أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق صبري عقراوي - المالكي بداية ونهاية















المزيد.....

المالكي بداية ونهاية


عبدالخالق صبري عقراوي

الحوار المتمدن-العدد: 4512 - 2014 / 7 / 14 - 00:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المالكي بداية ونهاية

حينما كان نوري المالكي يعبر الحدود العراقية الى منافي الغربة المريرة خوفا من الاعتقال والمحاكمة الصورية والاعدام لم تعني السلطة في عقله غير غولا يفترس الاخرين في تراجيديا عبثية لامفهومة في وعيه الداخلي رغم محاولاته المتكررة على فهم مايجري في البلد وكيفية وصول هذا الكم الهائل من الغضب اللامعقول الى قادة البلد الذي يترأى له مواطنوه بريئون حد السذاجة، وحقيقة الامر ان الرجل اثناء عبوره لتلك الحدود لم يلحظ بان هو ايضا موبوء بلعنة الغضب والحقد والكراهية وتمر الايام ويكبر الخوف وتدور السنوات ليصل المالكي في غفلة من الزمن الى سدة الحكم ويكون رئيسا لوزراء ذلك البلد الذي دفع به الى حدود الماساة وليكون هذا الغضب عارما الى ماحوله تتملكه ثلاثية قاتمة تتمثل بالخوف والحقد والرغبة في الانتقام، فاما بالنسبة للخوف فهو خائف من المستقبل لايستطيع العيش الا في الماضي يسرح فكره بعيدا في الماضي ويتمنى في قرارة نفسه ان يكون قد عاش في الماضي البعيد ويعمل يوميا لوأد المستقبل الذي لايعني له اي معنى واما الحقد فهو يحقد على بلده وعلى اكثر مكوناته وعلى كل ماحوله فلو كانوا في صفه لما غادر وطنه العراق ولما عانى ماعاناه وبهذا فان الاخرين لايستحقون الرحمة واما الرغبة في الانتقام فهذا لايحتاج الى تاويل او تفسير هو يستهدف نفسه اولا بطريقة تعذيب الذات المألوفة في عقله وهي فعل لاارادي ويستهدف كل الاخرين بالانواع الاخرى من العذابات ابتداءا بالمقربين وانتهاءا بالابعدين كل حسب موقعه وقربه من رئيس الوزراء فاصبحت تصرفاته اليومية تدور في هذا الاطار التي لايملك منها فكاكا فسلطة الدكتاتور الراحل وماساة بلده التي طردته مع مشاهد الرعب الداخلي قد استنسخت بالكامل في الوعي الباطني للمالكي، ان المالكي هو انتاج دكتاتورية تاريخية متجذرة في العقل العراقي غذتها طائفية مشحونة على مر الوقت والمكان وهو يبحث دائما عن اعداء في كل الاوساط التي تحيط به وان لم يجد من يقوم بذلك الدور فسيقوم هو بالعمل على تسمية الحلفاء والدفع بهم الى معاداته لاحقا وليسميهم اعداء تحت طائلة خوفه الدائم فهو لايعرف غير تلك المعادلة، لقد استلم المالكي الحكم في العراق وهو اقرب مايكون الى السلم الاهلي وكان فيه تحالف قوي بين قوتين شعبيتين رئيسيتين هما العرب الشيعة والاكراد وكان من المأمول ان يجذب هذا التحالف الطرف السنى الاخر في العراق الذي كان قاب قوسين او ادنى من التحالف معهما وكانت العشائر السنية العراقية وبضمنها سياسيوا السنة في اتجاه لدعم ذلك التحالف في الطريق الى استيفاء كامل للعملية السياسية في العراق والوصول الى نشوء وبناء اول نظام ديمقراطي عادل في المنطقة ولكن المالكي بعقليته اللامنطقية والمريضة استهل بسنة العراق تهميشا وتقتيلا واغفالا وليصل الامر الى القطيعة الكبرى باحداث ساحات الحويجة وساحة اعتصام الرمادي وهو حقا يفهم الامر ان باخلائه خيم المتظاهرين في محافظات العراق السنية فقد انتهى امر الاخرين ولم يفهم بان خطوته تلك قد اشعل فتيلا لايمكن اخماده في مرحلة لاحقة وهذا ماحصل ثم استطرد بعدوه الافتراضي الوهمي الاخر الا وهم الشعب الكوردي فاوعز الى طاقمه المتخلف بالبدء باشرس حملة شعواء ضدهم وضد قياداتهم متهما اياهم بسرقة نفط العراق وغيرها من الاباطيل والدعاوى التي ليس لها اي داعم أو مسوغ قانوي او واقعي ولم يكن لها داعي البتة وعندما لم يستطع المالكي ان يجيب عن كثير من تلك الاسئلة عن الازدهار الاقتصادي والبناء السليم في اقليم كوردستان وبهذا الكم الجزئي والمتواضع من ميزانية العراق وكيف اصبح للاقليم مثل هذا الدور المتميز بينما هو يصدر ملايين البراميل من النفط العراقي ويحصل على هذه الاموال الخرافية ليقوم هو بتبذيرها وانفاقها اللاعقلاني في صفقات مجنونة ويقوم بهدار النفط العراقي برمته من دون طائل وبهذا اصبح اقليم كوردستان العراق وازدهاره لعنة ومرض لافكاك منها يطارد عقل المالكي وزمرته الحمقاء وهو لم يحاول البتة الاستفادة من تجربة الاقليم وان يحذو حذو الاقليم بهذا الاتجاه السليم والاخذ بتجربته الرائعة بل اخذ يبعثر ذلك السيل الهائل من المال العراقي وتحت ذرائع شتى فمن شراء اسلحة فاسدة ومن مصادر مريبة وبصفقات مريبة والى دعم نظام الاسد والى دعم ايران والى دول وجهات اخرى وجماعات وانظمة اصبح المال العراقي لايرى جيب المواطن في العراق واصبح ازدهار العراق في خبر كان، وليزداد حقد المالكي على نفسه ويتفاقم خوفه وتكبر كراهيته لأقليم كوردستان العراق الذي يمثل الفشل الاول للمالكي واعوانه وبالفرض ان كوردستان تقوم ببيع جزء من نفطها وتصديره وهذا مكفول دستوريا فان كمية هذا التصدير وهذه الكمية المتواضعة من الاموال التي تصل الى كوردستان قد وجدت طريقها الى مواطني الاقليم والى مواطني العراق ايضا وللذين يلجاون الى الاقليم من ممارسات طغمة المالكي منذ سنوات وهي بذلك تمثل اعجوبة اقتصادية عظيمة يجب ان تدرس على هذالشكل فكيف يصبح لاقليم محدود الميزانية والموارد مثل تلك القوة الاقتصادية الكبيرة ويصبح منار للازدهار والملاذ الامن لكل العراقيين بينما بغداد وهي بعهدة المالكي تبعثر المليارات وتعيش في اسوأ حال ويملأ شوارعها القتل والحقد والكراهية و التي لايهمها من شعبها الأ قتلهم ونفيهم واقصائهم من قبل المالكي ومليشياته.
لقد اشترى المالكي عداوة اقليم كوردستان العراق والشعب الكوردي بغير منطق او مسوغ تحت ذرائع ماليه واهية ومنافقة ومنطق استعلائي طائفي مقيت فالكورد ليسوا طامعين في سلطة الحكم العراقي وانما هم شركاء في الوطن العراقي وقد ارسل الزعماء الكورد ورئيس اقليم كوردستان السيد مسعود بارزاني وعلى فترات قصيرة تحذيرات متكررة للقيادات العراقية عن ضرورة وضع حد للتجاوزات التي يقوم بها المالكي وزمرته وعن ضرورة وضع حد لمصادرته القرار السياسي للتحالف الوطني وتجاوزاته الخطيرة لشركاء العملية السياسية وتم تمرير رسائل متعددة لكافة الاطراف مفادها ان ازدهار كوردستان وعافيتها سينعكس ايجابا على بغداد والتي كان الاكراد قد استثمروا فيها الكثير ودعموا مختلف اطرافها باتفاقية اربيل الاستراتيجية التي تم انجازها وصياغتها من قبل الرئيس مسعود بارزاني وكان من ضمن تلك الاشارات الواضحة التي تم ايصالها بوضوح بان المالكي وهو يقوم بتلك الحملة الشرسة من العداء السياسي والاقتصادي قد اوصل التحالف الكوردي الشيعي الى غير ماكان متوقعا له واذا كان المالكي مصرا على ذلك فسيتحمل النتائج وكان ماكان.
ان الاكراد بحكم تجربتهم المريرة في الشرق الاوسط والماسي التي واجهوها متمثلة بالانفال وبالابادة المنظمة للشعب الكوردي باتوا على قناعة بضرورة تغيير اسس الحياة وبناء مجتمعات جديدة في المنطقة بعيدة عن الطائفية والاقصاء والتهميش وان سياسات الماضي اثبتت عقمها وان المنطقة تحتاج الى اقامة انظمة للعدالة الاجتماعية وحق كل شعوب المنطقة في الحياة وتقرير مصيرها بعيدا عن الضغط والقتل والالحاق وحقيقة الامر ان الاكراد قدموا للشيعة في العراق الفرصة تلو الاخرى لتعديل مسيرة الحكم في العراق والتحكم الايجابي بتصرفات قياداتهم التي فوتت عليهم فرصة اثبات اهليتهم للحكم في العراق ولكن من المؤسف القول انهم لم يرتقوا الى الشعور بعمق المسؤولية الملقاة على عاتقهم ولم يفهموا ابجديات الحكم الرشيد وحقيقة القول ان التحالف الوطني ذا الاغلبية النيابية الذي اوكل للمالكي حكم العراق لم يتمكن من ان يقدم معه الية لمراقبة اداء حكومته او المحافظة على ثوابته الوطنية فاصبح التحالف الوطني بعد فترة وجيزة غير قادر على كبح جماح المالكي الذي صادر ارادة الشيعة في اكبر عملية التفاف على العملية الديمقراطية وحتى في الوسط الشيعي وكان من الواضح للنظر حقا ان المالكي قد اهتم بترتيب اوراق ترشيحاته المتتالية لرئاسة الوزراء اكثر من اهتمامه بترتيب علاقاته في التحالف الوطني الشيعي أو مع مسؤولي حكومة اقليم كوردستان وشعب كوردستان او شعب محافظات العراق الاخرى كالرمادي وتكريت والموصل وديالى وانما اهمل رئيس الوزراء العراقي كل المحافظات السنية وهو قد اوكل الى قواته العسكرية المرابطة في المحافظات السنية الكبيرة مهمة تعميق شعور الحقد والكراهية لديهم واتبعها بقطع ارزاق الشعب الكوردستاني وافصح بصورة علنية عن معاداته للاكراد الى حد اصبح معه الانفجار الكبير ليس من الممكن تفاديه.
من هنا كانت البداية والنهاية لكتابة صفحة سوداء اخرى من تاريخ دولة العراق الفيدرالي الموحد الذي يبدو انه لم يتبقى فيه الكثير من الصفحات فيها والتي يوشك فيها ان يصل الكتاب الى غلافه الاخير وليحفظ في رف التأريخ الانساني.



#عبدالخالق_صبري_عقراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اوباما ومحنة الهروب
- كوردستان بين سايكس بيكو وسقوط الموصل
- حكومة المالكي وكوردستان بين السياسة والاقتصاد


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق صبري عقراوي - المالكي بداية ونهاية