|
-لماذا تؤدي كل الطرق إلى روما وتفشل كل المسارات المؤدية إلى المدرسة؟-
احمد اوبلوش
الحوار المتمدن-العدد: 4508 - 2014 / 7 / 10 - 22:39
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
بغض النظر عن السياقات السياسية والتربوية التي أفرزت الحديث عن "برنامج مسار"، وخصوصا ما تعيشه المنظومة من تراجعات على مستوى الاختلال العام، ما يجعلنا نطرح تساؤلات عن اي مسار نحن فيه سائرون؟ هل هو مسار السيد الوفا؟ ام مسار خطاب 20 غشت؟ ام مسار برنامج حكومة بنكيران 2؟ ام مسار الوزير بالمختار؟ أم مسار منتديات ومناظرات عيوش؟ أم مسارات حكومة الظل؟ فعلا هي مفارقات، ومسارات التّيه والعَبث واللاّمعنى. إذا سألت أيّ فاعل تربوي، أي أستاذ..أي مدير..أي مفتش، أي مُثقف ..أي مسوؤل كيفما كانت مرتبته، أي تلميذ... أي مسار أنت سالك؟ سيصدمك تنوع المسارات وتعدد وجهات النظر. إنني أحِنُّ إلى زمن "بوكماخ".. زمن "أحمد والعفريت"، وزمن "بَالٍيمَاكو" الزٍّنجِيُّ الصغير -وهو للإشارة كتاب على الأقل يعترف للمُكوِّن الزنجي في الحضور بالكتاب المدرسي ولو في رمزيته المأساوية. وأحِنُّ إلى "لا شيفغ دو مسيو سوغان" ووو..أشياء أخرى يقول مثقفنا العضوي.. مَعذِرة، لقد تكسَّرت لغة "مُوليير" على طواحين لغة الضاد، لم أعد أميز أي المسارات اللغوية يسلك لساني "المْثقفْ"، فكثيرا ما أحس بداخلي بأن هناك "أومْبوتِيَّاج" لغوي .. فأنا أفكر باللغة الأمازيغية وأحلل باللغة العربية وأنطق باللغة الفرنسية، وهذه مسارات حَيرتني، وحيَّرت مُثقفِينا ومُفكِّرينا السُّوسيو لِسانيين، أو بلغة أوضح "لْحَّاسين الكَابَّا الِّلسْنِيَّةِ"، فمرَّة مع التعريب ومرة مع "التفرنيس" ومرة مع مسَار "التَّدريج" و مرة مع مسار"المزغغة" وفي آخر المسار لا شيئ من هذا أو ذاك.. دَعونا من نقاش النخبة، فالمثقفون أشبه بالسُّفسطَائيين بَرعُون في عَرض بضائعهم فقط لمن يدفع أكثر. فتعالوا نسأل الأستاذ "المعلم الأول" و"الرسول المِثال" لعله يَفكُّ لنا شِفْرةَ المسار الضائع، لعله يوضح لنا في عَتمَة المسارات أية المسارات يسلَكُ وأية طرائق ينهج؟ أجابنا "الدُّغْبوشُ" وهي كنية أستاذنا لكثرة تدمره وسُخطه على الاوضاع: بعد أن رحَل عَنَّا السيد كزافيي "بُوشعكُوكَة"، وبعد ان أطل علينا السيد الوزير "بكشكوشة" بفتوحاته البيداغوجية، وخراجاته الإعلامية، وإبداعاته الهتشكوكية... ودَّعْنَا الدِّيدَاكْتِيكَا، وطَلَّقْنَا البيداغوجيا، وجَمعنا ما تبقى من جذاذات الأسْلاف، وطَوَيْنَا السبورة نِصْفينِ، وشَرَّعْنَا التَّعَدُّدَ...فَاخْتَار كُل واحد مِنّا دَرْبَهُ المُضِيء، وسَلكَ كل واحد مَسَارهُ السَّهل..عِلْما مِنَّا أنّ الصَّومعة آيلَة للسُقوطِ وأنّ رَقبَة الأستاذ "الحَجَّام" قد أيْنعَت في كُل الأزمنة ويَسْهُل قِطافُها في كل الأمكِنة. فهل لديك بيداغوجيا "لِلمَقهورين" تكفينا حُرقَة التَّيهِ ومَرارةَ الاغْتِراب..؟ ألم تَكفِيهم مَسارات البنك الدولي ووصَفاته السِّحرية؟ لماذا يخطئ الاصلاح البيداغوجي الطريق كل مرة؟ لماذا نفقد المسار ونفقد الطريق كل مرة؟ لماذا تؤدي كل الطرق إلى روما وتفشل كل المسارات المؤدية إلى المدرسة؟ هي أسئلة وجودية تختلط مع انكِسارَات المَسار الديمقراطي ببلادنا، وتلتوي بتلوينات المسارات السياسية لأحزاب "الخردة"، فهي لا تتوفر على مسار واضح للوصول بالبلاد إلى بر الأمان، أحزاب بلا مشاريع، بلا وضوح فكري و لا إيديولوجي، أحزاب متشابهة، ما يجعلك تفقد المسار والبوصلة، بين اليسَار واليمين، فالكل معروض في سوق "نخَاسة سياسية" و"دعارة حزبية". فإلى أين المسير؟ وأين المسار؟. ودَّعتُ أستاذي بِلَوعة الحُرقة والاغتِراب، فواصلة المَسِير أبحث عن مدير لعله يوضح لي سِرَّ هذا "المسار" الذي أقام الدنيا ولم يقعدها.. وما سر هذا "اللوجوسييل" السحري العجيب؟؟ ففوائده كما صرح الخبراء لا تعد ولاتحصى. فلما وجدت المدير حَدثته عن "الدغبوش" ومساراته الثورية، وطلبت منه أن يوضح لي علاقة المدير "بمسار". فأطْنب في الكلام وثارت حفيظته بدون إذن ولا إشْعار سابق: أي مدير تتحدث عنه يا رجل؟ إن رمزية كلمة "المدير" توحي بما توحيه.. فالإدارة تقتضي التوفر على خارطة طريق وعلى "مسار"...فلماذا تحتجون على "مسارنا"؟ هذه حرب خاسرة منذ بدايتها؛ فبرنام "مسار" لم يأتي بجديد، فالطرق السَّيارة تُوفِّر مَسَارات متعددة لمن يريد التَّنويعَ في السرعة، أما نحن معْشر الادارة فمقولة "شَدْ اليمين" قد تعفيك عن السؤال، وعن تعدد المسارات والخِيَّارات. فالمشكل في نظري ليس في تأهيل العنصر البشري، فلنا من الخِبرات والكَفاءات من يستطيع اختراع برامج أعْقد وأفْيد من "برنام مسار"، ولكن بشرط، أن تُغيِّروا لنا مَسار التوظيف، وتُمكِّنونا من إطار "مدير سَيَّار" بالإضافة إلى توفير السيارة والكاتبة ومساعد طيار، لأن القيادة التربوية تستدعي التَّحكم في مسارات القيادة، وتخطيط السَّيرورات التي بفضلها يمكن الولوج والخروج بين مُدْخَلات ومُخْرجات المدرسة، بِسَلك الطرق الوطنية السَّهلةِ العَتبة فقط، دون الولوج إلى الطرق السَّيارة، التي تكثر فيها المُراقبة والغَربلة. يقاطعه "الدغبوش" مكفهرا، فهو يَكره المراقبة ويكره السُّلطة كيفما كان مصدرها "إنه أنَارْكِيُّ الطبع" ويكره التَّنميط، فكشَّر على أسنانه وانفجَر غاضبا: أية مراقبة تتحدث عنها يا رجل؟ مراقبة المفتش؟ أم مراقبة الضمير؟ أم مراقبة "الباري تعالى"؟ إنَّ المفتش رهِين السيارة.. اذا توفَّرت يسَّر الله له مهامه، واذا غابت غاب بإذن الله وتوارى... هو"مسير وليس مخير"، وهذا قدره.. فمساره المهني أهَّله ليكون هكذا أوكما شبهه أحد الحكماء: "المفتشون يشبهون البقرة المقدسة في الهند، لا تنتج ومع ذلك فهي مقدسة". فما الذي يجعل المفتش مقدسا ومنزها عن السؤال؟ إن مساره الوجودي هو طرح السؤال.. سؤال من قبيل، أي المسارات نسلك؟ سؤاله نقدي عن أي بديل بيداغوجي نَنهل؟ وعن أي المسارات التربوية نسلك؟ أية مدرسة؟ أية قيم؟ أي إنسان نريد؟ أسئلته مقلقة عن مسارات التربية والتنمية؟ عن مسارات البحث التربوي وعن انكسارات البحث العلمي؟ عن مسارات مجتمع المعرفة؟ عن المواطنة؟ عن الحرية؟ عن الإبداع وعن التنوير؟ هو ليس مقدسا كما قال حكيمنا. هو مسؤول عن اختلال المسار وانحرافاته. فدور المفتش ليس نهج "مسار النعامة"، او نهج "مسار النكافة"، بحيث يطبل بمساحيق التملق لمن يصل عريسا "مُسَيِّرا" للوزارة، أوينحني حتى تمر العاصفة فيملأ الدنيا زعيقا. وبذلك يُغيَّبُ مسار النقد، وتضيع أسئلة الحُرقة، عن المسارات الضائعة، وعن هدرالفكر وهدر الكيان وهدر الإمكان وهدر الإنسان... تركتُ الأستاذ وحيدا في مساره... وجدت المدير منغمسا في مساره... تاه عني المفتش في مساره... يبحث المثقف منذ الأزل عن مساره.. في الأخير سألت التلميذ عن "مساره"..أي مسار؟؟؟؟أجابني: أنا ذاهب لأحتج ..سأحتج على مسار الوفاء وعلى مسار بلمختار ..وعلى مسار بنكيران.. سأحتج على مساراتكم جميعا...
أحمد أوبلوش "باحث في التربية وحقوق الانسان"
#احمد_اوبلوش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عيبنا واحد
-
متى يعلنون موت المفتش....؟
-
-المثقفون هم أكبر الناس قدرة على الخيانة..لأنهم أكثر الناس ق
...
-
الاصفار العشرة في امتحان 20غشت لوزير التربية الوطنية
-
آكل الاطفال...2
-
آكل الاطفال...
-
شهادة الباكالوريا والاسئلة الملحة...
-
لماذا انقلب السيف على النص؟
-
من دخل دار المخزن فهو آمن...
-
وطَنٌ في حالة غِشّ
-
-واما من ثقلت موازينه...-
-
-حكم المرتد عن ضلال الحدود والجغرافيا-
-
دفاعا عن الاستاذ عصيد دفاعا عن الحق في الاختلاف
المزيد.....
-
أشرف عبدالباقي وابنته زينة من العرض الخاص لفيلمها -مين يصدق-
...
-
لبنان.. ما هو القرار 1701 ودوره بوقف إطلاق النار بين الجيش ا
...
-
ملابسات انتحار أسطول والملجأ الأخير إلى أكبر قاعدة بحرية عرب
...
-
شي: سنواصل العمل مع المجتمع الدولي لوقف القتال في غزة
-
لبنان.. بدء إزالة آثار القصف الإسرائيلي وعودة الأهالي إلى أم
...
-
السعودية تحذر مواطنيها من -أمطار وسيول- وتدعو للبقاء في -أما
...
-
الحكومة الألمانية توافق على مبيعات أسلحة لإسرائيل بـ131 مليو
...
-
بعد التهديدات الإسرائيلية.. مقتدى الصدر يصدر 4 أوامر لـ-سراي
...
-
ماسك يعلق على طلب بايدن تخصيص أموال إضافية لكييف
-
لافروف: التصعيد المستمر في الشرق الأوسط ناجم عن نهج إسرائيل
...
المزيد.....
-
اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با
...
/ علي أسعد وطفة
-
خطوات البحث العلمى
/ د/ سامح سعيد عبد العزيز
-
إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا
...
/ سوسن شاكر مجيد
-
بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل
/ مالك ابوعليا
-
التوثيق فى البحث العلمى
/ د/ سامح سعيد عبد العزيز
-
الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو
...
/ مالك ابوعليا
-
وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب
/ مالك ابوعليا
-
مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس
/ مالك ابوعليا
-
خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد
/ مالك ابوعليا
-
مدخل إلى الديدكتيك
/ محمد الفهري
المزيد.....
|