أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي الأسدي - داعش... وتفتيت العراق.. ,,,,















المزيد.....

داعش... وتفتيت العراق.. ,,,,


علي الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 4500 - 2014 / 7 / 2 - 23:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



تبدو المؤامرة على وحدة العراق وشعبه أكثر وضوحا اليوم ، فآخر مشاهدها هو الطلب الذي قدمه شيمون بيريز للرئيس الأمريكي عند زيارته له في القصر الأبيض " أن يدعم قيام دولة كردية في العراق ". وفي خطاب القاه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في معهد أبحاث الأمن القومي في تل أبيب حول التطورات الاقليمية ، قال : "علينا أن ندعم الجهود الدولية لدعم طموح الأكراد للاستقلال". كل ذلك يحدث الآن وكأن غزوة الدواعش للعراق قد جاءت ايذانا باعلان دولتين في آن واحد ، دولة الخلافة الاسلامية في العراق والشام ودولة اقليم كردستان في شمال العراق. وإلا كيف حدث أن تقوم شخصيتين كشيمون بيريز ونتنياهو بالمنادة باستقلال كردستان في وقت لا توجد على بساط البحث في العراق مسألة استقلال كردستان كما لا توجد حرب بين الكرد والحكومة العراقية حول موضوع استقلال كردستان حتى تقف اسرائيل مع حق الكرد في الاستقلال.

السؤال المهم هنا هو : هل الموقف الاسرائيلي يأتي انسجاما مع حق الشعوب في تقرير المصير، وفي هذه الحالة كان الأولى بها منح الشعب الفلسطيني حقه في تقرير مصيره الذي يرزح تحت احتلالها الغاشم منذ 66 عاما وترفض حتى تحديد موعد لانعتاقه ونيل حقوقه..؟

أم الغرض منه تفتيت العراق بفصل مكوناته المتآخية عن بعضها البعض ، وهو لعمري الهدف الأساس من وراء الموقف الاسرائيلي وليس حبا أو لسواد عيون السيد البرزاني. فما عسىاهما يقولان الرئيس الأمريكي ووزير خارجيته أمام ازدواجية المواقف لحليفهم الاستراتيجي والدولة الديمقراطية الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط.

ليس من المعقول أن يحدث كل هذا صدفة ودون علم وتنسيق مسبقين مع الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة. ولمن اطلع على تصريحات الرئيس مسعود البرزاني بعد احتلاله كركوك تزامنا مع احتلال داعش للموصل يستطيع الجزم بأن ما جرى ويجري بعد العاشر من حزيران الماضي لم يحدث في يوم وليلة ، بل كان نتيجة لجهود وخطط تم رسمها وتنفيذها بتوقيت يجعل الترابط بينها ليس لغزا. وما قاله الرئيس برزاني نصا هو، " أن المادة رقم 140 من الدستور قد تم تنفيذها و المناطق المختلف عليها قد استعيدت وان واقعا جديدا قد حل ولا عودة الى الوراء". قال السيد البرزاني ذلك في حين فرضت على الشعب العراقي بمافيه الكرد خوض حرب ضد عصابات غازية تحترف القتل والنهب واغتصاب النساء وهي حرب لا يمكن ان يقف البرزاني منها موقف الحياد. لكن السيد مسعود البرزاني كان محايدا تماما وليس ذلك فحسب بل اغتنم انشغال العراق بتضميد جراحه ليعلن ما أعلنه وان لا تراجع عنه.

الشعب العراقي لم يؤيد أبدا عدوانا على الشعب الكردي خلال كل تاريخ الدولة العراقية منذ تأسيسها في عشرينات القرن القرن الماضي لا في العهد الملكي ولا في العهد القاسمي ولا في العهد الصدامي. ولهذا فليس من المناسب ولا المتوقع أن يقول البرزاني ماقاله فالخلافات كانت وستظل موجودة بين الفرقاء في العملية السياسية مع حكومة تأتي وأخرى ترحل ، لكن لا يجب أن ينصرف هذا على الشعب العراقي فللشعب مآخذه على الحكومة العراقية وللبرزاني مآخذه عليها أيضا والطريق الصحيح لمعالجة المشاكل العقدية هو الحوار الديمقراطي المسئول لا الانقلاب أو الحرب. وكأشقاء للكرد لن نقبل بتنصل البرزاني كزعيم للشعب الكردي عن مسئوليته الوطنية ووقوفه موقف المتفرج من حرب الابادة التي يتعرض لها شعبنا بكافة مكوناته من قبل مرتزقة داعش و أخواتها.

ويحزننا ان نرى البرزاني يقود شعبه دون موافقته نحو حلفاء ليس لهم صديق واحد في منطقتنا العربية والشرق أوسطية وهو خيار سيجلب لكردستان المتاعب. ليس لاسرائيل أصدقاء في منطقتنا العربية حتى مصر التي لها علاقات دبلوماسية لم تحتمل وجود سفارة لها على أرض مصر. وليس الحال أفضل مع تركيا فأطماع تركيا في العراق لا حبها للكرد هو الذي مد يد الصداقة للبرزاني في حين يقبع في جزيرة نائية زعيم كردي من تركيا هو المناضل عبدالله أوجلان. ان الشعب العراقي سينتصر في النهاية لأن الطاقات الكامنة في جماهيره التي تفجرت ضد بهائم داعش ومرتزقة النظام السابق سوف تدمر فلولهم ولن يستطيعوا اعادة عجلة التاريخ الى الوراء. فعشرة سنوات ليست فترة طويلة يمكن أن ينسى شعبنا خلالها ما عاناه على أيدي جزاري النظام السابق.

أما الهوس والزعيق الذي يخدش الآذان عن طائفية الحكومة العراقية وعن مظلومية السنة فليست وليدة اليوم حيث بدأت منذ تسلم أول رئيس حكومة عراقية شيعي ابان الاحتلال وهكذا الحال حتى اليوم. ان النحيب على الطائفية ليس الا نحيبا على عهد النظام السابق ومعادلته اللئيمة حيث رئيس الدولة سني ورئيس الوزراء سني ووزير الخارجية سني ووزير الدفاع سني. ففي ذلك العهد البائد كانت الجماهير العراقية تدفع الثمن دماء وسجونا وتهجيرا وقبورا جماعية وهذا ما دفع لتغيير المعادلة بالاتجاه الذي يخدم كافة مكونات شعبنا عبر مشروع ديمقراطي ما يزال في بدايته. وما تقره الأصول الديمقراطية هو ما ينبغي احترامه والمحافظة عليه ، وعبر السبل الديمقراطية ينبغي احداث التغيير لصالح كل الشعب العراقي ، وسيأتي اليوم الذي ينتخب المواطنون فيه الشخص المناسب في المكان المناسب بصرف النظر عن الانتماء الطائفي. لكن حتى نصل لتلك المرحلة من السلوك لن يبقى للمذهب والدين والقومية دورا في اختيار رئيس الدولة أو الحكومة وما سنحتاجه هو بعض الوقت ليقتنع الجميع بالممارسة الديمقراطية ومضار التعصب بكل أصنافه ومصادره.

الداعشيون يريدون العودة الى الصدامية عبر الانقلاب واذا ما نجحوا فسيعيدون العراق الى المعادلة الصدامية السابقة ، لكن مثل هذا التغيير لن يزيل الحيف ، بل يغير ضحاياه. ومن أجل تغيير المعادلة الحالية خرجت الى العلن كل شياطين الطائفية وفي هذه المرة في جبهة متراصة بعنوان واحد يسمى الدولة الاسلامية في العراق والشام وكأن ما يسود في العراق والشام الدين الهندوسي. لن يجد الباحث في كوكل عن تبرير واحد منطقي ومعقول يدفع جماعة من الناس تهرع من شتى قارات العالم قاطعة آلاف الأميال جوا وبحرا وعبراليابسة فقط لهدف واحد هو قتل العراقيين الروافض ، لكن هدفا كهذا قام به عراقيون بكفاءة عالية منذ سقوط النظام الصدامي ولحد اليوم ولا يحتاج الى تجييش بهائم جدد من أنحاء المعمورة. لكن قتل الروافض ليس هو الهدف الذي حشدت نحوه بهائم العالم ، بل اعادة النظام الصدامي بكل موبقاته ما عدا صدام نفسه.

الخبير السابق في وكالة الاستخبارات الأمريكية سي آي أي اند ماغواير صرح لمجلة نيوز ويك الأمريكية نقلا عن الشيخ علي حاتم زعيم التمرد في الانبار قوله " اننا ما أن نطيح بالمالكي سنطرد الدواعش كما طردنا القاعدة في 2007 – 2009." لكن خبيرا سابقا آخر من الوكالة ذاتها وهو مالكولم نانس يرد على ما ذكره ماغواير بقوله " انه قول سخيف ولا واقع له. ان داعش هي أقوى بكثير من القاعدة التي طردوها بالفعل في تلك الفترة ، لكن قبول السنة بداعش تحت نفس الحجة السابقة هو بمثابة انتحار بمواد سامة " The Sunni Tribes Drink Antifreeze " فالسنة لن يرتضوا شريعة لا يمكنهم العيش في ظلها فالحياة قد تغيرت وان القرآن لا يجد من يأخذ به بالطريقة التي تفرضها داعش فالمجتمع السني يستهلك من البيرة أكثر من اي منطقة أخرى في العراق. وعندما حاولت مجموعة من داعش السيطرة على معبر طريبيل على الحدود العراقية الأردنية تم طردهم منها بعد قتل 30 عنصرا منهم من قبل العشائر السنية في المنطقة ".

اولئك الذين جائوا من الشيشان وطاجيكستان وداغستان وافغانستان وباكستان والصين وكندا واوستراليا والولايات المتحدة وبريطانيا والصومال ومن دول عربية كثيرة اذا لم يكونوا مختلين عقليا فقد خضعوا لغسيل أدمغة أنستهم آدميتهم وحولتهم الى قتلة متوحشين. ويتوهم من يعتقد ان الشعب العراقي سيفر هاربا أمام هذا الحشد المتنوع من الوحوش الأدمية الضارية ، بل بالعكس فانه ينتظرهم في كل منعطف ولن يجدوا مفرا غير أن يجزوا رقابهم بأيديهم ليذهبوا الى الجحيم لا الى جنان النعيم والولدان المخلدين . وما يجري في عراق اليوم هو فرز حقيقي لقوى الصراع التي سيكون الخاسر فيها من راهن على المؤامرة واغتنام الفرص.
علي الأسدي



#علي_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كبح المليشيات الطائفية ... مطلب لا يقبل التأجيل... ,,
- حكومة وحدة وطنية .. بشراكة حقيقية سنية – شيعية...،،،
- هل حقا فرً الجيش العراقي ...هربا من داعش...؟؟
- هل يستتب السلام العالمي .... ؟؟
- زيارة البابا فرانسيس الأول .... لفلسطين المحتلة....؟؟
- روسيا ... في الاستراتيجية الأمريكية القديمة الجديدة .،،،،
- العراق ... وآفاق التغيير...،،،،
- تضامنا مع ... الحزب الشيوعي الأوكراني
- لماذا يعشق الأمريكيون ... الحروب الباردة ... ؟؟
- محاكمة ميخائيل كورباجيف ..... !!!
- ما وراء الكواليس ... في الأزمة الأوكرانية ..؟؟
- أوكرانيا... بين أخوة روسيا .. وصداقة الغرب...؟؟
- أوكرانيا .... آخر دفاعات روسيا ....؟؟
- روسيا والغرب .. وعود خائبة ... وسهام في الظهر ... (الأخير)
- روسيا والغرب .. وعود خائبة .. وسهام في الظهر...(1)
- الاقتصاد الأمريكي ... وفرص الانتعاش الوهمية .. (الأخير)
- العراق ... و مقاومة الارهاب الفاشي
- الاقتصاد الأمريكي ... وفرص الانتعاش الوهمية .. ..(1)
- هل آن الأوان ... لتحقيق السلام في سوريا ....؟؟
- الرأي الآخر ... حول حصول ايران على ...- القنبلة النووية - .. ...


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي الأسدي - داعش... وتفتيت العراق.. ,,,,