أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أحمد زكارنه - الاغتصاب الأمني














المزيد.....

الاغتصاب الأمني


أحمد زكارنه

الحوار المتمدن-العدد: 4506 - 2014 / 7 / 8 - 08:13
المحور: القضية الفلسطينية
    


لعله من الطبيعي ألا يستطيع أحد أن يدافع عن مفهوم ما يسمى بـ"التنسيق الأمني"، في ظل تخطي المحتل الصهيوني لكل الأعراف القانونية والإنسانية التي ستحيله إلى المحاكمة عاجلاً أو آجلاً، سواء كانت محاكمة قانونية أو شعبية نضالية.
في هذا السياق، يجب الاعتراف بعجز السلطة عن حماية شعبها أمنياً، وهو الأمر الذي يجب التوقف أمامه ملياً، لا لإبداء النقد لمجرد النقد، وإنما لرسم سبل الخروج من هذا المأزق الذي دفعتنا إليه عنجهية المحتل وغطرسته من جهة، وصمت العالم وتخاذله من جهة ثانية، وتراجع مواقفنا قادة وأحزاباً وشعباً، من جهة ثالثة ورابعة وعاشرة.
بالأمس القريب حققت مواقفنا السياسة على المستوى الدولي تقدماً ملحوظاً لا يمكن إنكاره، رغم تحفظ البعض، ونقد البعض الآخر للأداء السياسي العام، ولكنَّ نقطة ارتكاز هذا التقدم كانت نتاجاً طبيعياً لصلابة الموقف الذاهب بوضوح كامل الدسم لإدانة وفضح وتعرية المحتل في المحافل الدولية، ما يعني أن صمودنا وصلابة موقفنا، هو السبيل الأنجع لمجابهة هذا المحتل الجاثم على صدورنا بتواطؤ دولي جبان.
أما أن نبدي تفهما لغضبة محتلٍ مدعٍ على خلفية اختفاء مستوطنين لم يحتلوا فقط ما تبقى من أرضنا وحريتنا، بل ما تبقى من نخوتنا، هو الخطأ الذي دفعه لتقصد اقتحام مدننا، والتمركز عمداً أمام مراكز شرطتنا التي يعلمون مسبقاً أنها لن تجابههم، بقصد ضرب إسفين بين الشعب وشرطته.
نعم الكل الوطني المشتغل في الشأن السياسي، يعلم تمام العلم أن خياراتنا قليلة، ومساحات تحركنا ضيقة، في ظل انشغال الوطن العربي بأكمله في حروبه ومشاكله الداخلية، وتواطؤ الغرب إضافة إلى انشغاله بمصالحه المنتشره على أمتداد الكرة الأرضية، ولكن ذلك لا يعني بأي حال من الأحوال، التسليم بالأمر الواقع، أو التراجع أمام عنجهية هذا المحتل الغاصب الذي يتصيد الفرص لضربنا بكل الوسائل المتاحة، ومنها وأخطرها ضرب وحدتنا الداخلية التي بدأت بالالتئام لحظة اتخاذنا قرار إنهاء حالة الانقسام البغيضة.
وبالرغم من أن كلَّ الكلامِ بات مبتوراً من الفعل المضارع، لا حاضر له ولا ماضٍ، حيث لا تنتج الهندسة اللفظية حقوقاً سُلبتْ، ولا تُرجع أرواحاً أُزهِقتْ، يجب الانتباه جيداً لدور المجتمع المدني ومسؤوليته الوطنية والأخلاقية، بكافة مؤسساته ووسائل إعلامه، في الحيلولة دون وقوع الشعب في شرك أفخاخ المحتل لضرب وحدتنا الداخلية، فما حدث من هجوم بعض الشباب الغاضب على مركز شرطة رام الله فجر الأحد الماضي، إنما هو كل أمل المحتل الغاصب أن يراه ويسعد به، ويعمل على تفتيت نسيجنا الوطني المتماسك رغم كل هذه العقود من الاحتلال، وبالتالي هو أمر مرفوض ومستهجن بلا أدنى شك، وعليه، جدير بنا قيادة وشعباً، ألا نحوّلَ خلافنا السياسي المشروع حول مفهوم وأدوات وسبل "التنسيق الأمني" الذي من المفترض أن يكون من أجل تيسير حياة المواطن، إلى استسلامنا لواقع اغتصاب أمني، نكون للأسف شركاء فاعلين فيه بمحض فعلنا وأفعالنا وسوء تخطيطنا وفهمنا لواقعنا المعقد والمرير في آن.



#أحمد_زكارنه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيسي فوبيا
- مازال في الحياة متسعٌ
- حروفُ العلة
- الثقافة، وجامعاتنا، وبطانة السوء
- الشلام عليكم
- سوف ننتصر يومًا ما
- تسريبة وأربعة مشاهد
- اللصوق بالمتر المربع والدولار المكعب
- أبغض الحلال
- هناك باب.....
- ما هَمَّ...
- خللٌ في نطقِ الآه..
- كلُّ ما في الأمر....
- أنا والموت....
- مصر يامه يا بهيه…
- قبل آوان الصمت...
- نديمُ الوجع...
- قاب فخٍ أو أدنى....
- إلا أنت.......
- اعتذار غير مقبول


المزيد.....




- بعد إعلان حالة التأهب القصوى.. لماذا تشعر اليابان بالقلق من ...
- -روتانا- تحذف أغنيتي شيرين الجديدتين من قناتها الجديدة على ي ...
- منطقة حدودية روسية ثانية تعلن حالة الطوارئ مع استمرار تقدم ا ...
- كييف تتحدث عن تقدم قواتها في كورسك وموسكو تعلن التصدي لها
- هاري كين يكشف عن هدفه الأبرز مع بايرن ميونيخ
- منتدى -الجيش - 2024-.. روسيا تكشف عن زورق انتحاري بحري جديد ...
- وزير تونسي سابق: غياب اتحاد مغاربي يفتح الباب للتدخلات الأجن ...
- أيتام غزة.. مصير مجهول بانتظار الآلاف
- سيناتور روسي يؤكد أن بايدن اعترف بتورط واشنطن في هجوم كورسك ...
- حصيلة جديدة لعدد المعاقين في صفوف القوات الإسرائيلية جراء حر ...


المزيد.....

- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أحمد زكارنه - الاغتصاب الأمني