أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نجاح يوسف - دستور العراق.. بناء دولة مدنية أم دينية؟














المزيد.....

دستور العراق.. بناء دولة مدنية أم دينية؟


نجاح يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1275 - 2005 / 8 / 3 - 11:37
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



انتظرت بصبر, وإلى ان اتضحت معالم مسودة الدستور الجديد.. وقررت اخيرا مشاركة العديد من السيدات والسادة الكتّاب والمتخصصين بالقانون والسياسة لأطرح بعض تصوراتي المتواضعة في الدستور العراقي المقترح..ولكي أجنب نفسي الحكم مقدما على ما أنجزه الأخوة والأخوات في لجان الدستور المتنوعة, آثرت الاستماع إلى توضيحاتهم ومداخلاتهم العلنية التي تبثها الفضائية العراقية ووسائل الإعلام المختلفة الاخرى حول مسودة الدستور..ورغم الوضوح النسبي فيما جاء في الأبواب السته التي تضمنها الدستور..إلا انني ارى أنه من الضروري جدا ونحن قد دخلنا توا من بوابة القرن الواحد والعشرين, أن نعي حقيقة أن هذا الدستور يجب أن يعبر ليس فقط عن طبيعة المرحلة التي يعيشها البلد اليوم, بل أن يحمل الكثير من التصورات المستقبلية المستنيرة عن متطلبات المراحل القادمة, ويعبر بصدق عن طموحات الأجيال القادمة من أجل بناء دولة ديمقراطية وعصرية وحضارية تلحق بركب الدول المتطورة ..
ولذلك يجب أن يكون هذا الدستور حضاريا ورصينا ولا تحتمل فقراته التاويل والشكوك ..وهذا يعني أن لا يكون هناك تناقضا ما بين فقراته والذي مع الأسف الشديد نراها جلية وواضحة في العديد من فقراته..كما تأكد بعض الفقرات الرئيسية الوجهة الدينية الواضحة والتي يريد بعض الاسلاميين دفع الدستور باتجاهها, فمثلا:
1- في الباب الأول , المادة الأولى ( الجمهورية العراقية الاسلامية الاتحادية..الخ ) تعني أن شكل الدولة هو اسلامي ويعتمد على الشريعة الاسلامية كما ورد في المادة الثانية من نفس الباب حيث يقول: ( الاسلام دين الدولة الرسمي , وهو المصدر الرئيسي للتشريع..الخ) ..
فإذا كانت الدولة اسلامية وتعتمد على نصوص الشريعة الاسلامية , فما هي أهمية وضع بنود وفقرات تتحدث عن حقوق الانسان وحقوق المرأة والحريات الشخصية والخ..من الحقوق المدنية التي تتعارض كليا أو جزئيا مع احكام الشريعة الاسلامية؟
ورغم ادعاء العديد من الاسلاميين الذين ساهموا بكتابة هذه المسودة, من أن الدين الاسلامي يمنح حريات (أكثر) مما ورد في هذا الدستور , فإنهم لم يذكروا شيئا عن طبيعة هذه الحريات وما هي ..وفي النهاية يقولون وإن تم التناقض ما بين حقوق الانسان واحكام الشريعة فالغلبة تكون لأحكام الشريعة..وهذا التصريح وحده يكفي ليفند ما يدعون !!

2- ان معظم ما جاء في مسودة الدستور قد تم اقتباسه من دساتير الدول المتحضرة العلمانية , ولكن لجان كتابة الدستور كبلت جميع تلك البنود بأحكام الشريعة الاسلامية, التي ستكون الكابح للتطور الذي ننشده للعراق ولشعبه..فلم تسلم لائحة حقوق الانسان العالمية من سيف الشريعة الاسلامية وأحكامها وكذلك حقوق المرأة..

3- وبالاضافة إلى هيمنة الشريعة الاسلامية على معظم مفاصل الحقوق الأساسية والحريات العامة , فإن مسودة الدستور تحاول أن تخلق سلطة دينية موازية للدولة العراقية التي هي في شكلها العام دينية..حيث تضمّن فقرتين في مسودة الدستور (المادة الخامسة عشرة والمادة السادسة عشرة) , الأولى تعطي استقلالية للمرجعية الدينية , أي أن القوانين الوضعية لا تسري عليها..والثانية تأكيد الحق لها بالتصرف بالعتبات المقدسة الكثيرة بعيدا عن متناول الدولة واشرافها , وتكون الدولة ملزمة بحماية هذا الحق..ولا ندري إن كانت هذه الفقرات تشمل أيضا المرجعيات الدينية المتعددة كالمسيحية والمندائية والأزيدية واليهودية !!

4- كما نلاحظ كذلك بصمات العقلية العشائرية المصلحية المتخلفة على مسودة الدستور.. حيث أفردت للعشائر فقرة واسعة, وتطلب المسودة فيها من الدولة (النهوض بها (العشائر) والافادة من قيمها...الخ).. فهل قيم العشيرة هي أسمى من دستور البلاد الذي يحمي ويرعى جميع المواطنين؟ وهل يعقل أن نسن دستورا عصريا وحضاريا ونشجع الانتماء للعشيرة (وقيمها) ونحن لمسنا لمس اليد كم من الجرائم اقترفت باسم العشيرة وقيمها.!!

5- خصصت مسودة الدستور فقرة جيدة لحماية الطفولة وصغار السن من استخدامهم في أعمال مهينه..الخ ..السؤال هو ماهو السن القانوني للعمل؟ وما هو السن القانوني للزواج (المرأة والرجل) ؟ وكيف نحمي الفتاة الصغيرة السن من تزويجها عنوة ؟ ونحن نعيش في مجتمع عشائري الذي تضمّنه الدستور ويريد حماية قيمه؟ ألم يكن من البديهي والضروري فرد فقرة خاصة لهذا الموضوع الحيوي الذي يهم ويحمي أكثر من نصف المجتمع؟ أم أن هذا أيضا يدخل من باب المحرمات والتناقض مع الشريعة الاسلامية؟

وأخيرا أقول بأن مسودة الدستور بشكلها الحالي وبقاء فقراتها هذه دون تغيير جذري, ودون مراجعه من نخبة قانونية متخصصة وواعية ومجددة ومستنيرة , فإن سن هكذا دستور سيقود البلاد ليس فقط إلى بناء دولة دينية على غرار ايران وطالبان ولكن ستقودهذه الدولة البلاد إلى دكتاتورية تسلب الحريات تحت يافطة الدستور هذه المرة.. فهل يرض الشعب العراقي وبعد كل هذه التضحيات والمآسي العيش تحت ظل هكذا دستور أم سيعلنها واضحة للملأ : بأننا لا نقبل بغير دستور ديمقراطي حضاري يكفل الحريات كاملة للجميع دون تفريق وتمييز و تحت أية وصاية كانت..



#نجاح_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تضامن مع طلاب البصرة
- النتخابات الأمريكيبة وملف العراق الساخن
- عودة إلى موجة العنف- والإصرار على إجراء الإنتخابات
- تحسن الأوضاع في العراق وإجراء الانتخابات.. بين الواقع والامن ...
- ليس دفاعا عن الكرد.. الإرهابيون والمتطرفون الإسلاميون هم من ...
- وسام شرف جديد على صدر الحزب الشيوعي العراقي
- نظام ديمقراطي مدني وتعددي ..أم نظام دكتاتوري ديني وطائفي ؟ ه ...
- من تخدم الحملة الإرهابية الشرسة ضد الكلدوآشوريين في العراق؟
- لا عودة لعجلة التأريخ إلى وراء
- الحوار المتمدن.. فضاء واسع من الفكر العلماني الإنساني
- لكي لا نبقى أسيري فزّاعة انسحاب قوات الاحتلال المبكر !
- إلى متى تنتظر عوائل أسرى الحرب العراقية الإيرانية عودة أبنائ ...
- TRICK OR TREAT يا مجلس الحكم !!
- لا , ليس كل شيء هادئ على الجبهة!!
- لمن يهمه الأمر..لا مكان لحزب البعث في عراق المستقبل !!
- ليس دفاعا عن مجلس الحكم الانتقالي ... فتاوى الأزهر والعراق ...
- إذا عرف السبب بطل العجب !!
- هل ما زال اليسار العراقي يحمل بوصلته؟!
- طالب متفوق يتألق شهيدا
- ما يجمع المرتزقة العرب لا يفرّق الشعب العراقي


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نجاح يوسف - دستور العراق.. بناء دولة مدنية أم دينية؟