أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - سعادة خليل - إنتل تستمر على أنقاض التطهير العرقي















المزيد.....

إنتل تستمر على أنقاض التطهير العرقي


سعادة خليل

الحوار المتمدن-العدد: 1276 - 2005 / 8 / 4 - 07:27
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


لقد ذكرت وكالة رويتر للأنباء بتاريخ 24 يوليو 2005 أن الإرهابي شارون، رئيس الوزراء الصهيوني، أبلغ مجلس وزرائه أن رئيس إنتل ومديرها التنفيذي (كريغ باريت) أبلغه بأن شركته تعتزم إقامة مشروع آخر لتصنيع الرقائق الإليكترونية في الكيان الصهيوني وبالتحديد في مستعمرة كريات جات Kiryat Gat في جنوب فلسطين المحتلة وذلك باستثمار قدره 2 بليون دولار أمريكي.

يعود بنا هذا الخبر إلى بدايات استثمار هذه الشركة في الكيان الصهيوني وقيمة هذا الاستثمار وكيف ساعدت وتساعد على التطهير العرقي في المناطق الفلسطينية.

إنتل هي أكبر شركة تصنع الرقائق الرئيسة وتسيطر على السوق العالمي في مضمار صناعة المعالجات والرقائق الدقيقة. إنها من أكثر الشركات المؤيدة للكيان الصهيوني حيث أسست وأنشأت مراكز ومصانع إنتاجية في الكيان الصهيوني. تعود بدايات استثمار شركة إنتل إلى السبعينات من القرن السابق وبالتحديد منذ سنة 1974 ومنذ ذلك الوقت وهي تواصل استثماراتها في الكيان الصهيوني وبلغ عدد موظفيها في "إسرائيل" حتى سنة 2000 أربعة آلاف موظف وبلغت صادراتها، على سبيل المثال، من مشروع واحد في مستعمرة كريات جات في اليوم الواحد ما يقرب من ثلاثة ملايين دولار أمريكي أي ما يقرب من بليون دولار سنويا وبلغت صادراتها في السنة الماضية فقط 2 بليون دولار من مشاريعها الإنتاجية في الكيان الصهيوني وهي تخطط لاستثمارات جديدة في هذا العام، كما ورد على لسان رئيس الشركة ومديرها التنفيذي (كريغ باريت)، بحيت تشمل توسيعات في المشاريع القائمة وسيتم تصنيع جزء كبير من رقائق بنتيوم 4 Pentium . وفيما يلي سجل كامل لاستثمار هذه الشركة ومساهماتها في تقدم الكيان الصهيوني في مجال التكنولوجيا لاحقا.

• في سنة 1974 تم إنشاء أول مركز تطوير وتصميم لصناعات شركة إنتل خارج الولايات المتحدة الأمريكية في مدينة حيفا.
• في سنة 1985 بدأت شركة إنتل بتصنيع المعالجات الدقيقة Microprocessors خارج الولايات المتحدة الأمريكية في مستعمرة حار حوتزيم في القدس
• في سنة 1998 تم شراء ودمج مركز للتطوير والتصميم في القدس
• في سنة 1999 بدأ المشروع الجديد في كريات جات بتصنيع المعالجات الدقيقة بتقنية 18, مايكرون وكذلك تم افتتاح فرع لمنتجات التطوير الشبكي والاتصالات في مستعمرة أومر القريبة من بئر السبع وتم امتلاك دي إس بي سي DSPC التي تطور أنظمة الرقائق والبرامج التي تستخدم في تصنيع الهواتف الخليوية وتم توجيه نشاطات هذه الشركة في عام 2000 نحو الجيل الثالث الذي يدمج الهواتف الخليوية بوسائل الاتصال المتعددة والإنترنيت وتقوم نفس الشركة بتسويق وبيع الأنظمة المدمجة ASIC المعتمدة على تقنية DSP. ومن عملاء هذه الشركة موتورولا وفيليبس وكينوود وسانيو وشارب.
• في سنة 2001 تم تأسيس مركز لتطوير المعالجات في مستعمرة ياكوم الذي يصدر من الكيان الصهيوني ما يساوي 1756 مليون دولار أمريكي أي ما يعادل 4,8 مليون دولار يوميا
• في سنة 2003 تصدرت إنتل قائمة المصدرين في الكيان الصهيوني وبدأت في نفس السنة بتصنيع التقنية الحديثة سنترينو Centrino المتنقلة
• في سنة 2004 احتفلت شركة إنتل على مرور 30 عاما على إنشائها في الكيان الصهيوني
• في سنة 2005 أعلنت شركة إنتل العالمية أنها شريكة في شركة أوبلوس تكنولوجي Oplus Technologies, Inc. الرائدة في انتاج مشغلات الفيديو وتقنيات الأجهزة الأخرى كالتلفاز الديجيتال

ولكن الأهم من ذلك كله هو النشاطات التي ترافق هذه الاستثمارات التي تصب في التعليم العنصري في الكيان الصهيوني وذلك بنقل التكنولوجيا وتوطينها في الكيان الصهيوني. فمثلا قامت شركة إنتل بتأسيس نوادي للكمبيوتر ينتسب إليها الشباب وصغار السن في جميع أنحاء الكيان الصهيوني في كريات جات وفي القدس وفي حيفا. يقوم الشباب بالاطلاع على آخر واحدث التكنولوجيا لتطوير مواهبهم وقدراتهم بإشراف خبراء ومدربين من شركة إنتل.

وكذلك امتد نشاط إنتل إلى مجال التعليم العنصري فهي تقوم بتدريب المدرسين والمدرسات وكذلك الطلاب والطالبات في جميع أنحاء الكيان الصهيوني على التكنولوجيا وتقدم لأعداد كبيرة منهم البعثات الدراسية والمساعدة المهنية وتطور أيضا إنتل أجهزة وأدوات لدراسة صناعة التكنولوجيا وتستضيف الطلاب في مصانعها ومنشآتها وتزود المدارس والجامعات وتقوم بربط أعمالها بالجامعات إيمانا منها بالعلاقة الوثيقة بين الصناعة والعالم الأكاديمي لنقل المعرفة التكنولوجية وتجهيز المعامل والمختبرات بأحدث الآلات والأجهزة التي يمكن استخدامها في مجال الأبحاث والتطوير التكنولوجي.

وفي هذا الإطار شملت هذه الخدمات التدربية والتطويرية أكثر من 18000 مدرسا وأكثر من 40000 طالبا بنهاية عام 2004. والمشروع مستمر ومتواصل ليشمل أطفالا في سن الثامنة وحتى السادسة عشرة. يشارك الأطفال من خلال برنامج تعليمي في دراسة خاصة تحسن وتطور قدراتهم التكنولوجية والتفكير النقدي ومهارات التفكير وعمل الفريق. وتم تدريب 28500 طفل حتى نهاية عام 2004 ويهدف نفس البرنامج إلى تدريب 11500 طفل حتى نهاية عام 2005.

بالإضافة إلى ذلك كله، شركة إنتل هي شريكة في التطهير العرقي بصورة مباشرة وغير مباشرة لإنشاء مشاريعها على أرض فلسطينية تابعة لقرى فلسطينية (عراق المنشية والفالوجة) وما جاورهما من القرى تم تدميرها وطرد سكانها بعد انتهاء حرب 1948 في تحد صارخ للقانون الدولي واتفاقية الهدنة التي رعتها الأمم المتحدة. لقد بيّن المؤرخ المعروف (ميرون بنفيستني) في كتابه "Sacred Landscape: the Buried History of the Holy Land since 1948” في صفحة 156 قائلا:" إن توقيع اتفاقية الهدنة لم يضع نهاية لسياسة الطرد في إسرائيل. ففي شباط من عام 1949 قامت إسرائيل بطرد من بقي من سكان بلدة الفالوجة وقرية عراق المنشية. أي أنه تم اقتلاع ما يقرب من3000 نسمة من بيوتهم وممتلكاتهم على الرغم من أن إسرائيل تعهدت ضمان بقائهم في قراهم والحفاط الكامل على أمنهم وبيوتهم وممتلكاتهم." وأضاف أيضا في صفحة 318 : "عراق المنشية التي تضم ألفي نسمة وثلاثمائة بيت ومسجدين ومدرسة تم ابتلاعها."

لقد تم إنجاز الطرد، كما ورد في كتاب المؤرخ الصهيوني (بني موريس) "1948"، بكل وسائل التهديد والتخويف والترويع. لقد تم تدمير مباني القرية (عراق المنشية) وبنى الكيان الصهيوني على أراضيها مستعمرة (كريات جات وشاحار ونيحورا) وتم ترحيل أهالي القرية إلى منطقة الخليل إبان الحكم الأردني. وأقامت إنتل مشاريعها ومنشآتها ومراكزها على أراضي هذه القرية فيما بعد وتكون بذلك قد ساهمت في التطهير العرقي للسكان الأصليين.

ومما هو جدير بالذكر أن (عراق المنشية والفالوجة) كانتا مسرح حرب 1948 التي قادها جمال عبدالناصر في جنوب فلسطين. وأعتقد جازما أن الكيان الصهيوني قد أقدم على تدمير هاتين القريتين (الفالوجة وعراق المنشية) لدورهما في المقاومة وإحتضانهما لجمال عبدالناصر والجيش المصري واستشهاد البطل أحمد عبدالعزيز في عراق المنشية.

أسوق هذه المعلومات على سمة التذكير فذكر إن نفعت الذكرى. فهي معلومات قديمة جديدة ولكن لا بأس أن نضعها برسم القارئ العربي لنسأل معا: ما الذي يجعل رئيس شركة إنتل يتصل شخصيا مع سفاح الكيان الصهيوني ليبلغه بنية الاستثمار في الكيان الصهيوني؟ هذا سؤال برسم الحكام والمحكومين في الوطن العربي.

إن الأمر ليس فيما تفعله إنتل وغيرها من الشركات في الكيان الصهيوني بقدر ما يتعلق بنا نحن العرب. لقد هانت علينا أنفسنا وهانت على الناس واقتنعنا بنصيبنا في هذا العالم الذي لا يتعدى الصفر المكعب. حتى في اقتصاد السوق ولغة المصالح فشلنا فشلا ذريعا. فلماذا لا يهتم العرب على كافة توجهاتهم بمصالحهم ومصالح شعوبهم؟ فإذا لم نرد مقاطعة مثل هذه الشركات، رغم وجود البدائل، التي لا تقيم وزنا للبلاد العربية فعلى الأقل نعمل معها بلغة المصالح ونراعي مصالح أجيالنا. فلم لا نشترط في العقود الشرائية المبرمة مع مثل هذه الشركات كما يشترط الكيان الصهيوني في نقل المعرفة والتكنولوجيا المصاحبة وسبل توطينها؟



#سعادة_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علم الإبداع: علم القرن الحادي والعشرين
- تجري الرياح بما لا تشتهي السفن الأمريكية
- هل عاد محمود عباس من واشنطن خالي الوفاض؟
- محنة العمال الفلسطينيين
- هل من مغيث للقدس؟
- أنسنة التعليم في إطار إصلاح أنظمة التعليم في الوطن العربي
- حركة حماس وإعلان القاهرة
- الثابت والمتحول في الحالة اللبنانية
- في شرم الشيخ تمخض الجمل فولد فأرا


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - سعادة خليل - إنتل تستمر على أنقاض التطهير العرقي