|
لماذا تسيطر لغة التهديد على الساسة العراقيين
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 4508 - 2014 / 7 / 10 - 22:40
المحور:
الصحافة والاعلام
كما نعلم ان الكلام صفة المتكلم، او اذا اردت ان تعرف احدا من الصميم دعه يتكلم، و بكلام الانسان تعرف مستوياته الثقافية و عقليته و انتمائاته و افكاره و ثوابته. كما ينطبق على الشخصيات العامة هكذا بالنسبة للاعلام و من وراءه، و باختلاف قليل، من حيث المنهج الذي تسير عليه الاقنية و اهدافها مع مدى مهنيتها و استقلاليتها، عدا الاقنية الحزبية التي تعبر عن راي حزبها بشكل مطلق بعيدا عن مسؤلية الاعلام ذاته . اما في العراق؛ فزد عن ذلك انها تعبر عن راي الشخص الاول للحزب او على الاكثر قيادته مهما كان خاطئا في مسيرته و سياساته . اي تعرف على الحزب من برامج القناة التي يملكه و يمكن ان تتعرف على رئيس الحزب و القادة فيها ايضا . اي تنعكس شخصية المنتمين و القادة على تعابير و اراء و مواقف القناة الحزبية، و لم نلمس قناة مستقلة مهنية حرة في العراق كي نعرفهم هنا، و لم نرى نسبة مقنعة من المهنية كما هي حال القنوات الاجنبية التي تعمل باستقلالية و مهنية الى حد كبير، على الرغم من انها تهدف الى سياسة معينة هادفة ولو بشكل غير مباشر . لم نسمع اية لغة او تعبير عصري نظيف من قبل من يشغلون الشاشات هذه الايام، سواء الساسة و القادة بانفسهم او من يتبعم، و هو ملقى دائما على ابواب احزابهم و مواقعهم التنفيذية و التشريعية، عدا ماموجود من حثالى الاعلام الذين لا يهمهم الا حياتهم الخاصة، و هم رهن اشارة من يدفع اكثر . المقرف ان نسمع الشخص الاول في الدولة و هو يتكلم بلغة التهديد و الوعيد كما هو حال الشارع، و لم يتعض من المراحل السابقة و كيف عبر الدكتاتور و حاشيته عن نواياهم في الاعلام و الاكاذيب الفاضحة التي اعتمدوها، و كانت مكشوفة لدى عامة الناس . هل من المعقول ان تغطي فشلك و سوء ادارتك بتصريح و تنقل ازمتك النفسية و السياسية و فشلك الى الى خارج حدود مسؤليتك، او تتكلم عن المؤآمرة و من معها و لم تعرف ان من اولى مهماتك هو عدم افساح المجال لاي شخص او طرف ان يجد طريقة لنجاح مؤآمرته عليك، فان لم تعرف مسبقا بالمؤآمرة و لم تتعامل معها او لم تفعل لعدم نجاحها فهو يحسب عليك و اذا عرفت بها و لم تتمكن من منعها و لم تفضحها قبل وقوعها فانها يحسب مرتين عليك و عيبين ايضا . ما نتاكد منه، ان المتكلم الذي يدلي بتصريح و ليس لديه الحجج و يتكلم و كانه هو نائم و تُطبق المؤآمرات على بلده، و من ثم يهدد بعد وقوعه بانه ينتقم، ليس الا فاشل، و جرف الماء مزرعته و هو نائم، او نائم و رجليه بالشمس كما يُقال . يحزنني جدا هذه الايام، التصريحات الصبيانية المعادية للبعض من قبل المركز التنفيذي للعراق اي الحكومة و رئيس وزرائها و من يلف لفه من حزبه و المقربين المصلحيين و التابعين و الظل المختفي و من عنده نقص ما و يريد ان يملاه بتصريحات لحاجته الشخصية او لمصالح عسى و لعل يلتفت اليه اهل الحل و العقد و يمن عليه بما يتمنى . و في المقابل نرى من الاقليم ايضا تصريحات متشنجة ولو من دائرة ضيقة على العكس من المركز الذي برز الى السطح من كان ينتظر ليسب و يشتم لنقص في الشخصية و مسيرته . هنا في اقليم كوردستان يوجد موالين للاحزاب يتكلمون و يصرحون و يدافعون، و هناك من المستقلين الذين يعبرون بحيادية و بعيون ناصحة، على العكس من المركز الذي لاحظت، ان العصبية مسيطرة بشكل مطلق، و ساد الكذب و الافتراء التضليل من السياسيين وبتوقيع الاعلامين المفلسين، اي ممن ليس لديه ما يقدمه للشعب العراقي بجيمع فئاته، يعتبر المرحلة فرصة له ليعيد الولاء الى رؤساءه من خلال السب و الشتم، و اكثرهم اصحاب تاريخ مشؤوم، او من حثالى البعث و زبانية الحكم الجديد و حاشيته، و المستفيدين و المستاثرين من ثروات البلد و على حساب الطبقة العفيفة الكادحةالتي تعيش نسبة كبيرة منها تحت خط الفقر . و عوضا من الجلوس و الهدوء و التحاور و التصريح بكلمات عصرية و بمستوى تليق بانسان و مصالحه، نرى ان المنافقين دخلوا الخط و الفاشلين فسحوا المجال امامهم ليدلوا بدلوهم وفق هواهم دون الاعتبار لمصالح الشعب و مستقبل ابناءهو خطورة المرحلة التي تحتاج الى اراء و مواقف سديدة . لو بحثنا عن الاسباب الذاتية و الموضوعية لهذا العنف في الكلام و التصريحات و المحاورات النارية لحد الضربات الجدسية و اللكم لكان امامنا سبب رئيسي و هو يفرض نفسه، الا وهو انعكاس الحياة العامة للشعب العراقي التي لم تمر سنة و لم يتصادم مع حرب و صراع دموي خلال السنوات الماضية و انعكس على اخلاق و صفات و سلوك اي فرد، و القادة التي لم يخرج بعقليته و نفسه من ذلك الواقع المرير و لم يحسب للعصر الجديد المتغير و المستجدات التي حصلت اي حساب، فمصيره الفشل في نظرته و تطبيقه لما يؤمن من الفكر و السياسة، اضافة الى التربية الخاصة و نشاة المتحدث سواء كان فردا بسيطا او قائدا . خلال السنين الماضية، لمسنا كما هائلا من المواجهات و الانتقادات الحادة و وصل لحد خارج اللباقة و الذوق البشري، لعوامل سياسية و اجتماعية اضافة الى سلوك و نوايا الاعلام الهادف و من وراءه . اننا نلاحظ الوضع الاجتماعي التي ترسبت فيه كل ما يؤثر على تصرفات الفرد في كل مكان، من التشنجات و السلوكيات التي اكتسبها الفرد العراقي طوال العقود الماضية الى المعاناة التي زادت من العنف و الكره . التهيج و الابتعاد عن الهدوء اسبابه عديدة، و لكن السياسي المنطقي و من لديه حجج و حقيقة و له الحق سواء من الناحية السياسية او حتى الاجتماعية لكان الهدوء من مزاياه، و لكن لضعف الشخصية و عدم امتلاك الحجج و القناعة بما يعمل و لتعويض النقص في هذا الجانب يتجه الى احلال البديل بالزعيط و التهديد و الوعيد لملا الفراغ اصلا قبل ان يؤمن بحقه في ما يطرح و يتكلم و يعبر عنه . خلال الاحداث الاخيرة بعد مجيء داعش و الانهيارات على الارض، ازدادت الزعيق و العويل و التهديد من الجهات المختلفة و من كافة الاطراف و المكونات، نتيجة التخبط الذي رافق العملية السياسية و الهاوية التي وصل اليها العراق . هل من المعقول ان تصر على راي و موقف و انت تعلم بانك على خطا و تسير بالعملية السياسية الى الهاوية و تودي بحياة العديد من الناس، فهل عزة النفس او الكبرياء الشخصي يمكن ان تعكسه على منصبك و قراراتك و نظرتك و تنفيذ واجبك و ما هو مفروض عليك اداؤه، ام من الواجب فصل السمات الشخصية و الفصل بين العمل الخاص و العام، اننا نرى خلطا في الاداء الشخصي للواجبات الوطنية و الاشغال و الامور الخاصة بالقائد او الاداري . لذا الاسباب الذاتية المسيطرة على عمل القيادات السياسية و الاسباب الموضوعية من حيث البيئة و السمات و الاخلاقيات التي تفرض نفسها و الترسبات التاريخية هي التي تدع ان تفرض اراء و مواقف و ان كانت خاطئة وبه ترتفع الاصوات و تصل لحد التهديدات النارية .
#عماد_علي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اختيار رئيس الوزراء عراقيا هو الحل
-
اليسار بين الداعش و مطالب الشعب
-
دولة كوردستان بين التاييد و التخوين
-
افرازات هاجس الخوف من الاخر
-
بداية انفتاح الاعلام العربي عن الكورد
-
هل تسقط الدولة الاسلامية في العراق
-
بعدما تقاسموا الكعكة يتعاركون على لحم الذبيحة
-
لماذا ينظمون الى الداعش ؟
-
هل نجد الشعرة الضائعة في العجين العراقي ؟
-
هل تركيا هي من تنتصر في النهاية ؟
-
المالكي بين ملذات الكرسي و نهاية عمره السياسي
-
كركوك قضية شعب كوردستان و ليست جهة معينة
-
المشكلة هي الانتماء الوطني
-
الحق حق اينما كان
-
الموقف الموحد اثلج قلوب الشعب الكوردستاني
-
ممكن للعلماني ان ينقذ العراق ؟؟
-
لماذا كل هذه التشنجات منذ الجلسة الاولى
-
اختيار المالكي رئيسا للوزراء لصالح الكورد
-
هل تطول حال العراق كثيرا
-
ما يحصل لاقليم كوردستان
المزيد.....
-
بطراز أوروبي.. ما قصة القصور المهجورة بهذه البلدة في الهند؟
...
-
هرب باستخدام معقم يدين وورق.. رواية صادمة لرجل -حبسته- زوجة
...
-
بعد فورة صراخ.. اقتياد رجل عرّف عن نفسه بأنه من المحاربين ال
...
-
الكرملين: بوتين أرسل عبر ويتكوف معلومات وإشارات إضافية إلى ت
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في كورسك
-
سوريا بين تاريخيْن 2011-2025: من الاحتجاجات إلى التحولات الك
...
-
-فاينانشال تايمز-: الاتحاد الأوروبي يناقش مجددا تجريد هنغاري
...
-
-نبي الكوارث- يلفت انتباه العالم بعد تحقق توقعاته المرعبة خل
...
-
مصر.. مسن يهتك عرض طفلة بعد إفطار رمضان ويحدث جدلا في البلاد
...
-
بيان مشترك للصين وروسيا وإيران يؤكد على الدبلوماسية والحوار
...
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|