أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حازم الحر - لماذا يا رمضان ؟














المزيد.....


لماذا يا رمضان ؟


حازم الحر

الحوار المتمدن-العدد: 4503 - 2014 / 7 / 5 - 13:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


صباح الخير لجميع البشر
كانت الساعة الرابعة بعد الظهر جلس محمد ابن الست سنوات على غير عادته هاديء وعابس وكانه يتألم من شيء ما .
انفصل والداه قبل ثلات سنوات وبقي في حضانة والده وجدته وجده وتزوج والده فتاة متدينة جدا ترعى عائلته ومنذ اليوم الاول ناداها ماما لعطشه الشديد للكلمة بكل معانيها وللحق هي فعلا حنونة وتعامله وكانه ابنها .
وجاء رمضان قبل ايام وبدأ عذاب محمد ابن الست سنوات وتغيرت معاملة ماما الحنونة !! وسط دهشة محمد وتسائلاته . وبحكم كوني قريب للعائلة سالت زوجة الاب عن سبب اكتآب الطفل وهدوئه الغريب ؟
انه صائم وساعلمه الصلاة ليدخل الجنة قالتها بسعادة وكانها انتصرت على الشر في محمد
ولكنه طفل صغير ولا يعرف شيئا عن الصيام غير انه عذاب وحرمان اجبتها وانا اقترب من الطفل لاحضنه بحرارة كما حضنته يوما حين احضر هدية عيد الام من مدرسة الحضانة وقدها لجدته على انها ماما .
وقلت لها كيف تسمحين لنفسك بتعذيب طفل ربما سيكرهك بعد ان وصفك ب ماما وهو لا يعرف شيئا لا عن الصيام ولا عن الصلاة ولا الجنة ولا النار ؟
قالت ساعلمه الصيام والصلاة منذ الآن ليكبر رجل صالح يعرف ربه ويطيع اوامره ولا تقلق عليه فهو سيتعود الصيام وتوعدته بحرمانه من المصروف ان هو أفطر وهو يسمع ويجلس بجانبي . وتركتنا لتدخل المطبخ
وكان لا بد أن اتدخل ليس لأغير قناعاتها فلا جدوى من ذلك ولكن لأنقذ الطفل من المه الغير مبرر وخطرت ببالي فكرة أن آخذه معي مشوار واطعمه واسقيه فقلت لها سآخد محمد لتمضية الوقت وسنحضر قبل موعد الافطار ووافقت وفي عيونها نظرة تحذير لي وقالت لمحمد أياك ان تفطر ساعرف ان فعلتها واعاقبك .
وامسكت بيد محمد وهو يسير متثاقلا وكانه مريض وذهبنا الى مطعم بمدينتا في الحي المسيحي وسالته شو بدك توكل يا محمد ؟
ورد محمد باستغراب خلص أذن الجامع ؟؟
قلت له نعم مش شايف الكل هون بيوكل ؟
فتبسم وقال اول شي بدي مي اشرب... وشرب ولكني حذرته من شرب الكثير والا لن يتمكن من الاكل ففعل بسعادة وطلب سندويشة شاورما كانت رائحتها تملأ المكان فطلبتها له وطلبت لي فنجان قهوة رشفتها وانا اراقب سعادته وهو ياكل ببرائة وفي عينيه نظرات شكر وأمتنان اسعدتني وكاني انقذت حياته . وما هي الا دقائق حتى عاد محمد لطبيعته ... نشيط يلتفت حوله ليتعرف ويعرف ويسال وكانت الساعة قد اقتربت من السادسة فخرجنا ودخلنا حديقة عامة قريبة بها العاب ومراجيح وعدد قليل من الاطفال ليس كعادتها .. فالكل صائم وتمتع محمد ولعب وسعادتي لا توصف بسعادته .... وكان لا بد من العودة والتي لم افكر في عواقبها قبل فمحمد سيعود لماما غير ما تركها سعيد ونشيط وقررت ان اقابل الموقف واتحمل المسئولية كاملة وشو ما يصير يصير . وركبنا السيارة في الطريق للبيت وقد ازدحمت الشوارع وسط ابواق السيارات وعصبية السائقين فموعد الافطار اقترب والكل مستعجل ومعصب الا انا ومحمد سعداء ومتسامحين ونفسح الطريق للجميع ولا كلمة شكر ( وكانهم يعرفون اننا مفطرين فليس من عادة الصائم الابتسام ) ووصلنا البيت ومحمد فرح بصيامه وافطاره وسياخذ مصروفه ورضى ماما . وقابلتنا بالباب ورأت محمد القادم غير محمد قبل ساعات فبادرها قائلا وبسعادة افطرت ولعبت وكييفت . ونظرت الي بنظرة لؤم لم اكترث بها وقالت .. انت بدك تخرب الطفل مثلك ؟ الحق مش عليك الحق علي اني صدقتك وسحبت الطفل داخلا وطرقت الباب وركتهم وانا اسعد رجل في العالم واسكررها يوميا مع محمد وساجعله لمحمد فعلا شهرا فضيل . تحياتي لحميع البشر ورجاء رحمة باطفالكم فالله محبة وحنان



#حازم_الحر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رهام سعيد والدكتورة منى
- كيس البطاطا
- ونعم الاخلاق
- السلاح بيدك عزيزي .. فاطلق ولا تتردد
- صرخة أمومة
- حسن سلوك
- وصلت الرسالة عزيزتي .... متاخرة ولكنها وصلت
- لمن يهمه الامر
- ورحلت سحر
- من قتل أمينة ؟؟
- مسلم أمريكي .. 2
- مسلم أمريكي
- رسالة شكر غريبة !!
- اعتراف ... واعتذار
- كل عام وجميع الطيبين بالف خير
- أكتبي... حبيبتي
- فتوى شيطانية
- بقايا ... من هدايا حبيبتي
- شياطين الشر
- محرم للمدرب !!!


المزيد.....




- البندورة الحمرة.. أضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سا ...
- هنري علاق.. يهودي فرنسي دافع عن الجزائر وعُذّب من أجلها
- قطر: تم الاتفاق على إطلاق سراح أربيل يهود قبل الجمعة
- الفاتيكان يحذر من -ظل الشر-
- عاجل | مصادر للجزيرة: الشرطة الإسرائيلية تعتقل الشيخ رائد صل ...
- الفاتيكان يدعو لمراقبة الذكاء الاصطناعي ويحذر من -ظلاله الشر ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون الأقصى ودعوات لتكثيف الرباط بالمسجد ...
- قائد الثورة الاسلامية: لنتحلّ باليقظة من نواجه ومع من نتعامل ...
- قائد الثورة الاسلامية: العالم يشهد اليوم المراحل الثلاثة للا ...
- قائد الثورة الاسلامية: المقاومة التي انطلقت من ايران نفحة من ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حازم الحر - لماذا يا رمضان ؟