أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عزيز العصا - نحن و-إسرائيل- والجغرافيا














المزيد.....


نحن و-إسرائيل- والجغرافيا


عزيز العصا

الحوار المتمدن-العدد: 4513 - 2014 / 7 / 15 - 19:19
المحور: القضية الفلسطينية
    


بسم الله الرحمن الرحيم
نحن و"إسرائيل" والجغرافيا
لا شك في أن ما يجري على الأرض من أحداثٍ هذه الأيام، تجعل لدى كل منا غصة في الحلق، وتثير الاشمئزاز، وتؤجج الغضب والحنق في النفوس؛ فالأطفال (يُحرّقون) والآباء والأمهات يذهبون، إلى غير رجعة؛ تحت ردم البيت الذي بنوْه بعرق الجبين وبعذابات السنين، والأجداد والجدات تطايروا، أشلاء، بعكازاتهم التي سبقتهم إلى القبور.
والأسوأ في المشهد؛ أن جميع من ذكر أعلاه يقضون نحبهم (في آنٍ معاً) داخل حفرة، عميقة جداً، هم وبيتهم وجيرانهم؛ بصاروخ احتلالي قادم من عمق أرض الآباء والأجداد.. أما المسبب في هذا كله فهو تلك الحرب (المجنونة) التي تشنها اسرائيل على قطاع غزة، بما يشبه الحرب التدميرية-الشاملة التي لا تبقي ولا تذر. وعندما تسأل قادة إسرائيل وصانعي القرار فيها، يقولون: فلتوقف المقاومة الفلسطينية إطلاق الصواريخ علينا.
أمام ذلك الشرط فلنتوقف، معمقاً، للبحث عن سيناريو للخروج من (براثن) هذه الحرب. وقبل الدخول في تفاصيل هذا السيناريو، أود أن أذكّر الجميع، بما قاله جورج بوش-الأب بُعَيْد حرب الخليج في العام 1991، والتي أطلق عليها العراقيون (أم المعارك)، حين قال: "على إسرائيل أن تفهم أن الجغرافيا لن تحميها".
لقد قال الرئيس الأمريكي (في حينه) عبارته تلك بعد أن (عجز) التحالف الثلاثيني الذي غزا المنطقة، في حينه، عن أن يحمي اسرائيل من الـ (39) صاروخاً التي أطلقها العراق خلال تلك الحرب، وقد كان لكل صاروخ منها قصة (مؤلمة) لقاطني الكيان الاسرائيلي قابلها، من جانبنا، قصة (فرح) لن ننساها. الأمر الذي جعل الإسرائيليين (يجنحون!!) للسلم فكان مؤتمر مدريد، ثم مفاوضات واشنطن، إلى أن انتهى الأمر بـ "اتفاقية أوسلو".
الآن؛ ولأن الشئ بالشئ يُذكر، فقد بات من الضروري أن نقول لقادة الاحتلال أن الشعب الفلسطيني، بكل تفاصيله؛ الفكرية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية، يشعر بالمرارة (بل علقم العلقم) مما تمارسونه من ظلم (صارخ) ضده من خلال الممارسات اليومية المعيشة، مثل:
1) تنكركم، التام، للاتفاقيات والمعاهدات والتفاهمات، التي لا تخضعوا منها للتنفيذ سوى تلك البنود التي تخدمكم، ورفض تنفيذ أي (فتات) قد يكون لصالح الفلسطينيين.
2) يتضح من تصريحاتكم، في كل وقت وحين، تنكركم (التام) لحق شعبنا في العيش الكريم على أرض الآباء والأجداد، التي لم يعد يملك أكثر من 8% منها بعد أن سلبتم جغرافيته التي عمَرَها عبر آلاف السنين، وتاريخه الذي صاغه بعرقه ودمه على تلك الجغرافيا.
3) ها أنتم (تُفلِتون) العقال للمستوطنين لكي (ينهبوا) ما تبقى من الأرض، وما فوقها وما تحتها من ثروات، ويلوثوا البيئة (بل يسممونها)، ويخطفوا الأطفال؛ ليُحرّقونهم ويرمون بهم على قارعة الطريق (كما حدث مع المرحوم محمد أبو خضير الذي لم نفق هَوْل مصابه بعد)، ويداهموا المساكن الآمنة ليعيثوا فيها فساداً، ويدمروا الممتلكات ويستبيحوا كل شئ.
4) ها أنتم تحاصرون غزة، حصاراً مطبقاً، يجعلهم يسامون سوء العذاب؛ فالجريح منهم ينزف حتى يموت، والمريض يقضي نحبه قبل أن تصله حبة الدواء، والحرمان يطال كل شئ في تفاصيل حياتهم.
إن ما ذُكِرَ أعلاه، وغيره مما لا يتسع المجال لذكره، وبالاستناد إلى الوقائع على الأرض، يجعل كل فلسطيني، بلا استثناء، يضع تلك السلوكيات تحت الضوء؛ ليخرج بنتيجة مفادها: أنكم غير جاهزين للسلام، وأنكم غير قادرين على استيعاب أي جيران لكم على هذه الجغرافيا.
وعليه؛ فإن أي سيناريو سيقودنا إلى أن القادم من الأيام لا يبشر بخير ما لم (يجنح) الاحتلال للسلم؛ فالكل الفلسطيني عاقد العزم على التحرر من نير الاحتلال، بكل السبل، بما يجعل الجغرافيا لن تحمي أحداً حتى لو كان في بروج مشيدة. وأما الموت الذي نتجرعه، فلم يعد أسوأ من الواقع الذي نحياه (وإياكم) على هذه الأرض.
فلسطين، بيت لحم، العبيدية، 10/07/2014م

عزيز العصا

[email protected]



#عزيز_العصا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحمد غنيم في روايته -الشيخ ريحان-: يُطرز لوحة للقدس بأزمنتها ...
- العراق القادم: الغلبة فيه.. لمن؟! بقلم: عزيز العصا
- نسب أديب حسين في مجموعتها القصصية -أوراقُ مطرٍ مُسافرٍ-.. تُ ...
- جورج حزبون: ذاكرة وطن وقضية بقلم: عزيز العصا
- أحمد عبد الرحمن في كتابه -عشت في زمن عرفات-: من الذي أضاع ال ...
- مسرحية -المستوطنة السعيدة- لكاتبها أحمد رفيق عوض: مَشاهِد من ...
- عبد الله البديري: كاتبٌ مقدسي.. ترك فينا ورحل قراءة: عزيز ...
- إياد شماسنة في روايته -امرأة اسمها العاصمة-: يتنقل بنا من عب ...
- جائزة نوبل للتعليم.. تكشف مكنونات فلسطين... -محمود داود سلام ...
- كتاب -نصب تذكاري- لمؤلِّفيْه أبو عباية والبيروتي: قصص بطولةٍ ...
- محمد أبو شلباية: فارسٌ ترجَّلَ.. فبقي صَهيلُ مؤلفاته
- بؤس الثقافة في المؤسسة الفلسطينية لمؤلِّفه د. فيصل درّاج: أف ...
- -أوراق متطايرة- (1)-الفلسطينيون في المنفى لكاتبها د. محمد فر ...
- جماعة الباب الادبية تعقد لقاءً أدبياً-تربوياً في مقر -جامعة ...
- رواية -البيت الثالث- لكاتبها صالح أبو لبن: وثيقةٌ تؤرخ للصرا ...
- قراءة -مختلفة- ل -عزيز العصا- في رواية: امرأة عائدة من الموت ...
- التاريخ السري لفارس الغبار للشاعر إياد شماسنة: ديوانٌ.. لا ي ...
- مَلحَمةُ -كَفْر توُتْ-: وَثيقَةٌ تَارِيخِيَّةٌ.. بِنَكْهَةٍ ...
- مراوغة الجدران.. للكاتبة -نَسَب حُسَيْن- صورٌ حيّة لحبٍ -لا ...


المزيد.....




- -لا مؤشرات على وجود حياة-.. مشاهد صادمة تلاحق الفلسطينيين مع ...
- كيف تضغط العقوبات النفطية الأمريكية على أساطيل الظل لروسيا و ...
- رؤساء سوريا عبر التاريخ: رئيس ليوم واحد وآخر لأكثر من عقدين ...
- السودان.. حميدتي يقر بخسائر قواته ويتعهد بطرد الجيش من الخرط ...
- الجيش الإسرائيلي: إطلاق صاروخ اعتراضي نحو هدف جوي تم رصده م ...
- برلماني مصري من أمام معبر رفح: الجمعة القادمة سنصلي في تل أب ...
- السودان.. قوات الدعم السريع تتوعد بـ-طرد- الجيش من الخرطوم
- السلطات النرويجية تبلغ السفارة الروسية بعدم احتجاز طاقم السف ...
- الخارجية الأمريكية: إدارة ترامب تعتبر قناة بنما أصولا استرات ...
- قوات كييف تهاجم مدينة إنيرغودار مجددا حيث تقع محطة زابوروجيه ...


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عزيز العصا - نحن و-إسرائيل- والجغرافيا