احمد اوبلوش
الحوار المتمدن-العدد: 4506 - 2014 / 7 / 8 - 08:12
المحور:
حقوق الانسان
"عيبنا واحد..."
فيديو مجرم مراكش يبين وجها من أوجه النفاق الاجتماعي والسكيزوفرينيا التي تعاني منها شرائح عريضة من المغاربة....التسامح مع مغتصب الطفلة القاصر ومع عاملة الجنس ومع العنف اتجاه النساء بصفة عامة...وهذا ليس غريبا لان الممارسة السياسية والخطاب التربوي والسياسي و القضائي يجيز هذا الفصام وهذا التردي...فالعفو على دانيال وعلى مجموعة من الاجانب في ملفات اغتصاب الاطفال والبيدوفيليا أصبح عنوانا للتطبيع مع الجريمة الجنسية في المغرب وأصبحت مدينة مراكش وأكادير مثلا بمثابة بنكوك افريقيا ولها علامة مميزة في الدلائل السياحية (3s (sun-see-sex أي معناه الشمس والبحر والجنس وهذه العلامة هي العلامة التجارية للترويج لبضاعة المغرب في مجال السياحية-الجنسية...فاغتصاب الاطفال يتم التستر عليه بدعوى الخوف من الفضيحة او بدعوى الخوف من العقاب او بدعوى التطبيع الإجتماعي والثقافي فما يقع في المدارس العتيقة وفي المسييد من طرف رجال الدين ومن طرف الموريدين على الأطفال الصغار يستحق دراسة عميقة وتحليلا سوسيولوجيا كما أشار إلى ذلك العالم ع الله حمودي في كتابه "الشيخ والمريد" وكأن الاغتصاب والاستغلال الجنسي طقس من طقوس العبور إلى عوالم الطاعة والخضوع والقهر.. بالاضافة إلى ما نسمعه يوميا من جرائم وماتعيشه المدارس التعليمية ودور الطالب ودور الرعاية الاجتماعية والخيريات والاصلاحيات من مظاهر الاغتصاب والتحرش الجنسي بالاطفال القاصرين...حتى أصبحت بعض الجرائد متخصصة في سرد الوقائع والحالات اليومية لانتهاك البراءة الانسانية....فرغم الجرائم والملفات والقضايا ما زال المشرع والقضاء المغربي يتساهل مع الذئاب البشرية وما زال المجتمع المدني غير قادر لبناء جبهة ممانعة ضد هذه الجرائم والمتساهلين معها... فغالبا ما ينال الجناة في بعض جرائم الاغتصاب بضعة أشهر فقط أو يتم الضغط على العائلات والضحايا للتنازل مقابل دريهمات في احيان كثيرة...فعلا نحن شعب الاستثناء عندما نسمع بالاغتصاب وبالذئاب البشرية تكتسح كل المؤسسات الاجتماعية، وبخطابات التطبيع موشومة بالكبت والامراض النفسية والعقد الجنسية في جميع الفضاءات العمومية ....وأمام صمتنا المخزي واحتفاليتنا الماكرة بالاستثناء.. يصدق علينا ما قاله أحد أبطال شريط البيدوفيل المراكشي..."عيبنا واحد".
#احمد_اوبلوش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟