|
الأستفتاء حول استقلال كردستان والأوضاع السياسية في العراق حوار مع سامان كريم عضو المكتب السياسي – الحزب الشيوعي العمالي العراقي
سامان كريم
الحوار المتمدن-العدد: 4512 - 2014 / 7 / 14 - 22:58
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الى الامام: ما سر اتهام المالكي في كلمته الاخيرة للبرزاني بأيواء داعش والبعثيين؟
سامان كريم: براي ليس هناك أسرار. الاجواء ملبدة بالخراب والدمار والدم, وغارقة في مستنقع الافكار والسياسات والتقاليد الرجعية. هناك طرفي الصراع لا يتورعان لحظة واحدة عن القتل والدمار والخراب والتشريد. لحد هذه المسائل والقضية واضحة تماماَ. بمعنى اخر ان البرجوازية في القرن الواحد والعشرون ليس في جعبتها غير أشد الافكار والتقاليد والحركات الرجعية. المشكلة او مشكلتنا وعائقنا وعائق المجتمع برمته هو عدم فهم وإدراك هذه المرحلة وهذه القضايا من الزاوية الطبقية اي من زاوية الصراع بين الرأسمال والطبقة العاملة بين البرجوازية والعمال.. هذه هي مشكلة هذا العصر وهذه المرحلة برمتها. ليس هناك اسرار, براي المالكي قال بصراحة جزء من الحقيقة, وهكذا البارزاني صرح وقال جزء من الحقيقة... هذه هي الاوضاع يجب ان تشهر السيف وتكون في الميدان. السيد البارزاني قالها بصراحة ولكن بصورة مبطنة, انه مع هذه الحملة, ورد السيد المالكي وقال كلمته بإتهام البرزاني بإيواء "داعش والبعثيين".. هذه هي اللوحة وجزء من حقيقة الاوضاع. ليس هنالك سراً, بل هناك صراع سياسي مرير, يشتد مرة ويخف مرة اخرى هذه هي خصوصية مرحلتنا وهذه المرحلة برمتها لانها مرحلة انتقالية ليس في منطقتنا بل في العالم اجمع، من جهة ترتيب النظام العالم الجديد بعد فشل المشروع الامريكي في بناء وترسيخ العالم الخاص به.
واخيرا في الصراعات السياسية هناك تقليد برجوازي على الصعيد العالمي, وهو تغطية الفشل السياسي ومحاولة قذفه على الاخرين او على الطرف الثاني. الواقع ان البرازني أعلن وبصراحة منذ هروب طارق الهاشمي انه مع المحور التركي في المنطقة, ومع السياسة الامريكية, وكانت مواقفه ومواقف حزبه اتجاه الوضع السوري واضحة وموقفه اتجاه سحب الثقة من المالكي كان واضحا... اذن هو واضح في تحركاته السياسية... وهو مشارك في هذه الحملة الاخيرة لقلب الطاولة على الجمهورية الاسلامية في ايران والمالكي والقوى المتحالفة معه بما فيها الاتحاد الوطني الكردستاني والاتحاد الديمقراطي في سورية و"ب ك ك" في تركيا ....هذا هو الواقع.. ولكن فشل المالكي في بناء جيش وفشله في استتباب الامن والأستقرار وفشله في وضع حد للأرهاب والفساد وتجفيف منابعه بل فشل حتى في تقليله... المالكي فاشل بكل المقاييس.. اذن هو يريد تغطيه فشله وقذفه على البرزاني ولكن موقف البرزاني كان واضحا قبل احداث الموصل الاخيرة هذه.
والسيد البرزاني مشارك في هذه العملية.. ولكن اذا كان الجيش العراقي جيش يمتلك العقيدة القتالية وجيش مؤمن بقضيته, واذا كانت الحكومة العراقية فعلا حكومة تمثل اكثرية الجماهير وعالجت مشاكل الجماهير من الفقر والبطالة وحققت لها الأمن والأمان, حينذاك براي حتى اذا كان البرزاني وقواته تهاجم مع "داعش" والبعثيين ليس بامكانهما ان يسقطا مدن تلو الاخرى.... هذه هي القصة.
ليس هناك اي أسرار في اللوحة السياسية العامة. ربما هناك اسرار في تفاصيل الحملة الاخيرة على الموصل وساعة الصفر, اي أسرار استخباراتية وعسكرية وهذه القضايا دائما من القضايا السرية, ماعداها ليس هناك اية أسرار.
الى الامام: اين يقف القوميين الاكراد من هذه الاوضاع، وما هو سر الاختلاف العميق في السياسات بين قطبي التحالف الكردستاني وهما الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني.
سامان كريم: ليس هناك سر ايضا. وهذا واضح على الاقل منذ سنتين... مواقف الحزب الديمقراطي بقيادة البرزاني ومواقف الاتحاد الوطني بقيادة الطالباني سواء كانت حول الاوضاع في المنطقة وبالتحديد الوضع السوري او اتجاه الاوضاع في العراق او الأوضاع الداخلية في اقليم كردستان. ان محوري الصراع في المنطقة الذي يقودهما امريكا والغرب من جانب وروسيا والصين من الجانب الاخر في سبيل تقسيمها مجددأ, أدى إلى تقسيم القوى والدول في المنطقة على اساس مصالحهما السياسية. وانقسمت القوى القومية الكردية على طرفي الصراع اي على محورين... الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة البرزاني يرى ان مصلحة الحركة القومية الكردية واحزابها وبالتالي الطبقة البرجوازية الكردية الحاكمة ومصالحها السياسية والاقتصادية... ستنجح وفق استراتيجية التحالف مع امريكا والقوى المتحالفة معها في المنطقة تركيا والسعودية... بينما يرى الاتحاد الوطني عكس ذلك يرى ان القوى المتحالفة مع الدول مثل روسيا والصين والدول المتخالفة معهما في المنطقة إيران هي التي ستنجح وستنتصر. هذه هي الصورة العمومية ولكن في الطرفين وخصوصا داخل الاتحاد الوطني هناك ميول مختلفة. على اية حال ان هذه التحالفات وحتى التصورات الاستراتيحية والسياسية قابلة للتغير في ظل الاوضاع المتغير بسرعة. لان السياسات البرجوازية بصورة عامة تحددها المصالح السياسية بالدرجة الاولى وبالتالي من الناحية العملية ستكون البراغماتية هي التي تسود على سياسات كل هذه القوى.
من الطبيعي لهذا التقسيم بين القوى الكردية تاريخه.... حيث انشق الحزب الديمقراطي الكردستاني على اساس الاختلافات في بداية الستينيات من القرن الماضي... ويتعلق هذا الأمر من اساسه بمواقف الحزب حول المفاوضات ومواقفه حول بلدان المنطقة والحكومة المركزية في بغداد.... فالامر تقريبا يتكرر ولكن بصور مختلفة وفي أوضاع مختلفة كلياً.... هذا من جانب وهناك جانب اخر هو جانب جيو بوليتك حيث منطقة نفوذ الاتحاد الوطني متجاورة مع ايران وحدود نفوذ الحزب الديمقراطي متجاورة مع تركيا وهذا يؤثر على تحديد المسارات السياسية لهذين الحزبين. خصوصا اذا نظرنا الى نوعية بناء وتكوين الاحزاب البرجوازية القومية والاسلامية في المنطقة ككل.
ان القضية الاساسية بالنسبة للحزبين ولحد الان هي الصراع على قيادة الحركة القومية الكردية في المنطقة. وبصراحة انقسم تأييد الحركة القومية الكردية واحزابها في المنطقة ككل منذ الستينيات بصورة عامة وخصوصا منذ تسعينيات القرن الماضي على قائدي الحركة القومية الكردية في العراق اي الطالباني والبرزاني وهكذا على حزبيهما. هذا الصراع في ديمومة مستمرة وحسب الاوضاع السياسية. حزب البرزاني يحاول ووفق استراتيجيته تضعيف القوى المتحالفة مع المحور الايراني اي الاتحاد الديمقراطي الكردي و"ب ك ك" وحزب الطالباني بدعم من محوره اي تركيا والسعودية وبالتالي بدعم أمريكي..... عبر هذا النهج وهذه السياسية يهدف الى ضرب الاتحاد الديمقراطي في سورية من خلال تقوية "داعش" بصورة مباشرة او غير مباشرة.. ويريد تضعيف الاتحاد الوطني وسحبه الى جانبه عبر خلق اجواء من التوتر والفوضى وتعميقها بصورة يومية مع الحكومة المركزية في العراق، وخصوصا انه اي حزب البرزاني يتحرك في منطقة كركوك وضواحيها حيث لا نفوذ له فيها.. عليه فهو يتحرك في هذه المناطق بصورة استفزازية لخلق حالة من البلبلة ولتضعيف نفوذ الاتحاد الوطني او لسحبه الى جانبه... من خلال هذه السياسية يهدف البرزاني الى قيادة الحركة القومية الكردية, وبالتالي بسط سيطرته ونفوذه على هذه الحركة....
ويتعامل الاتحاد الوطني الكردستاني بصورة مغايرة تمامأ... حيث لحد الان لم يعلن موقفه الرسمي من سياسة البرزاني على رغم الضغوطات الداخلية من حزبه وحتى من داخل قياداته... وفي محاولة دائمة لتقوية حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سورية, واعلنت حالة الحرب مع "داعش" وهناك معارك مستمرة او شبة مستمرة مع "داعش" في مناطق نفوذ الاتحاد الوطني بعكس المناطق التي يسيطر عليها حزب البرزاني..... وهناك وشائج صلة مع الحكومة المركزية بطرق مختلفة.... على اية حال يرى الاتحاد الوطني ان مصلحة البرجوازية الكردية واحزابها مع المحور المضاد لتركيا والسعودية يرى ان امريكا اصبحت ضعيفة وبالتالي يرى القوة في الصين وروسيا... عليه يرى تحالفه مع ايران وبالتالي مع الصين وروسيا انسب للقوى الكردية مقارنة بالتحالف مع المحور الامريكي – التركي السعودي. والاتحاد يحاول ايضا أن يضرب نفوذ الحزب الديمقراطي وخصوصا في المناطق المتنازع عليها اي كركوك ومناطق خانقين وجلولاء والطوز... وفي سورية وايران وتركيا.... من خلال هذه السياسيات يهدف الاتحاد الى قيادة الحركة القومية الكردية وبسط سيطرته ونفوذه...
براي ان "بناء الدولة في كردستان العراق" هي السياسة الوحيدة التي تحول دون وقوع الحرب بين الطرفين, ماعدا ذلك سوف نرى مرة اخرى معارك بين الطرفين.... هذه هي عادة الحركة القومية الكردية واحزابها. حين يكون لدى هذه الحركة افق سياسي واضح وموحد حينذاك ستكون لقواها المختلفة مظلة للاتحاد والائتلاف. حيث في سنة ٢-;-٠-;-٠-;-٢-;- وفي اواخراها حين ادركوا او علموا الطالباني والبرزاني بوجود سياسة امريكية واضحة لاسقاط صدام حسين، حينذاك وحدوا افقهما السياسي وادى ذلك الى توحيد سياستهما لمدة خمسة سنوات او اكثر، وبعد ذلك واليوم ليس للحركة القومية الكردية افق سياسي يوحدها وأنما هنالك ما يؤدي الى تشرذمها....
الى الامام: كيف تردون على مسالة استقلال كردستان؟ وهل ان طرح هذه المسألة في هذه الاوضاع من الممكن ان يكون احدى البدائل الشيوعي؟
سامان كريم: قضية استقلال كردستان هي قضية سياسية تكتيكية بالنسبة لنا كقوة شيوعية ماركسية. ان قضية استقلال كردستان وفق برنامجنا تعتمد على مبدأ الاستفتاء العام والحر للجماهير في كردستان العراق.... نحن نؤيد هذا الالية "الميكانيزم" اي الية الاستفتاء ونتيجته... ما عداها اي ماهو موقفنا هل نؤيد الانفصال ام لا.... هذا من حيث الاساس مرهون بقضية الطبقة العاملة اي قضية الثورة العمالية.. هل ان الانفصال او البقاء ضمن الحدود العراقية الحالية.... ايا منهما سيكون لصالح الطبقة العاملة في العراق والمنطقة... من حيث الاساس نحن ننظر الى هذه القضة من زاوية المصالح العليا والاممية للطبقة العاملة. وهذا ما حددناه في برنامجنا "عالم افضل"... ان طابع ومحتوى الدولة التي ستتشكل بعد الاستفتاء اذا تم التصويت لصالح الانفصال, مرهون ليس بعملية الاستفتاء بل بتوازن القوى بين القوى الطبقية في كردستان العراق.... واخير نحن الشيوعيون لسنا مع فصل الدول الصغيرة وبناءها بل نهدف الى بناء الوحدة والاتحاد في الجمهوريات الكبيرة, ولكن اذا واقع الحال السياسي فرض علينا حينذاك نرضى بعملية جراحية مؤلمة وهي الانفصال.... هذه هي الاصوليات العامة.
الية الاستفتاء غير مرهونة بالاوضاع السياسية ربما ان الاوضاع السياسية المناسبة لاجراء الاستفتاء هي استتباب الامن والاستقرار، وتهيئة الظروف المناسبة والحرة لمدة لا تقل عن ستة اشهر مع وقف الصراعات السياسية المسلحة بين الاحزاب والتيارات السياسية المختلفة, وتوفير اجواء لتقوية الحوارات والنقاشات بصورة حرة وشفافة حول هذا الامر.. هذه هي الاجواء المطلوبة ولكن الاجواء المطلوبة شئ والاوضاع التي تفرض هذه الالية شئ اخر.... براي ليس بامكاننا رفض هذه الالية لان الاوضاع غير مستقرة, طبعا علينا فضح كل جوانبها السلبية ونقدها هذا شئ اخر.... الخ. خصوصا يجب فهم الشيوعية كحركة سياسة مقتدرة في ظل هكذا ظروف اي ظروف ماتسمى في ادبياتنا بـ"السيناريو الاسود" هذا الظرف اصبح ظرفاَ ووضعا اعتياديا وليس استثناء في هذه المرحلة من نضالنا وخلال العشرون السنة الماضية نحن عايشناه مرات ومرات عديدة, تارة تلو الاخرى مثل هكذا ظروف.... إذن أصبح "السيناريو الاسود" حالة إعتيادية, حيث البرجوازية العالمية والمحلية فرضت علينا هذه الحالة. القضية كيف تتعامل الاحزاب والقوى الشيوعية مع هذه الاوضاع؟! مثل الانتخابات في العراق او في ليبيا او في سوريا او في مصر .... هل فعلا هي انتخابات جرت في ظروف مطلوبة ومناسبة؟! طبعا لا... ولكن فرضت على المجتمع. براي كانت الشيوعية غائبة في كل هذه الانتخابات وغائبة عن ساحتها ايضا.
فأما لديك القوة الكافية للرد على البرجوازية وتوقيتها لاجراء الانتخابات او الاستفتاء وبالتالي تختار سياسة المقاطعة الفعالة والنشطة، بحيث تؤدي سياستك الى نوع من عائق امام القوى البرجوازية لاجراء استفتاء او انتخابات او اذا تكون لديك القوة الكافية لقيادة الثورة العمالية براي عليك ان تقرر ساعة صفرها.... واذا لا, اي ليس لديك القوة الكافية وليس لديك تنظيمات مترسخة في المعامل والمحلات على الاقل في مدينة واحدة حينذاك وفي التحليل الاخير تشارك او لا.. العملية ستتم. في هذه الحالات, اي في الحالة الاخيرة الانفة الذكر براي المشاركة في هذه المناسبات هي الافضل في بلداننا اي في العالم العربي والشرق الاوسط عموما. ولكن نوعية المشاركة وكيفية ادائها يجب ان تدرس بدقة.
اذن براي ان التكتيك الشيوعي يتلخص في هذه الاوضاع هل تشارك القوى الشيوعية في هذه الالية ام لا؟! هذا هو السؤال....ليست القضية التأييد او عدمه.. بل القضية طرح الشروط المناسبة لاجراء هذه الالية ليكون اجرائها افضل من حيث الشفافية والنزاهة والاجواء من الحرية, هذا هو رايي بالنسبة لاجراء الاستفتاء الذي طرحه البرزاني في هذه المرحلة... لكن براي ان البرزاني يطرح مشروعه ليس بصفته قائدأً قوميا لحركة قومية كردية.... بل بالعكس ادى هذا الطرح الى انشقاق سياسي كبير داخل هذه الحركة واحزابها وشخصياتها ليست في كردستان العراق فحسب بل في سورية وايران وتركيا ايضا... البرزاني طرح مشروعه السياسي بصفته ممثلا لمشروع دولي –إقليمي لتضعيف المحور المضاد لإيران والقوى المتحالفة معها في العراق والمنطقة وبالتالي القوى العالمية التي تقف في ظهريهما... هذا هو عنوان المشروع ومحتواه.. براي ان البرزاني غير جاد في هذه القضية في هذه المرحلة. ربما هذه السياسة تنفذ بعد اعوام ولكن انا اتحدث عن هذه المرحلة وسياسة للتنفيذ.
غير جاد بمعنى هو يطرح مشروعه ليست كسياسة انية عملية وفورية يجب تنفيذها فورا.... بل يطرحه للضغط على الجانب الاخر اي على المالكي والقوى المتحالفة معه، لخلق توازن جديد للقوى في العراق لصالح المحور التركي- السعودي.. وبراي ان العملية الاخيرة في الموصل تقودها تركيا بصورة مباشرة, عبر البرزاني و"داعش"... انه يطرح سياسته مع وقف التنفيذ! لكن لماذا يطرحها؟! هذا سؤال مهم ايضا.
براي ان البرزاني وحزبه وبعد ان شاركوا في الحملة الاخيرة على الموصل, كجزء من تحالف دولي وإقليمي أكبر... أصبح حزبه وحتى شخص البرزاني حزب متحالف مع "الارهاب" وفجأة برزت في الشارع الكردستاني في العراق إسم "داعش" مع الحزب الديمقراطي بقيادة البرزاني.. وهذا ادى الى تشويها اكثر في سمعته وسمعة حزبه حيث لحد الان يعاني من عقدة 31 آب... من الناحية المعنوية والفكرية والسياسية... هذا اولا ويجب التفكير في ازالة هذه التصورات عن حزبه عبر طرحه لأستقلال كردستان وهذه السياسة ادت بصورة فعلية الى ازالة هذه التصورات بل اكثر من ذلك قذفت بحزبه الى حزب اكثر جاذبية من ذي قبل.... وثانيا: لفرض الشروط على الاطراف المتخاصمة معه سواء كان من داخل الاقليم او من الحكومة المركزية أو من خارج العراق مثلا.. على القوى القومية الكردي الاخرى مثل الاتحاد الديمقراطي الكردي المعارض للسياسات البرزاني والـ"ب ك ك"... وثالثا سحب البساط من تحت اقدام الاتحاد الوطني الكردستاني لإجراء اية سياسة مخالفة معه في هذه المرحلة... هذه هي القراءات السياسية للحزب الديمقراطي الكردستاني براي... ولكن ان المرحلة الحالية كما أكدت مرارا هي مرحلة التحولات الكبرى وبسرعة كبيرة... هي مرحلة انتقالية... ليس هناك ضمان قاطع لأية سياسة من قبل اي طرف كان, ربما ستنقلب هذه السياسة على البرزاني وحزبه بصورة سلبية.
براي حتى اذا كانت سياسة البرزاني سياسة عملية وفورية اي سياسة للتنفيذ بصورة فورية... ليس بامكان الشيوعية ان تمارس سياسة بالضد من علمية الاستفتاء هذه المسالة في غاية من الأهمية, من الطبيعي هناك ملاحظات وانتقادات حول كيفية اجراء الاستفتاء اما معارضته "الاستفتاء" ليست سياسة مفيدة بل مضرة للشيوعية. ماعداها اي ماهو موقفنا من الاستقلال او عدمه... ربما نقرر عليه في حينه مثلا وهذه هي ايضا سلوك او مسار قابل للتطبيق السياسي.
براي ان استقلال كردستان وعبر ألية الاستفتاء في هذه المرحلة سيكون لصالح الطبقة العاملة في العراق وكردستان ايضا...لماذا؟! براي ان القضية الاهم في هذه المرحلة هي ابعاد العمال والمجتمع من الارهاب والحركات والقوى البرجوازية الارهابية .. باستقلال كردستان براي ستبتعد الطبقة العاملة من كردستان على الاقل من هذا الوباء في هذه المرحلة وهذه قضية مهمة جداً لتطوير النضال الطبقي المباشر بوجه العدو الطبقي الحاكم. هذا اولا. ثانيا: سيضع حدا لمشاجرات ومهاترات وتاجيج الصراع القومي حيث تحاول الاحزاب القومية الكردية وخصوصا الحزب الديمقراطي الكردستاني في المناطق المتنازع عليها تاجيج هذا الصراع وبصورة شوفينية فجة خصوصا ضد العمال وبالتحديد ضد عمال النفط في منطقة باي حسن خلال الايام الماضية... ورأينا الاسلام السياسي القومي الحاكم بقيادة المالكي ايضا عبر ارساله قواة دجلة الى كركوك ومحاولة الضرب على الوتر القومي في هذه المناطق... ان استقلال كردستان براي سيضع حدا لانهاء هذا الصراع وهذا ايضا لصالح الطبقة العاملة في العراق وكردستان والمنطقة برمتها.... واخيرا ستضع البرجوازية الكردية والعربية في مواجهة مباشرة مع الطبقة العاملة بدون ملحقات او مقدمات قومية وهذا يؤدي الى شفافية الصراع الطبقي..12.7.2014
#سامان_كريم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الهجمة الشوفينية لميليشيات الحزب الديمقراطي الكردستاني على ا
...
-
-الداعس- والسياسة الشيوعية!!
-
ثالوث الانتخابات العراقية, السورية, المصرية, ذو اتجاه سياسي
...
-
اعادة البريق لماركس والماركسية مهمتنا نحن
-
السلام الفلسطيني الاسرائيلي في مهب الريح في هذه المرحلة!
-
الارهاب والديمقراطية, وديمقراطية الارهاب
-
-تحريم العلمانيين- للحائري والأغلبية السياسية للماكي, وجهان
...
-
تفجير الاوضاع في اوكرانيا هو توسيع رقعة الازمات على الصعيد ا
...
-
تقوية التنظيم في النفط جنوب, ضامن لتحقيق مطلب صرف الارباح ال
...
-
حكومة الببلاوي سقطت بالاحتجاجات العمالية, ماذا لو قادتهم حزب
...
-
جنيف 2, مفاوضات بين القوى العالمية, لاخير فيه لجماهير سورية!
-
الطبقة العاملة هي القادرة على أجتثاث الأرهاب لامؤتمر جنيف (&
...
-
حوار مع سامان كريم حول: حرب المالكي على التنظيمات الأرهابية
-
افول السياسة الطائفية في العراق!
-
حوار مع سامان كريم حول اتفاق جنيف وتداعياته!
-
قانون الاحوال الشخصية الجعفرية, طائفي وتحقيق لأهداف امريكية!
-
نفاق -المجتمع الدولي- ومؤسساته! على هامش قضية المرأة في السع
...
-
في ذكرى ثورة اكتوبر الاشتراكية
-
حوار مع سامان كريم حول بحث -الحزب, افقه ومكانته-, في الاجتما
...
-
دور الوسيط ل -الاتحاد العام التونسي للشغل- معاكس لتطلعات الط
...
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|