أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أحمد إبراهيم - دلالات أسماء العمليات العسكرية الإسرائيلية














المزيد.....

دلالات أسماء العمليات العسكرية الإسرائيلية


أحمد إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4514 - 2014 / 7 / 16 - 21:34
المحور: القضية الفلسطينية
    


قل على العمليات الإسرائيلية ما شئت من أوصاف، سوف تقبلها كلها من أول لا إنسانيتها، حتى الحقد والغل والكره الذي يكمن وراءها، وكل هذا لو أننا فتحنا عقول المخططين لها لاندهشنا من أسمائها وتعبيرها عن ما يدور في رأس قادة الحرب في تل أبيب من أفكار وتطلعات. أسماء العمليات هنا ملفت للنظر.. الموضوع بسيط، لكن أنا عاوز اتكلم عن القضية دي من منظور مختلف وهو اسم العملية، لو لاحظنا العمليات اللي بيعملها الإسلاميون هانلاقي كلها اسماء إسلامية زي "العصف المأكول، الرضوان، بقعة الزيت وغيرها" بينما أسماء العمليات الإسرائيلية فنجد أنها "عناقيد الغضب، عمود السحاب، الجرف الصامد وغيرها ". للوهلة الأولى، نلاحظ أن عمليات المقاومة "الإسلامية" أسماءها تبدو موجهة للمسلمين عامة ولعناصرها بخاصة وليس للفلسطينيين أو العرب. وبالتأكيد غير معنية بالعالم، وهي معقدة يصعب ترجمتها. والعمليات الإسرائيلية تتنوع مفرداتها وترجمتها بسيطة، فبينما تخاطب الأسماء الإسرائيلية الإعلام والعالم سواء بسهولة الألفاظ - وإن كان المعنى العام للتركيب غامضاً مثل: عمود السحاب - أو بتنوع مصادرها، مثل اختيار الإسرائيليين اسم "عناقيد الغضب" لعمليتهم في لبنان (مذبحة قانا) وهو اسم رواية لكاتب أمريكي عالمي هو چون شتاينبك. ويختار الإسرائيليون أسماء عملياتهم مع مراعاة جمالية أو حتى شاعرية إيحاءاتها.. قارنوا مثلاً صورة "عمود السحاب" بـ"بقعة الزيت"؛ والإسرائيليون يجيدون اختيار الدلالة بحسب من يخاطبونه، هنا تلعب الترجمة دورها فيصبح "الرصاص المصبوب" Cast Lead و"الجرف الصامد" Protective Edge ، فبينما يفهم العربي "الرصاص المصبوب" على أنه زخات نيران ووابل طلقات، يفهمها الغربي على أنه مجرد "عنصر" الرصاص المصهور! أما كلمة الصمود ذات التاريخ الطويل في الخطابة السياسية العربية يتم سرقتها في "الجرف الصامد" وتصدير مفردة دفاعية للغرب كترجمة لها Protective. ويلعب "الجرف الصامد" على مستوى آخر حيث يضع نفسه مقابل الصورة القرآنية "على شفا جرف هار" وهو بهذا يعدد مستويات خطابه بحسب الفئة التي يخاطبها، كما أننا نجد بعد آخر في الأسماء لا ننتبه نحن إليه، ألا وهو مدى الدقة في العلاقة ببن اسم العملية وهدفها، بينما بالنسبة لأسماء المقاومة هذا البعد يكاد يكون مستبعدا، ولكن نجدها تلعب على العاطفة وفقط وبلاغتها وفقط دون أن يكون لها أي علاقة بالنتائج أو بالواقع. خاصة لو أن هذه الأسماء تدل على معجزات ربانية من الأصل: حجارة سجيل، عصف مأكول، فلا الإسرائيليون صاروا عصفا مأكولا ولا الصواريخ حجارة سجيل حقا، في المقابل يراعي الإسرائيليون الدقة في العلاقة بين الاسم وواقع العملية، أوضح مثال على ذلك عمليتهم في لبنان 2007 التي توالى عليها أربعة أسماء في البداية أسماها الإسرائيليون "القتال من بيت لبيت" ثم "تدفيع الثمن"، ثم "الشتاء الساخن"، وأخيراً "خلع الضرس"، وهو تغيير يعكس كيف تسير فعلاً.



#أحمد_إبراهيم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن أرحل
- جوائز الإمارات الأدبية
- عندما تضع وزارة التعليم العالي ...عمامة
- ماذا نريد من اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين - السوريين وماذا ...


المزيد.....




- الجنرال عاصم منير قائد الجيش الباكستاني.. من هو ولماذا يعد ش ...
- الهند تكشف: -جيش محمد- وجماعة أخرى كانت هدف الضربة وتُبرز تف ...
- منسقة الأزياء سارة كيروز تكشف أكثر ما تحبه نانسي عجرم بأزيائ ...
- السياحة تنتعش بقوة في المنطقة.. هذه الدول تخطف أنظار العالم ...
- عقيد أمريكي متقاعد يفصّل -مشاكل جوهرية- بهجوم الهند على باكس ...
- فيديو متداول لهجمات الجيش الباكستاني ضد القوات الهندية.. ما ...
- وكالة: الولايات المتحدة قد ترحل مهاجرين إلى ليبيا لأول مرة ه ...
- شاهد: مهاجرون يتسلقون سياجا على حدود بيلاروس أملا في الدخول ...
- الأم ليست بخير، فهل المجتمع بخير؟
- الشرع في باريس في أول زيارة لأوروبا... ماذا على جدول الأعمال ...


المزيد.....

- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أحمد إبراهيم - دلالات أسماء العمليات العسكرية الإسرائيلية