أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جريس الهامس - منابع الإرهاب الحديث ....5















المزيد.....

منابع الإرهاب الحديث ....5


جريس الهامس

الحوار المتمدن-العدد: 1273 - 2005 / 8 / 1 - 11:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في عام 1995 توفي في مدينة غدانسك البولونية صديق دمشقي هو المهندس ( بسّام ....) لم يحضر أحد من عائلته . كان لابد من تنظيم مأتم له ودفنه في مقبرة المدينة وقام ولدي باسل وأصدقائه من الطلاب السوريين والعرب بهذه المهمة الواجبة وبمساعدة الأصدقاء البولون بينهم بروفيسور في جامعة المدينة وزوجته بتنظيم مأتم للمرحوم وأثناء الدفن وأمام جثة المرحوم وقف شيخ جامع ( غدانسك ) الذي بني بأموال سعودية . ليلقي كلمة تأبين عليه وقال : إن الإسلام لايسمح بحضور غير المسلمين الكفار جنازة المسلم حرصا على الطهارة ... ذهل الجميع أمام هذا الكلام الذي لم نعرفه في بلادنا وبعد أن ترجم كلامه الشاذ للبولونية كان لابد من وقف هذا الجاهل عند حده فصرخت به قف كفاك تخريفا وأجبني على سوْالي . من أين أتيت بهذا الكلام .؟ هل يوجد في القراّن نص يمنع حضور المسيحي أو اليهودي أو من أي دين اّخر مأتم صديقه المسلم ..؟ أجاب بالنفي .. - إذاّ من أين أتيت به ..؟ قال بعدين بعدين .. - قلت له والله لوكان بسام حياّ لبصق في لحيتك لأنه كان علمانيا متحررا .. تدخل الأصدقاء وأكملنا مراسم الدفن .
أمسكت يد الشيخ ( ياسر ) قبل خروجنا من المقبرة قائلا هات من أين أتيت بهذه الفتوى العنصرية وأنت تعيش في بولونيا التي قدمت لك منحة دراسية مجانية مع سكن جامعي ومساعدة شهرية لكنك فشلت في الدراسة وذهبت إلى الأردن عاما كاملا ثم عدت حاملا لحيتك وأفكارك السوداء ... حاول التهرب لم يستطع ثم قال شوبعمل هكذا قال ابن كثير وإبن العباس .. وابن حنبل ..الخ
وكانت الحكومة البولونية قد منحت عدد من الطلاب بتحريض من السعودية أرضا ومساعدات مالية لبناء جامع لايبعد عن منزل زعيم حركة التضامن ليخ فاونسا سوى مئتي متر في مدينة لايوجد فيها سكان مسلمون . .. وتحول هذا الإمام المعتوه إلى داعية لأسلمة البولون كان يدفع للشخص الذي يعلن إسلامه ( 50 دولارا ) شهريا
وفرض الحجاب على البولونيات زوجات الشبان العرب وصيام رمضان ...الخ وإذا رفضن ذلك كان يرغم الأزواج بتطليقهن
لكن بعد قطع عطاءات ( خادم الحرمين ) وغيره من الحكام الموْمنين هجر الجميع الإسلام وعادوا إلى قواعدهم وبقي شيخنا يندب حظه العاثر ...؟
وفي مطلع هذا العام استضافت فضائية ( الجزيرة ) الغرّاء الدكتور محمد التيجاني السماوي المقيم في أمريكا ويحمل جنسيتهافي برنامج الإتجاه المعاكس _ أو صراخ الديكة _ وكان الموضوع وضع المسلمين في الغرب .. سأله فيصل عن وضع المسلمين في أمريكا ..؟ أجابه : إن الأمريكان يدخلون الإسلام أفواجا . وقد اهتدوا إلى الصراط المستقيم والدين الحق ثم قال : إنني موْمن بما جاء في استخارة وحلم الإمام الخميني صلوات الله عليه وما جاء في كتاب ( بغية الدعاة ) للشيخ جلال الدين الدسوقي .. التي أكدت هجرة الإسلام إلى الغرب الكافر ثم يعود منه منتصرا إلى مكة بعد أسلمة العالم .. قطع المخرج البرنامج فورا ووضع غيره
والتيجاني هذا صاحب كتاب ( إني اهتديت ) كان معلما إبتدائيا في إحدى قرى تونس غير مذهبه الديني وانتسب إلى الحوزات الشيعية في النجف وقم ومنحته الدكتوراة
ثم هاجر إلى أمريكا ليعمل على أسلمتها
في هولندا إلتقينا عددا كبيرا من اللاجئين من شتى بلدان اّسيا وأفريقيا .. كان أثر من تسعين بالمئة منهم شبه أميين لاعلاقة لهم بالسياسة هربوا من بلدانهم لتحسين ظروف معيشتهم البائسة أو الهرب من الإضطهادات الدينية أو القومية .. لم نسمع من الأكثرية الساحقة منهم كلمة شكر واحدة للبلد الذي استضافهم وانتشلهم من سفن الموت التي كان المهربون وقراصنة البشريحملونهم على ظهرها غلى أمام شواطئ أوربا ويفروا منها تاركينهم لمصير مجهول وسط البحر على سفن مهترئه تبحر بهم من مرافئ سورية ولبنان وتركيا ومصر والمغرب العربي ....؟بل كان أكثر اللاجئين يقولون علناّ : خصوصا المغاربة والأتراك : هذه بلاد كفّار ولكن غنية ... ولسان حالهم وعقلهم الباطني يقول : كل ما نسلبه منها حلال .. وقد يعتبرونه من الغنائم.. وكان أقل اللاجئين تعصبا دينيا وأكثرهم وعيا وثقافة : العراقيين والسودانيين والأكراد والسوريين واللبنانيين .. رغم استفحال ظاهرة الفردية والأنانية والعزلة بينهم .. كمفاعيل سلبية للغربة الطويلة المريرة ... وأكثرهم تعصبا وجهلا : المغاربة والجزائريين والأتراك والصوماليين والباكستانيين مع استثناءات نادرة جداّ
بهذه العقلية وهذه الكراهية والتربية العنصرية يعيش معظم اللاجئين المسلمين في الغرب باستثناء مجموعات صغيرة من المثقفين اليساريين والعلمانيين والليبراليين الذين لايملكون أي تأثير إيجابي على الأكثرية الجاهلة خصوصا من شباب الجيل الثاني من اللا جئين الضائع بين تعصب الأهل وتقوقعهم وبين الإندماج في المجتمعات التي يعيشون فيها ومن هذ الجيل الضائع كماقلت يصطاد الإرهابيون فرائسهم كصيد سهل جدا لغسل أدمعتهم ودغدغة أحلامهم الجنسية والمادية التي سيحققونها في الجنة الموعودة التي تنتظرهم بأنهارها وحورها وغلمانها ....؟ كما يستخدم الإرهابيون المخدرات وسيلة رئيسية للسيطرة على جيش المراهقين الذي جندوه للقتل والتدمير
وما طالبان في أفغانستان أثناء طغيانها إلا أكبر عصابة في التاريخ لزراعة وتصدير الحشيش والكوكائين في العالم جنى منها إبن لادن والشيخ عمر وغيرهما من أمراء الحرب مليارات الدولارات موّلوا فيها شبكات الإرهاب في العالم كله
إلى جانب فتحوا اّلاف المدارس الدينية في الجوامع وخارجها كأوكار لبث الكراهية والحقد على الاّخر وتعبئة وتنظيم الإرهابيين . وفوق ذلك تقدم لها الدول المضيفة المساعدات المالية سنوياّ والمقرّات المجانية وتلعب هذه المدارس وبرامجها الظلامية الدور الأول في تفريخ المجرمين والإرهابيين وفي عدم اندماج اللاجئين في المجتمعات التي يعيشون فيها ليظلوا متقوقعين ضمن أحياء شبه كانتونات منعزلة عن المجتمع الاّخر تشكل بوْرة للجريمة والمخدرات .. وسأعود لدور هذه المدارس والقييمين عليها المستوردين من مصر والمغرب وباكستان في تحويلها إلى حاضنات للإرهاب وزرع الحقد الطائفي وإلغاء الاّخر....؟

يتبع - لاهاي 31 - 7



#جريس_الهامس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ويلاه من قحط الرجال .. ياوطني ..؟
- لن تنقذ نظام الجلاّدين الأكاذيب والوقاحة .... ؟
- منابع الإرهاب الحديث ...- 4
- العاصفة قادمة والنظام الأرعن يخبط خبط عشواء...؟
- منابع الإرهاب .. الحديث ....- 3
- ....2 منا بع الإرهاب الحديث
- منابع الإرهاب الحديث
- القتلة واللصوص يصبحون روْساء في أنظمة العمالة والرجعية السود ...
- الدستور الديكتاتوري الأسدي أيضا ...3
- مطالب هزيلة أمام نظام فاشي وفاسد حتى النخاع - تشريح الدستور ...
- مطالب هزيلة أمام نظام فاشي فاسد حتى النخاع ومتغطرس ...؟
- وداعا أيهاالشهيد الثوري .. جورج حاوي
- لن يستطيع القتلة واللصوص اغتيال حزب الشهداء . واستقلال لبنان
- بين إصدار قانون الطوارئ وفرض حالة الطوارئ في العالم المتمدن
- لقد تشابه البقر .....؟؟؟
- العهدة الأسدية .. وموْتمر التفليسة العاشر
- ملاحظات سريعة حول موْتمر التفليسة الأسدية العاشر .. في دمشق
- في ذكرى الشهيد البطل رفيق سكاف .. على بطاح الجولان - حزيران ...
- من سيصفي التفليسة الأسدية في سورية
- الماركسية وأفق البديل الإشتراكي العلمي


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جريس الهامس - منابع الإرهاب الحديث ....5