|
عندما يقف المجتمع الدولي عاجزا على حماية شعب أعزل
رمزي أحمد النجار
الحوار المتمدن-العدد: 4511 - 2014 / 7 / 13 - 11:54
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عندما يقف المجتمع الدولي عاجزا على حماية شعب أعزل
سته أيام مضت، ومسلسل القتل والتدمير في غزة تدور عجلته دون توقف، والموت والدمار وحده من يغطي أفق غزة الصابرة، والهيئة الشرعية الدولية لم تزل عاجزة من التوصل الى حل يوقف العدوان الإسرائيلي الغاشم، فمنذ بدأ العملية العسكرية على غزة ازدادت مجمل عدد الهجمات الإسرائيلية بشكل كبير وغير مسبوق لتكون الهجمات الأعنف منذ سنوات، فكل عشر دقائق تتعرض غزة لهجوم بقصف المنشآت المدنية واستهداف المدنيين من النساء والأطفال تحديدا بشكل متعمد، وتواصل قصف المنازل ومؤسسات المجتمع المحلي والمنتزهات وأماكن الترفيه والمساجد بوتيرة عالية، وعدد الشهداء والجرحى وتدمير المنازل في ارتفاع وتزايد ملحوظ، فماذا بقي للمجتمع الدولي للتحرك لوقف هذا العدوان والهجوم على غزة والضفة من قبل حكومة الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيها المتطرفين بهدف تشريد الشعب الفلسطيني خارج أراضيه، وهذا ما تخطط له العنصرية الإسرائيلية ومن يدعمها، أليس أدل على بشاعة الاحتلال الاسرائيلي قتل أكثر من أربعون طفلاً في غزة واستهدافهم بشكل مباشر وهم نيام في بيوتهم أمنين وإعدام الطفولة الفلسطينية، أليس أدل على بشاعة ممارسة المستوطنين المتطرفين الحادث الذى سبب صدمة للعالم اجمع حينما أقدمت مجموعة منهم على اختطاف طفل فلسطيني في عز الطفولة وهو الشهيد محمد ابو خضير وقامت بتعذيبه ثم حرقه حيا حتى الموت في ظل حماية حكومة الاحتلال والتي تشن بدورها حملة تحريض رسميه على قتل الفلسطينيين، فماذا ينتظر المجتمع الدولي لكي يتحرك أمام هذه المجازر التي ترتكب بحق السكان الآمنين؟ أين المنظومة الدولية من شعب فلسطين المضطهد الضعيف؟ إن الشعب الفلسطيني في غزة هو اليوم يحتاج الى الحماية، فالعدوان ومهما كانت دوافعه وأسبابه فهو النقيض في نتائجه لفكرة حقوق الإنسان، مما يضع كامل المسؤولية على عاتق المجتمع الدولي للتصدي لهذا العدوان المجنون والذي جاوز في حدوده ومدياته حدود ما تدعيه إسرائيل من دفاع عن النفس وحماية مواطنيها، فالمبررات التي تدعيها إسرائيل في استمرارها بالعدوان على غزة قد فقدت مشروعيتها الافتراضية منذ اليوم الأول لبدء العدوان لتكتمل معه صورة الحقد الأعمى من قبل المجتمع الاسرائيلي المتمثل في حكومته الاحتلالية على الفلسطينيين التي كشفت عن حقيقتها منذ لحظتها الأولى؛ بأنه عدوان تدميري انتقامي، يشكل في جملته وتفاصيله، جريمة مدروسة وبسبق إصرار ضد الإنسانية، ويكفي ما ترتب على استمرار العدوان من إزهاق أرواح الأبرياء باستهداف القوات الإسرائيلية عائلات بأكملها، وتنفيذ عمليات قتل جماعية بحقها وتدمير المنازل بالكامل بعد قصفها على رؤوس أهلها دون سابق إنذار؛ إنما دليل على استمرار سياسات القمع والعقاب الجماعي التي تهدف لإخضاع الشعب الفلسطيني لإرادة سلطة الاحتلال، كل هذا يحصل في ظل صمت المجتمع الدولي وعجزه حتى عن إدانة الجرائم التي ترتكبها إسرائيل ضد أهالي غزة الصامدين، فرغم ما يراه العالم من جرائم الاحتلال، تطالعنا مواقف ما يسمى بالمجتمع الدولي بضرورة وقف إطلاق النار بين الجانبين، متناسيا أن أرض دولة فلسطين ما زالت مغتصبة من قبل اسرائيل وتظلم شعب بأكمله، فالأمم المتحدة ومجلس أمنها تقف عاجزة عن فرض أي قرار أممي على إسرائيل يمنعها من عربدتها، وكأن الامم المتحدة أسست لضمان وجود اسرائيل التي تمارس الظلم وترتكب الجرائم ضد الشعب الفلسطيني، فأي مجتمع دولي هذا لا يحترم القوانين الدولية الإنسانية، أين المجتمع الدولي خاصة أولئك الذين يتشدقون بمناصرة حقوق الإنسان؟ لماذا يقف عاجزا في هذه الحالة على التصدي لهذه الممارسات الاسرائيلية المرفوضة دولياً، والامتناع حتى عن التعبير الواضح والصريح نحو رفض هذه الممارسات او اتخاذ أي خطوات حقيقية لحماية الشعب الفلسطيني والدفاع عن حقه في الحرية والحياة كباقي شعوب العالم؟! وإذا أرادت الهيئة الشرعية الدولية بأن يصدق الشعب الفلسطيني أنها ليست أكذوبة في يد القوى الكبرى عليها أن تلزم اسرائيل بالانصياع الى الطرق الشرعية التي اقرها ميثاق الأمم المتحدة باعتبارها عضواً في الأمم المتحدة، وطبقاً لهذا الميثاق فإنها تتحمل تبعات ما أقدمت عليه من لجوئها للوسائل والإجراءات العسكرية المبالغ فيها، والتي تتحول الى عدوان غاشم دائم على شعب محاصر أعزل، ومن هنا يأتي دور المجتمع الدولي بضرورة السعي الى وقف العدوان الإسرائيلي فوراً، وإنهاء الحصار على شعب غزة، بفتح المعابر التي تؤمن له مستلزمات الحياة الإنسانية والمدنية والحياتية، وتأمين الحماية المطلوبة للشعب الفلسطيني دولياً، وضمان إعادة إعمار غزة والتعويض عن الأضرار التي تكبدها شعب غزة جراء العدوان الإسرائيلي!. بقلم/ رمزي النجار [email protected]
#رمزي_أحمد_النجار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فلسطين تدفع الثمن نيابة عن العرب
المزيد.....
-
فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN
...
-
فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا
...
-
لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو
...
-
المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و
...
-
الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية
...
-
أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر
...
-
-هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت
...
-
رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا
...
-
يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن
-
نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف
...
المزيد.....
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
المزيد.....
|