نداء من أجل الديمقراطية في زمن العولمة

وليد الحيالي

الحوار المتمدن-العدد: 330 - 2002 / 12 / 7 - 10:37
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

 

استاذ جامعي و كاتب اكاديمي

 

 

ثمة تساؤلات عديده تراود المرء في اشكالية الديمقراطية في البلدان العربية. ولعل في مقدمتها : هل المواطن العربي يعيش خارج الكيان الإنساني ؟  وهل المنطقة العربية هي خارج الصيرورة الكونية ؟ أم هناك خطأ أو أخطاء في تركيبة السيوكلوجية العربية على الرغم من أنها خير أمة اخرجت للناس. جميع هذه التساؤلات تفرض نفسها والمنطقة العربية تمر بأرذل حالاتها التاريخية، ولا يجد الواحد منا سوء محاولة التفكير للاجابة على الاسئلة في خضم الصراع الذاتي و الانكسار العام. معترفاً أن هذه المهمة تحتاج الى اكثر من دراسة و بحث في الازمنة الثقافية والترحال الثقافي في الفكر العربي أو بما يسود تاريخنا الثقافي من فوضى وانقطاع .

ان غياب الديمقراطية عن سماء المواطن العربي تخفي من ورائها الجهل بالثقافة الديمقراطية وتفصح عن استخدام الشعارات الديمقراطية كوسيلة من قبل الاحزاب والحركات والأفراد الذين يرفعون شعارات الحرية والوحدة وأصحاب المصالح الممسكين بزمام القرار والذين لم يتخلوا عن امتيازتهم الدكتاتورية في الزمن المناسب، وهم يتغنون بالديمقراطية.

ألم يحن الوقت لأعادة قراءة التاريخ العربي وموروثه في سياق حركة الزمان والمكان بروح نقدية لايجاد البديل الوطني الديمقراطي الذي من المؤكد يكون مؤهلاً لقيادة النهضة وإنجاز المشروع القومي التقدمي في عصر تتكشف فيه بشكل سافر مصالح دول الرأسمالية المتوحشة لاعادة الاستعمار متعدد الوجوه للشعوب المنطقة.

وفي الاحساس الجماعي لما نعيش فيه من قهر وسحق وظلم اجتماعي وثقافي وسياسي في اوطاننا التي يتربع على عروشها حكام القرون الوسطى ومن ورائهم اجهزة مخابرات وشرطة وأساطيل جيوش مجيشة ليس لحماية الاوطان والدفاع عنها يساندهم في ذلك اعضاء الحزب الحاكم الاوحد من أجل مطاردة المواطنيين وتذكيرهم بالولاء للزعيم المطلق ( والويل كل الويل ) لمن يكون خارج دائرة ثقافة الراعي .

    جميع هذه التساؤلات نطرحها خارج بوصلة الزمن الضائع امام الافراد والاحزاب والمنظمات المهنية والمدنية من أجل صياغة المشروع الوطني الديمقراطي التقدمي لبناء اوطان تقوم على احترام عقل الانسان وادميته وحقه في اختيارته السياسية والدينية والاجتماعية والثقافية بعيدا عن الوصاية والغاء ومطاردة الاًخر.     

****************

الطريق

 

#وليد_الحيالي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات