سامي فريدي
الحوار المتمدن-العدد: 4502 - 2014 / 7 / 4 - 13:23
المحور:
حقوق الانسان
سامي فريدي
بَيْتُ نَهْرَيْنَ (35)
عِرَاقيٌّ أنَا، مَا أفْظَعَ أنْ تَكُونَ الْيَوْمَ عِرَاقِيَّ الْمَوْلِدِ وَالْهَوَى! عِرَاقِيٌّ أنَا، كُلُّ رِصَاصَةٍ قَتَلَتْ طِفْلَاً أصَابَتْنِي فِي صَمِيمِ فُؤَادِي أنا/ كًلُّ أرْمَلَةٍ نَاحَتْ فِي الْعِرَاقِ نَاحَ قَلْبِي لَهَا، كُلُّ عَرِيسٍ قُتِلَ لَيْلَةَ زَفَافِهِ فِي الْعِرَاقِ، هُوَ أنا ! يَا عِرَاقاً زَحَفَ الْتَتَارُ وَالْغُزَاةُ وَأمَامَ أبْوَابِ أسْوَارِ بَغْدَادَ، تَسْفِي رِيَاحَ الْغَضَبِ عَلَى كَالِحِ الْوُجُوهِ فِي تِلَالِ الْرُؤوسِ، أمَامَ أسْوَارِ بَغْدَادَ بَلَدِ الْرَشِيدِ! مِئَاتٌ مِنَ الأطْفَالِ تَعُولُ بَيْنَ يَدَيّ هُوْلَاكُو، تَسَاءَلَ الغُزَاةُ: مَاذَا نَصْنَعُ بِأطْفَالِ الْعِرَاقِ؟ أطْرَقَ هُوْلَاكُو عَلَى قَرْبُوسِ فَرَسِهِ، يُصَلِّي / ثَمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَقَالَ لِجُنُودِهِ: "أطْلِقُوا الْفُرْسَانَ تَسْحَقُ بِسَنَابِكِهَا أطْفَالَ أهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُؤْمِنينَ مِنْ جَنُوبٍ وَشِمَألٍ."/ صَوْتٌ: "لِمَاذَا أطْرَقْتَ يَا سَيِّدَ الْسَفّاحِينَ ؟ أ لِتَسْأَلَ الْرَحْمَةَ بِأطْفَالِ الْعِرَاقِ؟"/ رَفَع هُوْلَاكُو رَأسَهُ كَالِحَ الْجَبِينِ: "طَلَبْتُ الْرَحْمَةَ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَانْتَظَرْت، لَمْ تَدْخُلِ الْرَحْمَةُ فُؤَادِي!/ "أنَا غَضَبُ اللهِ عَلَى الأرْضِ، أيُّهَا الْفَاسِقُونَ!" وَمَاتَ أطْفَالُ الْعِرَاقِ، وَاغْتُصِبَتْ أرَامِلُهَا وَقُتِلَ أبْطَالُهَا/ ألْقِيَتْ كُتُبُ حِكْمَتِهَا فِي مِيَاهِ دِجْلَةَ!/ فَجِرَتْ حِبْرَاً أسْوَدَ، مِيَاهُ الْعِرَاقِ، هَذا مَا جَرَى فِي عُصُورِ الْشِقَاقِ وَالْنِفَاقِ وَالْسُرّاقِ!/ تَرْتيلُ آيَاتٍ مِنْ مِئْذَنَةٍ تَسِيلُ سَلَالِمُهَا بِالْدِمَاءِ/ بُحَّ صَوْتُ الْمُؤَذّنِ الْظَامِيءِ الْكَسِيرِ يَنْعَى بَغْدَادَ: "وَهِيَ ظَالِمَةٌ، فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا!"/ فَمَنْ يَفْتَدِي بَغْدَادَ، يَا هَاجِرِيْهَا!.
(سامي موريه- سيناريو العراق- موقع ايلاف)
#سامي_فريدي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟