أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الدين الخطيب - داعش أسطورة أم واقع؟















المزيد.....

داعش أسطورة أم واقع؟


علاء الدين الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 4504 - 2014 / 7 / 6 - 08:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد تحولت داعش أو باسم الدلع الإنجليزي أيْسيس ISIS إلى قضية الساعة من أعتّر قرية بسورية إلى أفخم مكتب صحفي بواشنطن. اسم يحمل الرعب كما هو ظاهر أو يّدعى من قصر بشار إلى قصر المالكي إلى قصور حكم طهران والرياض والدوحة وأنقرة وموسكو وواشنطن وباريس ولندن وبكين وربما إلى قلاع ناورو البلد الأصغر بالعالم المنسي في المحيط الهاديء. جميع هذه القصور تحذّر من هذه الداعش وترسم جهنم داعش وتتهم الآخرين بأنهم أولياء أمر أيْسيس.
ولقد أتخمت وسائل الإعلام بكل اللغات الناس بكلام المحللين السياسيين والاختصاصيين العباقرة بالمنظمات الإسلامية والسياسيين المشهورين والمغمورين حول "اللهم ارحمنا. من أين أتت؟ ومن أحضرها؟ وماذا تريد؟ وهل ستحرقنا نسلا وإرثا؟" " هل هذه هي ياجوج وماجوج جورج بوش التي أراد حربها بالعراق عام 2003؟".
لنحاول يا صاحبي -رغم صعوبة المحاولة- أن نعزل في ذهننا هذه المرويات والنقاشات والأصوات، أن ننسى هذه الفيديوهات والأخبار والمشاهدات، أن نقف بمكان عاقل من المريخ يراقب ولنضع الأسئلة الصحيحة ونجيب عليها بالمنطق والعقل والأرقام علّنا نصل لحقيقة عصامية داعش.
1. هل نزلت داعش من السماء كما هي الآن؟ بالطبع الجواب المنطقي لا. داعش بدأت بأفراد عشرة أو مئة، أي مثل كل الحركة التاريخية للبشر. بدأت صغيرة ومن ثم نمت وكبرت وكبرت.
2. هل ظهر مؤسِّسو داعش فجأة من كهوف تحت الأرض أو من عربات سماوية؟ بالطبع الجواب المنطقي لا. هم من منتجات المنهج والعمل القاعدي المشهور بابراج نيويورك. وهنا يمكنك إعادة السؤالين على القاعدة وابراجها.
3. هل تسير داعش بدون أكل وشرب وسلاح أي بدون مال؟ بالطبع الجواب المنطقي لا. داعش تحظى بتمويل هائل وتسليح كبير بالنسبة لحجمها وأيضا بمصادر معلوماتية ليس أقل من مصادر مخابراتية لا يعرفها الإنسان أو المؤسسة العادية.
4. هل تجيّش داعش شبابها ونسائها فقط بالمال؟ بالطبع الجواب المنطقي لا. داعش تجيّش أعضاءها بعد المال بعقيدة تسمّيها إسلامية. وهذه العقيدة الإسلاموية كما نعرف كأبناء للمنطقة وكما يعرف ساسات كل الدول الكبرى تعود بمنبعها الفكري لحواضن رعاها ونماها النظام الحاكم في مصر والسعودية ثم في إيران وسوريا وعراق صدام وقطر.
قبل الانتقال للسؤال الخامس، قد تقول لي "وما الجديد في هذه الفزلكة؟ نعلم كل ذلك". حسنا يا صاحبي، بعد ترتيب هذه الأفكار لنعد للسؤال الخامس وهو محور الخلاف والقيل والقال.
5. لصالح من تعمل داعش؟ حسب المبثوث إعلاميا وسذاجةً عاطفيةً شعبويةً، الجواب على هذا السؤال يقف بين نقيضين:
• الأول: داعش هي أداة تهديم الإسلام السني التي تستخدمها إيران مع النظام السوري والعراقي خدمة لمشروعها الصفوي الشيعي المجوسي الفارسي.
• الثاني: داعش هي أداة تهديم المقاومة والإسلام وسوريا وفلسطين والعراق التي تستخدمها السعودية والغرب خدمة لمشروعهم الصهيوني الوهابي الإمبريالي.
بالنسبة لي لا يمكن أن أقتنع بأي من هاذين الجوابين المعلَّبين مثل سندويشة الماكدونالد أو قنينة الفودكا. فإن كنتَ مقتنعا بأي منهما أعتذر عن إضاعة وقتك بقراءة ال500 كلمة السابقة. أما إن بقيت في شكّ مما يعمهون فلنتابع نقاشنا البسيط. ولنعد قليلا للتاريخ ونسلسل الأحداث:
6. كانت القاعدة صناعة أمريكية سعودية باكستانية في أفغانستان الثمانينات ضمن الحرب بين الغرب والسوفييت. ثم انقلبت شكليا القاعدة أو الغرب على بعضهما بعد انهيار السوفييت وانتهاء الحرب الباردة.
7. كان الفكر والمنهج الإخواني الإسلاموي منتجا مشايخيا مصريا بأيام الاحتلال البريطاني، ثم تعهدا وحماية سعودية لمدة ستة عقود حيث تلاقح مع الفكر الوهابي المتشدد لينتجا معا فكر القاعدة ومشتقاتها.
8. بعد أحداث الثمانينات بسوريا، التف نظام حافظ الأسد وابنه من بعده على الفكر الإسلاموي السياسي من خلال دعم المنهج الكفتاري والبوطي (نسبة للمفتي أحمد كفتارو ومحمد سعيد البوطي) داخل سورية ودعم الفكر والمنهج القاعدي في لبنان بمساومات خروج الجيش السوري من لبنان، وفي العراق بعد الغزو الأمريكي.
9. منذ بداية الألفية الثانية وتعافي إيران من نتائج حربها مع صدام حسين بدأ الاختراق الإيراني لحماس فلسطين وإخوان مصر. خاصة وأن نظام مبارك كان واضح العداء للنظام الإيراني والقطري. مضافا لذلك طبعا الربيب الأقرب لإيران وهو حزب الله اللبناني.
10. بعد غزو أفغانستان والعراق من قبل الولايات المتحدة اختلطت الأوراق أكثر فأكثر. فظهرت إشارات أن إيران تدعم وتحمي قادات القاعدة علما أنهم لا يفسِّقون الشيعة الإمامية فقط بل يكفِّرونها، بنفس الوقت استمر الدعم المالي للقاعدة متواصلا من مال النفط العربي.
11. في العراق، تبنت السعودية ما سمّوها الحركة السنية التي تارة كانت تقاوم الأمريكيين، ثم المليشيات الشيعية المدعومة إيرانيا، وتتحالف مع داعش العراق، ثم تنقلب لتحارب داعش العراق مع الحكومة المركزية والأمريكيين. وبأيامنا هذه نراها تعيد التحالف مع داعش ضد حكومة المالكي.
12. في العراق أيضا وخلال عدة سنين بعد 2003، قدم النظام السوري كل الدعم اللوجيستي للحركة السنية التي كانت تحارب المليشيا الشيعية العراقية التابعة لحليفه الاستراتيجي في إيران. فكثير من السلاح والمقاتلين القاعديين مروا للعراق عبر إشراف مخابرات النظام السوري.
13. لنعد لسورية، سنرى أن قادات داعش بالواقع هم بجزء كبير منهم ضباط ومساندون سابقون لصدام حسين الذي كان العدو الأمرّ للنظام السوري لأكثر من عقدين. وهم كانوا يحظون باسوء الاحوال بغض النظر من قبل مخابرات النظام السوري في عملهم. والجزء الاخر من قاداتهم وعناصرهم التحق بهم بعد أن أفرج عنهم النظام السوري بعد 2011.
14. عناصر داعش الاجانب تسللوا لسورية عبر عراق المالكي وبعضهم من الشيشان المحكومة روسيا. والباقي عبر تركيا عضو حلف الناتو وحليف قطر الأهم في المنطقة ومن بلدان موالية لقطر والسعودية مثل مصر وتونس وليبيا وطبعا من السعودية نفسها.
15. الجزء الأكبر من عناصر داعش هم منشقون عن جبهة النصرة وأحرار الشام وأحفاد الرسول، وهؤلاء تم تأسيسهم بتمويل سعودي قطري وإشراف تركي مخابراتي كثيف. بالاضافة لان كثير منهم نما وظهر من تحت جناح لواء التوحيد التابع لقادات الإخوان المسلمين السوريين والذي اضمحل الآن بعد أن تقاسمته بقية الفصائل بعد مقتل أهم قاداته الذين ظنوا أنهم يخدمون ثورة سورية.
16. أخيرا، لم تشهد إسرائيل أي محاولة تحرش من قبل هذه التنظيمات القاعدية المضبوطة بإيقاع مموّلها.
لك الحق الآن أن تصيح "ما هذا يا صاحبي، لقد شربكت الحابل بالنابل. ماذا تريد أن تقول؟". ببساطة ورغم أنها تظهر "خبيصة" لكنها حقائق معروفة ضمن استراتيجيات الصراع في هذه المنطقة ولا يلغيها تبريرات السياسيين "نحن أخطأنا بدعم القاعدة" "نحن أخطأنا بعدم القضاء على داعش من أول يوم" "نحن أخطأنا بتحالفنا مع الإخوان" "نحن الآن نجرم من يخرج مقاتلا من السعودية"...الخ.
إن كنت تصدق أن حكومات كل هذه الدول العظمى مثل أمريكا وروسيا والصين والصغرى مثل حكومات الإقليم بهذه السذاجة والغباء بحيث ان كل ما فعلته كان خطأ أو لتكتيك مرحلي على مبدأ "الغاية تبرر الوسيلة" فالسؤال هل فعلا من يقود العالم هم الأغبياء، وأنت وأنا من نرى هذا الغباء رغم أن جيوبهم هم المتخمة بالمال والجاه والسلطة ونحن ما زلنا ملحا للأرض؟
بالواقع بكامل تاريخ الصراع الدولي خلال القرن الماضي، لن تجد أي منظمة مسلحة أو مليشيا باي بلد بالعالم لم تكن مخترقة على الأقل من قبل حكومات دولتين أو ثلاثة متصارعة فيما بينها. هذه الحركات والمليشيات تعيش على بيع الولاء والخدمات لحكومات الدول لكي تستطيع الاستمرار. وهذه الحكومات تحاول قدر الإمكان الإمساك بأكبر قدر ممكن من أوراق اللعب هذه لتحمي نفسها وسلطتها وبالتالي المال الذي يحملها. بكل بساطة ارجع لتاريخ النضال الفلسطيني وارسم مخططا لتقلبات المنظمات الفلسطينية بين عبد الناصر والسادات وحافظ وصدام وملوك السعودية وقطر والكويت والاردن بغض النظر عن إسرائيل وامريكا والسوفييت. بل ارجع لحرب لبنان الأهلية أيضا.
إن داعش أو أيْسيس منتج حتمي للصراع المتوحش على سورية ثم العراق وحجمها الإعلامي أكبر بكثير من حجمها العسكري. لكن كل الأطراف وبسبب تعقد الصراع وتأزمه بحاجة لحصان طروادة لتبرير أي سياسة قادمة في مستقبل هذا الصراع. إنها لعبة تكسير اصابع بين حكومات الدول المتصارعة بمن فيهم النظام السوري والعراقي، والخاسر الوحيد هو الشعب السوري والعراقي خاصة إذا استمر بتصديق أحد الجوابين السابقين الواردين ببداية المقال.



#علاء_الدين_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات الرئاسية السورية قرار إقليمي ودولي
- لماذا تخشى إسرائيل النظام السوري والإسلاموية الجهادوية؟
- التخصص العلمي والمهني والكهنوت الديني
- هل سوريا بين خيارين فقط (2) ماذا لو كان الحسم للفصائل الإسلا ...
- هل سوريا بين خيارين فقط (1) ماذا لو كان الحسم للنظام السوري؟
- يوم مات حافظ الأسد(2) الإنذار الأول بالزلزال الطائفي
- يوم مات حافظ الأسد(1) الإنذار الأول بالزلزال الطائفي
- لماذا ليست طائفية في سورية؟ -2-
- لماذا ليست طائفية في سورية؟ -1-
- الخليج العربي، أزمات حكام أم قوانين سوق
- مشكلة القطار والرجل السمين. بين الأخلاق وسعة الاختيار
- تلفزيون الواقع السوري
- أخطاء أم خطايا، الائتلاف والمجلس السوريان
- النظام السوري وسلاح الوقت
- جنيف2 دكان الأوهام، تجارة الطوائف بين الوفدين
- سوريا ساحة صراع الكل مع الكل
- لماذا الأقليات؟
- البيان النهائي لجنيف 2
- سوريا الضحية الأولى للحرب العالمية الرابعة
- بيان مؤتمر الشعب السوري الذي لم ينعقد


المزيد.....




- سحب الدخان تغطي الضاحية الجنوبية.. والجيش الإسرائيلي يعلن قص ...
- السفير يوسف العتيبة: مقتل الحاخام كوغان هجوم على الإمارات
- النعمة صارت نقمة.. أمطار بعد أشهر من الجفاف تتسبب في انهيارا ...
- لأول مرة منذ صدور مذكرة الاعتقال.. غالانت يتوجه لواشنطن ويلت ...
- فيتسو: الغرب يريد إضعاف روسيا وهذا لا يمكن تحقيقه
- -حزب الله- وتدمير الدبابات الإسرائيلية.. هل يتكرر سيناريو -م ...
- -الروس يستمرون في الانتصار-.. خبير بريطاني يعلق على الوضع في ...
- -حزب الله- ينفذ أكبر عدد من العمليات ضد إسرائيل في يوم واحد ...
- اندلاع حريق بمحرك طائرة ركاب روسية أثناء هبوطها في مطار أنطا ...
- روسيا للغرب.. ضربة صاروخ -أوريشنيك- ستكون بالغة


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الدين الخطيب - داعش أسطورة أم واقع؟