|
الأطفال الفلسطينيون ..لا بواكي لهم .
قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4504 - 2014 / 7 / 6 - 14:32
المحور:
حقوق الانسان
الأطفال الفلسطينيون ..لا بواكي لهم . قامت الدنيا ولم تقعد ، لإختطاف الفتيان اليهود الثلاثة وقتلهم (بدم بارد !! وهل القتل بدم حار، مشروع ؟؟)، وهذا هو الموقف السليم والإنساني ، وكل موقف أخر سواه ، سواء بحثَ عن الأسباب أو المُبررات ،أو كان مؤيدا بالصمت ، هو موقف يفتقد إلى الحد الأدنى من الإنسانية .فالأطفال خارج دائرة الصراع ، مع أُمنياتنا بأن يخرج أبناء الشعبين من "دائرة ألدم " ، بحل سلمي (دولتين لشعبين في حدود 4 حزيران 67 ). لكن ، عندما طالب عشرات الألوف من الإسرائيليين اليهود بالإنتقام للدم اليهودي ، لم نسمع صوتا واضحا سوى صوت اليسار الإسرائيلي ، والذي تحول مع الأيام إلى صارخ وحيد في الصحراء ، فهو أقلية . ويجب التأكيد هنا ، على أن عائلة الفتى المغدور ،أصدرت بيانا رافضا للإنتقام ،ووقفت الأُم ألثاكل وبشجاعة عزّ نظيرها لتقول، لا فرق بين دم عربي ودم يهودي . لكن ، وعلى الطرف الأخر ، فالأغلبية تتحدث لغة واحدة ، هي لغة ، الدم مقابل الدم ، الهدم وإعادة إحتلال غزة وإسقاط السلطة الفلسطينية . ولم تشفع لمحمود عباس مواقفه المُعلنة وباللغة العربية والمنُددة بالعُنف من جانب بعض القوى الفلسطينية ، ضد المدنيين الإسرائيليين ، بما في ذلك ، عندما وصفَ إطلاق الصواريخ ، على جنوب اسرائيل بالعمل العبثي . أما نتانياهو وحكومته ،فإنها تدعو المواطنين إلى عدم تطبيق "القانون" بإيديهم ، وهذه الجملة تستفزني كثيرا ، فهي تعني بأن أعمال العنصريين من عصابة "تدفيع الثمن " هي اعمال قانونية ، لكن الحكومة أو السلطات هي من يجب عليها التنفيذ ، وليس الأفراد !! وتسود موضة في هذه الأيام ، بما في ذلك من على صفحات هذا المنبر ، موضة "حساب الدم " !! يحسبون عدد القتلى من كل جانب .. بل ، إذا قتل فلسطيني طفلا يهوديا ، فالفلسطينيون مجرمون ، إرهابيون ومتطرفون ، إما إذا قتل مستوطن طفلا فلسطينيا ، فهو وصحبه "أعشاب ضارة " في حقل النقاء والطهارة ..!! أبروم (ابراهام بورغ ) ، السياسي السابق ورئيس الكنيست ، يعتقد بأن الإدعاء بالأخلاقية المُطلقة ، التي تنتهجها السلطات الرسمية ( وليس من اليوم فقط ) ، هي قناع زائف ، ودرع تحتمي به السلطات . فالإدعاء بأن جيش الدفاع الإسرائيلي هو الجيش الأكثر أخلاقية ، أو بأن الإحتلال الإسرائيلي هو الإحتلال المتنور ، وعمليات المصادرة وبناء المستوطنات ، هي أعمال أخلاقية ، هذه الأقوال وغيرها هي مجرد قناع زائف . كما وتحدث عن ظاهرة حمسنة (من حماس ) المُجتمع الإسرائيلي فكريا فلا الفلسطينيين كلهم شر ولا الإسرائيليين كلهم خير ، وقد سبقه إلى ذلك الجنرال المتقاعد ، سكرتير حزب العمل سابقا وعضو الكنيست عن حزب "الحركة " ، عمرام متسناع ، الذي وصف حزب المستوطنين ،بأنه "حماس " لكن بدون إرهاب ..!! مات أطفال فلسطينيون برصاص الجيش وبالقصف المدفعي (عائلة الدكتور ابو العيش من غزة ) ، وللتذكير فإن الدكتور أبو العيش من دعاة السلام المشهورين ، ولم يدعُ إلى الإنتقام هو أيضا ، مثله مثل الأم الثاكل من عائلة فرانكل ، لكنهم دائما (أي ألفلسطينيين )، هم المذنبون ، فقد رشقوا حجارة أو تظاهروا ضد الإحتلال .علما بأن هناك مجموعة من العائلات الثكلى اليهودية والفلسطينية ، شكلّت إطارا مُشتركا يدعو للسلام . (قد أُخصص مقالا عنهم ) لكن ، وبما أن لا بواكي للفلسطينيين ، فإن موتهم ، هو موت عادي ، بل فضيلتهم (العربي الجيد هو العربي الميت ) ، كما كتب شاعرنا الكبير سميح القاسم : "إلهي ، إلهي ، لماذا جعلتَ الموت فضيلتي الوحيدة ؟!" ، فالفلسطيني وُلدَ ليُقتل ، ولا يهم بأيدي من .. نعم ، أشعل مقتل الفتى الفلسطيني ،أبو خضير ، على خلفية قومية ، كما تُشير التحقيقات، ألغضب في نفوس الفلسطينيين ، كما اشعل مقتل الفتيان اليهود الثلاثة الغضب في نفوس اليهود الإسرائيليين ، وهو غضب مشروع . لكن الغضب الفلسطيني مُستنكر ومُستهجن ، فلا يحق للفلسطيني أن يغضب ، عليه أن يتقبل موته بهدوووء .. وصمت ، وإلا أصبح همجيا ، مُتخلفا وقاتلا ، بنظر الكثيرين !! لكن الفلسطيني المغدور ،لم يخرج جيش كامل بعدته وعتاده ، لملاحقة قتلته ، كما خرج الجيش الإسرائيلي في عملية " عودوا أيها الأبناء " ، بل تلكأت السلطات بما في ذلك الشرطة ، الجيش والسياسيين ، مُدعية بأن مقتل الفتى الفلسطيني جاء على خلفية "شرف العائلة " ، فهؤلاء العرب المُتخلفين يقتلون ابنائهم على خلفيات جنسية ، بل بلغت الوقاحة بالبعض إلى إتهام عائلته بقتله ،لأنه مثلي (هوموسيكسوال يعني ). ما علينا ، صدقنا مُخلصين ، بأن الفلسطيني كُلُه شر خالص ، وأن حياته لا تساوي إلا ثمن الرصاصة ، كما كتب أحدُهم على الفيسبوك ، فقد كتب يقول ، بأن "تكلفة السجين الأمني سنويا هي 100 الف شاقل (بالتقريب ) بينما ثمن الرصاصة 6 شواقل فقط ..(بالتقريب ) .. فأُنظر أي الطريقتين أقل كُلفة ؟؟!! لكن هل تصمت الولايات المتحدة على الإعتداء على مواطنها الفتى طارق أبو خضير(إبن عم الفتى المقتول) ، والذي تعرض للضرب الشديد ، بعد أن كان بأيدي الشرطة (قوات حرس الحدود ) ، كما أظهر ذلك الفيلم الذي تم بثه في أغلب المحطات . لكن الشرطة تُدافع عن نفسها بنفس الاسلوب ، فالفيلم مفبرك ، ولا تظهر فيه مراحل سابقة على عملية الدوس والركل للفتى وهو مُلقى على الأرض ، وأفراد حرس الحدود قد ألقوا القبض عليه ، ولم يعد يُشكل أي خطر عليهم ..!! جاء رد دولته (الولايات المتحدة ) باهتا ،إذ جاء في البيان "نشعر بالقلق العميق من تقارير تفيد بأنه تعرض للضرب الشديد بينما كان في عهدة الشرطة وندين بشدة أي استخدام مفرط للقوة. نحن نطالب بتحقيق سريع وشفاف وذو مصداقية ونطالب بمحاسبة كاملة عن أي استخدام مفرط للقوة". ألشعور بالقلق فقط .. ومُطالبة بالتحقيق ، الذي ولربما يبريء ساحة أفراد حرس الحدود ، ويُلقي المسؤولية على الفتى طارق أبو خضير .. فهو فلسطيني ولو حمل الجنسية الأمريكية ، وفضيلته الوحيدة ، هي الموت ..!
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ألعقل نقمة ..!!
-
نتانياهو نصير الشعوب !!
-
قيمة أخلاقية جديدة ...كراهية ألعرب .
-
سلام الله على الأغنام ...مع الإعتذار للأغنام الحقيقية!!
-
حماس وإسرائيل : تقاطع مصالح أم -حصان طروادة - الفلسطيني ؟؟!
-
نجاحات داعش ..
-
أُحرث وأدرس لبطرس..
-
اللغة والوعي
-
رمضان : ذكريات ، أزمات وحروب .
-
ألمرأة في فتاوى أليهودية الأُرثوذكسية ..
-
-علاج- الإلحاد..
-
الإسلام ألسياسي وفن ألمراوغة ..
-
ألأُنثى بين التبخيس والإستغلال في ألثقافة ألعربية ..!!
-
-ومن ألحب ما قتل- ..مُهداة للأستاذ محمد حسين يونس .
-
ألعائلة المثلية :جدلية أخلاقية ..
-
بين ألكيفية وألماهية ..
-
داعش تكشف العورات وتُمزق الأقنعة ..!!
-
ألتحرش ألجنسي : جدلية الإنتقام أو فكر ثقافي جديد ؟!(4)
-
ألتحرش هو منتوج جانبي (باي – برودكت) للثقافة :ألخوف الإجتماع
...
-
ألتحرش هو منتوج جانبي (باي – برودكت) للثقافة :(ألبهمنة) ( 2)
المزيد.....
-
تصويت تاريخي: 172 دولة تدعم حق الفلسطينيين في تقرير المصير
-
الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا روسيا بشأن مكافحة ت
...
-
أثار غضبا في مصر.. أكاديمية تابعة للجامعة العربية تعلق على ر
...
-
السويد تعد مشروعا يشدد القيود على طالبي اللجوء
-
الأمم المتحدة:-إسرائيل-لا تزال ترفض جهود توصيل المساعدات لشم
...
-
المغرب وتونس والجزائر تصوت على وقف تنفيذ عقوبة الإعدام وليبي
...
-
عراقجي يبحث مع ممثل امين عام الامم المتحدة محمد الحسان اوضاع
...
-
مفوضية اللاجئين: من المتوقع عودة مليون سوري إلى بلادهم في ال
...
-
مندوب ايران بالامم المتحدة: مستقبل سوريا يقرره الشعب السوري
...
-
مندوب ايران بالامم المتحدة: نطالب بانهاء الاحتلال للاراضي ال
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|