القوة وانتقالها الى جهات غير رسمية :

محمد خضر خزعلي

الحوار المتمدن-العدد: 4512 - 2014 / 7 / 14 - 00:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يناقش "جوزيف ناي" في كتابه مستقبل القوة موضحا ان القوة في القرن الحادي والعشرين سيعتريها عدة تغيرات وتنقلات , وهي:

1- انتقال القوة من الغرب الى الشرق : ويقصد به الصعود الاقتصادي لكل من النمور الاسيوية والصين والهند , ليصبح الجزء الاسيوي يحوي نصف سكان العالم وتنتج نصف انتاج العالم كما في فترة القرن التاسع عشر بدلا من انتاجها لحوالي 20% من انتاج العالم ومع الاحتفاظ بأكثر من نصف سكان العالم داخلها. هذا الانخفاض الظاهر مرده الى القوة الصناعية الغربية التي تطورت بعد القرن التاسع عشر , والان تستعيد اسيا ما كانت عليه من خلال تطورها في اغلب المجالات الاقتصادية والتكنولوجية والعسكرية والمدنية و ويتوقع ان الصين ستتقارب من القوة الامركية في حدود 30 سنة قادمة.

2- من جانب اخر ستنتقل القوة من الدولة الى جهات غير رسمية وستكون لها فاعلية قوية بغض النظر عن فضيلتها ويقسم هذه الجهات الى نوعين:
أ- الجهات فوضوية سيئة كتنظيم القاعدة او داعش مثلا.
ب- جهات فاعلة جيدة كالمنظمات الانسانية والعالمية المختلفة.

الرهان سيكون على ثورة المعلومات وما تقدمه التكنولوجيا من خدمات تتاح للغالبية , وعلى طبيعة الاستخدام للقوة المتاحة من تلك الثورة , فمثلا في عام 1999 ظهر كتاب للكاتبين الأمريكيين الذين يعدون من الكتاب الاستراتجيين يحمل عنوان"انبثاق سياسة المعرفة-الحرب الافتراضية هي حرب المستقبل" , حيث يقول المؤلفان "جون اركيلا " و "ديفيد روزفلت" : ان الحروب المستقبلية سيتم إدارتها بالإعلام من ناحية , وما توفره التكنولوجيا من معلومات وادوات من ناحية اخرى , وليس بالأسلحة أيا كانت نوعيتها , حيث من يسيطر على الرسالة المرسلة في الوسيلة الإعلامية او التكنولوجية هو من سيربح الحرب , حيث يفترض الكاتبين ان الحرب ترتكز بصورة أساسية على قطبي , التنظيم , والإرباك , حيث النصر سيكون حليفا للقطب الأكثر تنظيما والأقل إرباكا .

الرسالة ربما تكون معلومة , او فيروسا , او كشف عن رسالة او اتفاقية مسربة...الخ , وهذا ما ظهر في ضرب المفاعلات النووية الايرانية بفيروس stuxnet على سبيل المثال.
او ما وفرته التكنولوجيا للشباب الثائر مثلا في كل من دول الربيع العربي من قدرة على ارباك السلطة من ناحية , وتنظيم جموع المتظاهرين وكيفية التعامل مع الامن والسلطات القامعة للثورات من ناحية ثانية , فكان في الثورة المصرية قدرة لا بأس بها للتنظيم وارباك السلطة كنوع جديد من العمل السياسي الذي لم تعداد عليه السلطات العربية من قبل مما ادى الى ازاحة مبارك. ومما ساعد على ذلك هو انتشار الفضائح التي كشف عنها موقع ويكيليكس الذي مثل امر جديدا هتك هالة القداسة التي تحيط بالحكام , مما ادى الى السخط العام.
الجديد هو ان الثورة في المعلومات والتكنولوجيا تجعل من الجهات ذات الامكانيات المتواضعة ذات قدرة كبيرة على استغلال التكنولوجيا والمعلومات لخدمة اهدافها .
ففي الاعوام بين نهايات السبعينات وبداية الثمانينات طورت الولايات المتحدة قدرات على تصوير اي مكان في العالم كلفها مليارات الدولارات , كما يوضح جوزيف ناي , لكن حاليا بأستطاعة اي شخص ان يفتح متصفح Google Earth وتستطيع رؤية اي مكان بدقة اكبر مما توفرت للولايات المتحدة سابقا.
هذه القدرات مثلا مكنت القاعدة من قتل امريكين لم تقدر على قتلهم قوات الجيش الياباني في الحرب العالمية الثانية و وهنا نرى بوضوح القوة التي تقدمها ثورة المعلومات.

#محمد_خضر_خزعلي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات