أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - هل يموت الدين ح2














المزيد.....

هل يموت الدين ح2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4503 - 2014 / 7 / 5 - 02:13
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


العقل بما هو منظومة أكتشاف وتمييز وفرز وتقرير صالحا أن يكون قائدا لمرحلة البحث عن دقائق معرفية تتحدى أحيانا بعض ما نؤمن به من مسلمات تأريخية مترسخة في الذات الإنسانية لكنه لا يمكن له أن بذهب أبعد من المكتسب ما بعد الفطري وعليه أن يتوقف في حدود عالم الفطرة عالم التكوين والتكيف الأول لمسألة جدا بسيطة هي أنه لا يستطيع أن يتغلغل في عالم سابق له ومكون أساسي من مكوناته , فالعقل بالنهاية هو صنيعة عقل أول عقل فطري يصيغ له مرحلة الإنطلاق ويضعه على مدارات العمل الإنساني المصاحب للوجود بعد أن يزوده بالخميرة التي من دونها لا يمكن للعقل أن يستمر عاملا فاعلا ومؤثرا وهي الوعي بالما حول والوعي بالذات .
هذه المسألة من أشد الخطوات خطورة على التفكير الإنساني أن يستغرق في بحثه في الفطرة الأولى التي عليها جبل الإنسان , لأن الفطرة وحسب المفهوم المعرفي والفلسفي لها هي الجوهر الإنساني الذي يحمل الجينات الفكرية والعقلية الأساسية لدى الكائن الإنساني ’أو بتعبير أدق علميا هي الذاكرة الأولى التي تساعد الإنسان أن يتحول من الحيوانية الطبيعية إلى الإنسانية الطبيعية وتبقى مع وجوده ذاكرة أحتياطية تعيد له نفس الأسيات الوجودية في حال لو شرخت الذاكرة العقلية لمرحلة ما بعد الفطرة .
الخطورة لا تأت فقط من تجرأ العقل على أنتهاك ما هو خارج القدرة وسابق للوجود بل لأن في ذلك بعض الشذوذ الفكري الذي يبنى على أفتراضات يصيغها العقل ثم يقبل على البرهان بأدواته الخاصة التي لا تسلم من مسامحة أحيانا لأنه هو من يقود علمية البرهنة والفحص والدليل أنه يبحث في موضوع أقدم من وجوده وأسبق من حضوره وهذا ليس مهما فقط بل ضروريا أن يفحص توافق أولي بين الموضوع محل البحث وبين كونيته الأولى .
أي أن العقل حتى ينجح في ذلك لا بد أن يسلم بحقيقة أن الفطرة وقوانينها ومفهومها العام والجوهري هي من الأمور التي تركن إلى جهة محددة متعلق حدودها بالغيبيات لا متعلق بالماديات ,ولزيادة التوضيح أن علم النفس وبموجب قوانينه يرد كل التصرفات الحسية والسلوكية الإنسانية الأولى إلى الفطرة ويعتبر أنها من جزئيات الأساس الطبيعي للإنسان , فهو يؤمن بها هكذا دون أن يعطي تفسير مادي مجرد , فهل من العلم مثلا أن نحكم على موضوع من طبيعته الأولى أنه مثالي بأدوات تجريبية وحسية وعلينا أن نركن للبرهان على أنه برهان علمي وعقلي .
إذن على العقل هنا أن يحترم خذه النتيجة وإلا متعديا على ذاته وعلى العقل , النتيجة التي وصل إليها أن في الكل جزء لا يمكن إخضاعه للتجربة والبرهان بل لا يمكن عده ممن يستحق أن يكون ضمن قائمة المجرد الحسي , هذه النقطة الأولى إذا تمسكنا بها ستقود إلى أعتراف صريح بتعدد أشكال الوجود وبتعدد منابع المعرفة , من حيث مصدرها ومن حيث شكلها أما نتائجها بالتأكيد تصب في مصب واحد هو المنتج العقلي المعرفي والعلمي الإنساني , أي أن المعرفة لا يمكن تصنيفها على أنها ضمن أطار واحد لا سبيل لتجاوزه وبالتالي التعدد النوعي هو حقيقة لا مناص منها .
إن بيان وجود عالم محسوس وأخر أقل حسية أو حتى مغيب أو مغلف وراء العجز العقلي هي أحدى أم المسلمات التي لا ينكرها العقل السليم وبالتالي أن الإيمان بأن الفطرة الإنسانية التكوينية تحتوي على عوالم خفية ليست بدعا من القول ولكن تقريرا لأمر واقع أمر مشمول بالعقلانية المنصفة العلمية ’ فأي نتيجة يتبناه العقل على هذه المقدمة وبنفس المنطق المعرفي ستكون محل أحترام وليست محل تقديس ويجب الأخذ بها حتى يثبت الدليل العقلي والعملي والمنطقي أن هناك حقيقة أخرى تناقض أو تعدل أو تحور أو تطور فكرتنا عن الفطرة وعن الجينات المعرفية التي تحتويها .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يموت الدين ح1
- السياسة وجذر الدين
- الفلسفة البعدية والتساؤلات العشر ح1
- الفلسفة البعدية والتساؤلات العشر ح2
- الفلسفة البعدية والتساؤلات العشر ح3
- الفلسفة البعدية والتساؤلات العشر ح4
- ليس دفاعا عن الله ولكن دفاعا عن الإنسان
- هل من حق الكاتب أن يكتب عن نفسه
- الحال والمقال
- الليبرالية والموقف من الأخر
- ذئب المدينة نسر الفن خليل شوقي وأيام بغداد الجميلة
- الثلاثاء الكبير هل يولد حدث كبير
- جغرافية الحرف وتبدلات المكان عند أديب كمال الدين قراءة في قص ...
- تواشيح الألم المقدس
- لا خيار أمامنا إلا العراق
- الأعراب والعربانية وصورة المعرفة
- تجديد العقل أم تجديد النظام العقلي
- الحجارة والتراب _ قصة قصيرة
- اللعنة
- مباعث التغير والإنقلاب في المجتمع السعودي _ ح2


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - هل يموت الدين ح2