أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سعد الله مزرعاني - مراجعة جذرية ونهضة جديدة!















المزيد.....

مراجعة جذرية ونهضة جديدة!


سعد الله مزرعاني

الحوار المتمدن-العدد: 4510 - 2014 / 7 / 12 - 08:13
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



كسرت الانتفاضات الشعبية التي انطلقت في عدد من البلدان العربية، ابتداءً من اواخر عام 2010، حالة الجمود والثبات (الستاتيكو) التي ميّزت وحكمت مرحلة ما بعد نكسة عام 1967 (ومن ثم وفاة القائد المصري العربي جمال عبد الناصر عام 1970) والتي امتدت لاربعة عقود كاملة. أما إبقاء الازمة السورية من دون حسم (خلافاً لما حاوله طرفا الصراع والمتورطون فيه)، ومن دون حل (كما كان ينبغي ان يحصل)، فقد دفع المنطقة الى أتون مرحلة جديدة وخطيرة ومفتوحة على احتمالات معظمها أخطر وأكبر، على الاقل في المديين الراهن والمتوسط.

بشكل من الاشكال، أجّج العجز والفشل الدوليان الصراع، وساعدا على إلغاء الضوابط والقواعد والضربات الممنوعة في ممارسات طرفي الأزمة. وبشكل من الاشكال أغريا ايضاً، بحصول تداعيات سريعة ومتنوعة، في عدادها ايقاظ ازمات او مشاكل كانت نائمة (جزئياً على الاقل) بفعل التعسف والقهر والاستبداد والفئويات والفشل، ودائماً برعاية سياسات دول خارجية لم تتوقف مساعيها أبداً من اجل السيطرة على مصائر المنطقة وثرواتها.
ومع ذلك لا نستطيع ان نتجاهل حجم الاثارة في ما حدث ويحدث!
دهشتنا الكبيرة، هي، في جزء منها، ثمرة جهل بالواقع الذي سعينا لتغييره من دون ان نكلف انفسنا عناء السعي لمعرفته، كما يليق بأولئك الذين يحلمون ويحملون قضايا ذات اهداف ونتائج كبيرة وتاريخية ومصيرية وحضارية. اليوم، ربما ينبغي أن ندرك، اكثر من أي وقت سابق، لماذا كانت قوى التغيير التقليدية خارج الانتفاضات: استشرافاً أو مبادرة أو مشاركة...
يحتاج التعامل مع المتغيرات الدراماتيكية الراهنة والمتواصلة، الى متابعة نقدية لا تستثني احداً أو حقلاً. سيكون من قبيل الاجتزاء المُخل اعطاء وصفة جاهزة لتفسير كل ماحدث وما سيحدث. انها، كالعادة، وصفة، على الأرجح، مغرضة، توجهها مصالح وفئويات ضيقة وتتميز، غالباً، او حتى دائماً، بازدواجية المعايير وبتشويه الحقائق وبالخداع والمناورة والانتهازية... لقد لاحظ لينين احد كبار منظري وصناع التغيبر في العصور الحديثة (رغم النكسة المريرة التي لحقت بالتجربة الاشتراكية الاولى التي حملت توقيعه، نتيجة هيمنة النهج الستاليني) أن «الحقيقة دائماً ثورية». كان بذلك يفضح اصحاب المصلحة (من القوى المهيمنة) في التزوير والخداع وحجب حقائق الصراع واسبابه: الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والفكرية...
لا يكفي في هذا السياق فقط ربط صعود التنظيمات التكفيرية، وصولاً الى اعلان دولة «الخلافة» الاسلامية في اجزاء واسعة (ومفتوحة) من سوريا والعراق، بمساع ونشاط تآمريين يديرهما طرف ضد اخر (من الاطراف المحلية أو الإقليمية)، او تحركهما، في صراعاتها ولحسابها، جهات خارجية. ان ما تظهر معالمه وآثاره ونتائجه وتداعياته، اليوم، هو ثمرة مخاض طويل ومرير ممتد في الماضي ومفتوح على المستقبل. انه محصلة لقرون من السيطرة الاستعمارية ولعقود وعهود من الظلم والتعسف والاستبداد والفشل الذي مارسته السلطات وثابر عليه الحكام في هذه المنطقة من العالم. لقد بُذلت وعود وطُرحت شعارات، منذ عقود، لتحرير مجتمعاتنا من التبعية والتجزئة والتخلف والتعسف. لم يتحقق من ذلك شيء يُعتد به. ان اولئك الذين حملوا شعارات الوحدة وبالغوا في الترويج لها قد مارسوا من السياسات والاخطاء ما جعل تجاربهم نقيضاً فاضحاً وصادماً لأولوياتهم وشعاراتهم. والذين نادوا بأولوية تحرير فلسطين عرضوا بلادهم نفسها للغزو والاحتلال. أما الذين رفعوا شعارات الحرية والاشتراكية والتقدم والديمقراطية، فقد فرضوا على شعوب البلدان التي استولوا على السلطة فيها اشكالاً «مبتكرة» من الاستبداد والاستئثار والاذلال والاكراه، ما حول بعضها الى سجون كبيرة، اين منها سجون الحكام والسلاطين التي، بإسم ازاحتها والتخلص من جورها، قامت الثورات وانطلقت الشعارات وحصلت الانقلابات! ولم نحسن يوماً التعامل مع مسائل الاقليات القومية بما لها من ثقافة وحضارة وتاريخ. انكرنا على هذه الاقليات ابسط حقوقها في المجالات كافة. تعاملنا معها بعنصرية وتجاهل وقمع، وبحروب إبادة وتنكيل وتخوين (وصولاً إلى استخدام أسلحة القتل الشامل المحرمة دولياً)، اقترنت دائماً بالإهمال والحرمان والتهجير والاضطهاد... باختصار، لقد أشهرنا في وجه وجودها وحقوقها ومحاولاتها المشروعة ليكون لها مكان طبيعي تحت الشمس، اسوأ اشكال العنصرية والاتهامات والارتكابات.
لم يحصل ذلك بالامس فقط. انه مستمر الى اليوم. ينجم عن ذلك علاقات لم تكن (ويُخشى ان لا تكون) صحية ابداً بين اكثريات هذه المنطقة واقلياتها. لقد افسح هذا الخلل في التعامل والعلاقات مجالاً رحباً لذوي الأطماع والمصالح، لكي يتدخلوا مستغلين و»منقذين»!
القضية الكردية هي مثال صارخ على ما نقول. ألا يشعر الكرد انهم مدينون بالكثير، بما في ذلك الحماية من البطش، للقوة الاستعمارية نفسها التي غزت بلدهم العراق ودمرت وحدته وحضارته وسيادته واستقراره!؟ ألم يدخل العدو الصهيوني، هو أيضاً ومبكراً، على خط المشكلة الكردية لتأجيجها ولاستخدامها مستغلاً الأخطاء لتعزيز اغتصابه وعدوانه؟
ليست دولة «الخلافة» التي اعلنها ابو بكر البغدادي مسألة من خارج الاحداث والسياق والتاريخ والمعاناة. انها محطة في تشوه واختلال ينبغي البحث جدياً وجذرياً عن اسبابهما في مسار سياسي واقتصادي واجتماعي بكل تفاعلاته وتداعياته التي ادت الى ما نعيشه من فوضى واضطراب واحتراب وانقسام... ما هو مطلوب ليس اقل من بداية صحوة وانتفاضة ينتظمهما مشروع متكامل لاستعادة المبادرة في عملية صنع مصائرنا ودورنا ومستقبلنا وفي الحفاظ على سيادتنا وارضنا واستقرارنا وثرواتنا.
التعامل مع تراثنا وتاريخنا مسألة في غاية الاهمية عندما يتعلق الامر بإدراك جملة المؤثرات الكامنة او الحاضرة في بيئتنا وذاكرتنا ومجمل موروثنا الثقافي والذهني والروحي والحضاري. لقد تعاملنا مع ماضينا، إما بالتقديس، او بالتنكر والتجاهل. في الحالة الاولى انقطعنا عن الحاضر والعصر والحداثة والابتكار والابداع... وفي الحالة الثانية عانينا من الاغتراب والتغريب والغربة والغرابة!
تتقدم إلى الواجهة، الآن، مشاريع وصيغ وممارسات، هي إلى حد بعيد، ردود فعل على تفاقم ظلم الخارج وعجز أو فشل أو استبداد الداخل. كل تعامل مع هذه المشاريع والصيغ والممارسات وفق الأساليب والأنماط القديمة الفاشلة سيؤدي الى مزيد من الخسائر. وهو سيؤدي، بالتأكيد أيضاً، إلى توفير مناخات مناسبة لها، ما سيطيل بقاءها ويفاقم أضرارها ذات الطابع التدميري والكوارثي غير المسبوق.
لقد وصلنا إلى زمن بتنا فيه بالكاد نجد متسعاً لمعرفة عدد شهداء وخسائر العدوان الصهيوني على غزة والقدس وكل الشعب الفلسطيني وحقوقه وقضيته.
إنه بئس المصير. هو ما صنعته أيدينا وأخطاؤنا وليس أي سبب آخر.
متى نتعظ؟ متى ننهض؟!



#سعد_الله_مزرعاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصحوة لا «الصحوات»!
- صدِّق أو لا تصدِّق!
- خطوط الفصل وخطّة الوصل!
- استراتيجية نهوض جديدة
- الحزب الشيوعي اللبناني عشية ال90 ابعد من القصور والخطأ
- مبادرة سياسيّة سوريّة؟ هذا أوانها
- السيادة أم الفئوية والتفريط؟
- تفاقم الطائفية وتعاظم أضرارها
- عذراً فرج الله الحلو
- أزمة دمشق: هل فات الأوان؟
- الأميركيون وخصومهم
- عن معمّر القذافي: ما له وما عليه
- تصحيح الأجور والوضع النقابي والديموقراطي
- فارس لم يترجّل
- الحمل والولادة الطبيعيان
- سهيل عبود يثير التحدّي مجدّداً
- العراق في دروس ومهمات
- مراجعة خيار المفاوضات: فلسطين أوّلاً
- الطائفية... عنصرية ؟
- مؤتمر الحزب الشيوعي اللبناني: رهان الأمل وتحدّي المشروع والآ ...


المزيد.....




- الرئيس الفنزويلي يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
- على طريق الشعب: دفاعاً عن الحقوق والحريات الدستورية
- الشرطة الألمانية تعتقل متظاهرين خلال مسيرة داعمة لغزة ولبنان ...
- مئات المتظاهرين بهولندا يطالبون باعتقال نتنياهو وغالانت
- مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
- الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»
- عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و ...
- في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در ...
- حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
- تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا ...


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سعد الله مزرعاني - مراجعة جذرية ونهضة جديدة!