أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محسن عجيل البغدادي - تصريحات الطالباني التي لا تنتهي !















المزيد.....

تصريحات الطالباني التي لا تنتهي !


محسن عجيل البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 329 - 2002 / 12 / 6 - 04:16
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


               
                                                                 
يلاحظ المتابع للشأن العراقي غزارة التصريحات التي يدلي بها السيد جلال الطالباني زعيم الأتحاد الوطني الكردستاني . لا شك أن تعقيدات القضية العراقية و منعطفاتها  الخطيرة تستوجب من زعماء المعارضة العراقية العمل على توضيح حقائق الوضع العراقي للرأي العام العربي و العالمي و إلقاء الأضواء على جوانبها المختلفة بهدف حشد الدعم الدولي لنصرة الشعب العراقي للخلاص من النظام البعثي الجاثم على صدور العراقيين . كما أن عقد المؤتمرات و الندوات في  مختلف بلدان العالم أمر مطلوب و ضروري لتحقيق تلك الأهداف. و تدرك المعارضة العراقية بأطيافها المختلفة و رغم إجتماعاتها العديدة خلال العقود الثلاثة الماضية حقيقة إفتقارها الى وحدة الخطاب السياسي مما جعل من هذا الأمر هدفا رئيسيا للمؤتمر الذي كثر الحديث عنه الى درجة الملل. نجمت عن هذه الحالة ونقصد بها حالة الأفتقار الى الخطاب السياسي الموحد ، قيام زعماء المعارضة بل و كل من يعتبر نفسه معارضا بإطلاق التصريحات التي لا تتوافق مع بعضها . أحدثت هذه الحالة بلبلة حقيقية لدى أوساط واسعة من الرأي العام العربي و العالمي و ضاعت أهداف المعارضة العراقية و المستقبل السياسي لعراق ما بعد صدام في لجة هذه التصريحات . ولا أعتقد بأن هناك من يعتقد بأن هذه الحالة و في هذا الوقت بالذات و الذي يتطلب تظافر الجهود و توحيد الصفوف من أجل الخلاص الوطني ، هي أمر لصالح نضال المعارضة و الشعب العراقي . بطبيعة الحال لا يمكن الزعم بأن مايقوم به هؤلاء السادة هو من متطلبات الديمقراطية و حرية الرأي و التعبير.
تميز السيد جلال الطالباني من بين زعماء المعارضة ، وهو الذي قضى سنوات طويلة من عمره في خضم الأحداث السياسية ، بكثرة تصريحاته التي يشوبها التناقض و التضارب. مسيرة الرجل الطويلة بحاجة الى دراسة معمقة لتشخيص محطاتها الرئيسية و نقلاته  العديدة بين المواقع الفكرية المختلفة و التحولات الفكرية التي مر بها و التي لا يمكن فهمها دون دراسة متفحصة . فمن قومي في صفوف الحزب الديمقراطي الكردستاني في مقتبل عمره السياسي و مغرم بالزعيم الكردي مصطفى البارزاني في نهاية الخمسينات و بداية الستينات الى منشق عنه في منتصف الستينات بل و حامل للسلاح بوجهه الى جانب الحكومة المركزية والى متبني للفكر الماركسي بصيغه الماوية و الكورية في نهاية الستينات و من ثم الى ماركسي مولع بالمعسكر الأشتراكي ( بزعامة الأتحاد السوفيتي ) في السبعينات الى إشتراكي ديمقراطي مع بزوغ فجر البريسترويكا و الكلاسنوست . وتختزن الأدبيات السياسية و بخاصة الحزبية منها كما هائلا من تصريحات و مقولات السيد الطالباني و التي تشير بوضوح الى تلك المراحل من حياته السياسية و يمكن لمن يود التعمق فيها الرجوع اليها .
من نافلة القول أن نشير الى أن السيد جلال الطالباني شأنه في ذلك شأن أي شخص آخر في العالم حر في تبني الفكر السياسي الذي يعتقد بأنه يتناسب مع أهوائه . لذلك لآ أرى نفسي ملزما بالتفصيل في هذا الأمر .
الذي يهمني من مواقف السيد الطالباني و تمسني كعراقي في الصميم هو تحالفاته السياسية و تصريحاته التي لا نهاية لها . فتحالفه مع الحكومة العراقية و حمله السلاح ضد الحركة المسلحة الكردية ألحق أفدح الأضرار بتلك الحركة و مجمل الحركة الوطنية العراقية. وفي منتصف السبعينات أسس مع رفاقه الأتحاد الوطني الكوردستاني في سوريا ، و التي قال عنها مؤخرا أنها بلده الأول و جاءت صحيفة حزبه لتصحح  التصريح وتؤكد بأن السيد الأمين العام يقصد أن سوريا بلده الأول (مكرر) ، الأمر الذي لازلت قاصرا في فهمه لحد الآن . ويعرف أعضاء الحركات السياسية العراقية العربية منها و الكردية و التي كانت تتخذ من كوردستان مركزا لها لمقاومة الدكتاتورية في بغداد ، بأن قوات الأتحاد تقاتلت مع الجميع ، حتى أنتشرت نكتة بين الناس مفادها انه كلما جاء خبر إقتتال فصيلين من الأنصار يتساءل الناس عن الطرف الثاني بإعتبار أن الطرف الأول في كل إقتتال معروف لدى الجميع و هو الأتحاد الوطني . في خضم الصراع مع الدكتاتورية دخل السيد الطالباني في مفاوضات عبثية مع الدكتاتورية ليصرح من بغداد ( أن صدام هو الحكم و ليس الخصم ) و أنه لا يريد أن يطعن الجيش العراقي من الخلف و قد أبادت قواته أعداد كبيرة من الشيوعيين العراقيين في بشت آشان كعربون محبة للنظام. كان النظام يريد كسب الوقت فقط و عندما يأس الطالباني من المفاوضات دار بسرعته المعهودة و إنتقل الى جانب النظام الأيراني و ساهمت قواته الى جانب (حراس الثورة) في ضرب آبار النفط بكركوك و من ثم تحرير أو إحتلال حلبجة. يعرف الجميع ماقام به النظام ضد الشعب الكردي في حلبجة و مناطق كركوك من ضرب بالأسلحة الكمياوية و حملات الأنفال التي أودت بحياة أكثر من مئتي ألف إنسان ثلاثة أرباعهم من أكراد كركوك. رغم أن أصابع الأتهام يجب أن توجه جميعها بإتجاه النظام البعثي الدموي بسبب هذه الجرائم الكبرى ، إلا أن مسؤولية السيد الطالباني و رفاقه أمام الشعب الكردي و التاريخ لا يمكن حجبها مهما كانت تبريراتهم.
لم يتعظ السيد الطالباني من كل هذه الكوارث بل عاد و منذ إندلاع الأنتفاضة الشعبية ليمارس لعبته المحببة من جديد . فمرة يدعو تركيا الى حماية الأكراد من العرب بل و يقترح إلحاق كوردستان العراق بتركيا في عهد الرئيس التركي أوزال ليعود و يدخل في تحالف غريب مع النظام في ايران الأمور التي أدت مع أسباب أخرى كثيرة الى تعقيدات في الوضع الكردي و أساءت كثيرا الى سمعة الحركة الكردية و المطالب المشروعة للشعب الكردي. بين هذا و ذاك لا يتردد السيد الطالباني أن يعرف نفسه للأعلاميين العرب بأنه يوصم بالعروبي من لدن المثقفين و السياسيين الكرد . ثم يظهر على شبكة سي.أن .أن ليقول بأن حزبه يرحب بالجنود الأمريكيين في كوردستان ليعود بعده بساعة و يصرح للجزيرة بأنه كلامه أسئ فهمه .
مشكلة السيد الطالباني أنه يتأثر كثيرا بالأجواء التي يلقي فيها تصريحاته . ففي أنقرة يعتبر تركيا العلمانية دولة ديمقراطية من العيار الثفيل بل و يتعهد بعدم أكل الديك الرومي من الآن فصاعدا لأن هذا الكائن الذي يعشق الطالباني ألتهامه يسمى بالأنجليزية تركي ، وعندما يصل الى طهران يتحول الى إمام للمسلمين رغم أن هاشمي رفسنجاني يعتبره ممارسا للعهر السياسي و في أوربا هو اشتراكي ديموقراطي لا ينافسه منافس . والغريب أن السيد الطالباني يعتبر ان مايقوم به يدخل في صلب علم السياسة .
من مشاكل السيد الطالباني الأخرى مع الصحافة هو أنه و بعكس جميع السياسيين في العالم و بدلا من إختيار كلماته بدقة و تحديد مقولاته لكي لا تأول ، يلجأ الى الشرح و الأسهاب وكأنه معلم يقف أمام تلاميذه ويجد من واجبه أن يغوص في الأمور الى حد أدق التفاصيل. ويمكن لأي صحفي ناشئ أن يثير السيد الطالباني و يستفزه و يدعه يصرح بما  يمكن أن يندم عليه بهد لحظات . هذا فضلا عن أنه يعشق الكاميرا و ينسى نفسه أمام عدساتها و يستطيع إفشاء معظم الأسرار التي أؤتمن عليها . يعتقد بعض علماء النفس من الذين درسوا و يتابعون سلوك السيد الطالباني بأنه رغم صبغة المرح التي يحاول أن يضفيها على مجالسه ، الا أنه يعاني من عقد و إضطرابات نفسية تجعل منه متوترا و سريع الأنفعال . ومرد هذه الحالة لدى السيد الطالباني برأي هؤلاء هو الفشل في تحقيق ما كان يصبو اليه على مدى سنوات عمره السياسي الا وهو أن يكون زعيم الكرد الأول دون منافس . وتخلق هذه الأمر بمجملها إشكالات و منغصات عديدة لقيادات و كوادر الأتحاد الوطني الكردستاني و الذين يواجهون يوميا بمئات الأسئلة من أصدقائهم و لا جواب لديهم سوى القول ماذا نفعل هذا مام جلال أنتم تعرفونه !. وهو جواب يدل على العجز السياسي الكامل . أعتقد مخلصا و مع تقديري الكامل لسنوات الكفاح الطويلة التي قضاها السيد الطالباني في الحياة السياسية الكردية و العراقية أن يختار الأنزواء و التقاعد و هو في قمة موقعه السياسي بدلآ من أن يزاح بالقوة من قبل رفاقه و أن يمتنع من الآن من الأدلاء بأية تصريحات صحفية .

 



#محسن_عجيل_البغدادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أم الرسائل الى رئيس جمهورية العراق صدام حسين ! إطمأن فإن سجن ...


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محسن عجيل البغدادي - تصريحات الطالباني التي لا تنتهي !