|
الطائفية والمذهبية سرطان الاوطان
نشأت عبد السميع زارع
الحوار المتمدن-العدد: 4502 - 2014 / 7 / 4 - 07:24
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
نشأت زراع يكتب (الطائفية والمذهبية سرطان الاوطان )
من اخطر مايصيب وطن الفتن الطائفية والمذهبية والحزبية والشللية والقبلية . انها سرطان المجتمعات وداء الامم ووباء الأوطان لاتنتشر فى مكان ما الا واحرقته . فأن تعيش فى وطن خالى من فيروسات التعصب للدين او المذهب او الحزب او القبيلة لهى نعمة كبرى وفضيلة لايعرفها الا من جرب نار الطائفية . يقولون فى المثل (ليس من رأى كمن سمع) مهما اكتب واحكى واتكلم عن نار الطائفية فلن استطيع ان اوصفها لك الا اذا شاهدت بعينيك او جربت او ذقت مرارتها ..
تخيل نفسك فى وطن او مجتمع لاذنب ولا جرم اجرمته الا انك من دين كذا او من مذهب كذا او من طائفة كذا او من قبيلة كذا فيأتى الطرف الاخر الخصم لك والمعادى لك بدون سبب فيعتدى عليك او على بيتك واولادك وربما نساؤك وربما يقتلك والفضيحة والمصيبة ان يفعل ذلك اعتقادا منه انه على صواب فى ذلك او يفعل ذلك من منطلق عقائدى
يقولون ان الاشياء تعرف وتتميز بضدها فلايعرف قيمة الامن وقيمة وطنا خالى من الطائفية الا من ذاق مرارتها ...
دعونا نغير ثقافتنا ونظرتنا الى التدين من الطريقة التقليدية القديمة الذى عفا عليها الزمن الى تدين عصرى انسانى متسامح .
فأنا أقول ان المجتمع المتسامح وان اختلفت عقائدهم ومذاهبهم وأفكارهم هو المجتمع المتدين .
المجتمع المتعايش مع بعضه وان اختلفت عقائدهم ومذاهبهم وافكارهم هو المتدين ..
المجتمع الذى لايشغل بال افراده بعقائد الاخرين ومذهبهم وافكارهم وينظر كل افراده الى بعض من ناحية الانسانية هو المتدين ..
المجتمع الذى يعيش الناس فيه وينسوا قضية العقائد ويعيش المواطن بجوار الاخر ولايسأله عن دينه هو المتدين ..
المجتمع الذى يختفى منه التعصب للدين والمذهب والحزب والقبيلة ويختفى منه وكلاء الله فى الارض الذين يحملون صكوك الغفرانهو المتدين للاسف الشديد لقد تجاوز العالم مرض الطائفية والمذهبية والحزبية والقبلية والتعصب للدين والمذهب الامنطقة الشرق الاوسط والبلاد العربية والاسلامية انتشرت فيها الطائفية والمذهبية بشكل مرعب ومدمر لدرجة اننا وصلنا الى ان يقضى منهم وطن على بعضه دون ان يتدخل احد بنار الطائفية والمذهبية ..
نحن نضرب مثالا من الامس القريب بالمجتمعات الاوربية وغيرها فى اوربا انتشرت امراض التعصب والطائفية والحروب الاهلية وقتل الملايين فى الحربين العالميتين وخربت اوطان ودمرت بلاد وحروب الكاثوليك والبروتستانت ايضا قتل فيها الملايين . فى امريكا والصراع بين السود والبيض والدماء التى نزفت فى سبيل القضاء على العنصرية ويقتل (مارتن لوثر كنج )دفاعا عن العنصرية البغيضة فكان يكتب على المطاعم فى امريكا (ممنوع دخول السود والكلاب ) وهاهى امريكا ينصب رئيسا لها احد السود وهو اوباما الذى قال اثناء حفل تنصيبه ان ابيه كان لايستطيع دخول المطعم .. وفى جنوب افريقيا ايضا حدث ولا حرج المهم ان الجميع استوعب الدرس وتناسي الالام والامراض القديمة وتعاهدوا على عدم الرجوع اليها لانها نار تحرق الاخضر واليابس نارا تدمر البلاد والعباد ..
اصبحوا الان الاتحاد الاوربى سوق اوربية مشتركة عملة اوربية موحدة (يورو ) تاشيرة واحدة تكتل عسكرى ---انتهت امراضهم
اما الطائفية فى بلاد العرب والمسلمين اليوم فحدث ولا حرج حدثنى عن الدواعش فى سوريا والعراق والرؤس المقطعة التى يلعب بها الكرة والتصوير بجانبها كانها منظر طبيعى خلاب
جدثنى عن الصراع السنى والشيعى والعداء المتبادل بين الفريقين والدماء التى سالت من الطرفين حدثنى عن السيارات المفخخة المتبادلة وتفخيخ المساجد والحسينيات وحدثنى الدواعش فى الموصل والقتل العشوائى لكل متحرك امام الغزاة وعن حكمهم بالقتل على جميع مسيحي الموصل . حدثنى عن الطائفية فى مصر منذ ايام الزاوية الحمراء وحتى حرق الكنائس وقتل المسيحيين للهوية وتحميلهم فاتورة الخلاف السياسي
حدثنى عن العراق ووطن يخرب ويعود الى عصور الظلام حيث التتار وحدثنى عن سوريا التى خرجت من التاريخ دون ان تدفع اسرائيل دولارا واحدا او نقطة دم واحدة فقد قام الابناء بالواجب ..انها الطائفية والعداء والكراهية المدمرة ياعزيزى التى فاقت الحروب الاهلية فى جاهلية المسلمين مثل حرب داحس والغبراء وحرب البسوس وحرب القحطانيين والكنعانيين وغيرها ..
حدثنى عن طالبان وسيطرتها على النساء والمعاناة التى يعيش فيها الناس وخاصة النساء .
حدثنى عن مخيمات اللاجئين واللاجئات السوريات حيث الفقر والمرض ونقص الغذا والدواء والمساوة على بيع الاطفال لفاقدى الانسانية والضمير حيث يتزوجون بهن
حدثنى عن الصومال والجوع والمرض بسبب حروب القبائل وحدثنى عن السودان ووطن ممزق وحدثنى عن ليبيا الجريحة التى تنتظر مستقبل مظلم لان الحرب بين القبائل على اشدها ..
حدثنى عن الثكالى بالملايين فى بلادنا العربية والاسلامية حدثنى عن اليتامى والارامل والفقراء والجوعى والمساكين بالملايين انها الطائفية نار الاوطان وسرطان الامم التى تحرق الاخضر واليابس ..
هناك صراعات سياسية قديمة لاذنب فيها لمن يعيش اليوم هناك عداوات واحقاد فات عليها غشرات القرون وللاسف تورث العداوة والكراهية الى الاجيال ليدفع ثمن الفاتورة شعوب لاذنب لهم فيها ..
عادت الرؤس المقطعة على ايدى الدواعش وجبهة النصرة عادت المشاهد المرعبة عبر القنوات ونحن فى عصر النت والعلم .
--عشرات الجماعات فى بلاد المسلمين من بوكو حرام الى الدواعش الى القاعدة الى انصار بيت المقدس الى التكفيريين من كل مكان حتى لاانسي من كثرتهم .
فى قصة رمزية حدثت فى بلاد الغرب تعارف اثنين من العرب على بعض هناك وجلسا يتجاذبا الحديث على احدى المقاهى وبعد فترة اكتشفا ان واحد شيعى والاخر سنى فنشبت بينهما معركة لفظية تطورت الى الاشتباك بالايدى فاتصل صاحب المقهى بالشرطة وتم اقتيادهما الى المخفر وبسؤالهما قال احدهما شتم عمر وانا لم اتحمل فأمر القاضى باستدعاء عمر لبحث المشكلة وسؤاله فقال احد الحضور ياسيادة القاضى هذه مشكلة من 1400 سنة ومازلا الفريقين مختلفين فيها فامر القاضى بايداعهما مستشفى الامراض العقلية .
فهل من اسلام بلامذاهب ولا جماعات والا فالعاقبة مظلمة والاوطان مهددة فقد ذكر وزير الاوقاف المصرى الدكتور محمد مختار جمعة جملة اتفق معه فيها (لا يمكن لعاقل أو وطني أو فاهم لدينه فهمًا صحيحًا أن ينكر أن حصاد دعوة الجماعات الإسلامية والجمعيات الخيرية التي صارت في ركابها كان حصادًا مرًا ، فقد زرعوا أشواكًا ، فجَنَينا حنظلا وعلقمًا --) وازيد ان ذلك نتاج طبيعى لنشر الافكار الوهابية المعادية للاوطان والتى تزرع فيها الفتن الطائفية والمذهبية فلاسبيل الا بعزل هذه الافكار كما عزلت اوربا رجال الدين عن الحياة فاستنارت اوربا واتمنى ان نحذو حذو اوربا .. اتمنى ذلك نشأت عبد السميع زارع
#نشأت_عبد_السميع_زارع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
-
“ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|