أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمرو اسماعيل - الاسلام دين وليس أيديولوجية سياسية















المزيد.....

الاسلام دين وليس أيديولوجية سياسية


عمرو اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 1275 - 2005 / 8 / 3 - 12:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


انزل الله الاسلام علي رجل واحد هو محمد صلي الله عليه وسلم من خلال كتاب واحد اوحاه اليه هو القرآن الكريم وتعهد فيه الله انه له لحافظ .."" انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون"والله قال في كتابه الحكيم انه اكمل الاسلام كدين في حياة محمد صلوات الله عليه وسلم ,,"اليوم اتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا" ..والرسول وكبار صحابته منعوا تدوين الحديث حتي لا يختلط بالقرآن وكان في حياتهم معني السنة هو ماتواتر تواترا مؤكدا من أفعال الرسول وعندما تم مبايعة سيدنا أبو بكر الصديق في اجتماع السقيفة لم يحاجج الانصار والمهاجرون بعضهم البعض لا بآية قرآنية ولا بحديث عن الرسول صلي الله عليه وسلم بل تحاججوا بالعقل والمنطق ..وكان عمر ابن الخطاب رضي الله عنه يضرب بدرته من يتحدث عن الرسول.. والاحاديث المنسوبة لكبار الصحابة تعد علي أصابع اليد الواحدة في صحيح البخاري الذي اولاه المسلمون تعظيما كادوا ان يصلوا به الي مصاف القرآن وعده البعض أصح كتاب بعد كتاب الله وهي مقارنة لا تصح فلا يصح مقارنة ماهو من الله بعمل بشري .. رغم ان كبار الصحابة هم اكثر من تعايشوا ورافقوا الرسول صلي الله عليه وسلم ..ورغم كل ذلك لم يكلف المسلمون انفسهم السؤال لماذا لم يتحدثوا عن الرسول؟

فالاسلام ليس من اصوله صحيح البخاري ولا مسلم ولا رأي مالك ولا ابو حنيفة او الشافعي او ابن حنبل ..
الاسلام الحقيقي ليس فيه المذهب المالكي ولا الحنفي ولا الشافعي او الحنبلي ... والاهم ليس فيه سنة ولا شيعة ..وهما في الحقيقة مذهبين سياسين تكونا داخل الاسلام نتيجة الصراع السياسي بين سيدنا علي ابن ابي طالب وبين معاوية ابن ابي سفيان ..الشيعة هم من أيدوا عليا والسنة وأهل الجماعة هم من استسلموا لمعاوية خوفا من سيفه او طمعا في عطاياه.

لقد حول الفقهاء و من أطلقنا عليهم لقب الأئمة.. الاسلام من دين عظمته في بساطته الموافقة للفطرة والعقل الي دين معقد مليء بالخلافات الفقهية ذلك الخلاف الذي يصل الي حد الاقتتال وسفك الدماء وخاصة بين السنة والشيعة امتدادا للأقتتال الذي حدث بين الصحابة انفسهم لاسباب سياسية وليست دينية وصراعا علي السلطة .

الله نفسه وفي محكم قرآنه في سورة آل عمران يقول :
هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ
فلماذا نتبع ما تشابه ونترك الآيات المحكمات اللاتي هن أم الكتاب .. ونختلف في تفسير من هم الراسخون في العلم حتي الآن
لماذا لا نتعبد بالقرآن ونعتبر سنة رسول الله ماتواتر عنه تواترا لا يقبل الشك ؟؟
لماذا لا نأخذ من الاسلام دعوته الي العدل والتسامح والمساواة والتعاون بين البشر جميعا؟

لما لانعتبر بما قاله الله عز وجل في وصف المتقين كما وصفهم في أول سورة البقرة " الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون والذين يؤمنون بما أنزل أليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون"

وصف يصلح ان يكون اساسا للتعامل بين كل من يؤمن بالله من اتباع جميع الاديان

وصف لكل من يوقن بالآخرة والثواب والعقاب ونترك لله عز وجل حسابنا علي نوايانا وعلاقتنا به ويكون الحساب الدنيوي علي ما نقترفه في حق المجتمع من جرائم ويكون بالقانون الذي نتراضي عليه ولا يخالف أصول الاسلام
لماذا لا نعتبر بآية محكمة من أم الكتاب و هي الاية السابعة في سورة الممتحنة كأساس لعلاقتنا مع اتباع الاديان الأخري:
"لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ
ولنبحث معا هل يحاربنا أحد في الدين الآن .. هل تمنع اي دولة في العالم اي مسلم يعيش علي ارضها ان يمارس شعائر الاسلام ؟وهل تمنع المسلمين من بناء المساجد بل وحتي مراكز الدعوة الاسلامية؟ طالما تقوم هذه المراكز بالدعوة بطريقة سلمية ودون استخدام العنف او التحريض عليه .. وهل حتي نعاملهم بالمثل ؟ .. الحقيقة أنه لا أحد يحاربنا في الدين الآن ولا أحد يمنعنا من الدعوة للأسلام بطريقة سلمية رغم اننا لا نتعامل مع الآخرين بالمثل وبالتالي لا ينهانا الله أن نبر هؤلاء ونقسط اليهم وهذا الامر ينطبق تقريبا علي كل شعوب العالم ولا اتكلم هنا عن الحكومات..

نأتي الي الجزء الآخر من الآية وهو من يعتدوا علينا ويخرجوننا من الارض .. وهؤلاء لابد ان نقاومهم ومقاومة المحتل هو أمر تقره كل المواثيق الدولية بل وكل الشرائع السماوية وليس الاسلام فقط ..ولكن السؤال هو كيف تكون المقاومة .. تكون بمقاتلة العدو وليس قتل المدنيين من الشعوب التي لا تتحمل وزر حكامهم .. المقاومة تكون بمهاجمة القوات العسكرية وليس بقتل العزل من المدنيين وخاصة الاطفال والنساء .
أما اذا قررنا ان نستمر فيما نحن فيه من تحويل الاسلام من دين للتعبد و التأسي به في اكتساب مكارم الاخلاق وقيم العدل والتسامح والعمل والمساواة الي دين للتنابذ بسبب اراء الفقهاء الذين قدسناهم واعتبرنا ارائهم هي الاسلام نفسه .. والي دين يقتتل بسببه اتباعه انفسهم ويتبادلون تفجير المساجد والاقتتال فيما بينهم كما يحدث في باكستان بين السنة والشيعة وكما يحدث في العراق .. والي دين يضطهد فيه اتباعه اتباع الاديان الاخري ويحرمونهم من نفس الحق الذي يطالبون به لأنفسهم ..

واذا قررنا ان نصر علي تحويل الدين الاسلامي الي دين النحر والذبح الذي يطالب به ويدعو اليه المحرضون علي العنف في مصر والذين أظهروا تأييدهم وفرحهم بما حدث في طابا وشرم الشيخ علنا..

وأذا قررنا ان نحول الاسلام الي أيديولوجيه سياسية فنعرضه للنقد والانتقاد كما يحدث مع اي أيديولوجية سياسية أخري سواء كانت يسارية ام يمينية .. شيوعية أو رأسمالية .. أذا قررنا ان نسير في هذا الطريق .. فاني احذر من يصر علي ذلك انه يحفر بيديه الطريق نحو الحاق الضرر بالاسلام كدين يدين به الملايين في هذا العالم ويلحق الضرر بكل المسلمين . .

وسيتحمل هذا الوزر من هم علي شاكلة كل متطرفي العالم العربي والاسلامي و من معهم في حزب العمل وحزب التحرير والقاعدة وجماعات العنف والأرهاب وغيرهم في العالم العربي ممن يصرون علي تحويل الاسلام الي أيديولوجية سياسية تدعو الي العنف والتعصب والتطرف . .
ان لم نرجع بالاسلام ليصبح دينا كما أراده الله لنا وأتم نعمته به علينا .. فسنتحمل جميعا وزر الضرر الذي نلحقه بهذا الدين العظيم ..

الحقيقة المرة انه لا مكان في العالم الآن لاي امة تعتقد انها فقط علي حق والآخرون علي خطأ .. العالم كله اصبح يعتبر هذا المفهوم مفهوما فاشيا وسيتكاتف للقضاء علي من يدعي ذلك كما تكاتف للقضاء علي هتلر وموسوليني وميلوسوفيتش ووقف بجانب المسلمين في البوسنة وكوسوفو .

أن تحويل الاسلام الي أيديولوجية سياسية يضر به ويضعه في موضع المقارنة مع الايديولوجيات السياسية الاخري ..فهل نريد ذلك .. هل نعي ما نفعله .. لنا الله




#عمرو_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكوميديا السواداء .. ونواب عزرائيل
- نريد حلا لهذه النصوص
- الحقيقة المرة والحل الذي نصر ألا نراه
- الخطاب الذي أورثنا التهلكة
- يؤسفني قولها .. لقد انتصر التطرف والأرهاب
- رسالة الي كل بن لادن ... لقد جنت علي نفسها براقش
- كفانا نفاقا.. أنه أرث يزيد بن معاوية
- معركتنا الحقيقية ..
- الديمقراطية وحدها ليست كافية ..رسالة الي الغرب
- الأخوان والتقية السياسية
- ثورة البرلمان .. هي الحل
- من هو اللاديني ..هو من يهلل لجريمة الحلة النكراء
- كفاية .. أريد حقوقي ...
- الأرهاب الفكري ... كاتب متأسلم نموذجا ..
- الفرق بين الفدائي والأرهابي ..
- صراع الأصوليات ..
- حول الأرهاب و مكافحة الارهاب ..
- هل الديمقراطية وحدها كافية ؟؟ ..
- تساؤل وتحية للشعب العراقي العظيم
- ستنتصر الحرية في العراق ..في أهم انتخابات في التاريخ ..


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمرو اسماعيل - الاسلام دين وليس أيديولوجية سياسية