أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سيمور هيرش - علاوي كان الاختيار الخطأ لواشنطن 1-2















المزيد.....

علاوي كان الاختيار الخطأ لواشنطن 1-2


سيمور هيرش

الحوار المتمدن-العدد: 1273 - 2005 / 8 / 1 - 04:47
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


اعتبرت انتخابات الثلاثين من كانون الثاني في العراق انتصارا لجورج بوش, وبرهانا على سلامة القرار الذي اتخذه بقلب نظام صدام حسين, لكن هذا الشعور بالانتصار ما لبث ان تلاشى على ضوء الملابسات التي تكشف عنها الوضع السياسي العراقي الذي اعقب الانتخابات وما شملته من عجز سياسي وعنف متزايد وانقسامات دينية متعمقة.

كانت قدرة الانتخابات على الوفاء بالوعود التي علقت عليها موضع شك من البداية, فقد واجهت الادارة الامريكية معضلة اساسية تتمثل في ان الفائز في اية انتخابات مباشرة ومفتوحة لا بد ان يكون طرفا دينيا شيعيا, حيث كان الشيعة معارضين شديدي العداء لنظام صدام حسين الذين عانوا الكثير منه, لكن العديد من زعماء الشيعة الدينيين والسياسيين متحالفون الى هذا الحد او ذاك مع ملالي ايران. ومع اقتراب موعد الانتخابات, كثفت الادارة الامريكية سعيها الى ايجاد الطرق الكفيلة بالتلاعب بنتائج تلك الانتخابات, بما فيها الطرق السرية, من اجل التخفيف من التأثير الديني الشيعي لكن الامور لم تسر تبعا لتلك الخطط.

كانت الخطة الاصلية للانتخابات كما وضعها رئيس سلطة التحالف المؤقتة, بول بريمر في نهاية عام 2003 تقوم على نظام المؤتمرات الانتخابية حيث يتسنى لسلطة التحالف ان تمارس نفوذا واسعا في مجال اختيار افراد المؤتمرات الانتخابية وبالتالي افراد الحكومة الانتقالية وتبعا لتلك الخطة كانت كل من الشرائح الاثنية الرئيسية في البلاد ستحصل على عدد محدد من مقاعد الجمعية الوطنية: الشيعة الذين يمثلون 60 بالمئة من السكان, والسنة الذين يمثلون 20 بالمئة والاكراد الذين تصل نسبتهم الى مجموع السكان حوالي 15 بالمئة. وكانت الولايات المتحدة تأمل باجراء الانتخابات قبل موعد نقل السلطة الى الحكومة الانتقالية الذي حددت له يوم الثلاثين من حزيران .2004

لكن انعدام الامن جعل الموعد المذكور غير مناسب لاجراء الانتخابات, وقد وافق اية الله العظمى علي السيستاني, الزعيم الروحي لاحد الاطراف الشيعية الرئيسية وهو المجلس الاعلى للثورة الاسلامية, على تأجيل اجراء الانتخابات تبعا لرغبة الولايات المتحدة مقابل ان يلتزم البيت الابيض بان تجرى الانتخابات بشكل مباشر وتبعا لاسلوب الصوت الواحد. وافق الرئيس جورج بوش على ذلك. ومثل ذلك تغيرا في الموقف الامريكي, خشي الكثيرون في ادارة بوش ان يؤدي الى ضمان حصول الشيعة على اغلبية الجمعية الجديدة.

تبعاً لمسؤولين في وزارة الخارجية الامريكية, والكونغرس الامريكي, والامم المتحدة, فإن ادارة بوش كانت, في اواخر شهر نيسان ,2004 منهمكة في جدل شديد حول كيفية دعم اياد علاوي وغيره من الاطراف التي تعتبر قريبة من الولايات المتحدة ومعادية لايران. يفتقر علاوي الذي سبق له ان عمل في مخابرات صدام حسين ووكالات المخابرات الغربية والذي انفق عشرات السنين في المنافي خارج العراق الى التأييد الشعبي القوي في صفوف العراقيين. وكان هدف ذلك الجدل, تبعاً لعدد من المسؤولين العسكريين والاستخباريين الامريكيين السابقين, هو ليس تحقيق فوز مباشر لعلاوي لان مثل هذه النتيجة لن تكون ممكنة ولا مقبولة على ضوء قوة الاحزاب الدينية الشيعية الموالية لايران. انما كان الهدف هو تقليل حجم التأثير السياسي للاطراف الدينية الشيعية. وكانت ادارة بوش تأمل في المحافظة على علاوي كطرف رئيسي في اية حكومة ائتلافية وكان لا بد لتحقيق ذلك من حصول حزبه على نسبة محترمة من الاصوات.

كان توماس واريك المستشار الاعلى حول العراق في دائرة شؤون الشرق الادنى في وزارة الخارجية الامريكية, ابرز الداعين الى مد الاطراف التي تفضلها الادارة بالمساعدات والاموال وقد سانده في هذه الدعوة رؤساؤه في مجلس الامن القومي. وقد تضمنت خطة واريك استخدام مبلغ الاربعين مليون دولار التي كانت قد رصدت للانتخابات في تزويد الاطراف التي تفضلها الادارة الامريكية سراً بالنقود والهواتف والعربات واللاسلكي ووسائل المساعدة الادارية والامنية. عارض مكتب الديمقراطية وحقوق الانسان والعمل في وزارة الخارجية هذه الخطة وتوجه الى ثلاث منظمات امريكية غير حكومية طالما ساعدت على مدى عقود في تنظيم ومراقبة الانتخابات حول العالم وهي: المعهد الديمقراطي الوطني, والمعهد الجمهوري الدولي, والمنحة الوطنية من اجل الديمقراطية.

اخبرني احد المشاركين في الجدل الدائر بانه كان هناك قلق من ان المبلغ المرصود سوف يذهب مباشرة الى علاوي واضاف المصدر نفسه »ان المنظمات غير الحكومية المذكورة قالت انها لا تتبع مثل هذه الاساليب اضافة الى انه سيكون عملاً جنونياً لان تسرب اية كلمة عن هذا التلاعب يمكن ان يدمر عملية يمكن ان تكون جيدة. فهذه هي الطريقة الخطأ لاداء هذه المهمة«.

خلال صيف وخريف عام ,2004 رتبت المنظمات غير الحكومية المذكورة لقاءات مع عدد من كبار المسؤولين بينهم جون نيغروبونتي الذي كان يشغل في حينه منصب السفير الامريكي في العراق. يقول المصدر الذي شارك في الجدل الذي خاضته الادارة ان الامور مع المنظمات الحكومية اخذت السياق التالي: تقول المنظمات غير الحكومية للمسؤولين في ادارة بوش انها لن تشارك في العمل من اجل اجراء الانتخابات في العراق اذا كان هناك اشخاص يدفعون الاموال لجهات معينة وتؤكد انها لا تريد ان تكون طرفاً في عملية سرية. وانها تريد من المسؤولين ان يعطوها كلمة شرف بأن تكون الانتخابات مفتوحة وشفافة. وكان المسؤولون يطمئنون المنظمات ويؤكدون لها تحقيق مطالبها. وبعد اسابيع من اجتماع مع المسؤولين في الادارة كانت المنظمات تبعاً للمصدر المذكور, ما تزال تسمع عن وجود جماعة سرية اطلق عليها اسم »المسار الثاني« وان الاموال سوف تقدم لعلاوي وسواه من الذين تفضلهم الادارة.

يتذكر احد خبراء الانتخابات الاوروبيين الذي كان له دور في التخطيط للانتخابات العراقية, ان واريك »كان دائماً سلبياً فيما يتعلق بالشيعة وارتباطاتهم بايران. وكان يعتقد ان بامكانه التلاعب بالانتخابات عن طريق التلاعب بالعملية السياسية نفسها, وكان يضغط بشدة على المنظمات غير الحكومية المذكورة«.

قال لي ليس كامبل, المدير الاقليمي لشؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا في المعهد الديمقراطي الوطني, انه قد ادرك على الفور عمق الرغبة الامريكية في فعل شيء لمساعدة علاوي ويقر كامبل بانه وزملاؤه قد واصلوا النقاش مع واريك, وبدا في البداية ان رأي المنظمات غير الحكومية قد انتصر وان مبلغ الاربعين مليون دولار سوف يقدم على شكل منح الى المنظمات غير الحكومية المذكورة للمساعدة في التخطيط للانتخابات ومراقبتها لكن الضغوط التي مارستها الادارة من اجل تقديم دعم مباشر لاطراف معينة كانت شديدة وكان من الواضح ان رأي واريك ظل راجحا. ومع تقدم الحملة الانتخابية, يقول واربك, »اصبح من الواضح ان علاوي وقائمته يمتلكون مصادر مالية هائلة رغم ان القنوات الطبيعية لم تشهد تدفق اي اموال لهم. كما حصل علاوي على دعم اعلامي محترف ومتطور اغرق القنوات التلفزيونية بتغطيات خاصة عنه«.

يمضي كامبل الى القول بان التركيز على علاوي اعمى البيت الابيض عن رؤىة عدد من الحقائق القائمة على الارض. فالادارة الامريكية, حسب قول كامبل, كانت »تدعم الاطراف الخطأ. وقد اخبرناهم بان الاطراف التي يدعمونها لن تحقق الفوز. لكنهم لم يصدقوننا«.

قال لي مسؤول كبير في الامم المتحدة ذو علاقة مباشرة بالتخطيط للانتخابات العراقية ان »الامر الذي كان توم واريك يحاول تحقيقه لم يكن سخيفا. كان واريك نفسه قد اسقط في يده لان بريمر والبيت الابيض قد مكنوا الايرانيين. وكان واريك يبحث عن انقاذ ما يمكن انقاذه«. وبقدر تعلق الامر بالولايات المتحدة, كان الجواب يكمن في علاوي الذي كان رغم ماضيه المشبوه »اقرب صورة للشخص العراقي الذي يمكن انقاذ الموقف بالتعاون معه«.

اكد لي مسؤول في وزارة الخارجية الامريكية وجود مسعى لتقديم التمويل المباشر لمرشحين معينين, وقال »كان الهدف هو معادلة الميل في ارضية الملعب. ولم يكن علاوي الملعب الوحيد«, كما اكد لي المسؤول نفسه او واريك لم يكن يتصرف على هواه »فالقضية رفعت الى المستويات العليا, وتمت المصادقة عليها« في اواخر ربيع 2004 من قبل وزارة الخارجية ومسؤولين اخرين في ادارة بوش. واضاف يقول:»الحكاية تتعلق بالسبب الذي جعل المحافظين الجدد وسواهم داخل الحكومة الامريكية ممن يقفون موقف العداء من ايران يعمون عن رؤية هذا الامر في العملية الانتخابية«. وبكلمة اخرى, لماذا تبنوا عملية من المرجح انها ستأتي بالاطراف الموالية لايران الى السلطة؟



#سيمور_هيرش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سيمور هيرش - علاوي كان الاختيار الخطأ لواشنطن 1-2