أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ناجى الطيب بابكر الطيب - داعش وطبعات أخرى منقحه منها














المزيد.....


داعش وطبعات أخرى منقحه منها


ناجى الطيب بابكر الطيب

الحوار المتمدن-العدد: 4506 - 2014 / 7 / 8 - 16:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


على غرار ما يحدث فى الدراما التلفزيونية التى تغوص فى أعماق التاريخ السحيق والعصور المظلمه ظهرت فى الواقع المعاصر جماعات داعش الجهاديه . فبكل تفاصيل ثيمات الدراما اقتحمت داعش المشهد , عمائم طويله ولحى غير مشذبه طويله هى الاخرى , لغه فصيحه محنطه قرون طويله يتداولونها , بربريه وهمجيه منقطعه النظير , سفك للدماء لامثيل له يضاهى ويذهب بعيدا اكثر من فعل الخيال الذى تصنعه الدراما .
الامر يبدو شبيه بخروج حمقى من الكتب القديمه , رجال يضعون قدما فى القرن العشرين ويقفون بالاخرى فى اضابير التاريخ , هذا الاطار النمطى المألوف للتطرف الذى ظهرت به داعش هو امتداد منطقى لصور اخرى ذاع صيتها فى الاونه الاخيره وتمددت فى المنطقه مثل جماعه الاخوان المسلمين والجماعات الوهابيه السلفيه وطالبان والقاعده وغيرها من الاسماء التى امتهنت صناعه الارهاب فى العقود الفائته جميعها يمكن القول عنها انها اكثر من طبعه منقحه لكتاب واحد فكلها جماعات ذات قالب واحد يتشكل من خطاب التكفيرالذى يذدرى التفكيرو يجمع ما بينها نوستالجيا مرضيه نحو ماض بعيد وتحمل جينات متشابهه تحفز للقتل وسفك الدماء .
بصوره دراميه يشبهون رجال لبثوا داخل كهف نائى قرون طويله ثم خرجوا على الانسانيه يحملون هذه الرؤيه المختله لما حولهم ومايجرى فى الواقع فعكفوا بكل جهدهم للانقضاض على الانسانيه بغيه ارجاعها القهقرى للحقب المظلمه خلف التاريخ .
هذا الغلو فى التطرف الذى تنامى يوما بعد اخر متنقلا كل مره تحت عمامه جديده ولحيه اخرى تحول شيئا فشيئا من هوس غير معروفه مرجعيته الاخلاقيه التى يستند عليها من داخل نصوص القرأن الى مرض عضال صار ينخر فى جسد الدين ويقدم نفسه للعالم كوجه وحيد ومعبر عن الثقافه الاسلاميه .
الا ان الامر المؤسف بحق هذه المره ان هذه الجماعات طرحت نفسها بديلا محتملا للسلطه فى خضم لحظات تملل الشعوب وانقضاضها على الديكتاتوريات الحاكمه مما احدث ارتباكا ساهم فى تأخر الثوره كما حدث فى سوريا او توهان لخط الثوره مثل ماجرى فى مصر وليبيا وهذا ما يدفع فى المستقبل القريب الى مواجهه محتومه مع كل هذه القوى التى تدثر بلباس الاسلام . ويصبح سيناريو التشتت والانقسام واقع ملموس حال وصول هذه التيارات المعتدله او المتطرفه منها للسلطه بالانقضاض عليها بالقوه او من خلال الديمغراطيه عن طريق استقلال جهل الناخبين واستقطابهم بخطاب عاطفى دينى فى اى بلد يتمكنوا فيه من السلطه بسبب طبيعه الخطاب الاقصائى الملازم للخطاب الدينى الذى يعمل على نفى الاخر وتشديد الخناق عليه وهدم مؤسسات الدوله القديمه واسلمتها وفق رؤيه قاصره فيقود ذلك لخلق دوله هشه يسهل تشرذمها وتفتيتها بكل يسر مثل ما حدث فى السودان .
ومن سابق التأمل فى تاريخ هذه الجماعات وقدرتها الفائقه على استنساخ ارهابها فى شكل جديد أشد فتكا من القديم نصل لقناعه كامله بأن الحل لاسئصال هذا الداء العضال لايكمن فى المشرط العسكرى بقدر ما انه يلزمنا معرفه ان المشكل عميق ومتداخل ومتشابك فى داخل منتوج الثقافه الاسلاميه الماثله اليوم التى تشكلت على مدى قرون طويله على انساق مختلفه من التجارب الانسانيه المحضه الخاضعه لتفسيرات رجال الدين والفقهاء فيها ماهو خطأ ومختل ويتنافى مع جوهر الدين نفسه لكنه اصبح بعامل الزمن الطويل صواب يؤخذ على انه اصل للدين ذاته لذا يجدر بنا مراجعه شامله على هذا المستوى الظاهر فى الدين الذى يعمل على اختزال الاسلام فى نصوص عجفاء تقدس وتعبد فى حد ذاتها بعيدا عن ما ترمى اليه بل ويقدم لها الابرياء قرابين فقط لمجرد انها نصوص مقدسه تم فهمها وتأويلها هكذا كيفما اتفق كل على مقدره فهمه لها او على حد قدرته على استغلالها سياسيا . نعم مراجعه شامله على هذا المستوى الظاهر فى الدين الذى يعمل على اهمال وقتل والقيم التى تمثل العداله والامان والسلام والطمأنينه والحريه وحق الحياه الكريمه داخل الدين المفاهيم التى من اجل ان تسود وتتحقق نزل القرأن وكرم الله فيه الانسان بجعله خليفه له فوق الارض .



#ناجى_الطيب_بابكر_الطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الرئاسة المصرية تكشف تفاصيل لقاء السيسي ورئيس الكونغرس اليهو ...
- السيسي يؤكد لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي على عدم تهجير غزة ...
- السيسي لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي: مصر تعد -خطة متكاملة- ...
- الإفتاء الأردني: لا يجوز هجرة الفلسطينيين وإخلاء الأرض المقد ...
- تونس.. معرض -القرآن في عيون الآخرين- يستكشف التبادل الثقافي ...
- باولا وايت -الأم الروحية- لترامب
- -أشهر من الإذلال والتعذيب-.. فلسطيني مفرج عنه يروي لـCNN ما ...
- كيف الخلاص من ثنائية العلمانية والإسلام السياسي؟
- مصر.. العثور على جمجمة بشرية في أحد المساجد
- “خلي ولادك يبسطوا” شغّل المحتوي الخاص بالأطفال علي تردد قناة ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ناجى الطيب بابكر الطيب - داعش وطبعات أخرى منقحه منها