أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - ماجد ع محمد - أفي القضايا الكبرى نكايات؟














المزيد.....

أفي القضايا الكبرى نكايات؟


ماجد ع محمد

الحوار المتمدن-العدد: 4504 - 2014 / 7 / 6 - 23:37
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    







"يروم المستبد لنفسه ما لا يريده للآخرين
كما يبغي الطاغية أن يكون حراً في وأده
للحرية مُحتفظاً بها لنفسه في الوقت ذاته"
رابندرانات طاغور

تساؤل يترنح كرقص الهواجس المستنفرة على ظهر قنفذٍ نتن، إذ لا يكفي أنه يحمل مئات المدببات المزعجة على متنه، إنما يُضاف إليه بثور النتانة السياسية في جسم هذا الكيان المؤدلج بغزارة مسنناته.
غريبٌ حقاً أن ترى من يسعى جاهداً للصعود من وادٍ سحيق الى قمة الجبل، وأثناء تسلقه من خلال الصخور وخيوط الأمل، لا يكف عن اتهام العالم بالتقصير تجاهه، بل وفوقها لومهُ ومطالبته الدائمة باعتراف الآخرين به كضحية وصاحب حقٍ في الوصول، وفي الوقت نفسه تراه يُجاهد لمنع أقرانه بلوغ سفح المرتُفع المقصود، أو ترى من يُهلهل للمسير في اتجاهٍ ما، وترى الساعي نفسه يعمدُ الى وضع العراقيل أمام من ينوي المسير في ذات الاتجاه الذي قصده.
فحسب المنطق العقلي لذوي البصيرة لا بد أن السخافات السلوكية لشخصٍ ما من المفترض بها أن لا تتجاوز حدودها الفردية، وذلك فيما يتعلق بموقفها من الوقفات المفصلية في حياة الأمم والشعوب، وأن المواقف الشخصية المثقلة بالوضاعة يجب أن تبقى في مضمارها المحدود ولا تنعكس على قضايا في منتهى الأهمية والحساسية والخطورة، خصوصاً في هذا العصر حيث لكل مسؤول عشرات المستشارين الجاهزين لإمداده بالنصح والمشورة في كل المجالات والاختصاصات، فالقيادي لم يعد كما كان شخصاً مكتفي بذاته في هذا العصر، ملماً بكل الطاقات الكونية كرديفٍ أرضي لمن يقطن في السماء، حتى يدَّعي الكمال ويُعلن عدم حاجته لمن يرفده بالرؤى والأفكار والملاحظات، إلا إذا كان ذلك القيل مفرداً بهيئة جمعية ويُعبر آنذاك عن موقفه ذاك بناءً على الانسجام التام بينه وبين زُمرته أو مصادرته التامة لآرائهم بالجملة؛ المرحلة خطيرة أكيد والظرف استثنائي، ولا شك بأن الظروف الاستثنائية تأتي بمناخاتها الاستثنائية، وربما تُساهم في تفجير مضغوطات ومخابئ السنين لتنطلق بكامل روائحها الكريه من جوف الذات المقيتة، وتُشهر الانتانات القميئة التي كانت مستورة تحت قُبعات الدبلوماسية دفعة واحدة، إذ يكون من الطبيعي ربما أن يتعامل الأفراد الحاقدون من الدهماء فيما بينهم على مبدأ المُجاكرة أو النكاية، ويبقى هذا السقم الحيوي سائراً في أزقة الحياة اليومية لأولئك، وقد لا يجد الداء مأوىً لهُ مهما ارتقى صعوداً إلا في محيط الأهل أو الأقارب أو العوائل، أما أن يُعبر هذا القرحُ عن نفسه من خلال حاخامات السياسية الناطقة باسم بعض الجهات الحزبية التي تدعي تجاوزها للمفهوم القومي والحدود الوطنية، فهذه بحق هي الطامة الكبرى في عالم الفقه السياسي والقيمي، وخاصةً فيما يتعلق بجهة زعمت ولا تزال تزعم امتلاكها لكل الخصال الانسانية الحميدة من خلال مشروعية تواجدها، وذلك بأن ترى حزباً أو فصيلاً بأكمله يلجأ الى سلوكيات ممجوجة كالحسد والغيرة والنكاية، ويستخدمه أيضاً كنشاط سياسي ويُعممه في أدبياته ويُعلنه من خلال مواقفه من القضايا الكبرى، وبلا أدنى خجلٍ يُنشره في صفوف العامة، فمن المؤكد أن هذا العفن الذهني لا يقبل به أو يلجأ إليه كأداة لتحقيق المآرب إنسانٌ سوي يتربع على عرش الكرة الأرضية كخليفة وسيد على باقي الكائنات، صدقاً هي مُستغربة حالة جهةٍ معينة أو فصيلٍ مشهور ببيارقه الكثيرة ويافطاته العملاقة وشعارته المعانقة للأفق، ولكنه مع كل تلك الطاووسية ففي بعض مواقفه لا يُحاكي إلا أرذل الدهماء منزلةً على وجه البسيطة، فتراهم يدافعون ولعشرات السنين عن قضيةٍ ما يرونها قدس أقداسهم، ويناضلون من أجل تحقيق ذلك الهدف المرتجى بكل الوسائل المادية والمعنوية المتاحة لديهم مع التطفل الدائم على جهود وطاقات غيرهم، وترى جعجعة إعلامهم المؤدلج لا يتوقف عن سرد البطولات والتغني المتواصل بالأحداث والوقائع السنوية واليومية، ولا يكفون عن ذكر الملاحم الآنية والمرحلية للتأكيد على أنهم سائرون نحو ما وضعوه سنيناً نصب أعينهم، بل وظلوا يؤلفون مئات القصائد والأغاني والتراتيل المطعمة بمشاعر الناس والشجر والحجر والتراب، وذلك كله كرمى تحقيق الغاية التي كانوا ولا يزالوا يقولون بأنهم يجاهدون من أجلها، وذلك منذ أن فتحنا نحن كمواطنين أعيننا على هذا العالم، وكما آلفناهم فمن يوم انطلاقهم وحتى اللحظة مستعدون لتقديم القرابين البشرية أينما كان موطأ أنشطتهم، بل وقدموا الى الآن آلاف الضحايا على مذبح تلك القضية، ولكنهم الآن لم تعد تعنيهم تلك الغايات والأهداف السامية والنبيلة، وذلك لا لشيء إنما فقط لأن جهةً أخرى أو أحداً غيرهم ينوي الآن تحقيق ذلك الحلم الذي راودهم عقوداً من الزمان، ذلك الهدف الذي ادعوا أنهم يكافحون من أجله منذ أن وُجدوا كجهة وفكر وتنظيم، بل وأعلنوا من عدة مسارات وعلى عدة مستويات وبشكلٍ وقحٍ وسافر رفضهم لإنجاز ذلك الهدف الذي بات إحرازه على الأبواب، يا ترى أثمة انحطاط سياسي وفكري وأخلاقي أكثر من هذا؟ هذا الموقف الذي قد لا يُعبر عنه إلا من كان ممعناً في العداوة لتلك القضية التي يدعي بأنه خُلق لأجلها أو جاء ليدافع عنها، ترى أي جحود يَعبرُ من دهاليز أخيلتكم أي القابعون على أنفاس الرجاء؟ جهة ما تبغي وبكل جدارة تحقيق ما سعيتم إليه وما ناضلتم من أجله عقوداً وأنتم الفاشلون كلياً حتى الآن عن استرداد حظيرة للماشية، وفقط بدافع الحسد أو النكاية أو الغيرة ترفضون خطوته التاريخية بدلاً من مساندته أو مباركته، يا ترى أهنالك وضاعة أيديولوجية أكثر من هذه يا فيلق العهر القومي؟








#ماجد_ع_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفحيح النخبوي
- الثورة والتغيير من قلب أوروبا


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - ماجد ع محمد - أفي القضايا الكبرى نكايات؟