عبد السلام الزغيبي
الحوار المتمدن-العدد: 4506 - 2014 / 7 / 8 - 08:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عانى الشعب الليبي من ويلات الحكم التركي والاستعمار الايطالي، وبفضل المقاومة الشعبية والمجاهدين الليبيين وقيام الجيش السنوسي ومساعدة دول المحور، استطاع طرد الاحتلال الايطالي وتكوين دولة مدنية مستقلة في ليبيا.
ولان الحفاظ على الاستقلال اصعب من نيله، لم يتمكن الشعب الليبي للأسف من المحافظة عليه، فقفز عسكري مغامر الى السلطة ليبدأ عهد الاستبداد الذي استمر اربعة عقود كاملة.
وفي يوم تاريخي مشهود، انتفض الشعب الليبي وتخلص من الاستبداد العسكري على أمل أن يبدأ عهدا جديدا.. لكن الرياح أحيانا تاتي بما لا تشتهي السفن، ولان الثورة كانت بدون قيادة، دخلت في وضع جديد هو عبارة عن اتفاق مصالح بين قوتين فاعلتين على الارض، يمثل طرفها الاول، ما تبقى من عهد القذافي أو ما يمكن ان نطلق عليهم ( جماعة الدولة العميقة)، وطرفها الثاني يمثله ، رجال الاسلام السياسي بحماية المليشيات النافذة على الارض، ومباركة من السماسرة والطفيليين.
ليس من الضروري أن يكون ثمة تنسيقٌ مبرمجٌ بين الفريقين، ولكن اشتراك الفريقين، في العداء للدولة المدنية ،يجعل نشاطات كل منهما تخدم أهداف الآخر .. بعد القضاء على العدو المشترك، أو على الأقل إضعافه يكون لكل حادث حديث!!
ومما شجع على سرعة انجاز الاتفاق هو ان كلا الطرفين لا يميلان لمبدأ التعددية في الحكم، وبذلك أتيحت لهما الفرصة كاملة بعد تهميش الاطراف الاخرى، لحصد مكاسب ثورة 17 فبراير التي زرعها ابناء الشعب الليبي ورواها شبابهم بالدماء الزكية.
ولان الشعب الليبي هو صاحب المصلحة الحقيقية في قيام دولة تقدمية مدنية عصرية، تنهي دولة النهب ومصادرة الثورة والثروة، فهو يحتاج الى خوض معركة ثانية ليحقق النصر المنشود لمصلحة الاجيال القادمة.
#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟