حامد كعيد الجبوري
الحوار المتمدن-العدد: 4507 - 2014 / 7 / 9 - 18:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في مجتمع كالمجتمع العراقي خاصة أو العربي عامة يصعب تصديق أن رئيس دولة ما يحكمها وهو من قومية أخرى أو من ديانة أخرى ، لأسباب كثيرة أولها التخلف لتلك الشعوب وثانيهما عدم توفر المناخ الديمقراطي والثقافي والتعليمي لشعب تلك الدولة ، وفي مجتمع متطور غير مجتمعات دول العالم الثالث لا يمكن الركون الى مثل هذه الحالات لأنها ستنتج ما لا يحمد عقباه ، وهناك تجارب ناجحة لمثل هذه الرئاسات ، أمريكا ، ودول أخرى لست بصددها .
العراق دولة متعددة الديانات والمذاهب والأعراق ، غالبية الناس من العرب ، يليهم الكورد والتركمان ، لا توجد إحصائية دقيقة لعموم سكان العراق فلا يمكننا تحديد الرقم الصحيح لمكونات الشعب العراقي قوميا ، ولا دينيا ، ولا حتى طائفيا ، وهذه تشكل مادة صراع مقصود ، فالكل يدعي الأغلبية ، ناهيك أن العراق تحيطه بلدان عربية إلا من شماله وشرقه ، وهذا الشمال والشرق لعب دورا ليس محمودا بعد وقبل تغيير نظام الحكم في العراق عام 2003 م ، ويعتبر العرب أن العراق واجهتم ومصدهم ودرعهم الشرقي ، وعزز ذلك صدام حسين بحرب أكلت الأخضر واليابس استمرت ثمان سنوات ، فمن المؤكد أن هذه الدول العربية بمجموعها لا ترغب أن تجد في العراق رئيس جمهورية غير عربي ، وهناك الكثير من العراقيين لا يرغب برئيس كردي أيضا ، ولا أعرف من سن هذه السنة السيئة لنسير عليها ، ومن أعطى حق رئاسة مجلس الوزراء للشيعة دون غيرهم ، ومن أعطى رئاسة البرلمان للسنة دون غيرهم ؟ ، أسئلة كثيرة ليس لها نص واضح وصريح بدستورنا الذي كتب بأيدي أميون لا يعرفون شيئا عن القوانين والدساتير ، وسمعتها بأذني من السيد ( محمود المشهداني ) الذي قال نحن من كتب الدستور واستطعنا تمرير الكثير من الفقرات على بقية المغفلين .
ماذا سيحدث لو أعطي منصب رئيس الجمهورية لشخصية عربية سنية يستطيع أن يعيد العراق لصفه العربي ؟ ، وماذا سيكون لو ترأس مجلس النواب شيعي ؟ ، وما ذا سيكون لو ترأس مجلس الوزراء كردي ؟ ، ولو افترضنا أن كل الأطراف ترفض ذلك وتريد البقاء على خطأ أوجدوه هم لمصالحهم الشخصية ؟ ، أعتقد أن الدور حان للطبقات المثقفة ، والشعب العراقي ليطالب بتغيير هذه المقاسات التي لم تعد صالحة للساسة الآن ، لأنهم ترهلوا من أموال الشعب العراقي ويرفضون استبدال ملابسهم القديمة التي أصبحت لا تناسبهم خوفا من الفضائح التي عملوها خلال السنوات ما بعد التغيير ، ولماذا لا يتناوب على هذه الرئاسات الثلاثة دوريا على المكونات الرئيسة للشعب العراقي ؟ .
ما طرحته أعلاه لا يمثل قناعتي الشخصية بل هي تساؤلات تناقلها الناس في ما بينهم ، وقناعتي الشخصية أن الدولة المدنية التي تحترم الطوائف والأعراق والأديان ، تستطيع بناء الدولة العراقية الجديدة بعيدا عن الطائفية والمذهبية والعرقية ، ولن ولم ولا ننالها بظل هكذا مؤامرات داخلية وخارجية ، للإضاءة .......... فقط .
#حامد_كعيد_الجبوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟