عبدالله خليفة
الحوار المتمدن-العدد: 4511 - 2014 / 7 / 13 - 11:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
دخلت منطقتنا في بركان هائل والقوى السياسية السائدة تلقي المزيد من الحطب.
لم تستطع الدكتاتوريات العالمية والمناطقية الروسية والإيرانية والسورية أن تتغلغل في منطقة مثل شمال إفريقيا لكنها ازدهرت في المشرق العربي الإسلامي.
قوى الأقليات الدينية يفترض أن تنأى بأنفسها عن حواف البركان الخطرة الرهيبة هذه، لكن قياداتها المتشبثة بالسلطة بأسنانها الحربية، تأبى ذلك وتقدم مبررات وتثير أزمات لتبقى شعوب منطقة المشرق العربي الإسلامي اليهودي المسيحي على هذه الحواف وتحتها النيران!
تدفقت جموع دينية واجتماعية من خارج المدن، ومن خارج المنطقة العربية، تحمل ثقافة الخنادق، وتصارعت طويلاً ومريراً، وقذفت بالملايين في أتون الحروب، حتى أن القولَ الخطيرَ السيئ إن (الحربَ قاطرةُ التاريخ) لا يجري هنا، فالحربُ قاطرةُ الحرائق والسير للوراء والمزيد من شراء الأسلحة لأحداث التخلف والعداوات بين الأديان والقوميات.
رفضتْ الجماعاتُ الدينية قوانين الحداثة مصرة وهي في منطقة الأديان والخرافات السحرية والعداءات القديمة الرهيبة، على أن ترفض سمات البشرية المتقدمة الراهنة كالديمقراطية والعلمانية، وسواء جاءت هذه من خارج المنطقة كالإسرائيليين أو لم تجئ منها كالبقية من منتجي ثقافة العودة إلى الوراء، والذهاب إلى التاريخ القديم، وبعث الأساطير.
أخطر مظاهر هذه الأسطرة والرجعية والشحن العدائي اليومي لدفع الناس من الحواف إلى قلب البركان، هو تحالف الجنرالات مع رجال الدين.
إن تحالف الضباط الكبار مع رجال الدين يعني استخدام رجال الدين كأدوات للهيمنات العسكرية المختلفة، وهذه التحالفات مريبة وغريبة وبالغة الخطورة.
في البدء لا بد من القول إن الأقليات الدينية وخاصة التي لم تعش تجربة أنظمة سياسية عسكرية مديدة تبالغ في التسلح وخلق الجيتوات السياسية الحربية، للحفاظ على هذه العقائد المحاصرة المرعوبة من الآخر المغاير، ولهذا فهي تتدفق بقوة على السلاح.
ثمة ضعف في السياسات الخارجية للدول، فهي لا تقوم بأي حوارات واسعة لبناء علاقات على نمط الاتحاد الأوروبي، فالعداء مستحكم بينها ولا تفتح حتى الأبواب الجانبية للحوار.
وقد تفاقم هذا الوضع حتى غدت المنظمات الفوضوية الدينية هي التي تقرر وضع الدول وتهدد بزوالها.
ومثل هذا الوضع سينعكس على الجميع ويهدد مصائر الدول كلها.
لهذا فإن العلاقات والزيارات المحدودة لم تعد مفيدة ويتطلب الوضع علاقات قوية واسعة بين دول المنطقة لوضع حد لتخريب القوى الفوضوية مهما كانت مذاهبها.
#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟