|
ألبرلمان ألجديد ----- خواطر مأساويّة
عبد الجبار نوري
كاتب
الحوار المتمدن-العدد: 4511 - 2014 / 7 / 13 - 14:45
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تمُرْ شعوب ألعالم كل أربع سنوات بمونديال كرة قدم وسط كرنفال وعرسٍ أممي بهيج ومفرح ، وأجريتْ في أحدى دول أمريكا أللاتينية ، حين قدمت للظيوف أرقى وأحدث ثلاثة ملاعب تكنيكاً وروعةً ، وأستقبلت ألدول ألمشاركة بأروعْ أستعراضٍ للسامبا ألبرازيلية ألفلكلورية ، ونحن في ألعراق أيضاً لنا في كل أربع سنوات عقدْ جلسة ألبرلمان ألخيبة وألفضيحة وألحسرة وألألم وألأحباط برلمان ألسب والشتائم وأحياناً أستعمال----- جلكم ألله ، لم أرى مثل برلماننا في جميع أنحاء ألعالم وألتي أوجدها ألعم ألأمريكي بعد 2003 . خواطر مأساوية وملاحظات أحلاها مُرْ 1-البرلمان ألجديد خيانة وسقوط أخلاقي بعهرٍ سياسيٍ مفضوح ، لأنّ نواب ألجدد والقدامى مصابون بجنون ألمحاصصة ألذي هو أساس ألأنهيار ألسياسي وألتشظي وخلق دويلات ألمدن ألأندلسية !! ، ألتي فيهِا مصلحة ألأعضاء في ألأولويّة ومصلحة ألوطن وراء ظهورهم ، عندما حضر ألجلسة ألأولى 255 نائب ورددوا ألقسم ألذي هو بمثابتة ألفانوس ألسحري في أحضار "ألمقسوم" من أمتيازات وروا تب أعتباراً من يوم مولد ألعراقيين في ألأول من تموز ، فكانت جلسة خديعة بأمتياز، وهذا هو ألفصل ألأول من ألمسرحية ألهزلية !!! . 2- ورفع ألستار عن ألفصل ألثاني من ألكوميديا ألمضحكة حين طلب أحد ممثليها ألمهرجين وهو ( عمر أبن ألعاص) نصف ساعة أستراحةٍ من رئيس جلسة ألسن (أبوموسى ألأشعري) وبعدها تبخر ألعدد ألى 120 نائب ، أليس هذا سقوطاً أخلاقياً ، وعهراً سياسياً ؟؟ ، وَأضحتْ ألجلسة ألأولى وألثانية بروتوكولية وسط غيابات كيفية غير منضبطةٍ . 3- وتكرر نفس ألفشل في يوم ألثلاثاء 8-7 2014 وأجلت ألجلسة ألى يوم ألأحد 13-7 وأتوقع أنّها تتأ جل ألى ما بعد ألعيد ، وهكذا نجح ألمتآمرون عفواً ألنوابُ ألمتحصنون من ألتآمر ليضيفوا أزمةً جديدةً ألى تداعياتٍ مسبقة من ألأوجاع ألتي يستغلها ألمتنفذون ألذين يسعون بكلِ جهدهم ألى تأمين مصالحهم ألشخصية وألفئوية على حساب مصالح ( ألمكاريد) من هذا ألشعب ألمثخن بألجراحات وألآلام .4- وثبت للواقع وألتأريخ أنّ برلمان بعد 2003 {بعض} نوابهُ سماسرة لوطنٍ معروض للبيع في بورصة ساسةٍ أنتهازيين ونفعيين وتجار أزمات وميكافيليين بأمتاز، فيهِ ألمشهد ألسياسي وألأمني مفتوح على ألمجهول وألآتي أعظم !!!!! . 5- وألغريب وجدنا ألنائب يجمع بين سلطتين تشريعية وتنفيذية وهذ ما لانجدهُ في أي برلمن في ألعالم حين يدخل ألوزير على خط ألبرلمان كمراقب مؤيد لكتلتهِ في ألتسقيط ألسياسي وألأعلامي كما صرّح ألمفتش ألعام لوزارة ألعدل أنّ ألفقرة سادسا من ألمادة 49 من ألدستور لسنة 2005 تنصُ على عدم جواز ألجمع بين عضوية مجلس ألنواب أو أي عملٍ رسميٍ آخر يتعلق بألعدالة ، وبالتأكيد بقاء ألوضع على هذا ألشكل في تأخير تشكيل ألحكومة على هذا ألشكل ألمضحك وألمبكي تعتبر هدية ثمينةٍ للعدو ألمتألف من داعش وألمتحالفين معهُ من بعثيين ونقشبنديين ، وأنّ ألمجلس أخفق في أنجاز مهامه ِفي جلستهِ ألأولى وألثانية يعني عدم ألأعتراف ب ( ألمستحقات ألدستورية للبرلمان) في أنتخاب رئيس ألمجلس ونائبيه حسب ألمادة 55 من ألدستور --- ورئيس ألجمهورية ألذي بدورهِ يكلف ألكتلة ألأكبرتسمية رئيس ألوزراء (وكفى اللهُ ألمؤمنين شر ألقتال) لأن حسب ديمقراطيات دول ألعالم ألمتمدن { أجتماع ألمجلس أستحقاقي لتوزيع ألأدوار} وتأخرهُ يؤثر على ألمشهد ألسياسي وألأمني ، وتعطيل ألعمل في ألدستور .6-تأخر مفوضية ألأنتخابات في أعلان النتائج ، ولا أعلم مقصدها من ألتباطؤ وألتأخر في أقرار نتائج ألأنتخابات حيث أستغرقتْ أكثر من 80 يوماً ولو كانت المفوضية قد قلّصتْ هذهِ ألمدة الى ألنصف لكان فيها ضوءً أخضريلوح في ألأفق لتكملة ألمشوار السياسي للعهد ألجديد ، 7-ألبرلمان ألجديد أنقلاب على ألديمقراطية أذ يفترض أن يكون ألمجلس نقلة نوعية من ألحالة ألبائسة قبل 2003 ألى تكريس ألديمقراطية بعد هذا ألتاريخ ولكن مع ألأسف أصبح ألمجلس ألجديد يدار من قبل عدد قليل من ألمتنفذين وأصحاب ألقرار ألمذهبي وألأثني بأحتكار وسائل ألأعلام وكم ألأفواه وأغتيال ألعديد منهم .8- ألمجلس ألجديد هو نفسهُ ألمجلس ألسابق لكونهِ ورث جينات ألمحاصصة وألفساد ألأداري ---- وهذا هو قدر ألعراقيين ألمساكين منذ تأسيسهِ 1921 أنْ يبتلى بحكومات ألغفلة وألأنقلابيين ألعساكرألمغامرين ألفاشست.9- لعبة ألنصاب أو ألتلاعب بألنصاب لتعطيل أستحقاقات ألدستور، من ألمؤكد أنّ وراء ألتعطيل كتل سياسية مستفيدة من ألتعطيل ألحرص على منصبهِ ألحالي وألحفاظ على أمتيازاتهِ ورواتبهِ أو تتعمد تدمير ألمشروع ألديمقراطي لأرتباطها بأجندات خارجية . ألخاتمة / كان أمل ألشعب ألعراقي من ألمجلس ألتشريعي ألأسراع بأقرار قانون ( ألموازنة ) ألذي يتعلق بقوت ألناس ورزقهم ، وقانون ألأحزاب ،وقانون ألنفط والغاز، وفشل ألجلسة أستهتار علني بدستورية عمل ألنواب وأستهزاء بدم ألشهداء وأموال ألشعب وسلوك يدعو ألى ألسخرية داخلياً وأقليمياً وعالمياً --- وعند أستفحال ألأستعصاء وفشل ألمجلس ألمرتقب ، وألسير خلال ألأنفاق ألعنكبوتية ألمغلقة تلجأ عند ذلك ألدول ألديمقراطية ألى حلولٍ جذرية مؤقتة ريثما ترجع ألميا ه ألى مجاريها : كتعطيل ألعمل بألدستور ، حل ألبرلمان ، { تشكيل حكومة أنقاذ وطني} من ألمخلصين ورجال ألكفاءات والتكنوقراط ألمستقلين والذين لهم تأريخ نضالي وطني تشير بوصلتهم الى ألوطن فقط لتعيد ألبلاد ألى سكة ألصواب – وأتمنى دراسة هذهِ ألتجربة - وندعو ألمحكمة ألأتحادية لألغاء حصانة أي نائب يتغيّبْ عن جلسة ألبرلمان ، وندعو ألشعب بألبراءة ممن لم يلتزموا ب "ألقسم" ، ويا سادة ويا كرام أنّ ألعراق أليوم يعيش أحلك ساعات ألخطر ولحظات مصيرية فهو في كف عفريت أبله وطائش ، ويبدو أفول نجمهِ يلوح في ألأفق ، داعش تهدد دخول بغداد ألحبيبة للقضاء على ألدولة ألصفوية ألمزعومة وأرجاع البلاد الى ألف ونيّفْ لأحياء ألخليفة ألراشدي ألخامس !! ،وألبعثيون يطمحون ألى حكم ألعباد بدون خجل وحياء على ما أقترفوه مدة أربعين سنة بحق هذا ألشعب ألمبتلى ، وألغريب أن بعض ألعشائر ألغربية ألعراقية ألمنتفضة تهدد بنسف ألسدود وأغراق عاصمتهم ألصفوية ألمجوسية ألأيرانية !!! --- أنهُ ألأمتحان ألحقيقي للأرادات ألوطنية للتمسك بتراب ألوطن ألغالي ، وألوقوف صفاً واحداً وهدم خنادقنا ألمذهبية وألطائفية وألأثنية ولو بشكلٍ {مؤقت} لدحر ألعدو وبناء دولة ألمؤسسات --- عبد الجبار نوري / السويد
#عبد_الجبار_نوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تأملات وتساؤلات ------- في ألأحتلال ألداعشي للموصل
-
ألموصل ------ رئة ألعراق ألنابضة بألحياة
-
نهاية ألعراق ------ كما يخطط لهُ سايكس- داعش
-
كتاب / مملكة ألكراهيّة ----- قراءة سايكولوجيّة للسلوك ألتأري
...
-
ألأشاعةُ --------- وألحربْ ألنفسيّة
-
ألحرب ألعالميّة ألأولى ------- تأملات في ذكرى مرور - قرن- عل
...
-
نكسة حزيران 67 ------ خواطر مؤلمة لن تنسى !!!
-
تركيا----- وسياسة التعطيش
-
أنتخابات ألبرلمان ألأوربي ----وفوبيا أليمين ألمتطرّف
-
حكومة ألأغلبيّة ألسياسيّة------- هي ألسيناريو- ألوطني ألعراق
...
-
ألأنتخابات ألهنديّة ------- وألأطلاع على تجربتها ألديمقراطيّ
...
-
ألبصرة------ مدينة ألنخيل ولؤلؤة ألخليج
-
حرائق ألأزمة ألأوكرانيّة------- بزيت أمريكي وغربي
-
الجمهورية الثالثة------ خواطر مُرّه
-
صندوق ألأقتراع------- صمام ألأمان
-
عيش --- أو--- شوف !!!!
-
ألأول من أيار عيد ألعمال ألعالمي----- وجدليّة ألعلاقة مع ألر
...
-
ودعاً ------ غابرييل صانع ألحكايات
-
الكرد ألفيليّة-----ومأساة ألرابع من نيسان
-
ألدكتور محمد مكيّه----- أسطورة ألفن ألمعماري
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|