أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عطا درغام - فلكلوريات من ذكريات الطفولة في رمضان















المزيد.....

فلكلوريات من ذكريات الطفولة في رمضان


عطا درغام

الحوار المتمدن-العدد: 4502 - 2014 / 7 / 4 - 13:23
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لشهر رمضان مكانة كبيرة في عاداتنا وتقاليدنا .....فننتظره جميعا ،أطفال ورجال ونساء،وكان استعداد النساء له بتربية الطيور وخصوصا البط والاهتمام به (تزقيقه)ليكفي غذاء الأسرة وولائمها خلال شهر رمضان.
وكان رب الأسرة يحرص علي تجميع العائلة كلها علي مائدة واحدة في أول أيام رمضان ،فتجد الأب والأم والأبناء وأزواجهم وأحفادهم...فكانت تعبر عن ترابط العلاقة الطيبة والترابط بين العائلة الواحدة والاجتماع في هذا الجو الروحاني العظيم.
والجدير بالذكر أن هذا الأمر منتشر في ربوع مصر ،مدنها وقراها،ليعبر عن الروح الواحدة..ويحرص الناس في بورسعيد علي وجود البط علي موائدهم في أول أيام رمضان ,ويشترونه بأي ثمن ...وطبعا القرية تحرص علي وجود البط أول يوم رمضان ،فكنت تسمع أصوات غليان ماء البط علي (الكانون)وهذه الموقدة لا زالت موجودة عند البعض في القرية-ونسمع غلي المرق وصراعه مع البط في سيمفونية جميلة تصل غلي أسماعك ،لتمني نفسك بورك أو حتي جناح من هذه الفريسة ،بعد صيام يوم طويل
.................................................. ............
في التاسع والعشرين من شهر شعبان يوم الرؤية ،ننتظر الإعلان عن أول أيام رمضان ،ولم تكن هناك وسيلة غير الراديو ،وقليلا التلفزيون عند بعض الناس في المقاهي ،أو عند بعض الموسرين في القرية ...وفور سماع نبأ الرؤية والإعلان عن أول أيام شهر رمضان ،تشعر بالجو الروحاني ،والهداية الدينية ،وإزالة الخلافات وإنهاء الخصومات التي نادرا ماكانت بين الناس لانتشار الحب ،وتتغير الأوضاع بنسبة كبيرة ،ويتبادل الناس التهاني ...وتسمع أصوات الشيخ محمد رفعت وعبد الباسط والمنشاوي والحصري والطبلاوي وغيرهم من شيوخ القراءة تصدح في القرية ،طبعا من خلال الإذاعة....وأغاني رمضان الجميلة (حالو ياحالو-أهو جه ياأولاد –هاتوا الفوانيس وغيرها من فلكلوريات رمضان)التي تشعرك بجو رمضان..
.................................................. ..............
وتسمع طبلة المسحراتي في القرية ،وكانت له أهمية كبيرة في القرية ،قبل انتشار الكهرباء وأجهزة الاتصالات الحديثة المسموعة والمرئية كالموجودة الآن،وكنا ننام مبكرا .....فكان يبدأ مهام عمله في الثانية عشرة وحتى قبل الفجر بنصف ساعة ،لتسمع صوت حركة وجلبة في المنزل ،وتنادي الأم علينا واحدا بعد الآخر...فلان...فلان،وإذا لم يصح فلان ،فتكفي زعقة(شخطة )من الأب لنقوم مسرعين ،حتي الذي لا يصوم كان يحرص علي مائدة السحور التي كانت تحتوي علي صنوف كثيرة نحرص عليها في رمضان
.................................................. .............
يصدح ميكروفون المسجد بقرآن الفجر والتواشيح ،وينطلق صوت من المسجد (غالبا الشيخ عبد الرحمن غزال –علي سعدة رحمهما الله-الشيخ حسن عيد-المرحوم أحمد حسن)قائلا :إشرب وارفع....إشرب وارفع،ينبهونا أن الوقت قد أزف وعلينا أن نمسك عن الطعام والشراب ونستعد لصلاة الفجر .....عادات جميلة جدا وعظيمة في قيمها ....ونذهب لأداء صلاة الفجر،وتفاجأ بأن البلد كلها موجودة ,وكأن صلاة الفجر فرضت في شهر رمضان فقط دون شهور السنة-وهذه منتشرة في مصر..تجد المساجد تمتلئ في رمضان فقط- وتستمر روح العبادة والجو العظيم طوال اليوم،ويحرص الجميع علي أداء جميع الصلوات في المسجد ،وقراءة القرآن وصلاة التراويح
......................................
وكنا نحن الأطفال في رمضان لنا طقوسنا الخاصة في الاحتفال به،فنحرص علي حمل الفوانيس ،ولم نكن نعرف الفوانيس بشكلها الحالي،فكنا نشتري زجاجة لمبة(لمبة سهار)ونعطيها للأسطى أحمد أمين (أشهر سمكري بالقرية ويعمل الآن بالمنزلة )وكان يصنع لنا فانوسا ،لا يختلف عن الذي يباع في الأسواق,فنضع فيه الشمعة ونفرح به ،ونسير به في المساء ونظل نغني وحوي ياوحوي وكل أغتني رمضان الجميلة
وقبل المغرب بقليل نذهب وننتظر أمام المسجد للإيذان بالفطور منتظرين سماع صوت الطبلة (طبلة المسحراتي )ليطرق ثلاث طرقات من فوق المئذنة،فنجري مسرعين مهللين(هيييييييييييييييييييييه)ونذهب إلي البيت لنلتهم الفطور بعد عناء طويل (وطبعا بعضنا كان لا يقدر علي الصوم لأنه كان يواكب شهور الصيف الشديدة الحرارة )وبعض الفطور كنا نستمع لفوازير رمضان(نيللي ثم سمير غانم-شيرهان ثم ممثلون آخرون ،وكذلك المسلسل الديني(محمد رسول الله-الوعد الحق-لا إله إلا الله-علي هامش السيرة..وغيرها من الروائع)...ولم نكن نري هذا الغزو من المسلسلات في الفضائيات ،مما يقضي علي جمال وروحانية هذا الشهر المبارك.
وبعد ذلك نتجمع في الحارة ونلعب كل الألعاب (الإستغماية- عسكر وحرامية-اللمسة-ورق الزمزم- البالتك-الحنجل-ركبتوا خيولها-النخلة)وكانت البنات تلعب(الحجلة(الأولة)والكبار يلعبون الضامة-الطاب-السيجة(وهي ألعاب تشبه الشطرنج)-معدة معاد.......
وكان شهر رمضان يصادف الصيف فتكون الدراسة متعطلة ،فتفتح المدرسة الابتدائية أبوابها للشباب تحت رعاية مركز شباب القرية ،فكنت تري خلية نحل من العمل صباحا ومساء .....ففي الفترة مابين العصر والمغرب كانت تقام الدورات الرمضانية الرائعة والتي غالبا ماكانت داخلية ،وكنا نشهد اشتراك أمثر من ستة فرق بالقرية فتخرج لنا العديد من المواهب.
وفي المساء وبعد صلاة التراويح تجد المدرسة خلية نحل فكانت تقام مباريات الكرة الطائرة ،وكانت تشهد شباب القرية في تلك الفترة ....وترابيزات تنس الطاولة في الداخل .....ومسابقات ثقافية بين فرق متبارية من المثقفين بحق كانت أيام رائعة قلما نجدها هذه الأيام مرة أخري
.................................................. .
ومن العادات الجميلة في القرية والتي لازالت موجودة هي التهادي بالكنافة وملذات رمضان ويسمي (الموسم)يقوم الأب بإرسال موسم ابنته ويتكون من كنافة ومكرونه وخلافه ،وإن لم يكن الأب موجودا, فالأم أو الأخ الكبير ،يظل هذا العرف متبع حتي بعد وفاة الأب فيقوم الأبناء بإرسال الموسم لعماتهم ،وهي من العادات التي تعمل علي صلة الرحم في القرية ،وقلما نجدها في غيرها من القرى



#عطا_درغام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلكلوريات الميلاد والختان في الريف المصري
- فلكلوريات الموت في الريف المصري
- من فلكلوريات الزواج في الريف المصري
- من فلكلوريات الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في قرية مصرية
- تطور الفن المسرحي في مصر
- النص المسرحي وأساليبه
- نشأة الفن المسرحي
- النزعة الإنسانية عند سارويان
- رزق الله حسون الأرمني


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عطا درغام - فلكلوريات من ذكريات الطفولة في رمضان