أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مزمل الباقر - القصة عند استيلا قايتانو .. - زهور ذابلة - نموذجاً ( 5 – 5 )














المزيد.....

القصة عند استيلا قايتانو .. - زهور ذابلة - نموذجاً ( 5 – 5 )


مزمل الباقر

الحوار المتمدن-العدد: 4501 - 2014 / 7 / 3 - 20:42
المحور: المجتمع المدني
    


في الحلقة الأولى من سلسلة هذه المقالات، قمت بسرد سيرة ذاتية مقتضبة عن كاتبة المقالات والقاصة استيلا قايتانو وتعرضت بالحديث عن مجموعتها القصصية التي عنونتها بـــ ( زهور ذابلة ) متناولاً حسب الترتيب التسلسلي: قصة ( كل شئ هنا يغلي "1" : نحو الموت والسجون ).

أما بالمقال الثاني من هذه السلسلة تناولت بالحديث القصة الثانية في المجموعة ( كل شئ هنا يغلي "2" : نحو الجنون )، والقصة الثالثة في مجموعتها وهي قصة ( وليمة ما قبل المطر ). وفي الحلقة الثالثة تواصل الحديث، بدايةً بقصة ( خرائط لعوالم مجهولة) وانتهيت بقصة ( رحيل )

وفي المقالة الرابعة تواصل الحديث عن المجموعة القصصية ( زهور ذابلة ) للكاتبة استيلا قايتانو. وقصتها السادسة والتي عنونتها بــ ( في ليلة قمرية ) و ( زهور ذابلة ) وهي سابعة قصص المجموعة محور المقالات.

في الجزئية الأخيرة من هذه السلسلة ابتدر مقالي بالأقصوصة الثامنة والأخيرة من قصص الكاتبة استيلا قايتانو (( كل شيء فيها كان يذكرني بشجرة الباباي المنتصبة في فناء بيتنا الواسع، طولها الفارع، وقفتها المستقيمة رغم شيخوختها.

(( لا ألمس في جدتي أي جماليات، كنت أراها قبيحة جداً مثل الغوريلا، شفتاها غليطتان، رأسها كبير يصلح للجلوس دون أي متاعب، كان يزين شفتها السفلى ثقب هائل تسده بقطعة من الخشب نحتتها لتكون صالحة لهذا الغرض، عندما تخرج تلك القطعة فإن لعابها كان يسيل عبره، أشهر شيء قبيح فيها أنفها الأفطس، عندما تسمع تعليقاً عن فطاسة أنفها، كانت تقول دون أي جهد في التفكير: يكفي أنني اتنفس به )). ص 75

بتلك الكلمات الفائته تصف الراوية جدتها في الاقصوصة الأخيرة من مجموعة القاصة استيلا قايتانو ( زهور ذابلة ) وقد حملت الأقصوصة عنوان ( بحيرة بحجم ثمرة الباباي ).

الراوية طفلة ذات سنوات عشر تسكن مع جدتها (( في فناء بيتنا الواسع الملئ بالأشجار والخضروات وشجرة الباباي ذات الأثداء الكثر والكبيرة، كانت غرفتنا من القش ذات جدار دائري وباب قصير بحيث يركع من أراد الدخول فيها على ركبته وعندما تدخل تلاقيك ثلاثة مدرجات لتنزل إلى عمق الغرفة، وهناك في نهاية البيت حظيرة تضم أكثر من ثلاثين بقرة، فتزدحم في فتحتي انفك روائح الروث والفواكة والخضروات وروائح جدتي )). ص 76

وتحدثنا الرواية عن اسرتها (( كنا أنا وهي، في كل هذا الصخب، عائلة مكونة من جدة وحفيدة، توفيت أمي وهي تلدني، توفي أبي في رحلة صيد عندما سحقته جاموسة هائجة بقرونها، أما جدي فقد أعدم عندما قتل أحد الإنجليز ممزقاً نحره بالرمح لأن نظرات الإنجليزي لم ترق له، بقيت مع جدتي منذ عمر يوم، أرضعتني حتى العاشرة من عمري، كانت ثدياها مثل ثمرة الباباي في الضخامة وما تحوي من لبن طازج ذو طقعم غير مفهوم ولكنه جميل. كنت أرضع قبل الذهاب بالأبقار إلى المرعى وبعد أن أعود فلا أشتاق إلا لثمرة الباباي الموجودة على صدر جدتي)). ص 77

بعد أن أصبحت الراوية في العاشرة من عمرها منعتها جدتها من الرضاعة وصنعت لها شريحتين من الجلد لتغطي بها جسدها (( جزء ضئيل من الجلد مكون من قطعتين، معلق بحبل جلد لفته تحت السرة يتدلى من الأمام ومن الخلف ساتراً عورتيها)). ص 77
وعندما بلغت الخامسة عشر من عمرها وأثناء سيرها مع جدتها في طريق العودة للمنزل اخبرتها الأخيرة أنها رأت جدها في الواقع وليس في الحلم وكان على شكل تمساح فتدهش الطفلة لذلك وتتساءل:

(( - وكيف عرفتي انه جدي؟
- من تلك العرجة التي كان مشهوراً بها، وصفات أخرى أعرفها أنا فقطن عرفت أننا لا نموت بل نتحول إلى أشياء أخرى نحمل الصفات التي كنا عليها، نتحول ولكن دون ذاكرة فجدك لا يذكرني عندما تحول إلى تمساح.
- وماذا تريد أن تكون جدتي بعد عمر طويل؟
- لا أدرى إلى ما سأتحول، ولكني أتمنى أن اتحول إلى نسر.

ومنذ أن ماتت جدتي وعلاقتي بالنسور قوية، كلما ألمح واحداً أتأمله في تحلقه عسى أن أجد بعض صفات جدتي، ثدي بحجم ثمرة باباي، عيون حمراء جفون منتفخة، ولبن بطعم الملح )). ص 81



عن الرواية:

وبعد ...

- بيئة معظم شخصيات مجموعة (( زهور ذابلة )) هي بيئة متخلفة حضارياً - أو حضرياً إن شئت - وإن لم تخلو من نبل وكريم أخلاق، فالكل يشقى لأجل الأخرين: الأطفال والزوج ( قصة: كل شئ هنا يغلي )، الحفيدة ( قصة: بحيرة بحجم ثمرة
الباباي )، والأخ يشقى لأجل اخته أو العكس ( قصة: خرائط لعوالم مجهولة ).. الخ.

- للنازحين جغرافياً مساحة كبيرة من قصص المجموعة، وبعضهم يعاني نزوحاً روحياً كغربة الروح تماماً مثلما حدث للشخصية المحورية في أقصوصة ( زهور ذابلة ). ولا تخفي الكاتبة إستيلا قايتانو انحيازها لتلك المجاميع البشرية المهمشة سياسياً
واقتصادياً وربما ثقافياً.

- المجتمع الجنوبي – نسبة لجنوب السودان – كان حاضراً في المجموعة القصصية من خلال شخصية أولير ( وليمة ما قبل المطر ) ومن خلال الشجرة الورافة الظلال ( في ليلة قمرية ) وكذلك من خلال شخصيتي الجدة وحفيدتها ( بحيرة بحجم ثمرة
الباباي ).





مزمل الباقر

الخرطوم بحري في 28 مارس 2013م





#مزمل_الباقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القصة عند استيلا قايتانو .. - زهور ذابلة - نموذجاً ( 4 – 5 )
- القصة عند استيلا قايتانو .. - زهور ذابلة - نموذجاً ( 3 – 5 )
- ( يابا مع السلامة )*
- القصة عند استيلا قايتانو .. - زهور ذابلة - نموذجاً ( 2 – 5 )
- القصة عند استيلا قايتانو .. - زهور ذابلة - نموذجاً ( 1 – 5 )
- نايل .. الصوت الذي نال استحسان المشاهدين
- سوزان
- عيدج
- مسيح دارفور ( 5 - 5 )
- مسيح دارفور ( 4 - 5 )
- مسيح دارفور (3 - 5 )
- مسيح دارفور ( 2 - 5 )
- مسيح دارفور ( 1 - 3 )
- صباح الثورة
- واتس آب
- اشتياق
- رزنامة غير مرتبة .. لحملة مبادرة نفير
- عن عقوبة الاغتصاب بالسودان
- عن ( نفير: حملة الناس للناس ) تقرير شبه مفصل عن زيارة ( جبر ...
- هو


المزيد.....




- شتاء الخيام فصل يفاقم مأساة النازحين في غزة
- رئيس هيئة الوقاية من التعذيب في تونس ينتقد تدهور الوضع في ال ...
- هكذا تتعمد قوات الاحتلال إعدام الأطفال.. بلدة يعبد نموذجا!
- المكتب الحكومي يطلق نداء استغاثة لإنقاذ النازحين في غزة
- خامنئي: أمر الاعتقال بحق نتنياهو لا يكفي ويجب الحكم بالإعدام ...
- سجون إسرائيل.. أمراض جلدية تصيب الأسرى
- قصف وموت ودمار في غزة وشتاء على الأبواب.. ماذا سيحل بالنازحي ...
- هيومن رايتس ووتش: ضربة إسرائيلية على لبنان بأسلحة أمريكية تم ...
- الأمم المتحدة: من بين كل ثلاث نسوة.. سيدة واحدة تتعرض للعنف ...
- وزير الخارجية الإيطالي: مذكرة اعتقال نتنياهو لا تقرب السلام ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مزمل الباقر - القصة عند استيلا قايتانو .. - زهور ذابلة - نموذجاً ( 5 – 5 )