|
السياسية الأمريكية تجاه ليبيا منذ ثورة 17 فبراير 2011
منال علي
الحوار المتمدن-العدد: 4504 - 2014 / 7 / 6 - 00:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مقدمة : تحتل منطقة شمال أفريقيا التي تتوسطها ليبيا أهمية كبيرة لدى الولايات المتحدة الأمريكية ، سواء من الناحية السياسية أو الأمنية أو الاقتصادية، إذ تقترب ليبيا من القارة الأوروبية من ناحية سواحلها الشمالية عبر البحر المتوسط، وتربط بين كل من المشرق والمغرب العربي، كما أنها تمتد عمقا في في القارة الأفريقية، وهو ما جعل موقعها استراتيجيا من الناحيتين السياسية والأمنية فضلا عن أهميتها التجارية التي تكتسبها من قربها من الأسواق الكبرى، كذلك فهي تحتوى علي كميات لا يستهان بها من النفط، فيوجد بها ما يعادل 3.5% من احتياطيات النفط الخام العالمية المؤكدة. ولازالت البحرية الأمريكية تردد اسم طرابلس في نشيدها الرسمي منذ 1805 عندما خاضت الولايات المتحدة أولى حروبها بعد الاستقلال ضد دول شمال افريقيا مستهدفة ( المغرب ، الجزائر ، تونس وليبيا ) فيما يعرف بالحرب الأمازيغية الأولى، بحجة مواجهة القرصنة في البحر المتوسط أولاً: نبذة مختصرة عن ليبيا والثورة الشعبية عام 2011: الموقع الجغرافي وأهميته الاستراتيجية: تبلغ مساحة ليبيا 679000 ميل مربع أو ما يعادل 1.760.000 كيلومتر مربع ، يحدها من الشرق مصر والسودان، ومن الغرب تونس والجزائر، ومن الجنوب النيجر وتشاد، وفي الشمال البحر المتوسط . تشكل الصحراء 90% من مساحة ليبيا ولا يسكنها سوى 15% من إجمالي عدد السكان البالغ 6.4 مليون نسمة عام 2011 ، أما أغلب المناطق الشمالية فهي مأهولة بالسكان بدرجة كثيفة نسبياً ، كما هو الحال في المدن الرئيسية ، لكونها تمتاز بالمناخ الرطب نسبيا وتتوفر فيها المياه وسبل الحياة المختلفة وتمثل هذه المناطق مساحة لا تزيد 10% ومجموع سكاني يقدر بحوالي 85% .
كشفت تجربة الاستعمار في شمال افريقيا عن خصوصية الموقع الجغرافي لليبيا، والذي جعلها هدفا للهجمات الاستعمارية، حيث تمثل بوابة الأوروبيين للدخول إلي القارة السوداء، بالإضافة إلي أنها تشكل حلقة الوصل بين المشرق والمغرب العربي، كما تحتل شاطئا طويلا علي البحر المتوسط يبلغ حوالي ثلث سواحله الجنوبية، وتقترب عمقاً في الصحراء حتى تصل إلي قلب أفريقيا الوسطى ويتصف مناخها بالاعتدال والصفاء ، مما جعلها تتمتع بسمة تجارية من الدرجة الأولى . الثورة الشعبية الليبية عام 2011: تفجرت الاحتجاجات الشعبية العنيفة في ليبيا في 17 فبراير 2011 ضد نظام القذافي، ثم تصاعدت بسرعة إلي حد الصراع المسلح، وفرض مجلس الأمن عقوبات علي ليبيا في 26 فبراير، اتسع نطاقها في 17 مارس لتشمل تفويضا بالتدخل العسكري الأجنبي المحدود وتجميد أصول ليبيا الخارجية. وفي 23 أكتوبر أعلن المجلس الوطني الانتقالي تحرير البلاد بعد هزيمة القوات العسكرية التابعة للحاكم السابق، معمر القذافي. وفي 22 نوفمبر أعلن المجلس الوطني الانتقالي عن تشكيل حكومة انتقالية جديدة وعن خطط لإجراء الانتخابات البرلمانية في 23 يونيو 2012. وألغي تجميد معظم أصول ليبيا الخارجية في 16 ديسمبر لإفساح الطريق أمام عودة سوق النقد الأجنبي إلي وضعها الطبيعي .
ثانياً: كيف تدخلت الولايات المتحدة في الشئون الليبية؟ كانت الحرب العالمية الثانية نقطة تحول لسياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط، ذلك بعد انهيار تحالفات الحرب، وانتشار الاتحاد السوفيتي في المنطقة، وضعف بريطانيا، وكذلك الممارسات الصهيونية التي بدءت تضغط بقوة علي البيت الأبيض لزيادة التدخلات الأمريكية في القضية الفلسطينية . في هذا السياق وضعت الولايات المتحدة نفسها في موقع الريادة لحماية الدول الصغرى من خطة " الاختراق الشيوعي" وقيادتها لمسيرة العالم بعد زعامتها للتحالف الغرب، وهي تتبنى سياسة شاملة ترتبط في نظر واضعيها ارتباطا وثيقا بالأمن القومي الأمريكي . ولكن التدخل المباشر للولايات المتحدة في العديد من البلدان بحجة الحرب علي الإرهاب مثل افغانستان والعراق، وما تعرضت له من أزمات سياسية واقتصادية بعد ذلك، كان له أثرا كبيرا في تغيير شكل سياساتها الخارجية تجاه أي نزاع دولي، إذ تبنت أمريكا سياسة لا تتحمل فيها المسؤولية الرئيسية عن الأحداث، لكنها تسمح للأزمات الإقليمية أن تلعب دورها حتى يحدث توازن إقليمي جديد، بما يضمن عدم تهديد المصالح الأمريكية الأساسية ، وبحيث تتجنب التتدخل المباشر بقوتها العسكرية، وما ينجم عن ذلك من أعباء. لم تكن الولايات المتحدة ترغب في التورط بالتدخل المباشر في الصراع الليبي، فمنذ عام 1998 والولايات المتحدة تسعى إلي تركيز اهتمامها علي جنوب أفريقيا في الجنوب، ونيجيريا والسنغال في الغرب، وإثيوبيا في الشرق، واختيار دولة أو أكثر لتمثل دور القيادة . ولكن تحت تأثير الضغط الأوروبي وبخاصة الفرنسي بضرورة التصدي لنظام القذافي، وبعد اختراق طائرة فرنسية للمجال الجوي الليبي، وجدت الولايات المتحدة نفسها في موضع يتطلب منها تحديد موقفها بشكل واضح في شأن قرار التدخل العسكري في ليبيا، ومن ثم قررت أن تشارك الحملة الأوروبية ( حلفاءها الاستراتيجيين ) في هجمتهم علي القذافي بدعوى حماية المدنيين ضد انتهاكات حقوق الانسان التي تُمارس بحقهم . بالإضافة إلي ذلك، كانت الولايات المتحدة متوجسة مما يمثله نظام القذافى من تهديد لمصالحها فى المنطقة، وفى مقدمتها المصالح النفطية، وبالرغم من استئناف العلاقات الدبلوماسية بين أمريكيا وليبيا عام 2006، إلا أن واشنطن ظلت تتحين الفرصة للإطاحة بنظام القذافى، حتى جاءت الفرصة مع اندلاع ثورة 17 فبراير2011 .
ـ قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن ليبيا منذ 2011 : إن الصلاحيات المخولة لمجلس الأمن في تكييف الحالات الموجبة للتدخل بناء علي متطلبات الفصلين السادس والسابع من الميثاق المتعلقين بحفظ الأمن والسلم الدولليين والتي تسمح له بالتدخل بناء علي سلطات تقديرية واسعة تخضع في أغلب الأحيان لمصالح الدول الكبرى خصوصا الولايات المتحدة الأمريكية، وقد أصدرت الأمم المتحدة وبسبب الهيمنة الأمريكية مجموعة قرارات تؤسس لنوع جديد من المفاهيم تتجاوز المفهوم التقليدي لمبدأ عدم التدخل، بحيث يسمح للويات المتحدة بالتدخل في شئون البلاد الأخرى بدعاوى مثل حماية حقوق الإنسان، ومحاربة الإرهاب أو حماية الأقليات . وأصدر مجلس الأمن الدولي 5 قرارات بشأن ليبيا خلال الفترة من مارس 2011 حتى ديسمبر من نفس العام، شملت إدانة أعمال العنف في ليبيا وفرض قيود اقتصادية وتجميد أموال النظام الليبي بالبنوك الخارجية، وكذلك السماح بالتدخل الأجنبي المسلح في القضية الليبية، تحت راية الأمم المتحدة.
ثالثاً: محددات السياسة الأمريكية تجاه ليبيا: أعطى الموقع الجغرافي المتميز لليبيا أهمية علي المستويين السياسي والأمني في منطقة شمال افريقيا، ذلك بالإضافة إلي الأهمية الاقتصادية، حيث تحتوي ليبيا علي ما يعادل 3.5% من احتياطيات النفط الخام العالمية المؤكدة . وتحتل ليبيا أهمية كبيرة في السياسية الأمريكية منذ عهد ريجان، حيث رفع مجلس الأمن القومي الأمريكي، في 17 يونيو 1967 تقريرا سريا للبيت الأبيض، أشار إلي تزايد الخوف من استيلاء عبد الناصر علي ليبيا أو التحريض علي ذلك، خاصة بعد أن ثبت استخدام الولايات المتحدة لقواعدها في ليبيا لدعم إسرائيل، وأشار التقرير أيضا إلي احتمال وضع النفقط الليبي تحت السيطرة الناصرية . بناء علي ذلك، يمكن وضع السياسات الأمريكية تجاه ليبيا في إطار محددات ثلاثة هي: الأهداف السياسية، والأهداف الأمنية، والأهداف الأقتصادية، وسوف نعرض لهذه المحددة علي النحو التالي:
الأهداف السياسية: لا تنفصل مصالح الولايات المتحدة في ليبيا عن مصالحها في القارة الأفريقية ككل، حيث تتجه السياسة الخارجية الامريكية نحو تحقيق أهداف داخل القارة السوداء أبرزها : دفع عملية اندماج الاقتصاد الأفريقى فى الاقتصاد العالمى، من خلال تطبيق مفاهيم الشراكة الأمريكية الأفريقية التى تقوم على إنهاء مرحلة المساعدات المالية وإحلال مرحلة التبادل التجارى محلها، إضافة إلى تشجيع الاستثمارات الأمريكية فى القارة، وكذلك دعم النظم التى تأخذ بمفاهيم التحول الديموقراطى وفقا للتصور الأمريكى، ولاسيما فى المناطق ذات الأهمية الاستراتيجية بالنسبة للمصالح الأمريكية مثل ليبيا، والعمل على منع الصراعات . ويعتبر التدخل الأمريكي في الشئون الليبية أثناء الثورة وما بعدها لحماية الجالية الأمريكية داخل ليبيا من بين أهم المصالح السياسية التي تسعى الولايات المتحدة للحفاظ عليها، وهناك آراء تقول أن تدخل بلد في في شأن بلد آخر من أجل حماية رعاياها أمر جائز ولا يتعارض مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة . وتساهم الولايات المتحدة منذ ثورة 17 فبراير 2011 بعدة برامج تهدف إلي تنفيذ خططها السياسية خاصة تلك المتعلقة بقضايا التحول الديمقراطي، ونظام الحكم، وحقوق الانسان، منها تطوير الأحزاب السياسية والتواصل مع الناخبين، والإشراف علي الانتخابات وإدارتها، والمساهمة في تطوير الدستور، وبرامج تتعلق بتطبيق العدالة الانتقالية، وتطوير المنظمات غير الحكومية .
الأهداف الأمنية : تعتقد الولايات المتحدة الأمريكية أن ليبيا من الأنظمة المعادية لها والتي يجب حصارها ضمن خطهها لحماية مصالحها الأمنية، بالإضافة إلي التصدي للحركات الإرهابية داخل قارة أفريقيا، والحد من انتشار الأسلحة . وأعتبرت الولايات المتحدة أن السياسات التي تبنتها ليبيا منذ ثورة الفاتح عام 1969 مثل التوجهات القومية في تحقيق الوحدة العربية، وإجلاء القواعد البريطانية في 28/3/1970 والأمريكية في 11/7/1970، وتأميم شركات النفط في صيف عام 1973، وفرض سيطرة الجماهيرية علي مصادرها الطبيعية، ورفض هيمنة الدول الكبري، ودعم ومساعدة حركات التحرر في العالم، تهديداً لمصالحها وسياستها في المنطقة، وخطراً تجب محاربته . وفي 1991 وجهت الولايات المتحدة إلي ليبيا اتهاما صريحا بتورط مواطنيها في قضية لوكربي، وحملتها المسئولية عن حادث سقوط الطائرة الأمريكية بان أم ، خلال رحلتها 103 فوق قرية لوكربي باسكتلندا عام 1988، إثر انفجار قنبلة الكترونية وضعت ضمن جهاز كاسيت في قيبة ملابس داخل الطائرة، أسفر عن وفاة 270 شخصا منهم 15 من مواطني القرية . وطالبت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا في الوثيقة رقم 23308 /لسنة 1991 بتسليم جميع المتهمين بالقضية ودفع التعويضات المناسبة، وكشف جميع المعلومات التي تتعلق بالحادث. ثم صدرت وثيقة أخرى برقم 23309 وبمشاركة فرنسا تطالب ليبيا بالتخلي عن جميع أشكال الإرهاب، ولكن الحكومة الليبية رفضت هذه المطالب جميعا واعتبرتها انتقاصا من سيادتها والعودة لقانون القوة، ومن ثم نادت بتطبيق قواعد القانون الدولي. وهدد الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون في كلمته أمام المؤتمر اليهودي العالمي يوم 20/4/1995 بضرورة العمل علي إحتواء ليبيا وغيرها بحجة رعايتها للإرهاب والسعي إلي تدمير السلام وزعزعة الاستقرار في المنطقة، وتطلعها إلي إمتلاك أسلحة الدمار الشامل . أما مجلس الأمن فقد أصدر عدة قرارات تطالب الحكومة الليبية بالتعاون والالتزام بوقف الأعمال الارهابية وتقديم المساعدات للمجموعات الارهابية. وتطورت قرارات المجلس إلي فرض عقوبات اقتصادية وحظر الطيران المدني من ليبيا وإليها، وحظر تصدير الأسلحة والمعدات العسكرية، ثم منع تصدير بعض معدات النفط وتجميد الأرصدة وقفل مكاتب الخطوط الجوية العربية الليبية في الخارج وقطع العلاقات بها. استمرت العقوبات علي ليبيا حتى قبلت الولايات المتحدة وبريطانيا بتسوية النزاع عن طريق عرض القضية علي محكمة اسكتلندية أقيمت في هولندا، تحت تأثير ضغوط عربية بكسر الحظر الجوي. وقامت ليبيا بتسليم المتهمين بالحادث إلي ممثلي الأمم المتحدة في مطار طرابلس 1999 للمحاكمة ، ومن ثم تم رفع الحظر جزئيا عن ليبيا . وانتهي الأمر وقتها بصدور حكما قضائيا يلزم ليبيا بدفع تعويضات تبلغ قيمتها مليارين وسبعمئة مليون دولار لأسر ضحايا الحادث ، والحكم علي عبد الباسط المقرحي بالسجن مدى الحياة.
الأهداف الاقتصادية: يأتي تأمين مصادر النفط علي رأس المصالح الاقتصادية للولايات المتحدة في ليبيا، إذ أنها تحتل المرتبة الثانية بين الدول الأفريقية المنتجة للبترول، حيث تنتج ليبيا 1.7 مليون برميل يومياً في سنوات قبل قيام ثورة 17 فبراير، وفي عام 2011 انخفض هذا المعدل من الانتاج إلي 505 ألف برميل يوميا ، ويقدر احتياطيها بـ 39 مليون برميل، وفي عشرينات القرن الماضي، كانت الشركات الأمريكية العاملة في الشمال الأفريقي تخفي عثورها علي النفط حتى تأتي الفرصة للإستثئار به دون غيرها . ويوجد البترول الليبي في ثلاث نطاقات جغرافية هي: الجزء الشمالي الغربي بين دائرة عرض 28 خط طور َ30 غربا، والأجزاء الشمالية الشرقية شمال وتقع بين دائرة عرض 28 وشرقي خط طول َ30، والمنطقة الجنوبية الشرقية في جنوبي دائرة عرض 28، وشرقي خط طول َ30، وأخيرا الجزء الجنوبي الغربي . ـ تتوزع الحقول المنتجة للبترول علي النحو التالي : 1 ـ منطقة السرير: وهي أكثر المناطق تطرفا نحو الشرق مقتربة من الحدود المصرية ويوجد بها حقل السرير، ويعد من أهم الحقول البترولية في ليبيا، تم اكتشافه في عام 1961، ويبلغ انتاجه حوالي 150 ألف برميل يوميا، أي ما يعادل 15% من مجموع الآبار الليبية، ويضم 68 بئرا. 2 ـ منطقة حقول سرت الجنوبية الشرقية: تقع في جنوب شرق خليج سيرت، وتنتج هذه الحقول حولي نصف إنتاج ليبيا من النفط. 3 ـ حقل آمال: ويقع علي مسافة 160 كم جنوب شرق مدينة أجدابيا، وينتج ما بين 42 ـ 45 ألف برميل يوميا حسب تقديرات 1988، ويحوي 94 بئرا. 4 ـ حقل أبو طفل : يوجد بين خطى طول 8 ـ 22 شرقا، ودائرة عرض 52 ـ 28 شمالا، ويبلغ معدل انتاجه حوالي 154 ألف برميل في اليوم لسنة 1988. 5 ـ حق انتصار : ويضم ثلاث أقسام ( أ ـ ب ـ ج ) وكلها تقع بحوض خليج سيرت، ويصل معد انتاج إلي 16 ألف برميل يوميا، وتعتبر درجة كثافة النفط فيه من النوع الجيد. 6 ـ منطقة حقول سرت الوسطى: تقع هذه المنطقة جنوبي خليج سيرت، وتأتي في الترتيب الثاني من حيث الانتاج، إذ تسهم بثلث الانتاج الكلي من النفط الليبي، وتمتاز بانتاج الغاز المصاحب للبترول علي نطاق تجاري. أ ـ حقل ناصر زلطن: يقع علي بعد 170 كم جنوبي البريقة علي الساحل الجنوبي للخليج، وصل انتاجه السنوي إلي 7.378 مليون برميل عام 1961، ويشتمل علي حوالي 61 بئرا منتجا حسب تقديرات 1988. ب ـ حقل الواحة: يوجد في حوض خليج سيرت، ويحوي 46 بئرا تعطي انتاج يومي قدره نحو ألف برميل، وتبلغ درجة الكثافة 28.7 درجة، وهو ليس من النوع الجيد. ج ـ حقل الراقوبة: ويبلغ معدل انتاجه اليومي 39 ألف برميل، ودرجة جودة النفط فيه تقدر بـ 36.2 درجة طبقا للمقياس الأمريكي. ويمتاز النفط الليببي بعدة عوامل جغرافية جعلته ذات أهمية اقتصادية عالمية، هي ارتفاع جودة النفط إذ تتراوح درجة كثافته بين 37 ـ 43 درجة، وخلوه من الكبريت، بالإضافة إلي تركز الأبار في أربعة مناطق قريبة ومتصلة بعضها ببعض، واقتراب الحقول من موانئ التصدير، ووجوده في طبقات سطحية من الأرض، مما يقلل من تكلفة استخراجه ونقله، كما أن تأخر اكتشاف النفط في ليبيا إلي ما بعد الحرب العالمية الثانية فوت الفرصة علي الاستعمار التقليدي من استنزافه بكميات كبيرة ، كذلك بُعده عن نفوذ قناة السويس والتي تعد عرضة للإغلاق في بعض الأوقات، يجعله في منأى عن الصراعات السياسية في هذه المنطقة . وتعتبر صادرات النفط من أهم مصادر الدخل القومي للبلاد، حيث تشكل عائدات البترول 96% من إجمالي صادرات ليبيا، بما يعادل حوالي 1.5 مليون برميل يومياً .
خاتمة: من العرض السابق نخلص إلي أن العلاقات الامريكية ــ الليبية ظلت متوترة لعدة عقود، نتج عن هذا التوتر تعرض ليبيا إلي ضغوط سياسية واقتصادية، أدت إلي مزيد من تدهور حالة البلاد، رغم ما تتميز به من خصائص علي المستويين الاقتصادي والسياسي. واتسمت العلاقة بين البلدين بالتناحر الدائم بدعوة احتواء ليبيا للإرهاب، ولم تكن علي الإطلاق علاقة تعاون من أجل النهوض كما تدعي الولايات المتحدة. ومثلت الأحداث الدامية في ليبيا عقب ثورة 2011 حجة مناسبة للتدخلات الأمريكية في الشأن الليبي، وتحقيق أهدافها السياسية والاقتصادية في منطقة شمال أفريقيا والتخلص من نظام القذافي نهائيا. كان للتدخلات الأمريكية ضمن القوى الدولية في ليبيا لمحاصرة القذافي عواقب وخيمة كثيرة، مازال الشعب الليبي يعاني منها حتى الآن، أبرز هذه العواقب: استمرار حالة انعدام الأمن، وانتهاكات حقوق الانسان علي الرغم من إعلان القوى الغربية أن هدفها الأول هو حماية المدنيين وضمان رعاية حقوق الانسان. وبعد ذلك صعد القوة الإسلامية وسيطروا علي الحكم في البلاد، ولكن هذا لم ينتج عنه الاستقرار أو تحقيق الديمقراطية وتوفير قدر مناسب من الاستقرار الأمني والسياسي. بل حدث مزيد من العنف، والتدهور الاقتصادي وانعدام الأمن. المصادر: --------- البوابة الامازيغية : الحرب الامازيغية الأولى، رابط : http://www.portail-amazigh.com/2013/08/first-barbary-war.html يوسف أبو الفضل محمد مصطفى: التجارة الخارجية للجماهيرية العربية الليبية، رسالة ماجيستير غير منشورة ( القاهرة : معهد البحوث والدراسات الأفريقية، 2007) ص 2 يوسف محمد زكريا : مناخ ليبيا دراسة تطبيقية لأنماط المناخ الفسيولوجي، رسالة دكتوراه غير منشورة، جامعة منتوري ـ قسنطينة ، 2005 ، ص 31 African Statistical Yearbook 2012 / Annuaire Statistique pour l Afrique 2012, p. 217 يوسف محمد زكريا : م س ذ ص، 80 السيد عوض عثمان: العلاقات اللليبية الأمريكية ( القاهرة : مركز الحضارة العربية للإعلام والنشر، 1992)، ص 33 يوسف أبو الفضل محمد مصطفى: م س ذ، ص 1. رالف شامي وآخرون : ليبيا بعد الثورة : التحديات والفرص، صندوق النقد الدولي ، 2012 ، ص 9 ، 10 السيد عوض عثمان: م س ذ ، ص ص 16 ـ 20 السيد عوض عثمان : م س ذ ، ص 16 المركز السوري للدراسات والأبحاث ( مترجم) : مبادئ السياسة الجديدة للولايات المتحدة الأمريكية، سوريا : نوفمبر 2012، ص 3، متاح علي الرابط http://sham-ngo.org/Portals/0/Uploads/translate32.pdf حمدي عبد الرحمن: " سياسات التنافس الدولي في أفريقيا"، قراءات افريقية، ص 8، متاح علي الرابط http://www.qiraatafrican.com/view/?q=1050 المركز السوري للدراسات والأبحاث، ص3 قراءات أفريقية، العدد العاشر، أكتوبر 2012 ( القاهرة : مؤسسة المنتدى الإسلامي )، ص ص 1 ـ 8 أيمن شبانه : "النفط الأفريقي عندما تتحرك السياسة الأمريكية وراء الموارد"، عادل حمزة عثمان: الأمم المتحدة والموقف من عمليات التدخل الإنساني دراسة سياسية قانونية ، مركز الدراسات الدولية بجامعة بغداد، ص 20،21 ، متاح علي الرابط ، http://www.iasj.net/iasj?func=fulltext&aId=27061 رالف شامي وآخرون : م س ذ، ص 9 السيد عوض عثمان: م س ذ ، ص 35 حمدي عبد الرحمن ، "السياسة الأمريكية تجاه أفريقيا من العزلة إلي الشراكة"، السياسة الدولية ، ص 5، متاح علي الرابط http://www.muwakib.com/newsportal/index.php?option=com_content&view=article&id=1800:2011-05-26-12-46-34&catid=18:2011-03-23-09-39-56&Itemid=22 عادل حمزة عثمان: م س ذ، ص 2 السفارة الأمريكية في ليبيا : "شراكات أمريكية في ليبيا"، متاح علي الرابط http://arabic.libya.usembassy.gov/partnerships.html حمدي عبد الرحمن : م س ذ، ص 12 حسن المسلاتي : "العلاقات بين ليبيا والولايات المتحدة عدد هائل من الأعمال العدوانية الأمريكية"، متاح علي الرابط http://www.albasrah.net/pages/mod.php?mod=art&lapage=ar_articles_2013/0313/mslati_100313.htm ص 2 ماجد الحموي: قضية لوكربي بين السياسة والقانون العلاقة بين محكمة العدل الدولية ومجلس الأمن ، مجلة جامعة دمشق، المجلد السابع عشر العدد الثاني ، 2001. رابط : http://www.damascusuniversity.edu.sy/mag/law/old/economics/2001/17-2/majed.pdf حسن المسلاتي : م س ذ، ص 5 http://goo.gl/x15BdZ بعد صدور الأحكام في قضية لوكربي التعويضات تولد أزمة جديدة بين ليبيا وكل من بريطانيا والولايات المتحدة ، : ليبيا تقبل رسميا مسؤؤليتها عن تفجير لوكربي، رابط BBC Arabic http://goo.gl/Jt7nI6 Shayerah Iliar Akhtar , Mary Jane Bolle and Rebecca M.Nelson : “ U.S. Trade and Investment in the Middle East and North Africa: Overview and Issues for Congress” , p. 12 أيمن شبانة : م س ذ ، ص ص 1 ـ 8 يوسف أبو الفضل محمد مصطفى: م س ذ ، ص 15 يوسف أبو الفضل محمد مصطفى: م س ذ ، ص ص 15 ـ 19 يوسف أبو الفضل محمد مصطفى: م س ذ ، ص 23 http://www.al-madina.com/node/315942 صالح بكر الطيار : " الأزمة الليبية بمنظار اقتصادي"، متاح علي الرابط
#منال_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عزيزي المثالي
-
أثر ثورة 25 يناير علي القطاعات الاقتصادية الاستراتيجية في مص
...
-
صباح آخر يوم في 2013
-
شتاء عاصف
-
الحجرة المظلمة
-
شبابنا
المزيد.....
-
أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن
...
-
-سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا
...
-
-الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل
...
-
صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
-
هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ
...
-
بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
-
مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ
...
-
الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم
...
-
البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
-
قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|