سامي فريدي
الحوار المتمدن-العدد: 4508 - 2014 / 7 / 10 - 14:48
المحور:
حقوق الانسان
لَكَ الْحَمْدُ مَهْمَا اسْتَطَالَ الْبَلاءُ / وَمَهْمَا اسْتَبدَّ الْألَمْ
لَكَ الْحَمْدُ، إنَّ الْرَزَايَا عَطَاءٌ / وَإنَّ الْمُصِيبَاتِ بَعْضُ الْكَرَمْ
ألَمْ تُعْطِنِي أنْتَ هَذَا الْظَلَامَ / وَأعْطَيْتَنِي أنْتَ هَذَا السَّحَرْ؟
فَهَلْ تَشْكُرُ الْأرْضُ قَطْرَ الْمَطَرْ / وَتَغْضَبُ إنْ لَمْ يَجُدْهَا الْغَمَامْ؟
*****
شُهُورٌ طْوَالٌ وَهَذِي الْجِرَاحُ / تُمَزّقُ جَنْبَيَّ مِثْلَ الْمَدَى
وَلَا يَهْدَأ الْدَاءُ عِنْدَ الْصَبَاحِ / وَلَا يَمْسَحُ الْلّيْلُ أوْجَاعَهُ بِالْرَدَى
وَلَكِنَّ أيّوبَ إنْ صَاحَ صَاحَ: لَكَ الْحَمْدُ، إنَّ الْرَزَايَا نَدَى
وَإنَّ الْجِرَاحَ هَدَايَا الْحَبِيبِ / أضُمُّ إلَى الْصَّدْرِ بَاقَاتِهَا
هَدَايَاكَ فِي خَافِقِي لَا تَغِيبُ / هَدَايَاكَ مَقْبُولَةٌ. هَاتِهَا
*****
أشُدُّ جِرَاحِي وَأهْتِفُ بِالْعَابِرِينَ: ألَا فَانْظُرُوا وَاحْسِدُونِي / فَهَذِى هَدَايَا حَبِيبِي
جَمِيلٌ هُوَ الْسُّهْدُ أرْعَى سَمَاك / بِعَيْنَيّ حَتّى تّغِيبَ الْنُجُومْ
ويَلْمَسُ شِبَّاكَ دَارِي سَنَاكَ / جَمِيلٌ هُوَ الْلَيْلُ أصْدَاءُ يَوْمْ
وَأبْوَاقُ سَيَّارَةٍ مِنْ بَعِيدٍ / وَآهَاتُ مَرْضَى، وَأمٌّ تُعِيد
أسَاطِيرَ آبَائِهَا لِلْوَليدِ / وَغَابَاتُ لَيْلِ السُّهَادِ الْغُيُوم
تَحْجُبُ وَجْهَ الْسَمَاءِ / وَتجْلُوهُ تَحْتَ الْقَمَرْ
وَإنْ صَاحَ أيُّوبُ كَانَ الْنِدَاءُ: لَكَ الْحَمْدُ يَا رَامِيَاً بِالْقَدَر
وَيَا كَاتِبَاً، بَعْدَ ذَاكَ، الشّفَاءَ!.
(قصيدة "سفر أيوب" لبدر شاكر السياب)
#سامي_فريدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟