أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رشيد عوبدة - غابة -الكارتينغ- بآسفي تُغْتال في واضحة النهار ...فهل من منقذ؟














المزيد.....

غابة -الكارتينغ- بآسفي تُغْتال في واضحة النهار ...فهل من منقذ؟


رشيد عوبدة

الحوار المتمدن-العدد: 4505 - 2014 / 7 / 7 - 18:17
المحور: المجتمع المدني
    


حقيقة لم يكن تفاؤلنا جميعا كساكنة لمدينة آسفي بانطلاق المشاريع التنموية والاقتصادية الكبرى الا سرابا سرعان ما تبدد بمجرد الاعلان عن بداية عملية اغتيال غابة "الكارتينغ" ...عملية الاغتيال هذه تمت في واضحة النهار مع سبق الاصرار و الترصد و بعنف رهيب ووحشية لا تمت لقيم انسانية او بيئية...
غابة "الكارتينغ" لا يخفى على عموم الساكنة ما كانت تمثله من اهمية بالنسبة للمدينة، فهي متنفس طبيعي و ترفيهي يلجأ اليه السكان للتمتع بالمشهد الجميل و لانعاش النفس بعد ابتعادها عن صروح المدينة الاسمنتية ، كما انها كانت احدى الواجهات الاكثر جاذبية باعتبارها تقع في مدخل المدينة، الا انه و للأسف الشديد و بعيدا عن هذه الانفعالية الوجدانية، حدث ما لم يكن منتظرا حدوثه، فقد نزلت دبابات وجرافات لغزو المكان و اجتثاث الاشجار ووضع حد لهذا المكان الاخضر الشامخ منذ سنين، و الذي كان يعتبر ارثا ايكولوجيا طالما صمد في وجه التقلبات المناخية، ليعلن استسلامه للأيادي الاثمة التي تسعى بكل جهدها للقضاء على الاخضر و اليابس و التي تقتل كل ما هو جميل في هذه المدينة تحت ذريعة "المصلحة العامة" ، فأي مصلحة عامة هذه التي يتشدق بها هؤلاء المسؤولين الجاهلين بأهم قيمة، الا وهي ان المحافظة على البيئة يعتبر واجبا وطنيا به نحمي اهم ثروة محلية من الزوال؟
لقد كانت اشجار "الكارتينغ" صمام امان يحمي المدينة من ثلوث الشاحنات ووسائل النقل الاخرى القادمة الى اسفي بشكل مستمر اضافة الى ثلوث المعامل المعروف لدى الساكنة، فإضافة الى ان الغابة هنا كانت رئة المدينة الصحية فقد كانت تمنح قيمة جمالية على المنطقة، و لئن كان مرتكبو هذه المجزرة في حقها الآن فانهم ملزمون بزراعة تعويضية للعديد من الاشجار بغية التكفير عما اقترفوه في حق غابة "الكارتينغ"، فمعلوم ان هناك اشجار عمرها يتجاوز العشرة عقود و مع ذلك لم ترحم دبابات الاجتثاث هذه الاشجار، و لعل الامر لا يعدو ان يكون مجرد خطوة تمهيدية لفتح المجال للغزو الاسمنتي الحقيقي الذي تتجند له مافيات العقار منذ الان .
الكل في المدينة يتساءل لم لَمْ يفكر مسؤولو المدينة في إقامة مشاريع تنموية في اطار شمولي يفيد البلاد و العباد و ذلك بوضع مخطط استراتيجي للغطاء النباتي و الحزام الاخضر يحمي المدينة و سكانها من سطوة الاخطبوط الاسمنتي الذي بات يهددنا جميعا و يفقد حياتنا بريقها النقي، فالحفاظ على الجانب الايكولوجي و التنمية المستدامة وجهان لعملة واحدة، اذ لا يمكن تصور اي تنمية بدون محافظة على البيئة، التنمية هدفها الانسان، هذا الاخير وجوده رهين ببيئة سليمة و هواء نقي ، وهذا لا يمكن تحققه بدون غابات و مساحات خضراء و لنا عودة في مقال اخر نرصد فيه تاريخية المناطق الخضراء باسفي ...
ان التفكير في اصلاح و تهيئة المدينة و توسعها لا ينبغي ابدا ان يكون على حساب مساحاتها الخضراء التي تعتبر متنفسا لكل الساكنة ، فهل من رجل رشيد يصغي لشكوانا كما شكوى اشجارنا ...



بقلم : نبيل الموذن
و رشيد عوبدة



#رشيد_عوبدة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقطة نظام: فرع -الاتحاد الاشتراكي- بآسفي : تجديد بنكهة غير ش ...
- الإنتحار و الإندماج الاجتماعي: مدخل دراسة الظاهرة لابد ان يك ...
- ثقافة الأوراش ترسيخ لقناعات التطوع في تنمية البلد ورش تأهيل ...
- مع كل ذكرى ... أنت أمي
- فرع -حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية- بآسفي: رأس بدون ج ...
- أي مدخل لدمقرطة الدولة : التعددية الحزبية أم دمقرطة الأحزاب؟
- اتهامات و ردود : -للتاريخ مكانين لاثالث لهما !!-
- ما معنى أن تكون بلطجيا؟
- مؤسسة تعليمية بآسفي تركب التحدي: إنتاج أول فيديو كليب بشمال ...
- فلسفية سؤال -ما الفلسفة؟ -
- شكرا سيدي -رئيس الحكومة المحترم...-
- -الحقيقة تظهر مع زلات اللسان-
- الجسد شرارة حراك...الجسد أيقونة تغيير
- الفلسفة و العلم : عودة الى حضن الام !!!
- تدهور اللغة السياسية من تدهور السياسة
- الفلسفة الغربية الحديثة وإشكالية منهج المعرفة
- علم الكلام و الفلسفة الاسلامية
- -الرُّؤْيَا- في السّيَاسة ... سياسة !
- -الدولة المدنية الوطنية- بديل عن الدولتين:-الثيوقراطية- و -ا ...
- لوك الكلام في ما بين حرية التعبير و الوقاحة من انفصال


المزيد.....




- العراق ينضم لاتفاقية مكة: خطوة جديدة في معركة مكافحة الفساد ...
- مذكرة اعتقال نتنياهو شقت مجموعة السبع
- إصدار مذكرة اعتقال دولية بحق رئيس النظام العسكري في ميانمار ...
- الجوع يفتك بغزة والأونروا تطالب بوقف إطلاق النار
- العفو الدولية: العدالة لا تزال بعيدة بالنسبة للضحايا وأسرهم ...
- الاحتلال يحذر النازحين اللبنانيين من العودة مع بدء سريان اله ...
- بري يدعو النازحين الى العودة مناطقهم ومنازلهم
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: وزير الدفاع يوعز للجيش باعتقال ...
- بريطانيا.. قصة آخر إعدام بتهمة اللواط
- الاحتلال يشن حملة اقتحامات واعتقالات في الضفة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رشيد عوبدة - غابة -الكارتينغ- بآسفي تُغْتال في واضحة النهار ...فهل من منقذ؟