اكرم مهدي النشمي
الحوار المتمدن-العدد: 4506 - 2014 / 7 / 8 - 08:12
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
رجال الدين واسلحه الدمار الشامل
الجميع يعلم بان اسلحه الدمار الشامل تتكون من مواد طبيعيه وكيميائيه اوليه ,تدخل في حياتنا اليوميه وفي الصناعات الانتاجيه البسيطه والعملاقه ,انها عباره عن مواد كيمياويه ومعادن وطبيعيات وفلزات ومركبات نستخدمها في التنظيف والتعقيم والبناء وتنقيه المياه ...الخ,ان هذه المواد الاوليه لها استعمالات عامه ومتعدده ولها ايضاتاثيرات سلبيه قاتله عندما يتم تحويرها وخصخصه اهدافها , ان بعض من هذه المواد اوالمركبات الصناعيه لها تاثيرات شديده الخطوره في حال تم استخدامها او صياغه انتاجها او مزجها ودمجها مع عناصر ومركبات اخرى ,انها من السهوله بمكان ان يتم تحويلها من مواد مهمه لها ضرورات وغايات اساسيه في حياتنا اليوميه الى مواد تدخل في انتاج الاسلحه وتستعمل للقتل والدمار والخراب ,من هذه المواد على سبيل المثال الكلور والفسفور والكبريت وبعض العناصر المشعه مثل اليورانيوم والبلوتونيوم والفسفور ….الخ ,انها عناصر مهمه لانتاج الطاقه وتحليه مياه الشرب وفي معالجه الامراض السرطانيه ,انها تدخل في صناعه الادويه لمعالجه امراض الغده الدرقيه والقضاء على قسم من الاورام ,كذلك يتم استعمالها كوقود نووي في الرحلات الفضائيه البعيده , انها تعتبر من اكثر الطرق الرخيصه في توليد الطاقه الكهربائيه , ,ان جميع هذه المواد التي تم ذكرها ممكن ان يكون لها تاثير كارثي اذا تم صياغتها وتركيبها وتوجيه استعمالها بطريقه سلبيه , ان العناصر المشعه ممكن استعمالها كسلاح فتاك بعد ان يتم تنقيتها وتكثيفها وتركيزها عن طريق عمليات متعدده و معقده وتعبئتها على شكل حشوات كيميائيه وقنابل ذريه او نوويه , ان العقل البشري الذي وضع الاساس النظري العلمي لهذه المواد الاوليه هو الذي يتحكم في طريقه صناعتها فاما ان يتم توظيفها بصوره طبيعيه لخدمه الانسانيه من اجل الانسان والبشريه واما ان يتم استخدامها بصوره سلبيه موجهه اساسا ضد البشر , ان العامل البشري والمصالح الاقتصاديه هي التي تحدد الهدف ونوعيه الناتج والغرض النهائي , لايمكن ان يكون الفعل او الغرض النهائي سلمي او عدواني بمعزل عن العامل البشري الذي يستعمل الاساليب المذكوره وصولا الى الغايه ,ان عقل الانسان ودوافعه وتناقضاته المصلحيه هي الاسباب التي يتم على اساسها تحويل هذه المواد الاوليه من فعلها الطبيعي في خدمه الانسانيه الى عوامل ومواد لابادته وانهاء وجوده , عندما يتم انتاج اسلحه الدمار الشامل يكون كل شي قابل للمساومه والمقايضه من ضمنها المساومه على الجنس البشري وعلى الدين والله والفكر والحضاره وحتى المساومه على وجودنا وحريتنا وطريقه تفكيرنا
ان الاديان والمعتقدات والاصول وماجاء في كتبها المقدسه من وصايا وادبيات تعتبر من المواد الاوليه ذات محتوى انساني واخلاقي مشبع بالمحبه والاخلاق الساميه وهدفها النهائي المفترض هو الانسان وسعادته والدفاع عنه ,ان الاديان تدخل في حياتنا اليوميه وتنعكس على ممارساتنا الاخلاقيه ومن اساسياتها الادبيه هو السلم والتعاون والمساواه وغايتها هو الانسان فهو الهدف ومن اجله يجب ان يكون الفعل وذلك لضمان الاستقرار تحقيقا لرغبه الله ووصاياه , ان محتويات هذه الكتب الدينيه تفيض بالتوصيات والتعليمات والارشادات والتي من الواجب الاخلاقي استعمالها وسيله في نشر المحبه والتسامح والتعاون الاخوي ,انها مسؤوليه رجال الدين الذين هم الوسيله الخدميه في نشر هذه المواد الروحانيه عن طريق توجيه السلوكيه البشريه وتهدئه طبيعتها العدوانيه, ان تطبيق اسلوب المفاهيم الاخلاقيه الدينيه في العلاقات العامه واستنادا على مصادرها الاوليه المقدسه بصوره صحيحه سوف يجعلها من ارقى المدارس التربويه والتعليميه ,عند توظيف هذه المبادئ بصوره سلميه فانها تخلق من الانسان كائن متواضع ومسالم ومعطاء وتجعل هدفه ووجوده عامل مهم وحيوي في تقدم الحضاره والبناء و الدفاع عن الاخوه الانسانيه , ان الاديان تعتبر مواد اوليه روحيه اخلاقيه عظيمه تدخل في حياتنا اليوميه ومن المفهوم العام لحريه العقيده الدينيه وان كل شخص حر في دينه وايمانه وفي اداء طقوسه وممارسه شعائره ويكيفها حسب وقته ومزاجه ولايتدخل في شؤون الاخرين عند هذا المفهوم فقط سوف نرى الحب والتعاون طريقا لانهاء الصراع الفكري والغرور العقائدي بين جميع الامم والاقوام البشريه حيث لايوجد اي مبرر حضاري او عقلاني او اخلاقي لصراع الاديان او الافكار و المعتقدات على الاطلاق ,ان لكل فرد الحق الكامل في ان يمارس طقوسه من وجهه روحانيه خاصه غير احتكاريه وليس له الحق في فرض معتقداته او الهته التي يعبدها على الاخرين, ان الافكار والمعتقدات الدينيه وماجاء بها من تشريعات تعتبر مواد اوليه يمكن استعمالها في خدمه البشر ولايمكن تحوير استعمالها الى ادوات واساليب للكراهيه والحقد والتصنيف العنصري والفرز المذهبي وفي اثاره ا لخلافات والنفاق والفتن او تهييج العواطف واشعال الحروب واحتكار العقل ,ان الذي يحول هذه المواد الفكريه من مواد سلميه واخلاقيه عظيمه الى ادوات للقتل والدمار هم رجال الدين وحدهم ودافعهم هو الانانيه والمصالح الاقتصاديه الظيقه والغباء والسقوط الفكري وتدني الوعي الحضاري وليس حبا بالله فهم المسؤولين عن الاحقاد والخلافات بصوره مباشره وسوف يحاسبهم التاريخ قبل الله على افعالهم المشينه ,انهم رجال الدين الذين يحورون هدف الاديان السلمي واخلاقه الساميه الى افعال ووسائل غير اخلاقيه مدمره تشعل الفتن وتثير الاختلافات وتقود الى الصراعات والحروب,انهم اي رجال الدين هم من يحور هدفها من مواضيع ومواد ثقافيه واخلاقيه في خدمه البشر الى وسيله ضد البشر بما يشبه المواد العضويه الضروريه وتحويلها الى اسلحه للدمار الشامل وهذا الذي نلاحظه في فكر المجاهدين والانتحاريين والقتله والمعتوهين والمذهبيين من دعاه الحروب المقدسه,انهم كفره وكارهين للحقيقه انهم يشوهون قدسيه الدين ويشكلون احزاب دينيه ومذهبيه ومليشيات مسلحه ترفع رايه الله والانبياء والاولياء وتدعو الى قتل الاخرين بعد ان يتم تصنيفهم دينيا وعرقيا ومذهبيا ,انهم يطلبون الحمايه والرعايه الالهيه والرزق والصحه والسلام لهم من خلال الدعاء والصلاه والتسبيح ولكنهم يقتلون روح الله في خلقه دفاعا عن الله ,انهم يدعون بانهم ارواح مقدسه وهم يمثلون الحقيقه والاخرين ارواح شيطانيه وشريره مباح قتلها
ان اسلحه الدمار الشامل يتم انتاجها من مواد اوليه تكتنزها بعض من الكتب اللامقدسه والملوثه ويتم تحضير وصفاتها وتركيبها في منابر الشياطين من رجال الدين لغرض استعمالها في اثاره الفتن واذكاء روح الحقد والكراهيه ,انها وسيله من وسائل المنافسه الهمجيه , انها وسيله رجال الدين الغير شريفه في انتاج فكر مشوه عنصري حقود وكريه بعد ان يتم حشو عقول المؤمنين بالتفاهات والتحليلات الناقصه ومن خلال تشريع فتاوي هزيله ورزيله يتم كتابتها في السراديب والجوامع والحسينيات والمدارس المذهبيه ,ان افعالهم الخبيثه وتاثيراتهم الدنيئه هي نسخه مطابقه لاسلحه الدمار الشامل والتي تيستدعي المطالبه الملحه من المنظمات العالميه والدوليه وبتكاتف احرار العالم للوقوف بوجه هؤلاء الوحوش واحزابهم الدينيه العفنه ووضع حد لهم ولافكارهم المجنونه والهدامه والتي تزيد خطورتها على خطوره اسلحه الدمار الشامل, انها مطالبه من منظمات المجتمع الدولي بتحريم وتجريم اي حزب او منظمه او تشكيل ياخذ من الدين او المذهب ماده للعمل السياسي وبغض النظر عن اسم هذا الدين او ذلك
اكرم النشمي
#اكرم_مهدي_النشمي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟