أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - دروست عزت - الحجج الضعيفة للمنافقين والعدل الصدوق من رب العالمين :















المزيد.....

الحجج الضعيفة للمنافقين والعدل الصدوق من رب العالمين :


دروست عزت

الحوار المتمدن-العدد: 4504 - 2014 / 7 / 6 - 18:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



أثبت التاريخ كله وعلى مدى كل العصور بأن من أدعوا الدين كانوا يخدمون قومياتهم .. ولذا لم يتقدم الدين روحياً بل تقدم نفعياً .. كم من الخلفاء قتلوا بالغدر .. وكم ملكاً كان صاحب الكأس والخمر .. وكم من الشيوخ تسلطنوا وتسلطوا على رقاب الناس لمنفعتهم تحت أسم الدين ..
وها هي هذه القوى التي تدعي الدين .. إذ بها تتخاصم وتتقاسم المصالح ونسيت مبادىء دينها دون أن تخشى الله وتخدمه كما أمرها .. تكاثرت هذه القوى بفكرها الروحي بأتجاه النفعية ومصالحها وغاياتها وأنفاقها المظلمة بحجج المذهبية والطائفية لبناء جغرافيتها القومية أو السلطة السياسية تحت شعار الأمة والدين ... والأمثلة كثيرة ...
فمن الهند وأطراف الصين وباكستان وأندونوسيا وبنغلادش وأيران ومروراً بمصر وليبيا وتونس والمغرب واليمن والجزائر والبحرين والسودان والبنان وتركيا وسوريا

بدأوا بتفتيت وحدة الدين بسبب إتجاهاتهم وقومياتهم ومصالحهم كمجموعة أو كأفراد لها مصالحها الخاصة فيها... أكثر مما أن تكون في مصلحة وحدة الأمة والإخوة .. ولم تبالي هذه القوى إلى من كانوا معهم في الدين أو مساندين لها .. إلا إذا كانت الحاجة تقتضي ذلك ...

فأثبت الكل كذبهم ونفاقهم من خلال أفعالهم وأعمالهم في الممارسة وطرح أفكارهم المختلفة الأتجهات ..والمتنوعة المآرب بالرغم من إن الله واحدٌ عندهم .. وكتابه واحد لديهم .. بالرغم من أن الدين لم يأمر بالإساءة إلى القومية ولا يُضَعِف القومية ولا حتى أنه يمنع الفرد من محبته لقوميته شريطة أن لا يطغى الفرد بها على الآخرين .. ولكن يظهر في اللذين زعموا الدين وقادوه لمصلحتهم هم أولئك اللذين من فرقوا بين الناس بسبب مصالحهم ونزعاتهم القومية والسلطوية و بحججهم الطائفية والمذهبية ..

في هذا المضمار لسنا بصدد الله (جل جلاله) بل بصدد الإنسان الذي خان عهد الله ويرى مصلحته السلطوية أو قوميته فوق الدين .. وتبين بأن الغاية هي الأنانية الفردية أو الخبث في تحقيق أهدافهم الخفية والمبطنة بشعارات والمبادىء الخلبية .. وليس هدفهم الأمة الإسلامية في الأخاء ووحدة الصفوف حول عدالة الدين كما كانوا يزعمون .... وهنا علينا أن نفهم بالمطلق أن من يخالف العهد لا يصلح للدين ولا للإخوة ولا لوحدة الأمة ..

فمنذ البداية وحتى الآن الصراعات والخلافات والحروب بين المسلمين لم تتوقف من أجل المصالح الجغرافية .. وكانوا هم أكثر الناس قساة على بعضهم البعض ..
كثيرون يفقدون حججهم ولا يستطيعون الدفاع عن الأخطاء التاريخية المسيئة والتي جرت من خلال من تزعموا الدين من خلفاء ٍ أو سلاطين أو ملوك بحق الفكر و الإنسان في مجتمعاتهم ... فيلتجئون إلى ترهيب وترغيب الفرد كي يُعزِله عن التفكير في الأخطاء والعيوب التي يعاني منها الدين وفجوات وسلبيات السابقين ممن حكموا بأسم الدين .. فيوجهون الناس إلى الحساب ويوم القيامة والخوف من نار جهنم وخلق هالة من الرعب والطمع في الحوريات الخلبية وكل منهم حسبما تشتهي نفسه في الوصف والجمال والكمال ..
دون أن يقنعوا أنفسهم بشكل ٍ منطقي ٍ وعقلاني ٍ في مفهوم الحساب .. وهنا علينا أن لا ننسى أيضاً بأن هنالك من يتصنعون فيما يقولون وهم غير مؤمنين بما يتحدثون به للناس ...
أما الحساب ويومه .. وما طريقته وكيف بالله سوف يحاسبْ عباده لا دراية لأحد منا بذلك ..
وكلنا لا نعلم طريقته غير إننا أخذناه عن طريق ممن كانوا من قبلنا ... وها نحن بصددهم وبصدد خياناتهم للعهد فكيف لنا أن نصدق مِنْ مَن نعيّبَهُم على أعمالهم في الفتن والخيانة والقتل والمؤامرات التي كانت ينسجونها ضد بعضهم البعض فكيف بنا نتخذ أمثال هؤلاء قدوة ومقياس لنا في الحكم ..

علينا أن نراجع أنفسنا وننطلق من المبدأ الإنساني ... في حين أن العالم يتقدم ويتطور نحو توحيد الخرائط والدمج فيما بين البشر في ظل الإقتصاد ومعادلته التي تفرض نفسها على الكل حسب المركز والمحيط وكل ذلك حسب الحاجة .. وعلينا أن لا ننسى التغيرات التي يشهدها الواقع والتكنيك وإبداعتِهِ الأخيرة والتي غزت العالم دون أن تتوقف عند قومية أو دين ٍ أو مِلة .. وبالأخص في شرقنا الأوسخ بين الأمم المتخلفة والمفتتة والمتصارعة على المكاسب وليس على مستقبل الحياة البشرية ..
والحساب هو عند الله ولا أحد يضمن ذلك .. وهذا واضح من خلال ما نرى .. ومن المفروض أن يحاسب الله الناس على أعمالهم وأفعالهم وحتى إن لم يكونوا من المسلمين .. لأن كل العباد هم ملكه وهو خالقهم ولا يمكن أن يتخلى عنهم كما أخذنا من اللذين يشرحون دينهم على عدالة الله وتسامحه وطيبته ورحمته ..

ولا أظن إن الله سيقف فقط عند محاسبة اللذين هجروا أركان الدين من صلاة وصوم شهر رمضان والزكاة وحج البيت والنطق بالشهادتين .. أظن بإننا نسيء إلى الله (جل جلاله) بهذه الطريقة البسيطة الساذجة .. فالله هو أكبر من ذلك بكثير الكثير ... هو إله المجرات والكواكب والبحار والكون برمته وما فيها من روح وجماد .. سيحاسب البشر على خيرهم وشرهم لا بحسب دينهم كون كل الأديان من عنده ( جل جلاله) ..
وإن أنكرنا ذلك فسوف يقودنا التفكير إلى أن الأديان صناعة لا تقل عن الأحزاب وروح التحزب في إلغاء الآخر وأتهام الأخرين بالخيانة والباطل ..

فلا المسلم يضمن جنته .. ولا غير المسلم وغير المتدينين نستطيع أن نحكم عليهم بجهنم .. فالعمل المفيد والفعل الضار سيحاسبنا الله عليه ...

كوننا أمةٌ نعيش على الخيال والغايات والدسائس التي نفتعلها ضد بعضنا البعض .. لهو دليل صارخ ونتيجة لعدم إيماننا الحقيقي بوجودية الله ومدى مصداقية كتابه .. لذا نتهرب ونبرر لضعفنا بحجج دون حلول ٍ .. وقد تراكمت هذه الحجج والعيوب حتى وصلت بنا إلى ما نحن فيه الآن ...

ويوم الحساب سَيُحَاَسَبُ الفرد على خدماته للمجتمع سواء أمن بالله أو لم يؤمن .. المهم هو أن يخدم بالمفيد ولا يضر أحداً .. وغير هذا وذاك علينا أن نفكر في عدالة الحكم إن كنا مؤمنين بالعدل الصدوق .. وليس العدل الذي وضعه البعض بمقايس منفعتهم وضلالهم كي يكبحوا جماح الناس هنا ويلجموا الأخرين هناك .. ليبقوا أسياداً وقضاةً في حين هم أسوء الناس في الدين والدنيا ...

دروست عزت / السويد

6/7/ 2014



#دروست_عزت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوطنية هي حب الآخر من أجل حماية الوطن وشريكه المواطن
- الميت في الفكر .. والحي في الفتن .. نزار نيوف نموزجاً ...
- من وراء كل هذا ؟؟؟؟؟؟؟.. !!!!!!
- القيادي بين التربية الصحيحة والكولكة الهزيلة المكشوفة
- الداعشية صناعتها وموتها ....
- إذا كان حزباً أو فرداً عليهم أن ينتبهوا إلى أخطائهم ....بدون ...
- أشباح الفكر وجهابذة الفتن
- رسالة من ضميرالعربي الموجوع إلى أخيه الكوردي الصابر
- التغير والتطوير سنة الحياة
- سموم القلم
- الإسلام ووجهه الكوردي
- إسرائيل والنظام الأب وإبنه بشار ودورهم في تفتيت الشعب السوري ...
- المسييرون المخنوعون
- قرارك أنت صاحبه وموقفك أنت مالكه فلماذا الرسن إذاً ؟؟ ...
- أسئلة برسم الضمير والوطنية
- النشطاء الحقوقيون
- رجولتك في موقفك وموقفك هو تحررك من ذاتك ومن الآخرين
- على من يقع الذنب
- القلم الشريف شامخاً لن يركع ولن يخضع ولن يخدع
- إلى أصحاب الضمائر و الحلول


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - دروست عزت - الحجج الضعيفة للمنافقين والعدل الصدوق من رب العالمين :