بعض آراء و تفسيرات و ابحاث مشايخ (المودرن) عن عدم وجوبه !! لماذا هذا التعقيد ؟؟ هل لو كان الحجاب فرضاً في الدين ستقومين بارتدائه ؟؟ قولي أنك لا تريدين الحجاب لأنكِ لا تريدين ، و ليرضَ من يرضَ و ليسخط من يسخط !!
يطرح موضوع التحرش الجنسي ،و يطرح أحدهم ملابس الفتاة (غير المحتشمة) كسبب رئيسي للتحرش. فينبري أحد المدافعين الأشاوس و يقول أن هذه الظاهرة تحصل حتى مع الفتيات الملتزمات بـ(الزي الشرعي) من حجاب أو نقاب !! ذلك يعني (ضمنياً) في رأي صاحبنا أنه إن توقف التحرش بالفتبات (الملتزمات) فإن التحرش بغيرهن سيصبح أمراً مبرراً !!
يطرح موضوع الإلحاد ، فينبري أحد اللادينيين مدافعاً بالقول أنه لا وجود لحد الردة في الإسلام ، و يعدد لك الآيات القرآنية و الأحاديث !! عفواً ، و إن ثبت أن وجود حد للردة هل سيغير ذلك من قناعاتك ؟؟ أو بالأحرى .... هل يعنيك وجود حد للردة أم عدم وجوده ،و كأنك هنا تقمصت دور الموافق ضمنياً على أحكام الدين و تريد صك البراءة من خلالها !!
فتاة تُقتل من أبيها بداعي (الشرف) ذلك المفهوم الوهمي الذي اخترعناه لنداري على فشلنا في مجالات الحياة الأخرى . فتسمع من يدافع عن (الضحية) بالقول أنها صاحبة أخلاق و يشهد لها الجميع بذلك، و أن الطب الشرعي أثبت أنها (عذراء) و غشاء بكارتها لا يزال على حاله !! هذا الكلام للأسف ، ليس سوى إقرار ضمني ، بقصد أو دون قصد ، أن قتلها سيكون مبرراً إذا ما كانت بكارتها (مفتوحة) و إذا لم تشهد لها الأغلبية بأخلاقها الحسنة .
ما ذكرته من أمثلة ، ما هي إلا أساليب الدفاع الاعتيادية ، لنبرر ممارستنا لتصرفات عادية لكن يرفضها المجتمع ، أو لنبرر رفضنا لممارسات مجتمعية متخلفة ، و كلتا الحالتين لا تحتاج التبرير .
نضع أنفسنا في خانة الدفاع ، نلعب دور المتهم الذي يقاتل لإثبات برائته ، نتخذ موقف الضعف و الإنهزام أساساً لتصرفاتنا ، نستخدم قوانين المجتمع المتخلفة لتبرئة انفسنا و هي نفس القوانين التي نرفضها في الأساس !!
الدفاع عن قضية ما بهذه الأساليب الغقيمة، يضعف القضية و يضعف المدافعين عنها ، يكفي أن تلعب دور الضحية لتوقع على صك فشلك و فشل افكارك أمام من هم ضدها ، دور الضحية يمارسه الضعفاء فقط ، إذا اردت أن تنجح في قضيتك ينبغي أن تكون قوياً ، أن تهاجم لا أن تدافع ، أن تقول أنا لاديني أنني مقتنع بهذا شائت الأديان و قوانينها أم تشأ ، مع وجود حد ردة أم مع عدم وجوده . أنا علماني لأنني علماني و لا يهمني توافق الدين مع العلمانية من عدمه فلن يؤثر فيي شيئاً . أنا لا أريد لبس الحجاب لأنني لا أريده ، دون الرجوع إلى ابحاث محمد شحرور و عالم الأزهر صاحب رسالة الماجستير التي نفى بها وجوب الحجاب . أنا أرفض أن تقتل فتاة من اجل ما يسمى الشرف ، حتى لو قذف كل رجال الأرض منيهم في رحمها !!

#محمود_جرادات (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات