أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طه معروف - مسودة الدستور حلقة اخرى للتآمر على جماهيرالعراق















المزيد.....

مسودة الدستور حلقة اخرى للتآمر على جماهيرالعراق


طه معروف

الحوار المتمدن-العدد: 1276 - 2005 / 8 / 4 - 10:44
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


نظرة سريعة على مسودة الدستورالذي ليس سوى تحصيل حاصل لسيناريو الامريكي في العراق من خلال ادوات و قوى السيناريو المذكور من القوميين الكرد والحركات الاسلامية الشيعية والسنية، تبين بوضوح ما في جعبة هذه القوى للجماهير. تنص هذه الوثيقة الرجعية التآمرية في احدى فقراتها بأن الدين الاسلامي هو دين الدولة الرسمي،هو مصدراساسي للتشريع ولا يجوز سن قانون يتعارض مع ثوابته واحكامه اي بعبارة اوضح العودة الى شريعة الغاب الاسلامية في ضوء القوانين السماوية الجاهزة "كحقيقة مطلقة" غير قابلة النقاش وجاء في بند اخر حول "مساواة" المرأة بالرجل وفقا للشريعة الاسلامية؛ اي اخضاع المرأة لشرور رجال الدين و اضفاء الشرعية على الإغتصاب وممارسة ختان الانثى وتعدد الزوجات وفرض اللباس والحجاب عليهن ورجمهن بالحجارة في حال تجاوزهن الترهات الدينية ولكون العشائر وجه اخرللرجعية الدينية شدد الدستور المقترح على ضرورة حرص الدولة على النهوض بالعشائر والافادة من"قيمها واعراضها الايجابية"!!. ولتحديد سلطة الملالي و ولاية الفقية على نمط الحكومة الاسلامية في ايران ،حددوا في مخطط الدستور تعين الفقهاء في المحكمة الدستورية، لفرض السطوة الفقهية، من خلال الجمع بين السلطتين الدينية و المدنية، وهي شكل واضح لسيطرة المرجعيات الدينية على كل الامور السياسية والاجتماعية في المجتمع وأخيرا هناك اقتراحات اضافية حول اعتبار القومية العربية ، قومية رئيسية ، واللغة العربية هي اللغة الاساس في العراق واعتبار القومية الكردية قومية ثانوية اسوة بالقومية التركية وغيرها من القوميات اي العمل لأحياء وتنفيذ القوانين والممارسات الهمجية و العنصرية لحكومة البعث والحكومات القومية االسابقة تجاه القوميات الاخرى وما غاب تماما في مسودة الدستور المزعوم من الفه الى يائه، هوالاهداف و القيم الانسانية النبيلة؛ الحرية والمساواة التي طالما ناظلت الجماهير من اجلها سنوات طويلة.ان مسودة الدستور سنت بنوده كدعاية ارهابية للاسلام السياسي والعنصرية القومية.
لا اريد الدخول في التفاصيل لكون مسودة الدستور ليست سوى مخطط لإسبتعاد الجماهيرمشحونة بالافكار الجامدة ولى عهدها ولإن الممثلين لهذه المهزلة" الدستورية"جسدوا منذ سقوط بغداد وتسلطهم على رقاب جماهير العراق اكثر مما هو مدون في هذه المسودة واقاموا في عشرة محافظات عراقية إمارة اسلامية وكلف السيستاني عصابات الاسلام السياسي من امثال التيار الصدري وحزب الدعوة و المجلس الاعلى لآل الحكيم و زمرهم الاجرامية بتطهير هذه المناطق من كل المعالم الحضارية والمدنية وعلى صعيد اخر مارست الحركات الاسلامية السنية نفس جرائم القتل وارهاب الناس, وما تحتاجه هذه القوى من مهزلة" الدستوروالاستفتاء"عليه، هو إضفاء الصبغة القانونية والشرعية علىهذه الجرائم ضد الجماهير و التأكيدات الامريكية لإنهاء كتابة الدستور وترحيله" للإستفتاء" في موعدها المحدد، هو انعكاس للفشل الامريكي في العراق على صعيد حربه الرجعية اي(الحرب بين قطبي الارهاب الامريكي والاسلامي) ونشر "الاصلاح و ديمقراطيتها" المزعومة، لذا تحاول امريكا و من خلال دعمها لمخطط الدستور، إيجاد حكومة رجعية بأي شكل من الاشكال للسيطرة على الوضع السياسي والأمني بهدف التخفيف من احتمال فشلها المنتظر في العراق وان هذه المسألة، اي غياب الحكومة القادرة على السيطرة على الامور السياسية و الامنية في العراق على الرغم من تنظيم عدة سيناريوهات لهذا الغرض آخرها مخطط الدستور بالتعاون مع قوى السيناريو الاسود من الاسلاميين والقوميين الكرد هي مبعث ومصدر للفشل الامريكي في العراق حتى الآن وان الزيارة الاخيرة لوزير الدفاع الامريكي للعراق لمتابعة الاحداث عن قرب وحث المسؤولين لإنجاز مسودة الدستور في موعدها المحدد وتلتها زيارة السفير البريطاني الى اربيل لمطالبة الاحزاب القومية الكردية بتأجيل بعض من مطالبها الاساسية الى ما بعد كتابة الدستور وهي مطاليب تحدد مصير سلطة الاحزاب القومية الكردية في بغداد وفي كردستان , تأتي هذه المحاولات ضمن جهود قوات الاحتلال لإيجاد حكومة رجعية بأي ثمن لفرضه على الجماهير في الوقت الذي تشهد الساحة السياسية في العراق موجة من الاستنكار والاعتراضات الجماهيرية والحزبية على هذا المشروع الرجعي الذي يتجاوز في معاداته للإنسانية أية برامج اخرى للأسلاميين في المنطقة .وان الخدمات السخية التي قدمها ممثل الرموز القومية في كردستان, بدعمهم الغادر لقائمة الائتلاف الشيعي, و الاعلان عن التزامهم بوحدة الاراضي العراقية, وعدم المساس بها والوقوف بوجه المطالب الجماهيرية في كردستان العراق, حول الاستفتاء لإستقلال كردستان ومخاطبة طالباني للحركات الاسلامية السنية للمشاركة معهم لصياغة مخطط الدستور, لن تجديه نفعا في المستقبل وفي الوقت الحاضر جوبه بالرفض التام من قبل الاحزاب الثلاث الشيعية؛ حزب الدعوة وزمرة الحكيم وحركة الوفاق, حيث رفضوا بالاجماع خارطة اقليم كردستان الذي طرح من جانب الاحزاب القومية الكردية, و اثناء اللقاء الذي تم بين مسؤولين امريكيين وعدد من رجال العشائر السنة , اعلنوا عن رفضهم لفدرالية العراق واعربوا عن دعمهم للحكومة الاسلامية وفق ما نص عليه "الدستور الجديد " وهذا يدل على تقارب الحركات الاسلامية الشيعية والاطراف السنية لإقامة حكومة اسلامية –قومية على حساب القوميين الكرد وان الحاجة الماسة لأمريكا لمثل هذه الحكومة في الوقت الحاضر لإنقاذها من الفشل الذي بات واضحا, لايستبعد احتمال وقوف امريكا بوجه مطالب الحركة القومية الكردية والتخلي عن مشاريعها السابقة وغير المعلنة، لإقامة الدولة الكردية في اطار مشروع تقسيم العراق ويبدو ان امريكا تبذل قصارى جهدها للتعجيل بمشاريعها الرجعية لإن بقاء قواتها المسلحة بهذا الحجم لمدة اطول وفي غياب حكومة عراقية قادرةعلى قمع الجماهير , ستسبب في زعزعة موقعها السياسي ليس فقط على صعيد العراق وانما على صعيد العالم, وفي مواجهته للإرهاب الاسلامي ,وان عداء الجماهير له في العراق في تصاعد مستمر نظرا لممارسته الوحشية إزاء الجماهير واشار اكثر من مصدر في سياق احصائها للضحايا المدنيين العراقيين بأن 37% من قتلى المدنيين العراقيين سببتها القوات الامريكية اضافة الى عشرات من العوامل التي تعاني منها الجماهير كلها اسباب ادت الى الموافقة الامريكية على بنود هذه المشروع الرجعي والتأكيد عليها لفرضها على الجماهير ضمن مهزلة اخرى يطلقون عليها "الاستفتاء" الجماهيري ولكن لن يمر هذه السيناريو على الجماهير كما مرت عليها السيناريوهات السابقة نظرا لتصاعد السخط الجماهيري و احداث التصدع في صفوف الحركات القومية والطائفية وان تصاعد الحرب الكلامية الى مستوى التهديد برفض الدستور ومقاطعة الاستفتاء من جانب الحركات القومية الكردية والتلويح من جانب الاسلاميين والقوميين العرب لمواجهة مطاليب الاحزاب القومية الكردية ستسبب لا محال في نقل الصراعات والتناقضات بين قوى سيناريو الاسود الى مستوى ارقى تصعب عليهم الانسجام حول مصالحهم وان الانسجام يكاد يكون مستحيلا وخدعة كاذبة فيما بين القوميين و الاسلاميين والدليل على ذلك هو تقسيم كردستان الى ادارتين منفصلتين نتيجة الصراع وعدم الانسجام بين الاحزاب القومية الكردية الذين يمثلون نفس الحركة القومية فكيف يمكن اذن الانسجام مع الاطراف الاخرى في ضوء افكار قومية وطائفية و عشائرية رجعية مختلفة ؟
و اما بخصوص دعوة الطالباني للأطراف المعنية بمخطط الدستور لإنعقاد المؤتمرلتجاوز خلافاتها ,هي تأكيد من جانبه, بالمضي قدما لتسترو لتخفيف من حجم التآمر على الجماهير في خدمة المشاريع الامريكية, ثمنا لبقائه في السلطة, كحلم طالباني وحركته الرجعية على مر التأريخ, وبالضد من مصالح وارادة الجماهير الكردية , حققت له امريكا من خلال حربه القذرة على العراق.



#طه_معروف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نيجرفان بارزاني يبرئ الاسلام السياسي من الارهاب
- الارهاب الاسلامى، هذه المرة، في لندن
- انتخاب دون انتخابات
- هوامش على دعوة الحوار المتمدن للتحالف قوى اليسار
- ازمةجديدة للحركة القومية فى كردستان العراق


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طه معروف - مسودة الدستور حلقة اخرى للتآمر على جماهيرالعراق